الفرق بين #المخاطرة_المحسوبة و#المغامرة في #البيئة_العسكرية . . !
#موسى_العدوان

المخاطرة المحسوبة، هي الإقدام على عمل عسكري، بعد إجراء الدراسات الدقيقة من خلال تقدير الموقف الإستراتيجي أو التكتيكي، وتحديد الهدف / الأهداف المطلوب تحقيقها، وتوقع ردود الفعل المعادية وأسلوب معالجتها، إضافة لتقدير الربح والخسارة في الأرواح والمعدات الناجمة عن ذلك العمل، والاستعداد لتقبل أي منهما.

والمثالين التاليين يوضحان ذلك :

في حرب حزيران 1967 قام العدو الإسرائيلي بمخاطرة محسوبة ضد جيوش الدول العربية، فدمّر خلالها سلاح الجو المصري على الأرض – مع الأسف – تبعها تدمير بقية اسلحة الجو في دول المواجهة، فكسب الحرب منذ ساعاتها الأولى. في أكتوبر عام 1973 قامت القوات المصرية بالإقدام على مخاطرة محسوبة ضد القوات الإسرائيلية، فعبرت بالقوة أعظم مانع مائي في التاريخ على قناة السويس في حسابات دقيقة، شملت توقيتات عمل القوات في مختلف المراحل، وخاصة توقيت المد والجزر في مياه قناة السويس، لسهولة اقتحام القوارب عبر القناة، وتمكنت من تحقيق المفاجأة الإستراتيجية على العدو، وطرده في المرحلة الأولى لما يزيد عن 15 كيلومترا شرقي القناة.

أمّا المغامرة العسكرية، فهي الإقدام على عمل عسكري دون تقدير للموقف التكتيكي أو الإستراتيجي، وعدم توقع النتائج التي ستسفر عنه، من خسارة في الأرواح والمعدات والبنى التحتية، وكيفية مواجهة تلك النتائج. والامثلة التالية توضح المغامرات التي أشعلت فتائل الحروب في الماضي :

اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته في سراييفو عام 1914، والذي أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى. الهجوم الياباني على الأسطول الأمريكي، في ميناء بيرل هاربر بالمحيط الهادئ عام 1941, والذي كان سببا لانضمام الولايات المتحدة لدول التحالف في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت فد احجمت عنها من قبل. إغلاق مضائق تيران بوجه الملاحة الاسرائيلية، وسحب قوات الطوارئ الدولية من سيناء، كان الشرارة التي أشعلت حرب حزيران عام 1967 دون استعداد، فهُزمت بنتيجتها ثلاث جيوش عربية، واحتُلت أجزاء كبيرة من أراضي دولها. غزو العراق للكويت عام 1990، أدى إلى تشكيل تحالف عسكري مؤلف من ثلاثين دولة، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من بينها دولا عربية، وأدت إلى تدمير العراق والسطو على ثرواتها، ولا زالت تعاني من آثارها. حرب اسرائيل على لبنان عام 2006 أشعلها أسر جنديين إسرائيليين في شهر يوليو / تموز، فوقعت بنتيجتها خسائر فادحة في لبنان، جعلت أمين عام حزب الله يقول بعد انتها الحرب، ومعرفة حجم الخسائر التي حلت بلبنان : ” لو عرفت أن هذه الخسائر ستقع في لبنان، لما أقدمت على هذه الحرب “. أمّا الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، فعلينا أن نقدم كل الدعم الممكن للمقاومين الأبطال والصمود الأسطوري لأهل غزة، ونتمنى لهم النصر على العدو. ولكن لم يحن الوقت للكتابة عنها بالتفصيل وبيان الدروس المستفادة منها، وقد يحدث ذلك بعد انتهاء هذه الحرب وظهور النتائج كاملة، وأهمها تحقيق الأهداف التي تم التخطيط لها.

والسؤال الهامّ الذي يطرح نفسه عادة بعد كل حرب هو : هل تعلمنا الدروس من تجاربنا السابقة، أم ما زلنا نفكر بمغامرات عسكرية، دون أجراء تقدير مدروس للموقف، فنواجه نتائجها المؤسفة، بفقدان الكثير من الأرواح والمصابين والبنى التحتية، وخاصة إذا لم نحقق الهدف الأساسي الذي نسعى إليه، ثم نكابر إعلاميا وندّعي بأننا حققنا النصر، رغم فداحة الثمن المدفوع ؟

مقالات ذات صلة نشميات الوطن من الكرك يُذكِين عهد الوفاء للشهداء وينحزن لقيم الحياة. 2024/05/04

هذا السؤال يتطلب التفكير، والإجابة عليه بتجرد وصراحة، بعيدا عن الكلام العاطفي غير المثمر . . !

التاريخ : 4 / 5 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البيئة العسكرية موسى العدوان

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎

وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

 

مقالات مشابهة

  • ضبط مواطن مخالف لنظام البيئة للرعي بمحمية الملك عبد العزيز الملكية
  • وكالة الأنباء اليمنية سبأ تختتم الدورة العسكرية “طوفان الأقصى” لمنتسبيها
  • القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط 3 مخالفين لنظام البيئة
  • ضبط 3 مخالفين لنظام البيئة
  • الدفاع الروسية: هروب 100 ألف جندي أوكراني من وحداتهم العسكرية
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • شاهد | العدو الإسرائيلي في سوريا.. من التوغل المؤقت إلى بناء القواعد العسكرية
  • صحة غزة: نسبة الدمار التي طالت مجمع الشفاء الطبي تجاوزت 95%
  • القوات: الاعتداءات على الفرق الاعلامية هدفها حجب الصورة الحقيقية عن الناس