خلافات عديدة... هل يفكّ جنبلاط تحالفه مع جعجع؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
يطرح الكثير من التساؤلات حول وجود خلافات بين رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، وخصوصاً بعد مقاطعة "اللقاء الديمقراطيّ" إجتماع معراب، كذلك، بعد تقارب "وليد بيك" من "الثنائيّ الشيعيّ"، وأيضاً عبر مُشاركة نواب المختارة في جلسة التمديد للمجالس البلديّة.
وما زاد من علامات الإستفهام بشأن العلاقة المتوتّرة بين "التقدميّ" والقوّات"، قيام جنبلاط بوصف جعجع بـ"المتشدّد"، وبرفضه أنّ يكون "زعيماً" للمعارضة. ومن دون شكّ هناك تباينات كثيرة بين معراب والمختارة، بدأت بالإستحقاق الرئاسيّ، وزادت بعد اندلاع الحرب في غزة، وفتح "حزب الله" جبهة الجنوب لمُساندة حركة "حماس".
وتقول أوساط سياسيّة في هذا السياق، إنّ جعجع يقف عائقاً أمام التوصّل لاتّفاق رئاسيّ، عبر رفضه الحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي وكتلة "الإعتدال الوطنيّ"، فيما جنبلاط هو من أبرز الداعمين لفكرة الحوار منذ اليوم الأوّل من بدء الشغور في بعبدا. أمّا في ما يتعلّق بالوضع في جنوب لبنان وفي غزة، فإنّ المختارة لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطينيّ، وأيّدت نضاله ضدّ العدوّ الإسرائيليّ. وتُشير الأوساط السياسيّة إلى أنّ جنبلاط اختار التهدئة مع "حزب الله"، ريثما تنتهي المعارك، وهو لا يُشاطر "السياديين" في المطالبة بنزع سلاح "المقاومة" وتطبيق الـ1701 بالقوّة، لتفادي أخذ البلاد إلى مُواجهة سياسيّة قد تتطوّر إلى طائفيّة في الشارع، في ظلّ إستمرار العدوان الإسرائيليّ على لبنان.
وقال جنبلاط إنّ قرار مقاطعة "لقاء معراب" اتّخذه الحزب "التقدميّ"، أيّ أنّه لم يضغط على نجله النائب تيمور جنبلاط في هذا الأمر، غير أنّ مراقبين يُؤكّدون أنّ القرار الأوّل والأخير في المختارة يصدر عن جنبلاط وحده، ودوره ليس أبداً إستشاريّاً كما يُشير.
يرى الكثيرون أنّ الخلافات بين جنبلاط وجعجع قد تدفع الأوّل إلى الإستدارة نحو "حزب الله"، وخصوصاً وأنّ حارة حريك والمختارة تلتقيان على دعم غزة، كما على فكرة إنتخاب رئيسٍ عبر إجراء حوار، لكن رئيس "التقدميّ" السابق ضدّ إقحام لبنان في حربٍ، وهو مع تطبيق القرار 1701 لحماية الجنوب واللبنانيين، عبر المحادثات الدبلوماسيّة التي يُجريها برّي مع فرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة.
ويقول المراقبون إنّ "الإستدارة الجنبلاطيّة" التي تتحدث عنها أوساط سياسيّة، تتمثّل بدعم مرشّح "الثنائيّ الشيعيّ" سليمان فرنجيّة لكسر الجمود الرئاسيّ، لأنّ هناك بعض المُعارضين للحوار. ويُضيف المراقبون أنّ جنبلاط لن يُخاطر بحثّ نواب "اللقاء الديمقراطيّ" بالإقتراع لرئيس "المردة"، طالما أنّ "التيار الوطنيّ الحرّ" أو "القوّات" لا يُؤيّدانه، كيّ لا يظهر مع "حزب الله" وحركة "أمل" أنّهم يفرضون رئيساً على الكتل المسيحيّة.
ويعتبر المراقبون أنّ جنبلاط من القلائل الذين لديهم علاقات سياسيّة طيّبة مع أكثر من طرفٍ، وهو قادر على التضييق على "حزب الله" كما فعل في العام 2008، عندما حصلت أحداث أيّار المؤسفة، وهو يستطيع أيضاً أنّ يُعيد تموضعه، بحسب ما تفرضه الظروف السياسيّة والعسكريّة في لبنان والمنطقة.
ويُشير المراقبون إلى أنّ عدم تلبيّة نواب المختارة الدعوة الى "لقاء معراب"، لا يعني بالضرورة أنّ جنبلاط قد ينقلب على جعجع أو على المعارضة، فهو يُصرّ على أنّ تشمل أيّ تسويّة الجميع، لذا، لا يزال من أبرز المطالبين للحوار لتحقيق هذا التوافق الوطنيّ الجامع. ويُتابع المراقبون أنّ عناوين عديدة لا تزال تجمع "التقدميّ" بـ"القوّات"، حتّى لو كان هناك إختلافات بشأن تطبيقها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله سیاسی ة
إقرأ أيضاً:
المفتي قبلان: أي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، قال فيها: "لأن القضية عند الله الإنسان بكل ما يعنيه من قيمة فردية وعامة ووظيفة وجودية وأخلاقية، ولأن القيمة الإنسانية تتوقف على نوع من الشراكة والخدمات والمبادئ والمنافع التي تكفل العدالة العامة بعيدا عن الظلم والفساد والطغيان والإنحراف بأشكاله المحلية والعالمية فقد قال الله تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، والعنوان هنا الإنسان ووحدته وقيمته الحقوقية وشراكته النظامية بخلفية القيمة الفكرية والتشريعية والسياسات الضامنة لخير الإنسان وقيمته الأخلاقية والوجودية في سياق تأكيد الحقوق العامة كملاذ مركزي للإنسان وكافة كياناته وقطاعاته المتعددة".
أضاف: "والمحسوم أن الله ضد الظلم والقمع والسطو والفساد والإضطهاد والدكتاتوريات المختلفة، ولأن قضية الحق العام مطلوبة بحد ذاتها لذا لم يكتف الله بإدانة الظلم والإضطهاد بل ألزم الخليقة أن تتجند بساحات الحق والعدل المنظم لقمع الظلم والفساد والعدوان لتأكيد الحقوق الوجودية والأخلاقية للناس، وعليه فقد حسم الله قضية "العدل العملي" ومنع الظلم والعدوان الفعلي كسياسات ضامنة بدنيا الإنسان وكياناته المختلفة، وهذا يفترض وحدة بشرية أو أخلاقية أو كيانية أو عالمية تعيد تنظيم وجودها فكريا واجتماعيا ومورديا بكل ما أوتيت من قوة وفعالية لتأكيد عدالتها الوجودية وقيمتها الإنسانية بكل مجالات الحياة، ومعه فقد أدان الله تعالى العدوان والإحتلال والطغيان بكافة أشكاله العسكرية والإقتصادية والدعائية والتقنية والمالية والثقافية وغير ذلك". وتابع: "من هنا، قلنا بأن التماهي مع المواقف الإسرائيلية جزء من الشراكة مع الصهيونية الظالمة، والربح والخسارة هنا يحدده الحق وليس القوة، ومستوى التضحية يتوقف على القيمة الرئيسية لحق الإنسان بمنع الظلم والعدوان عن نفسه ومجتمعه ومشروع إدارته السياسية والأخلاقية، وفي هذا المجال فإن التعاون والتضامن الوطني ضرورة أخلاقية وواجب إنساني وسياسي، وهو أكبر الأولويات الوطنية بالبلد، لذا قلنا بأن قيمة لبنان من قيمة عائلته الوطنية وتضامنه الكامل بعيدا عن لعبة الثأر والتفصيل الطائفي".
ورأى المفتي قبلان "ان الخطر يكمن باللغة الطائفية والإرتزاق السياسي والإصرار على ركب الموجة الدولية التي تتربص بالبلد وتدفع نحو الخراب".
وقال: ولأهمية اللحظة التاريخية، أقول للسيد سمير جعجع: قطع المجرة الشمسية كلها أسهل من النيل من سلاح المقاومة، ولا قيمة للبنان بلا المقاومة، وأنصح البعض ألا يتطوع لمهمة لا تستطيع إسرائيل القيام بها، وما يجري حرب بحجم المنطقة، وسلاح المقاومة ضمانة بحجم هذه الحرب، ولا مصلحة لأحد بلعب دور إسرائيل في لبنان".
وقال: "وفي هذا السياق، أشدد على قيمة الجيش الوطنية ووظيفته العليا بالشراكة الميثاقية وتوظيفاتها الفعلية، ولبنان قوي بطائفته اللبنانية ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي وتضامنه الجامع للطوائف، ولا محل في هذا البلد للثأر الطائفي أو السياسي، والحكومة مطالبة بحماية الشراكة الوطنية وخدمة مواطنيها النازحين من دون تلكؤ والهيئة العليا للإغاثة مطالبة بكشوفات واضحة وشفافية كاملة، وما يقدم للنازحين مخيب للآمال، وهناك شيء غامض جدا ويجب توضيحه، ولبنان بتركيبته السياسية لن يتغير ولا يحلمن أحد بالتغيير أو اللعب بالموازين الوطنية".
وجدد قبلان التأكيد "أن الثنائي الوطني شريك كامل بالحياة السياسية وقوته من قوة لبنان وسيادته الوطنية، ووفاءه لهذا البلد دليله الدماء والأشلاء والتضحيات السيادية، وأي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر والثمن سيكون أمر، ولعبة جس النبض واختبار التوازنات الداخلية مقامرة خطيرة وفخ قاتل، واللحظة للبنان ووحدته الوطنية وقدرته السيادية، والطائفة الشيعية دفعت الكثير في سبيل هذا البلد ولها الكثير، والحكومة مطالبة بالكثير الكثير، وترك الطائفة الشيعية أو معاقبتها بقطارة الإغاثة أمر كارثي، وإطفاء النار بالبنزين يحرق البلد، وواقع البلد مفتوح على غرف وأحلام خطيرة، واللعب بالنار مدمر للسلم الأهلي، وتطبيق أجندات أو الترويج لأفكار تخدم إسرائيل يضع البلد بالمجهول".
وأكد "لن نقبل بهدنة موقتة أو وقف نار متقطع، والحل فقط بوقف الحرب نهائيا ودفعة واحدة، ولا مكان لأي اتفاق على مراحل، ولن يخرج لبنان من هذه الحرب إلا عزيزا(إن شاء الله)، ولا شيء أهم من تحصين الميدان والوضع الداخلي، ولا لشيطنة أحد، ولا غالب ولا مغلوب والمسيحية تؤام الإسلام، والكنيسة والمسجد قطبا لبنان، وقيمة لبنان من قيمة شعبه، وقيمة شعبه من قيمة سيادته، وأثمان الحماية الوطنية مهما غلت ليست أغلى من السيادة الوطنية، والمقاومة والشعب والمشروع الوطني والجيش أكبر ضمانات لبنان، وما يجري على الأرض دليل مطلق على التضحيات السيادية التي تقدمها المقاومة ومشروعها الوطني الضامن للبنان".