عربي21:
2024-10-05@13:11:41 GMT

ثورة جامعات الغرب تمهد لنظام عالمي أعدل

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

تزامنت انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية لنصرة غزة مع حركات النخب اليهودية التي تكاثرت للتنديد بحرب الإبادة وآخر هذه التحركات المؤثرة كتاب وشريط سينمائي للكاتب والمخرج اليهودي الأسترالي (أنتوني أوينشتاين) بعنوان (ليس باسمي ترتكبون المجازر).. ووقع على بيانه الشجاع 450 مثقف يهودي استيقظت ضمائرهم على جريمة دولة غير مسبوقة ارتكبها يهود في غزة.



ومعلوم أن محطة 7 أكتوبر غيرت ملامح المشهد السياسي الدولي الجائر والذي فرض بقوة السلاح والإعلام تصورات مغشوشة مشوهة للحقائق لعل الناس أينما كانوا تعودوا على التسليم بها على مدى عقود من الزمن والاكتفاء بما يحكى لهم من أكاذيب دون إعمال العقل ودون التدبر لكشفها، وخاصة المليار و800 مليون مسلم الذين مع الأسف خالفوا تعاليم ربهم سبحانه الذي أمرهم بالتدبر واستخدام عقولهم لتبين الحق من الباطل ثم التحرك والجهاد لفرض ذلك الحق كما كان فجر الإسلام منذ الوحي المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وعصر الفتوحات الكبرى.

اليوم قام فتية آمنوا بربهم بتحقيق معجزة التغيير الكامل، حيث حطمت أصنام الخرافة الصهيونية التي سوقت لدولة ديمقراطية نشأت على أنقاض هولوكوست رهيب وعاد شعبها إلى أرضه الموعودة!

منذ أيام ملأت شاشات القنوات صور حية لمظاهرات الطلاب الأمريكيين يعتصمون في جامعة كولمبيا ويرفعون رايات فلسطين الحرة ويطالبون بوقف حرب الإبادة وكف دولهم عن إعانة القتلة ومجرمي الحرب.. واعتصم طلاب وأساتذة أعرق معهد للتكنولوجيا وهو أعرق معاهد التكنولوجيات المتطورة في العالم للمطالبة بإيقاف التعاون بين معهدهم والبنتاغون ووزارة الدفاع الإسرائيلية التي دفعت لإدارة المعهد 11 مليون دولار ثمن إنتاج صواريخ أدق وأسرع!

ثم انتقلت عدوى المظاهرات إلى كل جامعات الولايات المتحدة ومنها إلى جامعة السربون وكلية العلوم السياسية بباريس أشهر مصنع للقادة وحكام فرنسا منذ نصف قرن.. ويعتصم الطلاب وأساتذتهم داخل مباني الكلية لا يتراجعون أمام قمع السلطات الفرنسية رافعين أعلام فلسطين ومنددين بحرب الإبادة وقتل آلاف الأطفال.

بدأت تتأكد مؤشرات تغيير عميق في المواقف بفعل ثورة ضمائر الشباب الجامع، فنقرأ منذ يومين استجوابا لأحد فلاسفة فرنسا المناصر القديم لإسرائيل (ألن فينكيلكروت) الذي قال لأول مرة بأن دولة إسرائيل مهددة بالزوال، وكرر تلك العقيدة مع الإعلامي (بوجيداس) في قناة "أل سي أي".

هذه الثورات الشعبية التي قمعت في إبانها وسجن أو قتل محركوها استطاعت قلب موازين القرن العشرين ومكنت الأمم من حريات أوسع وفيها نضع ثورة الجامعات الغربية التلقائية التي انتفض شبابها ضد حرب الإبادة الإسرائيليةوعودة إلى جامعة كولمبيا نقول بأنها كانت دائما الرائدة في رفض المظالم، ونتذكر ثورة طلابها عندما اغتيل (مارتن لوثر كينغ) في 4 أبريل 1968 كما انتفضت الجامعة للتنديد بحرب أمريكا في فيتنام عام 1972 وكان من أبرز المتظاهرين شابان هما (كلينتن) و(محمد علي كلاي) ثم إثر مقتل المواطن الأسود (جورج فلويد) بأيدي شرطي عنصري في يونيو 2021 واليوم تكمل نفس المسيرة لكن رجال السلطة الذين يقمعون طلابها هم أنفسهم الذين انتفضوا للاحتجاج على العنصرية واغتيال (لوثر كينغ)!!

تعيد الانتفاضة الراهنة للأذهان ثورة الشباب الفرنسي ضد الرئيس ديغول في مايو 196، وقد عشت تلك الهبة الطلابية والعمالية الشاملة في باريس، وأدركت نتائجها الكبرى بتغيير جذري في المجتمع الفرنسي والأوروبي بشعارات مناوئة لصناعة الأسلحة وترويج العبودية الجديدة وهدم الهياكل المتكلسة في الإدارة والتعليم والنقابات بشعارات منها (الحب عوض الحرب).

اشتعلت الجامعات الفرنسية اليوم رفضا للإبادة الجماعية، ولا ننسى أن فرنسا هي الوحيدة منذ 40 عاما التي سن برلمانها "قانون غايسو" الغريب العجيب الذي يحكم بالسجن على كل أستاذ جامعي أو مؤرخ يشكك في أرقام الهولوكوست وكان من ضحايا هذا القانون صديقي المفكر الكبير المسلم الفرنسي رجاء جارودي عام 1998 وأسست أنا لجنة عالمية لمناصرته مع جريدة الشرق القطرية الغراء.

ويتذكر الكبار ثورة شباب الصين على استبداد الحزب الشيوعي بداية الثمانينات وتلك الصورة الرمزية الرائعة للشاب الصيني الذي يقف أمام الدبابة ويمنعها من التقدم في ساحة (تيان أن مين) في بيجين. كما يتذكرون ثورة الشعب التشيكي بقيادة (ألكسندر دبشيك) ضد غزو براغ من قبل الدبابات الروسية وكذلك ثورة النقابات العمالية البحرية في ميناء (غدانسك) البولندي بقيادة (لاش فاليزا).

كل هذه الثورات الشعبية التي قمعت في إبانها وسجن أو قتل محركوها استطاعت قلب موازين القرن العشرين ومكنت الأمم من حريات أوسع وفيها نضع ثورة الجامعات الغربية التلقائية التي انتفض شبابها ضد حرب الإبادة الإسرائيلية في حين لم تتحرك الجامعات في أغلب بلاد العرب ولم تتحرك الدول العربية كما كنا نتوقع. والشكر لزميلي الدكتور أحمد البرقاوي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بباريس الذي أنصف الموقف القطري على قناة الزيتونة الأسبوع الماضي حين قال: "دور سلبي للدول العربية ما عدا الإستثناء القطري المشرف".

وطبعا بدأ المراقبون في كل العالم يدركون أن العنصرية الإسرائيلية الماسكة بالحكم هي المسؤولة عن انسداد أفاقها وفقدان أساطيرها يقول الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان: "إنه إذا كان نتنياهو عازماً على اجتياح رفح في محاولة للقضاء على حركة حماس دون خطة للخروج وعدم وجود أي أفق سياسي من شأنه الدفع بحل الدولتين إلى الأمام فقد يؤدي ذلك إلى "اتساع نطاق العزلة التي تعيشها إسرائيل عن العالم والمزيد من الصدوع في العلاقات بين إسرائيل وإدارة بايدن" ومن جهة أخرى يذكرنا اياد أبو شقرا بكفاح الجامعات الأمريكية فيكتب: "مثلما لعبت هوليوود دوراً مهماً في المجابهة الليبرالية ضد ظاهرة المكارثية اليمينية المتشددة كانت الحُرم الجامعية وتحديداً في ولايات الجنوب حلبات مواجهة مع حكامها وساستها اليمينيين حصل هذا مع اشتداد عود "حركة الحقوق المدنية" المناوئة للتمييز العنصري في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي ورفض غُلاة العنصريين السماح للطلبة السود بدخول جامعات البيض وكان بين أشهر شخصيات تلك الفترة القس الدكتور (مارتن لوثر كينغ) الناشط اللامع ضد العنصرية وغريمه (جورج والاس) حاكم ولاية ألاباما (في حينه) الذي كان من أشرس المناهضين للحقوق المدنية للسود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجامعات غزة فلسطين حرب الغربية فلسطين غزة الغرب جامعات حرب مقالات مقالات مقالات أفكار سياسة سياسة سياسة عالم الفن رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تكالب الغرب علي المسلمين

تكالب الغرب علي المسلمين وصار يجرب أسلحته فيهم ويشعل بينهم فتيل الفتنة وهذا الاختراع البريطاني (فرق تسد) هو طعم ابتلعه المسلمون والعرب فتركوا عدوهم ومسكوا في خناق بعض !!..

كل يوم تستحر الحرب في بلاد المسلمين وتحرق الأخضر واليابس وهذه غزة تحولت إلي أطلال بالية وشعبها صار قصة حزينة في وسائل الإعلام وفي السودان حلت كارثة إنسانية غير مسبوقة تحول فيها المواطن الي رسم كاريكاتوري من غير ملامح وهدف وسقوه كاس الذل في حرب لأناقة له فيها ولا جمل !!..
وزحفت الشرارة إلي لبنان لتقضي علي ماتبقى فيه من بقية اثار كانت يوماً لدولة من ارقي الدول وأمة من ارقي الأمم أناقة وجمالاً وعلما وادبا .
وأصبحت سوريا معسكرا لعشرة دول واوكارا لعدد غير قليل من الإرهابيين يحصدون الرؤوس من غير شفقة وفي قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم علي الطريق المستقيم أما غيرهم فهم من الكفرة والمارقين !!..
وقفزت قبيلة يمنية كان أفرادها من البؤساء يسيرون حفاة في قمم الجبال الي دست الحكم ومن غير تأهيل أو اعداد ودراسة وتدريب تم تسمية زعيم هذه القبيلة رئيساً للبلاد ومارس صلاحياته بكل صلابة الصخر الذي كان يمشي فيه حافيا وغير نظام التعليم وحكم بالحديد والنار وهدد الملاحة في البحر الأحمر وتحدي إسرائيل بشوية صواريخ عبثية دائما تطيش تقع أما في مكان فضاء أو يتم اصطيادها بالقبة الحديدية وربما احيانا تصيب مبني أو اثنين مما يجعل الحوثي يفرح لدرجة أنه يعتقد بأنه قد حقق المستحيل وجعل إسرائيل تصاب بالرعب وتجثو علي ركبتيها تطلب من زعماء اليمن الاشاوس أن يخففوا عليها العبيء وقد أعلنت التوبة وتعهدت بأن لا تقدم علي حماقاتها وتضرب الحديدة وغيرها من مرافق أرض اليمن السعيد وتضحك علي الحوثي وتجعله يندم علي عبثه الصبياني !!..
هذه الأربعة دول العربية لبنان , فلسطين ، سوريا والعراق صارت إسرائيل تعربد فيها وتقتل وتهدم المباني بغير شفقة ورحمة ولعلكم تلاحظون أن إيران لها أذرع في هذه الدول عن طريقهم تدعي أنها حامية حمي فلسطين وأنها ستحرر القدس الشريف وارض إيران سليمة ومواطنها يعيش في رغد من العيش بعيدا عن المعارك التي تدور كلها في الأراضي العربية ويموت فيها المواطن العربي وتضيع عواصم مثل دمشق ، بيروت , صنعاء وبغداد والملالي في طهران ينفخون في النيران من بعد وهم في قمة الأمن والأمان من لظاها وقد كشفت الايام عن وجهين لهم ولسانين ، وجه ولسان لتضخيم الحوثي وحسن نصرالله وقادة حماس وزعماء العراق والوجه واللسان الآخر لمغازلة امريكا والغرب عموما لزوم أن تظل مفاعلاتهم الذرية التي أنفقوا فيها ١٣٠ مليار دولار بعيدا عن مرمي نيران نتنياهو الذي يكن لهم قمة العداء ولن يتركهم في حالهم وهم يعرفون ذلك رغم صواريخهم الفشنك التي بلغت ألفا وقد ابتلعتها القبة الحديدية ومنها من وقع في أرض فضاء كالعادة .
نعود للدهاء الانجليزي وقد مارسوا في بلاد المسلمين والعرب سياسة ( فرق تسد ) والتي نجحت في أن يمسك السلفية بخناق الصوفية والشيعي يحارب السني وكثير من الحركات المتاسلمة في كر وفر مع بعضها البعض مما جعل العالم الإسلامي مشغول بخلافاته المذهبية وهم مع بعضهم البعض يستخدمون أقصي درجات القوة ولو اتحدوا وتركوا هذا الجدل العقيم واستخدموا فقط ربع مقدراتهم المهولة لما كان لإسرائيل وجود في عالم اليوم !!..
أما في السودان والعقلاء يسعون بكل حزم لإيقاف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ولكن جماعة العنف لايريدون غير استمرار اللهيب مع انهم يعرفون أن الضرر حصريا يعود للمواطن المسكين !!..
هذان الطرفان المتحاربان لأكثر من ١٧ شهرا وكل منهما يري أنه علي حق ويهلل ويكبر عندما يقتل الآخر ... طيب مادمتما أنكما بكل هذا الإيمان والتدين فهل في عرفكما أن المسلم يقتل المسلم ؟! ألا تعرفان أن المسلم والمسلم إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ؟!
يا أهل السودان نناشدكم مخلصين أن تعملوا جميعا علي إيقاف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية والمهم جدا جدا الكف عن المكايدة واللجاجة والخلاف بين وجهات النظر المختلفة وان كان لا بد أن يكون هنالك خلاف فالافضل أن يكون بذوق وفن وأدب ومقارعة الحجة بالحجة وان نتمثل هذا الشعار ( أن نصف رأيك عند اخيك ) ونرجو أن نبطل مفعول قنبلة الإنجليز الموقوته ( سياسة فرق تسد ) التي كبلتنا زمانا وجعلتنا في حرب لا تكاد تنتهي ولو رجعنا الي نبعنا الصافي ديننا الحنيف وأننا نشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لما وقعنا في المحظور وصرنا أعداء لبعضنا البعض والعدو يتفرج علينا ويضحك فمتي نفيق متي نفيق ؟!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ضبط 22 ألف مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
  • تكالب الغرب علي المسلمين
  • بعد لبنان وغزة.. إسرائيل تمهد لتوجيه ضربة لدولة عربية أخرى
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • أبل تطلق التحديث الأول لنظام iOS 18
  • سفير روسيا لدى واشنطن: الولايات المتحدة تمهد الطريق أمام صراع نووي
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • فرنسا تعلن مشاركتها في التصدي للصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل
  • تضامن عالمي مع غزة.. من الجندي الأميركي بوشنيل إلى حراك الجامعات