الباقيات الصالحات مغفرة للذنوب تبقى بعد موتك وتنير قبرك
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن من أعظم فضائل الباقيات الصالحات
أن (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ).
تحط الخطايا عن الذاكر، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصنا فنفضه فلم ينتفض ، ثم نفضه فلم ينتفض ، ثم نفضه فانتفض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها )
ومما يدل على أن الباقيات الصالحات تحط الخطايا ما ورد عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ).
فمن أراد مغفرة ذنوبه فليكثر من الذكر بالباقيات الصالحات.
تحذير للرجال.. هذا الفعل يجعلكم أبغض الناس عند الله احذر يمين الخراب.. يجلب الفقر ويقطع النسل ويأتي بكل أمر عسيروقال على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء: إن الباقيات الصالحات من أحب الأعمال إلى الله وأكثرها ثوابا، وبها يرضى العبد ربه والباقيات الصالحات أجمع كل العلماء بأنها الأعمال التي ترضي الله عز وجل، وتشمل الأذكار والصلوات الخمس فينبغي على المسلم أن يواظب عليها بحيث لا تمر لحظة من عمره إلا وكان فيها طاعة إلى الله تعالى ويقول سبحانه وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.
وأضاف "جمعة"، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
أفضل الذكر عند الله، يكمن في "الباقيات الصالحات" وهي: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سبب تسمية الباقيات الصالحات بهذا الاسم
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الباقيات الصالحات هي «سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
وأضاف "عاشور" خلال لقائه فيديو عبر موقع الفديوهات “يوتيوب”، فى إجابته على سؤال ورد اليه مضمونة :- ما المقصود من قوله تعالى «الباقيات الصالحات»، السبب فى أن الله سماها بالباقيات لأن ذكر الإنسان لها يظل ويزرع له فى الجنة شجرة، لذلك يجب على الإنسان أن يتمسك بها ويواظب على ذكرها وقولها حتى تكون ذكرًا له فى حياته وبعد مماته.
الباقيات الصالحات ومعناها
{سبحان الله} كلمة جامعة نقولها في الركوع وفي السجود {سبحان ربي العظيم-سبحان ربي الأعلى-سبوح قدوس رب الملائكة والروح} ننزه ربنا عن كل صورة وشكل فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له كفوا أحد فليس هناك من هو كفء له سبحانه وتعالى، وليس هناك أحد يشاركه في ملكه، جاء الإسلام بالتوحيد الخالص وأنت تقول {سبحان الله} تصف ربك بما وصف به نفسه وتذكر ربك، ويخرج اللفظ من لسانك فيعمر جوفك وتكون بذلك من الذاكرين الله كثيرا ومن الذاكرات {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فاجعل لنفسك وردا من التسبيح بالليل والنهار و(لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الباقيات الصالحات من الأذكار
{الحمد لله} تعترف بها بنعمة الله عليك وبمنته التي لا تحصى ولا تعد.
و{لا إله إلا الله} عنوان حياتك ومماتك .. عنوان الدنيا والآخرة .. الحقيقة التي بها تقوم هذه الأكوان .. الحقيقة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعتقدها ظاهرا وباطنا حتى يرضى عنا، فيها إيمان بالله وفيها وتوحيد بذاته وصفاته وأسمائه جل جلاله.
ثم بعد ذلك تكبر ربك عن كل هم وغم ودنيا وانشغال فتقول: {الله أكبر} وهي التي يدخل بها المسلم في الصلاة، وبعد ذلك تتبرأ من قوتك وحولك وتعلم الحقيقة في أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فتسلم وتتوكل عليه سبحانه وتعالى وترضى بقضائه وقدره، وتكون عبدا ربانيا خالصا في قلبك إذا مددت يدك إلى السماء تقول (يا رب) استجاب الله لك وكانت الصلة بينك وبينه، والله سبحانه وتعالى إذا ما دعوته فاستجاب لك فإنك تشعر بالطمأنينة وبالأمن، وتشعر بمعنى الاعتماد عليه والاستناد إلى جنابه الأجل، وتشعر أنك من أعز خلق الله، وتشعر بإكرام الله لك من ضمن إكرامه لبني آدم نصرته لك حيث نصرته في قلبك، وتزداد الثقة بينك وبين الله {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.
{لا حول ولا قوة إلا بالله} يقول سيدنا ﷺ: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»، وربنا -سبحانه وتعالى- يدلنا على مفتاح الأمر كله، ومفتاح الأمر أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن صاحب هذا العالم هو الله، وأنه هو الملك القدوس، وأن ملكك في يدك عارية فهو الرزاق الرازق -سبحانه وتعالى-، حتى إن حياتك إنما هي منّه فهو المحي المميت الحي القيوم جل جلال الله، فلا ملك في الحقيقة إلا له ولا حول ولا قوة إلا به، ولا يكون في كونه إلا ما أراد والله - سبحانه وتعالى - هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو الذي يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء وهو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وهو الذي يجعل الأيام دول مرة الدنيا في يدك ومرة الدنيا عليك والأمر كله بيد الله لا حول ولا قوة بك وإنما الحول والقوة بيد الله -سبحانه وتعالى-.
يقول أهل الله عن الباقيات الصالحات؛ أنها تبقى بعد موتك، تضيع الإشارات، وتذهب العبارات، وتبقى هذه الأذكار باقية صالحة، تنير قبرك، وتغفر ذنبك، وتستر عيبك، بإذن الله سبحانه وتعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الباقيات الصالحات رسول الله صلى الله علیه وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله الباقیات الصالحات لا إله إلا الله والحمد لله سبحان الله الله أکبر من یشاء هو الذی له ولا
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قبول القدر خيره وشره من أهم مظاهر الإيمان بالله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الركن السادس والأخير: الإيمان بالقدر خيره وشره، وهو من أهم مظاهر الإيمان بالله، حيث يعني الرضا بالله ربا وحاكما، وهو كذلك ثمرة الإيمان بالله وحلاوته.
ويتمثل دستور الإيمان بالقدر في قوله تعالى : ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ، وما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه: «يا بنى إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله ﷺ يقول : « إن أول ما خلق الله القلم، فقال له : اكتب. قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ». يا بنى إني سمعت رسول الله ﷺ يقول : « من مات على غير هذا فليس منى ». وقوله ﷺ لابن عباس رضي الله عنه « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ».
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.
وتوجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراده الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، والذي قد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.
فالإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله، فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله سبحانه وتعالى، فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا لله، وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.
ولا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده، وبين كونك مختارًا مريدًا، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كذب بالمحسوس، وكذب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا، قال تعالى : ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾، وقال سبحانه : ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾.
فالصواب في تلك المسألة أن تثبت لنفسك فعلًا واختيارًا، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه، فالقدر سر الله في خلقه، ولذا ترى بعض العارفين كأبي العباس الحريثي يقول : من نظر إلى الخلق بعين الشريعة مقتهم ومن نظر لهم بعين الحقيقة عذرهم. فالعارف مستبصر بسر الله في خلقه.
وبهذا نكون قد علمنا حقيقة الإيمان وأركانه، وهذه الأركان ليست كلها غيب محض بل بعضها غيب محض : كالإيمان بالله، والملائكة واليوم الآخر، وبعضها من عالم الشهادة إلا أنه متعلق بالغيب باعتبار، كالإيمان بالرسل فهم من حيث كونهم بشرا هم من عالم الشهادة، ومن حيث الإيمان باتصالهم بالوحي فهذا جانب الإيمان الغيبي، وكذلك الكتب فمنها غيب لم نره، ومنها رأينا بعضه مختلطا بالتحريف ككتب أهل الكتاب، ومنها ما رأيناه كما أنزله الله وهو القرآن الكريم، إلا أن جانب الغيب فيه هو إيماننا بأن هذا الكتاب هو كلام الله رب العالمين أوحى به لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.