سرايا - مع استمرار العدوان الإسرائيليّ ضدّ قطاع غزّة للشهر السابِع على التوالي، ومع مواصلة حزب الله قصف شمال الكيان بالصواريخ والمقذوفات، التي حوّلته لمنطقة أشباحٍ، ترتفع وتيرة الانتقادات الداخليّة لحكومة بنيامين نتنياهو السادسة من الداخل، فيما تُمارَس عليها الضغوطات من الخارج، الأمر الذي يزيد من المُعضلة التي يعيشها الكيان، وخصوصًا أنّ جيش الاحتلال لم يتمكّن من تحقيق الهدفيْن اللذين وضعتهما الحكومة: القضاء على حماس وتحرير الاسرى الإسرائيليين المُحتجزين في القطاع لدى المقاومة الفلسطينيّة.




في هذه العُجالة، تطرّق رئيس معهد السياسات والاستراتيجية، في جامعة (رايخمان) الإسرائيلية، والرئيس السابق للدائرة السياسية – الأمنية في “وزارة الأمن” في الكيان اللواء احتياط عاموس غلعاد إلى الدور المركزي لرئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار في مفاوضات تبادل الأسرى الجارية حاليًا.


وفي حواره مع إذاعة “103 اف ام” العبريّة، قال جلعاد: “السنوار يريد أن ننسحب من غزّة، ويرى أن بإمكانه ترميم منظمته. من ناحيته هو حقق إنجازات استراتيجية كثيرة، وهو قادر على تحقيق انسحابنا الكامل، ويسعى إلى ذلك. لدى "إسرائيل" جيشها الذي قام بعمل مذهل فعلًا، لكن لا توجد لدى الحكومة أي استراتيجية. ويجب ربط الاستراتيجية بإنجازات عسكرية، مثل تحديد ما يجب القيام به في اليوم التالي للحرب، مثل الإجابة على أسئلة من قبيل: من سيحكم؟ كيف نجتث حماس مدنيًا؟”، وتابع: “ينبغي إعادة إعمار غزّة، ومنحهم أفقًا بضمّهم إلى محور استراتيجي في الشرق الأوسط ردًا على إيران”، وفقًا لتعبيره.


وبحسب غلعاد فإنّ “للسنوار استراتيجية واضحة قائمة على إمكان العودة للحكم. وبالنسبة لنا، الأمر الأكثر إلحاحًا وأهمية هو إعادة الأسرى. يجب على "إسرائيل " العمل بموجب سلّم الأولويات الصحيح، وعلينا إعادة الـ 133 مخطوفًا فهو هدف أعلى. وينبغي الإعلان أنّ السنوار هدف إسرائيلي إلى حين تفكك منظومته، حتّى لو استغرق ذلك سنوات”.


وأضاف: “أنا أتابع الدعاية والتحريض ضدّ الأسرى الذين تخلّت الدولة عنهم، وعليها الآن أنْ تنقذهم. وإذا لم تنقذهم لن يكون هناك انتصار مطلقًا وأبدًا. يجب فعل أي شيء من أجل تحريرهم، وبمن فيهم الجنود والجنديّات الذين نحن مدينون لهم في الجيش والدولة والمؤسسة. يجب إعادة الأسرى، إضافة إلى تحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية، وعلى رأسها مواجهة إيران التي تتعاظم وتشكّل لنا تهديدًا كبيرًا، بما في ذلك على الجهة الشمالية”، بحسب تعبيره.


كما رأى غلعاد أنّ: “دخول رفح لا يضمن استعادة الأسرى، وهذه ليست استراتيجية، ولا يوجد استراتيجية لدينا، فبعد أكثر من ستة أشهر على القتال ما يزال السنوار موجودًا ويضع شروطًا ونحن ننتظر ردّه، هذه نتيجة غياب الاستراتيجية”.


وشدّدّ غلعاد على أنّه: “في حال دخول رفح من دون تنسيق مع المصريين والأمريكيين، فإنك لن تضع حلًا بذلك للجبهة الشمالية، وستكون هناك حرب متواصلة ستمتد إلى أنحاء "إسرائيل" كافة، وسنخسر الحلف الاستراتيجي وإمكان توسيع السلام والقدرة على مواجهة التهديد المركزي”.


وخلُص الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعِد غلعاد إلى القول إنّ: “التهديد المركزي هو إيران، ودور الحكومة أنْ تنظر إلى الصورة الواسعة في الشرق الأوسط”، طبقًا لأقواله.


على صلةٍ بما سلف، قال المحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ ولقائد حماس السنوار توجد مصلحة مشتركة وهي التوصّل لصفقة تبادل الأسرى تُرضي كلّ واحدٍ منهما، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه حتى اللحظة لا يُمكِن تحديد الإنجازات التي قد يحققها جيش الاحتلال في حال اجتياحه مدينة رفح، ومؤكِّدًا أنّ ما يُشغِل بال نتنياهو هي أوامر الاعتقال التي قد تُصدرها محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي ضدّه وضدّ عددٍ من القادة السياسيين والعسكريين في "إسرائيل".


في السياق عينه، أكّد اللواء الإسرائيليّ في الاحتياط، يتسحاق بريك أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعرف جيِّدًا ما يجري في المعارك التي تخوضها دولة الاحتلال، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا استمرّت هذه العملية، فإنّه حتمًا سيؤدّي لدمار "إسرائيل " عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، على حدّ تعبيره.


وختم بريك مقاله، الذي نُشِر بصحيفة (معاريف) العبريّة، بالقول حتى إذا استمرّ حزب الله وحماس حربهما بنفس النمط الذي يسيران عليه منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الفائت، دون مفاجئاتٍ عسكريّةٍ، فإنّ الدولة العبريّة ستتدمّر من تلقاء نفسها، طبقًا لأقواله.

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : رغم التفاؤل المصري .. إعلام عبري: فرص التوصل لاتفاق في القاهرة ضئيلة إقرأ أيضاً : الإعلام العبري: حماس ستوافق على المقترح المصري لوقف إطلاق النار بغزة .. شروط صعبة وضمانات أمريكيةإقرأ أيضاً : مصدر "إسرائيلي": لن نوافق على إنهاء الحرب


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الله الاحتلال القطاع رئيس غزة الحكومة اليوم العمل الدولة إيران الحكومة الوزراء الاحتلال مدينة رئيس الوزراء الله الدولة إيران الشمالية مدينة القاهرة اليوم الحكومة الدولة الله العمل غزة الاحتلال رئيس الوزراء القطاع العبری ة

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري يكشف ما حل بـ”لواء جولاني” في جنوب لبنان

#سواليف

قال المحلل العسكري الإسرائيلي آفي أشكنازي إن “حزب الله أعد كمينا لقوة #جولاني في الحادث الذي وقع أول أمس وأدى إلى #مقتل 6 #جنود”، موضحا أن واقع #الحرب مؤلم وصعب، وفيه #إخفاقات ونجاحات.

وقال أشكنازي: “حزب الله أعد كمينا لقوة جولاني، والحادث الذي وقع في أول أمس وأدى إلى سقوط ستة #مقاتلين من الكتيبة 51 في لواء جولاني، كان صعبا ومؤلما”.

وأوضح: “وقع الحادث خلال مناورة كانت تقوم بها الفرقة 36 في عمق منطقة حزب الله في الجنوب اللبناني، وبدأت هذه العملية في بداية الأسبوع، ولها هدف مزدوج، أولا، ضرب البنية التحتية لحزب الله في الجنوب اللبناني، وحرمانه القدرة على إطلاق #الصواريخ، وخصوصا الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، والهدف الثاني زيادة الضغط على حزب الله، وعلى الحكومة اللبنانية”.

مقالات ذات صلة بنود مقترح التسوية بين حزب الله وإسرائيل و”العقدة الشائكة” 2024/11/16

وأضاف: “في الأيام الأخيرة للمناورة في العمق اللبناني، سجلت الفرقة 36 إنجازات كبيرة، فدمرت منصات لإطلاق الصواريخ، وغرف عمليات، ومخازن أسلحة، وغيرها. وكانت مهمة الكتيبة 51 جزءا من العملية، فتحركت قوة منها نحو مبنى، حينها، وقع الاشتباك الأول من مسافة قصيرة، بعدها أُطلقت نيران مضادة للدبابات على القوة من كمين نصبه المقاتلون، واستمرت المعركة وقتا طويلا، واستغرقت عملية إخلاء المصابين أكثر من ساعة، وجرى جزء منها تحت إطلاق نار كثيف”.

وأشار إلى أن “لواء جولاني والكتيبة 51 يصرون على الاستمرار في القتال، ورفض ستة من سبعة جرحى الإخلاء إلى إسرائيل لتلقّي العلاج، وأصروا على مواصلة القتال. ويعتقدون في الجيش أنهم بحاجة إلى عدة أيام من أجل السيطرة على المنطقة وتطهيرها، حيث تقوم الفرقة 36 بمناورتها الآن”.

وتساءل المحلل العسكري الإسرائيلي: “لكن السؤال الذي يتطلب إجابة عنه هو: ما هي الاستراتيجية القتالية في ساحتي لبنان وغزة؟ الآن، من المهم طرح الأمور على الطاولة والمطالبة بتوضيح ماهية خطة القتال. هل ما يحدث هنا نوع من زحف بطيء من دون تحديد التوجه، أو الهدف؟”.

وقدم المحلل توضيحا: “في حال عدم وجود تحديد واضح للأهداف، من الممكن تحقيق إنجازات تكتيكية محلية، لكن لن ننجح في إحداث تغيير في الواقع الاستراتيجي. ومن أجل تغيير الوضع الأمني، يتعين علينا إعداد وتقديم خطة سياسية، أساسها دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، وتحميل الدولة اللبنانية والجيش اللبناني فقط مسؤولية كل ما يحدث على الأرض”.

وأردف: “في المقابل، على إسرائيل تقديم البديل العسكري علنا. وعندما يحدث ذلك، من المعقول الافتراض أن إسرائيل ستتوصل إلى تسوية مع الحكومة اللبنانية، بدعم من المجتمع الدولي. وحتى حدوث ذلك، نوصي الجيش بزيادة العمليات في المنطقة من خلال إدخال فرق إضافية إلى جانب الفرقة 36، لأن تجميع هذه القوة العسكرية سيختصر زمن القتال”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء يوم أمس، مقتل ضابط من “لواء جولاني” وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة، بعد تأكيده الأربعاء مقتل 6 من جنوده في معارك في جنوب لبنان.

كما نشر الجيش الإسرائيلي بيانات محدثة عن عدد القتلى في صفوفه وتصنيفاتهم، مشيرا إلى مقتل 793 جنديا إسرائيليا بينهم 192 ضابطا منذ السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • مسئول بحماس يعلن توقف الاتصالات بمسئولي الأسرى المباشرين
  • إسحاق بريك: الجيش لم يهزم حماس حتى اللحظة
  • تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
  • حدث ليلا.. السنوار «الصغير» يفاجئ إسرائيل وزلزال وشيك بتركيا وارتباك سياسي بهولندا
  • الإعلام العبري يكشف ما حل بـ”لواء جولاني” في جنوب لبنان
  • قناة إسرائيلية: السنوار «الصغير» يدير قوات حماس في ميدان القتال على غرار أخيه
  • الإعلام العبري يكشف ما حل بـ "لواء جولاني" في جنوب لبنان
  • استشهاد أسيرين في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي.. وحماس تعلق
  • حماس: ارتقاء الأسرى في سجون الاحتلال هو استمرار لسياسة القتل بالبطيء 
  • "ليس على طريقة حماس".. أول تعليق لوزير خارجية إسرائيل الجديد على حربها ضد "حزب الله"