سرايا - تعيش السلطة الفلسطينية بكافة مكوناتها “المدنية والعسكرية والأمنية وحتى السياسية”، حالة غير مسبوقة من التوتر والضبابية والمصير المجهول، في ظل التحديات الداخلية والخارجية القوية التي تضربها من كل جانب، ووضعتها بمرحلة حرجة وقريبة أكثر من أي وقت آخر من الانهيار.

ورغم محاولات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، “المستميتة” لإبقاء خط السلطة يتماشى مع المطالب والتطلعات الأمريكية والأوروبية والعربية وفي بعض الأحيان الإسرائيلية، والذي ترفضه الكثير من المكونات الفلسطينية، إلا أن المرحلة الأخيرة شهدت الكثير من التحولات باتت تهدد السلطة ووجودها.



ولعل أبرز هذه التحديات التي تواجهها السلطة في رام الله ما تفرضه "إسرائيل" من قيود صارمه على مراكز إحيائها المالية والتي تعد شريان الحياة الرئيسي لها، وباتت تتحكم فيه بشكل علني ويهدد استمرار عملها، وتقديم الخدمات للفلسطينيين.


وما زاد “الطين بلة” في أزمة السلطة الفلسطينية التهديد الصريح والأخير الذي أطلقته "إسرائيل"، حين هددت بمعاقبتها في حال صدرت أوامر اعتقال دولية رسمية من محكمة الجنايات بحق مسؤوليها، وهو ما سيفجر أزمة كبيرة داخل السلطة ويهدد بتعطيل كافة خدماتها ومواردها المالية، والأمر الذي سيقربها كثيرًا من حافة الانهيار التي تسكن فيه منذ سنوات طويلة.


وحذّرت "إسرائيل" الولايات المتحدة، من أنها تعتزم اتخاذ “إجراءات انتقامية” ضد السلطة الفلسطينية ربما تؤدي إلى “انهيارها”، في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين، حسب ما ذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لموقع “أكسيوس”.


– انهيار السلطة
ونقل “أكسيوس”، عن مسؤولين إسرائيليين لم يكشف عن هويتيهما، قولهما إنه “خلال الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت "إسرائيل" الولايات المتحدة بأن لديها معلومات تشير إلى أن مسؤولي السلطة الفلسطينية يضغطون على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف ضد قادة إسرائيليين”.


وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن “(إسرائيل) أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “إذا صدرت مذكرات توقيف، فإنها ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة، وستنتقم باتخاذ إجراءات قوية ربما تؤدي إلى انهيارها”.
ومن بين الإجراءات المحتملة تجميد تحويل عائدات الضرائب، التي تجمعها (إسرائيل) لصالح السلطة الفلسطينية. وفي غياب هذه الأموال، ستكون السلطة الفلسطينية “مفلسة”،
وتحقق المحكمة الجنائية الدولية، التي تتخذ من لاهاي بهولندا مقراً لها، في “جرائم حرب” مُحتملة منسوبة لقوات إسرائيلية.


وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع “أكسيوس” إن “التهديد بإصدار مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية حقيقي”، مشدداً على أنه “إذا حدث مثل هذا السيناريو، فمن المرجح أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قراراً رسمياً بمعاقبة السلطة الفلسطينية، وهذا يمكن يؤدي إلى انهيارها”.


وفي حال نفذت (إسرائيل) خطوات الانتقام، فستمر السلطة الفلسطينية بأزمة مالية حادة ستُجبرها على توقيف خدماتها بشكل علني، وتأجيل دفع رواتب موظفيها، وتقليص المشاريع الهامة التي تقوم بها بالضفة الغربية.

وسيكون من تبعيات هذه الخطوة التأثير المباشر على الرئيس عباس، الذي لوح اكثر من مرة ترك كرسي الرئاسة، في ظل المتغيرات التي تحدث في رام الله وخارجها، في ظل الرفض العربي لنهج السلطة الفلسطينية منذ سنوات، وقطع الكثير من تلك الدول تمويلها المالي للسلطة التي باتت قريبة جدًا من حافة الانهيار، وفق قراءة مراقبين.

وقبل أشهر، حذر وزير المالية الفلسطيني، شكري بشارة من “انهيار مؤسسات السلطة الوطنية”، والتالي حدوث اضطرابات في الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك في حال استمرار (إسرائيل) في عدم تحويل العائدات المالية.


– مصير مجهول
وقال بشارة، في حديث إلى صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية: “لا أريد أن أكون نذير شؤم، لكن ما لم يكن هناك انفراج كبير، فسيتعين علينا أن نتوقف ونعيد النظر في كل شيء”.

وبموجب اتفاقيات أوسلو، تقوم (إسرائيل) بجمع ضرائب مختلفة نيابة عن الفلسطينيين وتحويلها كل شهر إلى السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية.


ومع اندلاع الحرب في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، رفضت (إسرائيل) تحويل المبالغ المخصصة للفلسطينيين كاملة بعد أن اشترطت عدم تحويل السلطة لأي أموال إلى غزة، الأمر الذي ترفضه السلطة وتطالب بكامل المبالغ المستحقة.

وأدى اقتطاع (إسرائيل) الأموال من تلك التحويلات، إلى شل الموارد المالية للسلطة الفلسطينية، ودفع دبلوماسيين أجانب إلى إطلاق تحذيرات من أن ذلك يقوض استقرار الضفة الغربية.


وانعكست الأزمات المالية بعد السابع من أكتوبر، على نشاط المنشآت الاقتصادية وقدرتها على الاستمرار، ما أدى لارتفاع نسبة البطالة عقب تسريح العمال من أعمالهم، وانقطاع العمل في أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، عدا عن معيقات إسرائيلية وقيود فرضت على السلطة الفلسطينية أدت لإبطاء العجلة الاقتصادية.

وأمام هذه التطورات.. هل ستسمح  بانهيار السلطة الفلسطينية؟ وما هو البديل المتوفر الأن؟ وأين سيذهب الرئيس عباس؟

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : اللواء بريك: استمرار حزب الله وحماس بنفس الوتيرة سيؤدّي حتمًا لدمار "إسرائيل" إقرأ أيضاً : رغم التفاؤل المصري .. إعلام عبري: فرص التوصل لاتفاق في القاهرة ضئيلة إقرأ أيضاً : الإعلام العبري: حماس ستوافق على المقترح المصري لوقف إطلاق النار بغزة .. شروط صعبة وضمانات أمريكية


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الرئيس محمود الله الرئيس بايدن الحكومة الرئيس الله شهر غزة البطالة العمل الرئيس القاهرة اليوم الحكومة البطالة الله العمل بايدن غزة محمود الرئيس شهر السلطة الفلسطینیة الجنائیة الدولیة مذکرات توقیف فی حال

إقرأ أيضاً:

قياديان في حماس يكشفان تفاصيل لقاء السنوار السري بمحمد دحلان

وسلطت حلقة (2025/2/15) من برنامج "شاهد على العصر" الضوء على طريقة إدارة يحيى السنوار (أبو إبراهيم) لقطاع غزة، ومساعيه الحثيثة لتخفيف الحصار عن الغزيين وتحقيق الوحدة الفلسطينية، حيث يؤكد مرداوي والبرغوثي أن الرجل كان يتجاوز كل التناقضات ويطوي كل الصغائر من أجل تحقيق الهدف الذي كان يصبو إليه.

ورغم الضرر الذي ألحقته سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية بالشعب الفلسطيني، فإن السنوار كان حريصا على الوحدة الفلسطينية، وكان يرى أن توحيد الفلسطينيين هو هدفه السامي، ويقول البرغوثي إن أحد قيادات حركة التحرير الوطني (فتح) ممن كانوا يقدرون السنوار ودوره اتصل به -أي البرغوثي- وطلب منه أن يحافظوا على السنوار لأنه أمل الشعب الفلسطيني، ولأن الاحتلال قد يغتاله بسبب حرصه على وحدة الفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4يحيى السنوار: قائد المقاومة الذي دقّ باب الحرية بالدماءlist 2 of 4"رسالة تحد".. منزل السنوار يشهد عملية تبادل أسرى في غزةlist 3 of 4بعد استشهاد الضيف ورفاقه.. ما أبرز الأسماء الوازنة المتبقية في القسام؟list 4 of 4إعلام إسرائيلي: ظهور السنوار مقاتلا في "ما خفي أعظم" يثير الإحباط لدى الإسرائيليينend of list

ووفق البرغوثي، فقد تعرض أبو إبراهيم لانتقادات شديد على خلفية توجهه للحوار مع السلطة الفلسطينية، ولقائه مع ممثل حركة فتح في غزة سابقا محمد دحلان.

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد انتخابه في 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، حاول السنوار في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

إعلان

ويركز مرداوي في شهادته على علاقة السنوار بمصر، حيث كانت زيارته الأولى في الخامس من يونيو/حزيران 2017، وترأس حينها وفدا قياديا أمنيا، والتقى مع قيادات من المخابرات المصرية في القاهرة، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.

وكانت الزيارة الثانية التي قام بها السنوار إلى مصر في 30 أغسطس/آب من العام نفسه، وصرح على إثرها بأنه ناقش مع المصريين مشاريع اقتصادية ومسألة فك العزلة عن قطاع غزة، أي أنه كان يتعامل كحاكم وليس كزعيم لحركة مقاومة، كما يعلق أحمد منصور، مقدم برنامج "شاهد على العصر".

وفي هذا السياق، يبيّن مرداوي أن مشكلة قطاع غزة أن السلطة الفلسطينية كانت ترفض الوحدة، وعملت في المقابل على ما أطلقت عليه إنهاء "الانقلاب"، مستخدمة في ذلك كل أدوات الضغط المالي والسياسي.

وعلى ضوء السياسة التي كانت تنتهجها السلطة، ارتأى السنوار وحركة حماس -يضيف مرداوي- بأنه لا بد من الدفاع عن أجندة المقاومة، واستطاع أبو إبراهيم في اجتماعاته مع المصريين عام 2017 أن يقنعهم بأن "حركة حماس باقية وهي تدير منطقة مهمة وإستراتيجية بالنسبة لمصر".

ويشير القيادي في حماس إلى أن كل أحلام السلطة ظلت أحلام يقظة ولم تنفذ، و"اضطرت مصر أن تتجاوز الرغبة العربية بعدم التعاطي مع حماس، وتعاطت معها في ما يمكن أن تستطيع ولم تذهب بعيدا".

اللقاء مع دحلان

وبشأن اللقاء الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان، يكشف مرداوي -في شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- أنه قبل اللقاء كانت هناك نقاشات تدور داخل الحركة، وكان هناك تصور بأن المدخل للوصول إلى المصريين هو دحلان، وبالفعل التقى السنوار معه سرا في القاهرة عندما كانت تجري ترتيبات للمصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن اللقاء بينهما كان "أشبه بمصالحة"، وكان سريا بسبب المصلحة الفلسطينية.

إعلان

وفتح لقاء السنوار ودحلان الباب للقاء المصريين، وأثمر -كما يقول مرداوي- عن تخفيف حصار قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن دحلان تزعّم حملة قمع ضد حماس بعد فوزها بانتخابات المجلس التشريعي عام 2006، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، انتهت بطرده من قطاع غزة عام 2007، وأبعد عن المشهد السياسي لفترة طويلة.

وكان الشهيد السنوار قد صرح بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2017 بأن "حماس سوف تواصل تقديم التنازلات من أجل إنجاز مصالحة فلسطينية"، ويقول البرغوثي إن السلطة الفلسطينية حاولت "خنق مشروع المقاومة سياسيا وماليا"، لكن السنوار كان "مجبرا على إيجاد الحلول من أجل الذهاب إلى الطوفان".

وعن دور السنوار في مسيرات العودة، يشير البرغوثي إلى أنه وضع لها عدة أهداف، فقد كانت السلطة تضغط بشكل كبير لتفجير مشاكل داخلية في غزة، فكان القرار هو التوجه إلى الإسرائيليين لتجنب انفجار مشاكل داخلية، والهدف الآخر هو أن يحتك الجيل الجديد مع الاحتلال، بمعنى تدريب الناس على مواجهة الاحتلال، كما يوضح القيادي في حماس.

ويكشف مرداوي أن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- كانت تشارك في مسيرات العودة بلباس مدني.

15/2/2025-|آخر تحديث: 15/2/202503:13 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • تفاصيل توقيف اثنين مشتبه بهما في قضية اختطاف سيدة بسيدي بنور
  • 7 أكتوبر بداية المؤامرة .. شخصيات فتحاوية أبلغت دول الخليج: لا مُصالحة ما دام أبو مازن على قيد الحياة
  • نشأت الديهي يكشف تفاصيل التصور المصري البديل لخطة ترامب للتهجير
  • محمود عباس يرد على ترامب: واهم من يعتقد أن بإمكانه فرض صفقة قرن جديدة
  • تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع رئيس وزراء مصر ووزير الخارجية
  • قياديان في حماس يكشفان تفاصيل لقاء السنوار السري بمحمد دحلان
  • ترامب يضع صورته الجنائية التي التقطت له بعد اعتقال في 2023 بـ مكتبه .. فيديو
  • الرئيس الفلسطيني يشارك في الدورة الـ38 لقمة الاتحاد الإفريقي لحشد الدعم للقضية الفلسطينية
  • إسرائيل تصادق على خطط عملياتية في حال انهيار اتفاق وقف النار
  • أكسيوس: ترامب رحب بقطع السلطة الفلسطينية مخصصات الأسرى والمعتقلين