كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن “كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، يدرسون خطة موسعة لغزة ما بعد الحرب، تتضمن تقاسم الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية”.
وقال 3 مسؤولين إسرائيليين و5 أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، إن “التحالف العربي سيضم مصر والسعودية والإمارات، إلى جانب الولايات المتحدة”.


وحسب الصحيفة، فإن “الخطة، التي شارك في صياغتها رجال أعمال معظمهم إسرائيليون وبعضهم مقربون من نتانياهو”، الذي يرفض علنا مناقشة خطة اليوم التالي للحرب، تأتي “مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية”.
ووفقا لأحد المسؤولين الحكوميين، فقد قامت مجموعة من رجال الأعمال، معظمهم إسرائيليون، بوضع الخطة في نوفمبر الماضي، واقترحت رسميا لأول مرة على المسؤولين الإسرائيليين في مكتب نتانياهو في ديسمبر، حسب الصحيفة.
وبموجب الخطة، سيقوم “التحالف العربي-الإسرائيلي، بالتعاون مع الولايات المتحدة، بتعيين قادة في غزة لإعادة الإعمار، وتجديد نظام التعليم، والحفاظ على النظام”.
وبعد مرور ما بين 7 إلى 10 سنوات من ذلك، وفق “نيويورك تايمز”، “سيسمح التحالف لسكان غزة بالتصويت على ما إذا كانوا يرغبون في الاندماج في إدارة فلسطينية موحدة، تدير كلا من غزة والضفة الغربية”.
ولا يذكر الاقتراح صراحة “ما إذا كانت تلك الإدارة الموحدة ستشكل دولة فلسطينية ذات سيادة، أو ما إذا كانت ستشمل السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية”، كما تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي “يمكن أن يستمر في العمل داخل غزة”، حسب الصحيفة.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، التعليق للصحيفة الأميركية.
“لا تزال قيد الدراسة”
وحسب “نيويورك تايمز”، “يكاد يكون من المؤكد أن أعضاء اليمين في ائتلاف نتانياهو سيرفضون مثل هذه الفكرة، وكذلك الدول العربية المذكورة كمشاركين محتملين”.
وقال اثنان من المسؤولين للصحيفة، إن “الخطة لا تزال قيد الدراسة على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من أنه لا يمكن تنفيذها إلا بعد هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة”.
وقال رجال الأعمال، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم حتى لا يعرضوا قدرتهم على الترويج للفكرة إلى الخطر، إنهم “أطلعوا مسؤولين من عدة حكومات عربية وغربية على الخطة، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات”.
فيما نقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين إماراتيين وسعوديين، أن الاقتراح الجديد “لن يضمن مشاركة دول عربية مثل السعودية والإمارات”، خصوصا أنه “لا يرقى إلى حد ضمان السيادة الفلسطينية، وسيسمح بمواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة”.
وقال علي الشهابي، وهو محلل سعودي مقرب من الديوان الملكي: “يجب وضع التفاصيل بشكل أكثر وضوحا وبطريقة لا رجعة فيها. المشكلة هي أن الإسرائيليين لديهم عادة الاختباء خلف مصطلحات غامضة، لذلك أعتقد أن الحكومة السعودية ستبحث عن مثل هذا الوضوح”.
وردا على سؤال عن الخطة، قالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، إن الحكومة الإماراتية “لن تشارك في أي جهد لإعادة إعمار غزة حتى يتم التوصل إلى اتفاق على خارطة طريق لحل سياسي للصراع، تتضمن حلا شفافا وفي الوقت المناسب، ومسارا ملزما لجميع الأطراف يؤدي إلى حل الدولتين، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
ورفض مسؤول سعودي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الاقتراح لأنه لم يخلق “مسارا موثوقا ولا رجعة فيه” نحو إقامة الدولة الفلسطينية، أو “يضمن مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع”.
ونفى المسؤول أيضا أن تكون السلطات السعودية على علم بالخطة من قبل.
فيما رفض متحدث باسم الحكومة المصرية التعليق للصحيفة.
الخطة الأكثر تفصيلا
ومع ذلك، فإن “الاقتراح هو الخطة الأكثر تفصيلا لغزة ما بعد الحرب، التي من المعروف أن المسؤولين الإسرائيليين ناقشوها، وتتوافق أجزاء منها مع الأفكار التي عبر عنها القادة العرب في العلن وفي السر”، وفق الصحيفة.

وقال توماس ر. نايدز، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل والذي تمت استشارته بشأن الخطة، إن “الاقتراح مهم لأنه كشف عن تفكير إسرائيلي داخلي”.
وأضاف للصحيفة الأميركية: “على الرغم من الموقف العام للحكومة الإسرائيلية، فإن المسؤولين الإسرائيليين يفكرون بجدية وراء الكواليس في الشكل الذي ستبدو عليه غزة بعد الحرب”.
وتابع نايدز: “من الواضح أن الشيطان يكمن في التفاصيل، وهي ما قد لا تكون كافية لإقناع الشركاء العرب مثل الإمارات بالمشاركة في الخطة. ولا يمكن أن يحدث أي شيء حتى يتم إطلاق سراح الرهائن ويبدأ وقف إطلاق النار”.
ووفق الصحيفة، عرضت الخطة أيضا على توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي يدير معهدا يقدم المشورة للحكومة السعودية.
كما شارك رجل أعمال فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه لحماية أقاربه من الانتقام في غزة، في الترويج للفكرة لدى المسؤولين الأميركيين.
واندلعت الحرب في غزة بعدما شنت حركة حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وتقول وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 35 ألف فلسطيني قتلوا، أغلبهم نساء وأطفال، في العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بعد الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا يستخدم المسؤولون الأمريكيون تطبيق سيغنال رغم مهاجمته في العلن؟

شدد موقع "ذي انترسيب" على أن المسؤولين الأمريكيين طالما شيطنوا تطبيقات مشفرة على الإنترنت مثل "سيغنال" باعتبارها ملجأ للمجرمين والإرهابيين وتمثل تهديدا على الأمن القومي، مشيرا إلى أنهم يقومون باستخدامها على الرغم من ذلك.

ففي ظل تداعيات تسريب خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيغنال، كشف مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، جون راتكليف، في جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء أن التطبيق معتمد للتواصل الرسمي، بل ومثبت على أجهزة كمبيوتر الوكالة.

وقال أحد الناقدين المخضرمين للهجمات الحكومية على الرسائل المشفرة إن هذا يدعو للجميع تقليده، حسب تقرير نشره موقع "ذي انترسيب" وترجمته "عربي21".

وقال شون فيتكا، المدير التنفيذي للمجموعة التقدمية "ديماند بروغريس"، إنه "بالنسبة للأمريكيين العاديين، فهذا يبدو أنه خطأ غير مقصود ولكنه مصادقة قوية لقيمة الأمن السيبراني والخصوصية التي يمثلها سينغال، على افتراض أن تعرف من تضيف إلى مجموعة الثرثرة المعنية".

وكان اثنان من مجموعة النقاش على "سيغنال" بشأن ضرب اليمن والموعد المحدد للهجوم، في جلسة استماع أمام اللجنة يوم الثلاثاء، وذلك بحسب ما كشف  تقرير أو "خبطة صحافية" في مجلة "ذي أتلانتك" نشرها رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبيرغ.


وأشار التقرير إلى أن هناك مفارقة ساخرة من وجود مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كاش باتل في جلسة الاستماع أمام الكونغرس والتي شاركت فيها مديرة المخابرات الوطنية، تولسي غابارد إلى جانب مدير "سي آي إيه"، راتكليف.

فعلى مدى السنين هاجم مدراء "أف بي آي" من كريستوفر ري إلى جيمس كومي التطبيقات المشفرة. وكان "أف بي أي" هو من نشر فكرة أن الإرهابيين وكارتل المخدرات يعملون في الظلام وأن على سلطات إنفاذ القانون التدخل وعمل شيء.

وكانت فكرة "أف بي أي" هو التدخل من الباب الخلفي للتطبيقات، بشكل يسمح للحكومة التنصت على الحوارات، ولكن من خلال سلطة مناسبة.

وفي خطاب ألقاه في  عام 2014، قال جيمس كومي إن "بندول ما بعد سنودين قد انحرف بعيدا" لصالح الخصوصية. وأضاف أنه بدون إيجاد ذريعة، "قد تعرقل قضايا القتل وقد يفلت المشتبه بهم من العقاب وقد لا يتم التعرف على ضحايا استغلال الأطفال أو استعادتهم".

لكن "أف بي أي" لم يحقق أي تقدم في الكونغرس لتأمين باب خلفي. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، لا تزال الهجمات على التشفير الشامل مستمرة، حيث أفادت تقارير أن بريطانيا أمرت شركة "آبل" سرا بإنشاء باب خلفي. وصوتت الجمعية الوطنية الفرنسية الأسبوع الماضي ضد تفويض الباب الخلفي الذي سعت إليه وزارة الداخلية الفرنسية.

وبحسب تقارير، فقد استهدف الهاكرز، الذي يزعم ارتباطهم بالصين هواتف دونالد ترامب وجي ديه فانس وكامالا هاريس أثناء الحملة الرئاسية العام الماضي. واستطاعوا في بعض الحالات الحصول على محتوى المحادثات النصية.

وبحلول كانون الأول/ ديسمبر، كان "أف بي أي" لا يزال يروج للثغرات الأمنية تحت شعار ما يطلق عليه "التشفير المدار بمسؤولية". في الوقت نفسه، كانت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية توصي بتطبيقات مراسلة مشفرة من البداية إلى النهاية، مثل سيغنال، كوسيلة دفاع ضد الهاكرز الصينيين.

وبحسب الموقع، فقد تم تصميم تطبيق سيغنال، بناء على بروتوكول مفتوح المصدر، تديره مؤسسة غير ربحية، لكي يقلل من كمية المعلومات التي يمكن للتطبيق الوصول إليها وإلى أدنى حد. 

وفقط هم المستخدمون المشاركون في المحادثة من يمتلكون مفاتيح فك التشفير، مما يجعل من المستحيل على مؤسسة سيغنال الاطلاع على المحادثات غير المشفرة. كما لا يمكن للمؤسسة الاطلاع على البيانات الوصفية، مثل جهات اتصال المستخدم.

وفي يوم الثلاثاء، كشف راتكليف أن الحكومة قد اعتمدت سيغنال على أعلى المستويات، حيث قال: "واحد  من الأشياء الأولى التي حدثت عندما تم تأكيدي كمدير لـ سي أي إيه هو تحميل برنامج سيغنال على برنامج الكمبيوتر الخاص بي في سي آي إيه، كما هو الحال بالنسبة لمعظم ضباط الوكالة".

وكشف راتكليف أن هذا التقليد بدأ في أثناء إدارة جو بايدن التي حصلت على موافقة رسمية من إدارة السجلات في "سي آي إيه"، وطالما "تم تسجيل أي قرارات اتخذت خلال القنوات الرسمية". وقد انزعج نقاد السرية الحكومية على الفور من احتمال محاولة المسؤولين الحكوميين التهرب من ترك السجلات خاضعة لقانون حرية المعلومات أو قانون السجلات الرئاسية باستخدام أجهزة خاصة تحتوي على رسائل قابلة للاختفاء.

ومع ذلك أثارت الدردشة الجماعية مشاكل أمنية كونها غير محصنة من الاختراق، رغم مستوى الحماية العالي الذي يوفره التشفير الشامل من البداية إلى النهاية. فحتى تطبيقات المراسلة الآمنة لا تستطيع حل مشكلة الهاكرز الذين اخترقوا الجهاز الذي يستخدمها.

كما أنها لا تستطيع الحفاظ على سرية المعلومات في حال حدوث خطأ بشري، مثل إضافة صحفي عن غير قصد إلى نقاش حساس حول الضربات العسكرية.

ورفضت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية غابارد الرد على سؤال من السيناتور الديمقراطي جاك ريد وإن كانت استخدمت هاتفها الشخصي أم الهاتف المقدم من الحكومة في الثرثرة الجماعية.


وسأل السيناتور الجمهوري مايكل بينت، مدير "سي آي إيه" إن كان على وعي بأن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط  كان في رحلة إلى موسكو أثناء المحادثات، مما يزيد من مظاهر القلق.

ومن مزايا تطبيق سيغنال، وفقا للتقرير، أنه يتيح لمستخدميه إمكانية مزامنة الرسائل عبر أجهزة متعددة. ويرى فيتكا، المحامي في منظمة "ديماند بروغريس" بأنه لو كان المسؤولون الحكوميون يزامنون الرسائل مع أجهزة خاصة معرضة للخطر، فإن هذا سيثير الكثير من الأسئلة.

وقال فيتكا "قد يكون هذا الجهاز الشخصي هو المسؤول. وبمجرد اختراق أي من هذه الأجهزة، تخترق المحادثة بأكملها وتخترق سلسلة المحادثات بأكملها، ثم تخترق جميع المعلومات الموجودة فيها".

وحاول الجمهوريون في مجلس الشيوخ إلى حد كبير التهرب من الأسئلة المتعلقة بمحادثة اليمن الجماعية خلال جلسة الاستماع للجنة، لكن الديمقراطيين كانوا متحدين في انتقاداتهم. وعلق السيناتور الديمقراطي جون أوسوف "هذا محرج وغير مهني على الإطلاق، ولم يقدم أي اعتذار أو تم الاعتراف بخطورة الأمر".

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية تحذّر من تقويض مؤسساتها
  • السلطة الفلسطينية تحذر من إجراءات إسرائيلية لتقويض مؤسساتها
  • بعد الغارة الإسرائيلية على بيروت.. رئيس الحكومة اللبنانية يجري مباحثات مع وزير الخارجية
  • بين الحرب والاضطرابات الداخلية.. الإسرائيليون ينقلون أموالهم للخارج تحسّبا لانهيار اقتصادي
  • أحمد الصفدي: أزمة التجنيد والاحتجاجات تهدد بقاء الحكومة الإسرائيلية
  • خبير: سياسة الحكومة الإسرائيلية لن تؤدي إلى حل ولن تجلب الأمن للإسرائيليين
  • حصيلة جديدة للمجازر الإسرائيلية في غزة منذ استئناف الحرب
  • آلاف يتظاهرون ضد الحكومة الإسرائيلية بعد اتهام نتنياهو المعارضة بـإثارة الفوضى
  • لماذا يستخدم المسؤولون الأمريكيون تطبيق سيغنال رغم مهاجمته في العلن؟
  • هل اقترب أوان النسخة الجديدة من الإنقاذ؟