ماذا يقول لنا قانون التوعية بمعاداة السامية عن أمريكا وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
خلال الأسبوعين الماضيين، شهدت الولايات المتّحدة الامريكية تمدّداً غير مسبوق لحركة الإحتجاجات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية. وقد إعتصم الطلاب، الذين ينتمون الى فئات وطوائف متعددة من بينهم طلاب يهود، بشكل سلمي في الباحات الجامعية رفضاً لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ولشجب تورّط الإدارة الأمريكية في هذه الحرب، وللمطالبة بتحقيق وقف لإطلاق النار.
وبعد فشل حملات الترغيب والترهيب التي شنّتها السلطات الأمريكية ضد المعتصمين بالتعاون مع المسؤولين عن هذه الجامعات والمموّلين لها والفئات الداعمة لإسرائيل، قرر الكونغرس الأمريكي إصدار قانون يساوي فيه بين مطالب الطلاّب وبين معاداة السامّية لقطع الطريق عليهم وتسهيل إعتقالهم وتوجيه التهم لهم ولإقفال هذا الباب نهائيا في المسقتبل، حيث يعمل القانون على تعطيل إمكانية قيام حركات مشابهة مستقبلاً.
وقد مهّد القانون لحملة مسعورة من السلطات الأمريكية واللوبيات الإسرائيلية ضد الطلاّب فتم وصفهم بأنّهم نازيون وارهابيون وعملاء لروسيا وأعضاء في حركة حماس، ومن ثم تمّ تجنيد ودفع مجموعات من البلطجيين المواليين لإسرائيل لإقتحام تجمّعاتهم وتخريب خيمهم والاعتداء بالضرب عليهم، كل ذلك أمام مرآى ومسمع الشرطة والأجهزة الأمنيّة التي تمّ استدعاؤها لقمع المعتصمين السلمّيين.
وبعد أن تُركت قطعان المؤيدين لإسرائيل تفتك بالمعتصمين لساعات، دخلت قوات الامن لتعتقل الطلاب والأساتذة الذين تضامنوا معهم، وشاهدنا كيف تمّ تأمين الغطاء والحصانة للموالين لإسرائيل وكيف تعاملت الأجهزة الأمنيّة بوحشيّة غير مسبوقة مع الطلاب والأستاذة وكأنهم مجرمين حيث تمّ إلقاء القبص على المئات منهم وتوجيه تهم قضائية جاهزة ومعلّبة ضدّهم وطرد عدد منهم وحرمانهم من حقّهم في التعلّم في الجامعات التي انضموا إليها وغيرها من الإجراءات التي تتطابق مع الإجراءات القمعيّة في أي جمهورية موز يقودها ديكتاتور أو انقلابي في دول العالم الثالث.
وبالعودة الى القانون المذكور والذي تمّ تمريره يوم الأربعاء الماضي بأغلبية 320 صوتًا مقابل 91 (187 صوت جمهوري و133 صوت ديمقراطي مقابل إمتناع 18 عضو من الحزبين)، والذي صُمّم لمنع إنتقاد إسرائيل وما يتعلق بها بذريعة معادة الساميّة، يحظر القانون على سبيل المثال ما يسمّيه الأفكار النمطيّة والإدعاءات التي تطال اليهود بشكل فردي أو جماعي خاصة فيما يتعلق مثلا بـ"الادعاءات أو الأساطير القائلة بوجود مؤامرات يهودية عالمية أو بسيطرة اليهود على الإعلام أو الاقتصاد او الحكومة او غيرها من المؤسسات الاجتماعية".
ومن بين الأشياء التي يحظرها القانون أيضا على سبيل المثال اتهام المواطنين اليهود بأنّهم موالون لإسرائيل أكثر من أمريكا أو أنّهم يعطون الأولوية ليهوديتهم العالميّة على حساب المصالح الامريكية. كما يتضمّن القانون حظر أمور أخرى من قبيل "حرمان الشعب اليهودي من حق تقرير المصير كالادعاء أن دولة إسرائيل عنصرية"، و"إطلاق تشبيه بين سياسات إسرائيل المعاصرة وبين النازيين"، و"تطبيق معايير مزدوجة على إسرائيل أو مطالبتها بأمور أو سلوك من غير المتوقع مطالبة دول ديمقراطية أخرى بها"، وغيرها من الأمور الذي يحظرها القانون ويدعو الى تطبيقها في أمريكا ويفرض عقوبات على إنتهاكها، ويتضمن ذلك بطبيعة الحال الطلاب في الجامعات.
ما يثير العجب أيضاً أنّه في الوقت الذي سيكون بإمكان الأمريكي انتقاد أمريكا أو الحكومة الأمريكية، فإنه من غير المسموح انتقاد إسرائيل أو قادة إسرائيل أو سياسات إسرائيل.من المثير للسخرية أن كل هذه الأمور التي أصبح من المحظور الحديث عنها أو نقاشها أو انتقادها هي أمور حقيقيّة. بمعنى آخر، القانون يعزّز الإنطباع والحقائق المستندة إلى مثل هذه الافتراضات ليس في أمريكا فقط بل في العالم. بإمكان أي كان أن يتأكد بشكل إمبريقي وإحصائي من سيطرة او عدم سيطرة اليهود على وسائل الإعلام على سبيل المثال في أمريكا او على الحكومة أو على غيرها من المؤسسات.
ولا نقول بأنّ ذلك أمر جيد أو سيء وإنما نريد اختبار مدى صحّة هذا الإفتراض. كل ما نحتاجه هو محرّك بحث وأسماء اهم المؤسسات الإعلامية في أمريكا. سيجد الباحث أنّ هذه المؤسسات تم تأسيسها أو تمويلها أو إدارتها من قبل يهود، والمشكلة ليس يهودية هؤلاء الذين يشكّلون حوالي 1% من الشعب الأمريكي وإنما إنتماءات العديد منهم الى الصهيونية، وهو أمر غير مخفي على كل حال بدليل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وما يثير العجب أيضاً أنّه في الوقت الذي سيكون بإمكان الأمريكي انتقاد أمريكا أو الحكومة الأمريكية، فإنه من غير المسموح انتقاد إسرائيل أو قادة إسرائيل أو سياسات إسرائيل. لماذا؟ وعلى أي أساس يتم تشريع قانون يمنع الأمريكي من انتقاد حكومة واحدة في العالم فقط ـ ليست حكومة بلاده ـ ودون أسباب مقنعة؟ إذا ما نظرنا الى مجلس النواب الأمريكي على سبيل المثال والمؤلف من 100 عضو عن مختلف الولايات، وبقليل من البحث، سنجد أن 7 أعضاء فقط من المجموع لم يتلقوا أي أموال معلن عنها من قبل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتّحدة.
مع أخذ هذه المعلومة بعين الإعتبار، ماذا تتوقع من سياسيين تم شراؤهم عملياً من قبل إسرائيل ناهيك الولاء الأيديولوجي طبعا. حساب اللوبي الإسرائيلي (آيباك) على موقع (أكس) يتباهى بأنّ كل الذي يتم دعمهم من قبل اللوبي في الانتخابات يفوزون. اللوبي يخصص تمويل أيضا ليس لإيصال من يؤمن بأنّهم مفيدين له، بل لاستهداف من يعتقد أنّهم لو وصلوا سيكونون ضد اللوبي وضد إسرائيل. نفس الشيء فيما يتعلق بالكونغرس، فتحت شعار "لنبق الكونغرس موالياً لإسرائيل، يتباهى اللوبي الإسرائيلي على موقعه بأنّ 98% ممّن يقوم بدعمهم يصلون في نهاية المطاف. لمن سيعمل هؤلاء برأيك؟ للشعب الأمريكي أم لإسرائيل. أفهمت الآن لماذا يُسمح بانتقاد الحكومة الأمريكية ولا يُسمح بانتقاد إسرائيل؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إسرائيل امريكا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات أفكار سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على سبیل المثال إسرائیل أو فی أمریکا من قبل
إقرأ أيضاً:
خامنئي يتهم أمريكا وإسرائيل بنشر الفوضى في سوريا ويؤكد: "الشباب سيواصلون معارضتهم لحكام دمشق الجدد"
قال المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، يوم الأحد إن شباب سوريا سيستمرون في معارضة الحكومة الجديدة التي ستنشأ بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي وجه فيه اتهامات جديدة إلى أمريكا وإسرائيل بنشر الفوضى في سوريا.
اعلانوأوضح خامنئي في خطاب له أن "الشاب السوري ليس لديه ما يخسره" في ظل حالة عدم الأمان التي يعيشها بعد سقوط الأسد. وأضاف أن هؤلاء الشباب يجب أن يقفوا بعزيمة وصلابة ضد أولئك الذين ساهموا في نشر الفوضى داخل البلاد.
وأشار خامنئي إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تآمرتا ضد حكومة الأسد بهدف السيطرة على الموارد السورية، قائلاً: "الآن يشعر الأمريكيون والنظام الإسرائيلي ومن معهم بالنصر".
Relatedآية الله خامنئي يؤكد أن إيران "دحرت العدو" في الأيام الأخيرةإيران ترفض تشديد الإجراءات على فرض الحجاب.. هل خافت من الاحتجاجات أم أن لبزشكيان يد خفية؟انهيار تاريخي للريال الإيراني مقابل الدولار وسط توتر إقليمي متصاعدواشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراقوفي سياق متصل، نفى خامنئي أن تكون الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس مجرد "وكلاء" لإيران، مؤكدًا أنها تقاتل بسبب معتقداتها الخاصة، وأن إيران لا تعتمد عليها في تحركاتها العسكرية.
وكانت إيران قد قدمت دعمًا كبيرًا لنظام الأسد طوال الحرب الأهلية السورية التي امتدت لما يقارب 14 عامًا.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرعة للأطماع الإيرانية سوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشق إيران: "الحرية حقنا.. عاشت الحرية" إفراج مؤقت عن الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بشار الأسدإيرانإسرائيلالحرب في سورياعلي خامنئيحزب اللهاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب في يومها الـ 443: الجيش يطلب إخلاء مستشفى كمال عدوان ويواصل سياسة التهجير القسري شمال القطاع يعرض الآن Next "نحفر للعثور على بلاط المنزل".. سوريون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد سنوات من النزوح يعرض الآن Next حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر يعرض الآن Next الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا يعرض الآن Next الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أفريقيا ووسطها اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحايابشار الأسدهيئة تحرير الشام كوارث طبيعيةإعصارالبرازيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني تغير المناخالغذاءالحرب في سوريااعتداء إسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024