أكد البنك الدولي فى "نشرة آفاق أسواق السلع الأولية" الصادرة اليوم أن إندلاع صراعا موسعا فى الشرق الأوسط قد يؤدى الى إستمرار موجة التضخم فى الأسعار الأولية التى يشهدها العالم منذ العامين الماضيين حتى الأن، أوضافت بيانات التقرير أن إستمرار الأزمات بالمنطقة صعبت الأمر على البنوك المركزية حيث لن تتمكن من خفض أسعار الفائدة فى المدى القريب.

أسعار النفط تصل 100 دولار للبرميل

واوضح التقرير أن استمرار التوترات الجيوسياسية على مدى العامين الماضيين نتج عنها ارتفاع أسعار النفط والكثير من السلع الأولية الأخرى حتى مع تباطؤ النمو العالمي. فعلى سبيل المثال، قفز سعر خام برنت إلى 91 دولاراً للبرميل في وقت سابق من هذا الشهر، أي ما يزيد بنحو 34 دولاراً للبرميل عن متوسط فترة السنوات 2015-2019. وتشير توقعات البنك إلى أن أسعار خام برنت ستبلغ 84 دولاراً للبرميل في المتوسط في عام 2024 قبل أن تتراجع إلى 79 دولاراً في المتوسط في عام 2025، وذلك بافتراض عدم حدوث اضطرابات في إمدادات النفط بسبب الصراع الدائر فى الشرق الأوسط، إلا ان توقعات تصاعد وتوسيع هذه الاضطرابات قد تؤدى إلى دفع معدلات التضخم العالمي نحو الارتفاع. أما فى حالة حدوث اضطرابات بسيطة، ستؤدى الى رفع متوسط فى سعر خام برنت إلى 92 دولاراً للبرميل خلال العام الحالي. ولكن مع وصول الاضطرابات الى ذروتها ستتجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل، مما يرفع التضخم العالمي في عام 2024 بنحو نقطة مئوية واحدة.

كما أشار التقرير إلى أن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والأسمدة والمواد الغذائية. وتعد المنطقة مورداً مهماً للغاز - إذ يمر 20% من حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز. وإذا انقطعت إمدادات الغاز الطبيعي المسال، فإن أسعار الأسمدة ستشهد أيضاً ارتفاعاً كبيراً، مما سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتشير توقعات البنك الدولي إلى أن أسعار الغذاء ستنخفض بشكل عام إلى حد ما - بواقع 6% في عام 2024 و4% في عام 2025. ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الأسمدة بنسبة 22% في عام 2024 و6% في عام 2025

قال إندرميت جيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس: "لا يزال التضخم العالمي مستعصياً على الهزيمة...فالانخفاض في أسعار السلع الأولية أحد الأسباب الرئيسية لتراجع التضخم، موضحا أن أسعار الفائدة قد تظل أعلى من التوقعات للعام الحالي والقادم. وأشار جيل بقوله أن "عالمنا اليوم يمر بفترة عصيبة قد تؤدي الى حدوث صدمة كبيرة في مجال الطاقة والتى ينتج عنها تخفيض لمعدلات التقدم المحرز في خفض التضخم خلال العامين الماضيين".

وأشارت النشرة الى تأثير إنخفاض أسعار السلع الأولية العالمية انخفاضاً بنحو 40% بين منتصف عام 2022 ومنتصف عام 2023 بمعدل نقطتين نتج عنه إنخفاضا ملحوظا فى التضخم العالمى، وإرتبطت مؤشرات وقياسات البنك الدولى بالأوضاع الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، والتى تشير الى عدم توسع الصراع حتى الأن مما إنعكس إيجابيا على إنخفاض أسعار السلع الأولية عالمياً بواقع 3% في عام 2024 و4% في عام 2025. إلا أن هذا الإنخفاض ما زال ذو أثر محدود فى كبح جماح التضخم الذي يظل أعلى من مستهدفات البنوك المركزية في معظم البلدان. وتظل الأسواق فى ترقب لحركة الأسعار التى ما زالت أعلى بنسبة 38% تقريباً مما كانت عليه في المتوسط خلال السنوات الخمس التي سبقت جائحة كورونا.

الذهب خيارا آمنا للمستثمرين

ومن المتوقع أن يسجل متوسط سعر الذهب - وهو خيار شائع للمستثمرين الباحثين عن "ملاذ آمن" - مستوى قياسياً في عام 2024 قبل أن يتراجع قليلاً في عام 2025. ويتمتع الذهب بوضع خاص بين الأصول، وغالباً ما يرتفع سعره خلال الفترات التي تشهد حالة من عدم اليقين في الأوضاع الجيوسياسية والسياسات العامة، ومنها الصراعات. ومن المتوقع أن يؤدي الطلب القوي من عدة بنوك مركزية في البلدان النامية، إلى جانب تزايد التحديات الجيوسياسية المتزايدة، إلى تعزيز أسعار الذهب طوال عام 2024

الإنتقال للإقتصاد الأخضر يرفع أسعار النحاس والألمونيوم

أدى تسريع وتيرة الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء إلى تعزيز أسعار المعادن الرئيسية التي تعد بالغة الأهمية للتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة. وارتفعت أسعار النحاس - المكون الأساسي المستخدم في البنية التحتية لشبكات الكهرباء وصناعة السيارات الكهربائية - إلى أعلى مستوى لها في عامين خلال هذا الشهر. ومن المتوقع أن ترتفع بواقع 5% في عام 2024 قبل أن تستقر في عام 2025. ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الألومنيوم بنسبة 2% في عام 2024 و4% في عام 2025، مدعومة بشكل خاص بإنتاج السيارات الكهربائية والألواح الشمسية وغيرها من البنية التحتية للطاقة المتجددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البنك الدولي الشرق الأوسط زيادة سعر النفط أسباب ارتفاع أسعار الفائدة السلع الأولیة الشرق الأوسط البنک الدولی فی عام 2024 فی عام 2025

إقرأ أيضاً:

الذهب يتراجع بحذر ترقبًا لبيانات التضخم ومصير الفائدة

تكبدت أسعار الذهب خسائر طفيفة، خلال التعاملات المبكرة الأربعاء، إذ ساد الحذر قبل تقرير التضخم في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة والذي قد يوفر مزيدا من الوضوح بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية.

تحديث الأسعار

هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2672.76 دولار للأونصة (الأوقية)، بحلول الساعة 0300 بتوقيت غرينتش، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 2689.70 دولار، بحسب بيانات وكالة "رويترز".

وقال كلفن وونغ كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا "إذا جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين مرتفعة فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الذهب لأن هذا يعزز إلى حد ما الرأي القائل إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يمضي في سياسة التيسير النقدي التي انتهجها العام الماضي في عام 2025".

ويترقب المتعاملون البيانات المقرر صدورها في الساعة 1330 بتوقيت جرينتش بعد أن أكد تقرير الوظائف الأسبوع الماضي متانة الاقتصاد الأميركي ودفع المتعاملين إلى تقليص الرهانات على المزيد من خفض أسعار الفائدة.

وواصل الذهب مكاسبه أمس الثلاثاء بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي في ديسمبر، مما عزز قليلا الآمال في أن يواصل مجلس الاحتياطي خفض أسعار الفائدة هذا العام.

ومع بدء الرئيس المنتخب دونالد ترامب فترة ولايته الثانية الأسبوع المقبل، يظل التركيز على سياساته التي يتوقع المحللون أنها ستؤدي إلى زيادة التضخم.

ويعد الذهب الذي لا يدر عائدا وسيلة للتحوط ضد التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبيته.

وقال وونغ "إذا انخفضت أسعار الذهب أكثر لتخرج من نطاق نوفمبر إلى ما دون 2600 دولار، فإن المستوى الرئيسي التالي سيكون حول 2540 دولارا وأعتقد أن هذا قد يكون مستوى جذابا للمستثمرين على المدى الطويل".

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، خسرت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 29.81 دولار للأونصة، كما انخفض البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 935.89 دولار. فيما استقر البلاتين عند 935.92 دولار.

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد الإمارات 4% في عام 2025
  • الذهب يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق
  • مارس أم يناير؟.. جدل اقتصادي حول توقيت رفع الفائدة في اليابان
  • وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط سابقا: نأمل تنفيذ حلول إيجابية لإنهاء الصراع الفلسطيني
  • “الإحصاء”: التضخم في المملكة بلغ 1.9 % خلال شهر ديسمبر 2024
  • الذهب يتراجع ترقباً لبيانات التضخم ومصير الفائدة الأمريكية
  • الذهب يتراجع بحذر ترقبًا لبيانات التضخم ومصير الفائدة
  • إعلام إسرائيلي: توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال ساعات
  • بلينكن: بايدن اتخذ خطوات سريعة لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط
  • عاجل| بلينكن: الرئيس بايدن اتخذ خطوات سريعة لمنع اتساع الصراع في الشرق الأوسط