شم النسيم.. عادة عرفها المصريون منذ آلاف السنين بالتنزه في الحدائق وأكل السمك.. التسمية أصلها «شمو» وتعني بعث الحياة من جديد.. و"الإفتاء" تؤكد جواز الاحتفال بحلول الربيع لعدم تنافيه مع الإسلام
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يوافق يوم الاثنين المقبل 6 مايو، شم النسيم، وهو عادة مصرية أصيلة، يحتفل بها المصريين سنويا تزامنا مع فصل الربيع والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية السعيدة في الشوارع والحدائق والمنتزهات.
وقد كان شم النسيم معروفا قديما بين الشعوب بأسماء مختلفة، ولكن تظل مظاهر الاحتفال واحدة ومتوارثة عبر الأجيال، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700.
«شمو» وبعث الحياة
ترجع تسمية «شم النسيم» إلى الكلمة الفرعونية «شمو»، وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم، وأضيفت كلمة «النسيم» إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون بداية الربيع.
أصل التسمية
يرجع الأصل في موسم «شم النسيم»، إلى الاحتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع، فقد كان معروفا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة، حيث احتفل قدماء المصريون بشم النسيم باسم «عيد شموس» أو «بعث الحياة»، واحتفل البابليون والآشوريون بعيد «ذبح الخروف»، واحتفل اليهود «بعيد الفصح» أو «الخروج»، واحتفل الرومان «بعيد القمر»، واحتفل الجرمان «بعيد إستر».
عادة مصرية أصيلة
وفي سياق متصل، يقول أحمد عامر، الخبير الأثري، إن الاحتفالات بشم النسيم لدي المصريين القدماء بدأت في 2700 ق.م، وكان يسمى «شمو»، وكان يقام بمدينة هيليوبوليس «عين شمس» حاليا، موضحا أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون به كما نحتفل الآن بعيد شم النسيم، ويأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل والحمص والملانه وغيرها، كما كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوب القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور.
ويتابع «عامر»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن عرف المصريين القدماء أيضا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى أنهم في أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل في وقت واحد.
واعتبر المصريون أن المياه التي على الأرض سواء الأنهار أو البحار أو البحيرات ما هي إلا فيض من ذلك «المحيط الأزلي الأولي»، الذي تم منه خلق العالم، وعلى ذلك كان نهر النيل المقدس عندهم ما هو إلا فيض من تلك المياه الأزلية وأن السمك يدل عليها.
ويوضح، أن البصل كان من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في مناسبة شم النسيم منذ الأسرة السادسة، أما تلوين البيض فيعود إلى عصور وعقائد قديمة لدى المصريين، حيث كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات في عامهم الجديد ثم يجمعون البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس «رع» بأشعته فتنال بركة الإله حسب معتقداتهم فتتحقق دعواتهم، ويبدأون العيد بتناول البيض، وهي عادة ظلت متوارثة حتى الآن.
الاحتفال بشم النسيم بين المسلمين
كان الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، والي مصر من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يخطب المصريين في كل عام ويحضهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبدالحكم في «فتوح مصر والمغرب»، وابن زولاق في «فضائل مصر وأخبارها»، والدارقطني في «المؤتلف والمختلف»، فلم يكن من شأن المسلمين أن يقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
حكم الاحتفال بشم النسيم
أصدرت دار الإفتاء، فتوى حول حكم الاحتفال بشم النسيم، مؤكدة أنه عادة مصرية أصيلة ومناسبة اجتماعية لا تخالف الشريعة الإسلامية، ولا ترتبط بأي مُعتقد ينافي الثوابت الإسلامية، فضلا عن أنها لا ترتبط بأي معتقدات دينية أخرى تتعارض مع ثوابت الشريعة الإسلامية، ولكن ينتهزها المصريون للاحتفال بقدوم الربيع من خلال الزيارات والإجازات والخروج للمتنزهات والسفر لقضاء وقت ممتع مع الأهل والأقارب.
وبينت الفتوى، أن المصريين يحتفلون بشم النسيم في وحلول فصل الربيع، بالترويح عن النفس، وصلة الأرحام، وزيارة المٌنتزهات، ومُمارسة بعض العادات المصرية مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احتفالات الاثنين القادم الحدائق والمتنزهات الفراعنة المصريين القدماء خبير أثري عمر بن الخطاب عمرو بن العاص شم النسيم بشم النسیم
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يشهد الاحتفال بعيد العلم التاسع عشر بجامعة القاهرة
شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، والدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة، الاحتفال بعيد العلم التاسع عشر لجامعة القاهرة، بحضور عدد من العلماء الحاصلين على جوائز أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لعام 2024، بالإضافة إلى جوائز الدولة والجامعة، وذلك بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة.
بدأت الاحتفالية بصورة تذكارية لمجلس الجامعة أمام قاعة أحمد لطفي السيد، ثم تبعها دخول مجلس الجامعة في طابور عرض، وعزف السلام الجمهوري، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي عن جامعة القاهرة تناول تاريخها العريق وجهودها في دعم المنظومة التعليمية والبحثية في مصر، لتبدأ بعدها مراسم التكريم.
وقدّم الدكتور خالد عبدالغفار الشكر لوزير التعليم العالي على دعوته لحضور الاحتفال الذي يُعد مناسبة مهمة لتقدير العلماء والمبدعين في مختلف مجالات المعرفة، مؤكدًا أن هذا التكريم يعكس دورهم البارز في نهضة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة ورؤية "مصر 2030". وأعرب عن اعتزازه بجامعة القاهرة التي تصقل الطلاب بحب الوطن والعلم، مهنئًا العلماء المُكرمين.
من جانبه، أعرب الدكتور أيمن عاشور عن سعادته بالمشاركة في هذا الاحتفال، مؤكدًا أن المناسبة تبرز الإنجازات العلمية والبحثية التي حققتها جامعة القاهرة على مدار تاريخها. وأضاف أن تكريم العلماء يعكس التزام الدولة بتطوير التعليم العالي ودعم التميز والإبداع، لتحقيق النهضة المجتمعية وتعزيز مكانة مصر العلمية عالميًا.
وأشار الوزير إلى أن وزارة التعليم العالي تشهد تحولًا نحو جامعات الجيل الرابع، مع التركيز على إنشاء مراكز الابتكار وريادة الأعمال، ودمج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية. كما أكد أن الجامعات المصرية حققت تقدمًا كبيرًا في التصنيفات العالمية.
بدوره، قال الدكتور محمد سامي، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة تُعد منارة للعلم والمعرفة، مشيرًا إلى أن الاحتفالية شهدت تكريم عدد كبير من العلماء والباحثين الذين حصلوا على جوائز الدولة والجامعة. واستعرض بعض ملامح خطط الجامعة المستقبلية، ومنها تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، وتعزيز التعاون مع الجامعات الأخرى لتحقق أهداف التنمية المستدامة.
واختتم الحفل بتكريم 63 عالمًا من جامعة القاهرة، والباحثين الحاصلين على جوائز أكاديمية البحث العلمي وجوائز الجامعة، بالإضافة إلى 7 شخصيات عامة. وفي النهاية، قدم الموسيقار عمر خيرت حفلًا موسيقيًا، أمتع فيه الحضور بمجموعة من المقطوعات الموسيقية المتميزة.
شهد الحفل حضور الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، وعمرو موسى، أمين جامعة الدول العربية السابق، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، وعدد من الشخصيات العامة.