تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يوافق يوم الاثنين المقبل 6 مايو، شم النسيم، وهو عادة مصرية أصيلة، يحتفل بها المصريين سنويا تزامنا مع فصل الربيع والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية السعيدة في الشوارع والحدائق والمنتزهات.

وقد كان شم النسيم معروفا قديما بين الشعوب بأسماء مختلفة، ولكن تظل مظاهر الاحتفال واحدة ومتوارثة عبر الأجيال، فهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع ‏بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700.


 

«شمو» وبعث الحياة

ترجع ‏تسمية «شم النسيم» إلى الكلمة الفرعونية «شمو»، وهي كلمة هيروغليفية، ويرمز بها عند ‏قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ ‏خلق العالم، وأضيفت كلمة «النسيم» إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون ‏بداية الربيع.

أصل التسمية

يرجع الأصل في موسم «شم النسيم»، إلى الاحتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع، فقد كان معروفا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة، حيث احتفل قدماء المصريون بشم النسيم باسم «عيد شموس» أو «بعث الحياة»، واحتفل البابليون والآشوريون بعيد «ذبح الخروف»، واحتفل اليهود «بعيد الفصح» أو «الخروج»، واحتفل الرومان «بعيد القمر»، واحتفل الجرمان «بعيد إستر».
 

عادة مصرية أصيلة

وفي سياق متصل، يقول أحمد عامر، الخبير الأثري، إن الاحتفالات بشم النسيم لدي المصريين القدماء بدأت في 2700 ق.م، وكان يسمى «شمو»، وكان يقام بمدينة هيليوبوليس «عين شمس» حاليا، موضحا أن المصريين القدماء كانوا يحتفلون به كما نحتفل الآن بعيد شم النسيم، ويأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل والحمص والملانه وغيرها، كما كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها، وركوب القوارب المصنوعة من البردي والخروج وسط الأحراج النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور.

ويتابع «عامر»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن عرف المصريين القدماء أيضا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى أنهم في أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل في وقت واحد.

واعتبر المصريون أن المياه التي على الأرض سواء الأنهار أو البحار أو البحيرات ما هي إلا فيض من ذلك «المحيط الأزلي الأولي»، الذي تم منه خلق العالم، وعلى ذلك كان نهر النيل المقدس عندهم ما هو إلا فيض من تلك المياه الأزلية وأن السمك يدل عليها.

ويوضح، أن البصل كان من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في مناسبة شم النسيم منذ الأسرة السادسة، أما تلوين البيض فيعود إلى عصور وعقائد قديمة لدى المصريين، حيث كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات في عامهم الجديد ثم يجمعون البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس «رع» بأشعته فتنال بركة الإله حسب معتقداتهم فتتحقق دعواتهم، ويبدأون العيد بتناول البيض، وهي عادة ظلت متوارثة حتى الآن.
 

الاحتفال بشم النسيم بين المسلمين

كان الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، والي مصر من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يخطب المصريين في كل عام ويحضهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبدالحكم في «فتوح مصر والمغرب»، وابن زولاق في «فضائل مصر وأخبارها»، والدارقطني في «المؤتلف والمختلف»، فلم يكن من شأن المسلمين أن يقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
 

حكم الاحتفال بشم النسيم

أصدرت دار الإفتاء، فتوى حول حكم الاحتفال بشم النسيم، مؤكدة أنه عادة مصرية أصيلة ومناسبة اجتماعية لا تخالف الشريعة الإسلامية، ولا ترتبط بأي مُعتقد ينافي الثوابت الإسلامية، فضلا عن أنها لا ترتبط بأي معتقدات دينية أخرى تتعارض مع ثوابت الشريعة الإسلامية، ولكن ينتهزها المصريون للاحتفال بقدوم الربيع من خلال الزيارات والإجازات والخروج للمتنزهات والسفر لقضاء وقت ممتع مع الأهل والأقارب.

وبينت الفتوى، أن المصريين يحتفلون بشم النسيم في وحلول فصل الربيع، بالترويح عن النفس، وصلة الأرحام، وزيارة المٌنتزهات، ومُمارسة بعض العادات المصرية مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتفالات الاثنين القادم الحدائق والمتنزهات الفراعنة المصريين القدماء خبير أثري عمر بن الخطاب عمرو بن العاص شم النسيم بشم النسیم

إقرأ أيضاً:

أسامة قابيل: الإجازة المرضية للتهرب من العمل خيانة للأمانة وأكل للمال بالباطل

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن استغلال الإجازة المرضية للتغيب عن العمل بدون مبرر شرعي يعد صورة من صور أكل المال الحرام، وهو أمر يتنافى مع تعاليم الإسلام.

وشدد العالم الأزهري، في تصريحات له، على أن الأمانة في العمل هي جزء من الدين، وأن الله سبحانه وتعالى أمر بالوفاء بالعهود وأداء الحقوق.

وقال: "الإجازة المرضية وُضعت لتكون حقًا مشروعًا للموظف الذي يعاني من مرض يمنعه من أداء عمله، ولكن التلاعب بها بغرض التهرب من العمل أو التقصير فيه يعد خيانة للأمانة وأكلًا للمال بالباطل"، لافتا إلى أن البعض يستغلها في غير موضعها القانوني.

واستشهد بقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}، مشيرًا إلى أن التغيب عن العمل دون سبب شرعي يعد أخذًا للمال بغير وجه حق.

كما استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا" [صحيح مسلم]، موضحًا أن التلاعب بالإجازات نوع من الغش والخداع الذي ينهى عنه الإسلام.

وأضاف الدكتور أسامة قابيل أن العمل أمانة، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وبالتالي أداء الأمانة يشمل الالتزام بأوقات العمل والمهام المطلوبة، واستغلال الحقوق الممنوحة للموظفين بطريقة صحيحة.

واختتم بقوله: "على كل مسلم أن يتحرى الحلال في رزقه وأعماله، لأن المال الحرام يُذهب البركة ويُعرض صاحبه للمساءلة أمام الله يوم القيامة، فلنتقِ الله في أعمالنا وأموالنا، ونؤدي الأمانة كما أمرنا الشرع".

مقالات مشابهة

  • إسرائيليون يفضلون كندا على المكوث بدولة الاحتلال.. هآرتس تؤكد
  • كازاخستان تؤكد التزامها بالوصول الى الحياد الكربوني بحلول 2060
  • أسامة قابيل: الإجازة المرضية للتهرب من العمل خيانة للأمانة وأكل للمال بالباطل
  • الاحتفال بعيد رئيس الملائكة ميخائيل بالعاشر من رمضان
  • المدام تحتفل بعيد الاتحاد الـ53
  • أسعار وأماكن شقق «سكن كل المصريين 5» لمحدودي الدخل.. رابط التقديم
  • عزيز الشافعي يتألق في ختام مهرجان القاهرة السينمائي ويشارك في الاحتفال بعيد ميلاد تسيرين أمين
  • بلدية أبوظبي تؤكد الحفاظ على الحدائق والمنتزهات
  • غير ملزمة بخدمة الأهل.. ضوابط التعامل مع زوجة الابن في الإسلام
  • لضعف المبيعات.. فورد للسيارات تخطط لطرد 4 آلاف عامل بحلول 2026