اليونان تحتفي بالحضارة العربية وتقدم الشارقة أول ضيف معرض عربي على "سالونيك الدولي للكتاب"
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
الشارقة - الرؤية
تحل إمارة الشارقة بمشروعها الثقافي الكبير أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، الذي يقام في الفترة من 16-19 مايو المقبل، مقدمة راهن وتاريخ الحراك الثقافي والإبداعي الإماراتي والعربي بمشاركة أكثر من 20 دولة، وفاتحة أمام صنّاع الكتاب ومؤسسات الترجمة والنشر والإنتاج المعرفي أفق الحوار والتعاون المشترك بأكثر من 25 فعالية متنوعة تجمع خلالها رموز الأدب الإماراتي وأبرز المؤسسات الثقافية والأكاديمية والمعرفية.
ويأتي هذا الاحتفاء بالشارقة تقديراً لحجم مساهمتها في دعم صناعة الإنتاج المعرفي والإبداعي في المنطقة العربية، وتأثيرها على توسيع أسواق النشر العالمية بربطها المشرق مع المغرب، كما يشكل اختيار الإمارة لهذا اللقب، تقديراً لمركزيتها بين عواصم المعرفة في العالم، واستكمالاً لسلسلة تكريمات شهدتها الإمارة خلال السنوات العشر الأخيرة، حلت فيها ضيف شرف على مجموعة من أكبر المعارض الدولية، من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا مروراً بإفريقيا، وصولاً إلى المنطقة العربية وشرق آسيا.
وتقدّم الشارقة خلال مشاركتها في المعرض برنامج فعاليات شاملاً ومتكاملاً، تشترك فيه مختلف المؤسسات الثقافية والمعرفية والسياحية في الإمارة، حيث تنظم سلسلة ورش عمل، وحفلات توقيع كتب، وجلسات نقاشية وحوارية، بالإضافة إلى عروض فنية وأنشطة تعرض جماليات التراث الإماراتي الأصيل وقيمه وفنونه.
حوار يكشف حجم المشترك الإنساني
وحول هذا الاحتفاء، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب: "تؤكد هذه المناسبة أهمية التراث الثقافي المشترك وتسهم في تحفيز الحوار العالمي الهادف، ونحن فخورون بأن تكون الشارقة جسراً يربط بين الثقافات، إذ لطالما تم الاحتفاء بالإمارة باعتبارها منارة للهوية الإماراتية والعربية، وسنبقى ملتزمين بتعزيز التواصل القوي بين مختلف الثقافات".
وأضافت: "تتجسد أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز قنوات التواصل بين العاملين في صناعة النشر ومبدعى المحتوى، كما توفر المزيد من السبل لدعم الصناعات الإبداعية، وتعزز النمو المتبادل على المستوى العالمي، ويعد الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024 فرصة مهمة أمام المؤسسات الثقافية الإماراتية والعاملين في هذا المجال لبناء واستحداث فرص التعاون والعمل المشترك مع نظرائهم في اليونان وخارجها".
تجربة عالمية في صناعة ونشر المعرفة
من جانبه، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "إن برنامج الشارقة ضيف المعرض يعكس حجم الجهود التي تقودها الإمارة برؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للنهوض بكافة مكونات الثقافة بأبعادها الاجتماعية والتراثية والمادية والتنموية؛ إذ تقدّم الإمارة نموذجاً رائداً على مستوى تنظيم معارض الكتب في العالم، وتشكِّل تجربتها محركاً لصناعة المحتوى والإنتاج المعرفي المنطقة والعالم، على مستوى توفير البيئة المناسبة للناشرين، وتخصيص الجوائر للكتاب، واستحداث المنصات والملتقيات الدولية لتعزيز جهود وفاعلية الموزعين، والفنانين، والوكلاء الأدبيين، وغيرهم من أطراف الحراك الثقافي".
وأضاف: "نفتح في هيئة الشارقة للكتاب، بقيادة الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة الهيئة، الباب أمام مختلف المؤسسات الثقافية لتطوير علاقات عمل وتعاون مشترك، تعزز من حضور النتاج الثقافي العربي في العالم، وتستحدث للعاملين في صناعة الكتاب فرصاً جديدة، تساعدهم على النهوض بأعمالهم، وترفع حجم حصة قطاع النشر الإماراتي والعربي من سوق الكتاب العالمي".
أقوال الفلاسفة لوحات فنية عربية ويونانية
واحتفاء بعلم الفلسفة الذي كان حاضراً ومؤثراً في الثقافتين العربية واليونانية، تقيم هيئة الشارقة للكتاب في جناح الشارقة بالمعرض، مشروع "فلسفات...محاكاة بصرية"، وهو مشروع فني يستلهم أقوال أشهر الفلاسفة اليونانيين والعرب، الذين برعوا في التفكير والتدوين باللغتين العربية واليونانية، حيث يتشارك نخبة من الرسامين الإماراتيين واليونانيين للخروج بالمعاني والتعابير من حيز الكلمة الفلسفية إلى ألق الصورة المعبرة وسحرها وقدرتها على إحداث الأثر الباقي في النفوس، ويشارك في المشروع الفنانون الإماراتيون: ناصر نصر الله، راشد الملا، علياء الحمادي، وإلى جانبهم الفنانون اليونانيون: دانيلا ستامتيَاذي، فاسيليوس غريفاس، وأنطونيوس نيكولوبولوس.
جلسات نقاشية وفعاليات وعروض حية
ويتوزع برنامج الشارقة في المعرض على سلسلة جلسات نقاشية وفعاليات وعروض حية، حيث تنظم ندوة بعنوان "الأدب الناشئة وتحديات المستقبل"، وتستعرض جلسة ثانية العلاقات الثقافية بين العرب والإغريق، كما تتناول في جلسة حوارية أخرى لمناقشة التحديات التي تواجه القصة القصيرة في زمن الرواية، وتجمع نخبة من أبرز الشعراء الإماراتيين والعرب في أمسية شعرية تنقل روح القصيدة العربية إلى جمهور المعرض، وتتوقف عند أثر الفلسفة في الأدب العربي القديم والمعاصر.
وتشهد مشاركة الشارقة عدداً من العروض التراثية والموسيقية والإبداعية، منها ركن مخصص لرسم الحناء، وتذوق المأكولات من المطبخ الإماراتي، بالإضافة إلى ركن لحفلات توقيع الكتّاب، وللخط العربي، ومعارض للفنانين والمقتنيات الفنية لتجسد جانباً من ملامح الهوية الثقافية العربي.
ويضم وفد الشارقة المشارك تحت قيادة هيئة الشارقة للكتاب، كلاً من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومبادرة "ببلش هير"، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومدينة الشارقة للنشر، ومنشورات القاسمي، وجامعة الشارقة، ومجموعة كلمات، ومؤسسة كلمات، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة الشارقة للآثار، وبيت الحكمة، ومجمع اللغة العربية، وكالة الشارقة الأدبية، وهيئة الشارقة للمتاحف، وجمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، ودائرة الثقافة، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هیئة الشارقة للکتاب المؤسسات الثقافیة
إقرأ أيضاً:
عبد الله بن سالم القاسمي وسلطان بن أحمد القاسمي يشهدان الجلسة الثانية للمجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة
شهد سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة ، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء أمس “الأربعاء”، الجلسة الثانية ضمن النسخة الرابعة عشرة من المجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة الذي يعمل تحت مظلة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وذلك في منطقة الجادة.
وتحدث في الجلسة التي جاءت بعنوان: “الثقافة والتراث في الأدب العربي” الشاعر والأديب السعودي حمود الصاهود وأدارها الإعلامي علي العلياني.
وناقش الصاهود، خلال الجلسة، كيفية تناول الأدب العربي للثقافة والتراث عبر تاريخ الشعر كأبرز أنواع الأدب العربي، وكيف نجح الأدباء العرب في التوظيف الأدبي الجميل لهم في إنتاجهم الأدبي خصوصاً في الشعر الذي أولوه اهتمامهم الأكبر، مستعرضاً العديد من أغراض الشعر مثل الهجاء والمدح والغزل ونماذج ذلك من كبار الشعراء العرب، وقصائدهم التي تناولت مفردات التراث في الشعر الشعبي والفصيح.
وتناول الصاهود أهمية الشعر لدى العرب قديماً وحديثاً كونه ديوانهم وسِجِلّ تاريخهم ومصدر فخرهم وعزّهم ولذلك اهتموا به وتناولوا كل ما يهمهم من شؤون الحياة العامة والخاصة فيه وعبروا عن ذلك، إلى جانب الأساطير والخرافات التي تناولوها في شعرهم والتي تنوعت ما بين الخرافة الكاملة وبين الشخصيات الحقيقية التي اشتهرت بصفةٍ ما ولكن تم إضافة الكثير من الخرافة لها، وخير مثال على ذلك الشاعر عنترة بن شداد الذي كان شجاعاً في الحقيقة ولكنه ارتبط في أذهان الناس بالشجاعة الأسطورية فصاروا ينسبون له كل أمرٍ يرتبط بصفة الشجاعة وإن لم يكن خاصاً به، بالإضافة إلى العديد من الأمثلة المشابهة، وبذلك نجح الشعراء العرب في الاستعانة بمفردات البيئة من الثقافة الخاصة بهم والخيال الشعبي واستعانوا به لدعم معاني قصائدهم وأحياناً كأدلة على الصفة المرتبطة بالأسطورة.
وعن التشابه والاختلاف بين الشعر الشعبي والفصيح، قال الصاهود إنهما يشتركان في العديد من العناصر وأن الشعر الشعبي يفسّر الكثير من الشعر العربي القديم، حيث هناك العديد من المفردات والمعاني المشتركة والتشابه الكبير بينهما على الرغم من البُعد الزمني الكبير عن عصرنا الحالي خاصةً في مقارنة تناول القصائد المتعلقة بالارتحال ومشاهده المفصّلة كنموذج، متناولاً تجربته الشخصية التي بدأت مع الشعر الشعبي أولاً ومن ثمّ انتقل لكتابة الشعر الفصيح.
كما تناول الألفاظ الغريبة في الشعر العربي، مشيراً إلى أنها ترتبط في الغالب بالبيئة التي تربى فيها الشاعر، وأن العرب قديماً كانوا لا يفضّلون التعقيد اللفظي لأنه يخلو من البلاغة والجمال اللغوي، وتناول نماذج عديدة للشعراء مثل امرؤ القيس، وأبو العلاء المعري، وابن زيدون، والحطيئة وابن الرومي وغيرهم.
واستعرض الصاهود خلال الجلسة ارتباط المرأة العربية بالشعر، حيث كان حضورها لدى الشعراء العرب محصوراً قديماً في الغزل فقط إلى جانب أغراض الشعر العربي المتنوعة ما بين الحماسة والفخر والهجاء، ولكنها أثبتت أنها شاعرة وأديبة وقالت شعراً في أغراضٍ مختلفة.
وعن الأجيال الجديدة من الشعراء، أشار إلى أهمية الاهتمام بالقراءة والتوجّه بشعرهم إلى الناس، لأن أفضل الشِعر هو ما يُكتبُ للناس وأن الشِعر يحيا بالناس ويموت بدونهم.
كما تناول الصاهود نماذج من الشعراء في العصر الحديث أمثال محمود درويش ونزار قباني ونازك الملائكة وأحمد شوقي وغيرهم، الذين ساروا على نهج العظماء من الشعراء العرب وإن تميّز بعضهم بكتابة قصيدة النثر، لافتاً إلى إيمانه بالنقد وهي صفة قديمة لازمت الشعراء الكبار أمثال أبو الطيب المتنبي.
وفي المقارنة بين الرواية والشعر وأيهما يُوثّقُ للحياة أكثر، قال الصاهود، إنه يختار الشعر بحكم أنه أعمق وأقدم والرواية جاءت متأخرة كثيراً عنه، والشعر عند العرب هو الديوان الأساسي للأدب ومجال إبداعهم الواسع، بينما الرواية لديها القدرة على أخذ القارئ إلى زمن كتابتها عبر الأحداث، على الرغم من أن الفنون الحديثة مثل السينما خدمت الرواية كثيراً.
واختتم الشاعر حمود الصاهود حديثه بقراءة عدد من قصائده من الشعر الشعبي، كما أجاب على أسئلة الحضور من الشعراء والمثقفين.
وكانت الجلسة الجانبية التي سبقت المجلس الرمضاني قد جاءت بعنوان “عندما يأخذك المحتوى الرقمي إلى الكتب” وقدمها صانع المحتوى الكويتي فارس عاشور.
وتناولت الجلسة تجربة المقّدم الشخصية في العمل في صناعة المحتوى والتي جاءت عبر تجارب متنوعة في الحياة، وصولاً إلى مكانته الحالية والتي يتميز فيها بمحتوى جاذب عبر سرد القصص بطريقة متميزة، مشيراً إلى أهمية العمل الجاد ومعرفة مكامن القوة في الشخصية وتنميتها، والتدريب، واكتشاف الذات والإصرار والمثابرة والتعلّم والقراءة المستمرة والطموح وذلك للوصول إلى النجاح المطلوب، مع الاستمرار في إشغال الفكر والعقل بما يفيد.
حضر الجلسة الرمضانية إلى جانب سموهما كل من أسماء بن طليعة أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وسالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون، وطارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري الأمين العام لمجلس الشارقة للإعلام، وعلياء بو غانم السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وعدد من المسؤولين والإعلاميين والمثقفين والشعراء.