رأي اليوم:
2024-11-08@01:44:24 GMT

محمد المحسن: سلام.. هي تونس

تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT

محمد المحسن: سلام.. هي تونس

محمد المحسن “يا تونس الخضراء جئتك عاشقا *** وعلى جبيني وردة وكتاب..” (الشاعر الراحل تزار قباني) ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..(الكاتب) نخجل من الكتابة عن الثورة التونسية المجيدة في زحمة الكلام. نخجل، لأنّ الكلمات،ما زالت تحوم في الفلك المحيط بجوهر الثورة، ولأنها تصبح فعلاً مجسّداً خارجاً من شرايين جسدها الغاضب وأوردتها.

وستكون الكتابة عن هذه الثورة المدهشة فعلاً مفعماً بالصدق،إذ تصبح عملا معادلاً لعظمة اليأس الذي تجلى فيها من دون مساومة. وهكذا تحوّل الانتظار الذي طال إلى ثورة ترسم المستقبل، تلك الثورة الشعبية العارمة التي انطلقت شرارتها الأولى، ذات شتاء عاصف من شهر ديسمبر/كانون الأول 2010،هي ليست رداً على الاستبداد وحسب،بل ثورة على الماضي بكل تراكماته المخزية وتداعياته المؤلمة. هل نخجل من الكتابة،لأننا بانتظار “هومير” عربي،لكي يسجّل ملحمة التحرّر العربي الحديثة، وهي تتخبّط في بحر التآمر الإقليمي والدولي،أو لأنّ الملحمة التونسية التي ستكتب بالكلمات ستكون المعادل الحقيقي لعظمة هذه الثورة؟ المقهورون وحدهم يمهّدون الأرض أمام من سيكتب تلك الملحمة،لتدخلَ في سجل التاريخ، عملاً عظيماً يوازي الملاحم الكبرى في حياة الإنسانية. الغاضبون هم الذين يصنعون أسس عمارة الملحمة التي ستنتصب في مسيرة التاريخ شاهداً على أنّ الكتابة فعل يوازي عظمة الغضب. لذا، نخجل من الكتابة عن الثورة التونسية المجيدة التي ما زالت إنشاء لغوياً،يبرّر هزيمة قدراتنا على الدوران خارج النبل التاريخي المتمثّل في غضب الثورة. لهذا تطلّعنا جميعا إلى ملحمة البطولة التي تمثّلت على الأرض بالرفض والمقاومة، وتجلّت في تصحيح التاريخ العربي بأمثولة تكتب لكل الشعوب العربية،ملحمة خالدة تقاوم القهر والاستبداد،وتكشف زيف قوّة الديكتاتورية العمياء والظلم الحافي،لتمجّد ألقَ الروح الشعبية التي تكتب الشعر بإيقاع الانفتاح على الخلود. لا أقول إنّ الرأسَ تطأطأ أمام الاستشهاد من أجل تونس،بل إنّ الرأسَ تظل مرفوعة،فخراً بشعب أعزل،آمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجّرت جذورها حياة جديدة، وتلك هي ملحمة الانبعاث من رماد القهر،بانتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملاً عظيماً،يشعّ منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في العالم. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..أزمنة متراصة مكثّفة. هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات..أقاصيص وملاحم..سماء تنفتح في وجه الأرض..أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان. الأرض والسماء يغدوان واحدا. هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء : أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء.. ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم. سلام هي تونس، فلا بهجة لأبنائها خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السفر. كاتب تونسي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مـ.ـقتل طالب ثانوي في مشاجرة على أولوية ري الأرض بالإسماعيلية

لقي طالب ثانوي مصرعه متأثرا بإصابته بطلق خرطوش في مشاجرة مع آخر على أولوية ري الأرض بالإسماعيلية.

محافظ الإسماعيلية يستقبل وفد المجلس الوطني للتدريب والهيئة العامة للاستعلامات لبحث التعاون

وكان اللواء محمد عامر مدير أمن الإسماعيلية تلقي إخطارا يفيد بإصابة طالب بالثانوي الزراعي  يدعي محمد عبادة، ١٨ سنة بطلق خرطوش بالبطن، في مشاجرة مع مزارع علي أولوية ري الأرض، امام والد المجني عليه والذي هروع إليه مسرعا محاولا إنقاذه. 

علي الفور، انتقلت الأجهزة المعنية إلي مكان وقوع الحادث، وتم الدفع بسيارة إسعاف، نقلت المجني عليه الي مستشفي فايد المركزي لتلقي الإسعافات إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعات قليلة من ارتكاب الحادث.

وتم ضبط المتهم والسلاح المستخدم، وأفاد المتهم  بارتكاب الواقعة بأن  السبب اختلافهما على أولوية ري الأرض، وتم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • رأس التين.. عابدين.. محمد علي.. صفحات من التاريخ
  • مصر تشارك في 11 سباقا .. تفاصيل الاجتماع الفني للبطولة الإفريقية للتجديف
  • انضمام المثلوثي لقائمة منتخب تونس استعدادًا لمواجهة مدغشقر وجامبيا بتصفيات أمم أفريقيا
  • محمد سلام يواصل تصوير مشاهده في "كارثة طبيعية"
  • روح الجزائر.. ملحمة الحرية
  • تخطي 16 لاعبًا.. محمد صلاح يكتب التاريخ مع ليفربول
  • من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟
  • مـ.ـقتل طالب ثانوي في مشاجرة على أولوية ري الأرض بالإسماعيلية
  • ملحمة جلجامش برؤية فنية تشكيلية
  • كورتي قلعة التاريخ تؤكد الجاهزية والسند لحماية الأرض والعرض