رأي اليوم:
2025-04-10@06:59:55 GMT

لماذا تفشل حوارات المصالحة الفلسطينية؟

تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT

لماذا تفشل حوارات المصالحة الفلسطينية؟

د. إبراهيم ابراش لم نستغرب فشل جولة حوارات المصالحة بين الأحزاب الفلسطينية في مدينة العلمين المصرية وهو فشل كان يتوقعه الشعب وكل المتابعين والمراقبين للشأن الفلسطيني، وأن يتم تشكيل لجنة لمتابعة موضوع إنهاء الانقسام هو تأكيد على الفشل وليس مؤشرا على إحداث تقدم لأن المشاركين في اللجنة سيكونون شهود زور على إدارة الانقسام للمرحلة القادمة.

إن لم يكن الهدف من تشكيل اللجنة هو تكليفها بإدارة الانقسام، (ومن المحتمل أن حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- القيادة العامة- استشعرت وجود تفاهمات سرية بين حركتي حماس وفتح على إدارة الانقسام ولذا قررت عدم المشاركة) فبعد مرور 16 سنة على سيطرة حماس على قطاع غزة ما زال البعض يعتقد أن الخلافات بين منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح وحركة حماس والتي تعززت بعد الانتخابات التشريعية في 25 يناير 2006 ثم سيطرة حماس على القطاع في منتصف يونيو 2007 هي السبب في الانقسام وفصل غزة عن الضفة، وأنه بمصالحة الطرفين ستعود الأمور الى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس على القطاع أي سلطة وحكومة واحدة في الضفة وغزة. في حقيقة الأمر فإن انقلاب حماس على السلطة مجرد حلقة من مخطط بدأ التفكير به إسرائيلياً قبل ذلك ولهذا السبب فإن كل جولات المصالحة لإنهاء الانقسام كانت تفشل بسبب اقتصارها على حركتي فتح وحماس ووجود شكلي لبقية الفصائل وغياب الفاعلين الأساسيين للانقسام ومتعهدي ديمومته. سبب فشل حوارات المصالحة وإنهاء الانقسام وإن كان يعود جزء إلى وجود طبقة سياسية مستفيدة من الانقسام ومعنية بإدامته وإلى الخلط بين المصالحة والوحدة الوطنية من جانب وإنهاء الانقسام من جانب آخر، وهناك فرق كبير بين الأمرين كما سنوضح، إلا أن السبب الحقيقي، وخصوصا فيما يتعلق بإنهاء الانقسام وعودة وحدة غزة والضفة في سلطة وحكومة واحدة، أكبر من ذلك. تفشل محاولات إنهاء الانقسام لأن المخططين الرئيسيين والمستفيدين من الانقسام غائبون عن اللقاءات، ودور هؤلاء في صناعة الانقسام وديمومته أقوى من تأثير الأحزاب بل ومن تأثير الإرادة الشعبية المغيبة والمعطلة، وبالتالي تفشل كل الجهود لإنهاء الانقسام على مستوى توحيد الضفة وغزة في سلطة وحكومة واحدة، فإنهاء الانقسام بهذا المعنى يحتاج لتوافق ولو ضمني لهذه الأطراف وهي: إسرائيل وأمريكا وقطر وتركيا وإيران وجماعة الإخوان المسلمين. ومن هذا المنطلق نفرق بين المصالحة والوحدة الوطنية من جانب وإنهاء الانقسام من جانب آخر. المصالحة والوحدة الوطنية شأن وطني ويمكن إنجازها بتوافق وطني حتى مع وجود ضغوطات وتدخلات لأطراف عربية على بعض الفصائل وخصوصا حركة حماس ، ولا يمكن تحميل إسرائيل وأمريكا ودول المنطقة المسؤولية عن عدم انجاز المصالحة والوحدة الوطنية، فقد سبق وأن تحققت هذه الوحدة مع منظمة التحرير قبل قيام السلطة الفلسطينية، وحتى مع ظهور حركتي حماس والجهاد من خارج المنظمة فإن هناك إمكانية دمجهم في المنظمة حتى مع ايديولوجيتهم الدينية لأن منظمة التحرير جبهة أو حركة تحرر وطني تستوعب الجميع وليست حكرا على فصيل أو أيديولوجيا محددة. لو ركز المجتمعون في حوارات القاهرة على موضوع منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب وكيفية استيعابها للجميع وتشكيل قيادة وطنية جديدة تنبثق عن انتخابات عامة أو توافقات داخل المجلس الوطني الجديد، قيادة تضع استراتيجية للتصدي للتحديات المصيرية التي تواجه القضية في ظل الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي لا تخفي أهدافها بتصفية القضية الوطنية والوجود الوطني في الضفة، وتأجيل موضوع إنهاء الانقسام والفصل الجغرافي وتشكيل الحكومة إلى مرحلة قادمة، لكان من الممكن إحراز تقدم والخروج بوجه مشرف أمام الشعب، ولكن للأسف يبدو أن البعض يرى أن السلطة وامتيازاتها أهم من المنظمة ومن الوطن. أما الانقسام فهو معادلة تتجاوز الأطراف الفلسطينية فهو مخطط إسرائيلي وظف الخلافات الفلسطينية وبعض الأطراف الفلسطينية وخصوصا حركة حماس وشاركت فيها دول من الإقليم، هدفه تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وحل الدولتين من خلال فصل غزة عن الضفة وتمكين حماس من السيطرة عليه، وبالتالي فإن انهائه بما يؤدي لإعادة توحيد الضفة وغزة في سلطة وحكومة واحدة يحتاج لتوافق بين المشاركين في المخطط والمستفيدين منه. فشل لقاء العلمين يؤكد أن الطبقة السياسية بكل مكوناتها وايديولوجياتها في الضفة وغزة لم تعد أمينة، سواء بسبب عجزها أو تواطؤها، على القضية الوطنية، وللأسف فإن ضعف الفعاليات الشعبية وغياب المجتمع المدني عن المشهد واقتصاره على دور المتفرج وخصوصا في الضفة الغربية -خرجت مظاهرات محدودة في القطاع وقمعتها حماس بعنف ووحشية كما جرى في حالات سابقة- يشجع السلطتين على الاستمرار على نهجيهما، وكما يقول المثل (من فرعنك يا فرعون قال ما لقيت حد يردني). كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: منظمة التحریر الضفة وغزة حماس على فی الضفة من جانب

إقرأ أيضاً:

تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق نيويورك تايمز: الوضع فى الضفة الغربية سابقة خطيرة للمستقبل ويُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام  الاحتلال يشرد العائلاتٍ وينشر القتل والدمار ويخلف أطفالًا مُحطّمى المستقبل وشعورًا مُتصاعدًا باليأس

 

الكاتب نيكولاس كريستوف

 

 

يُسلّط الكاتب نيكولاس كريستوف من طولكرم الضوء على واقع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قلب الضفة الغربية، حيث اكتسب مخيم طولكرم للاجئين لقب "غزة الصغيرة" وتعكس هذه المنطقة التى مزقتها المعارك دمار غزة، بمبانيها المهدمة وطرقها الممزقة ونزوحها الواسع.

ويصف كريستوف كيف أن استخدام إسرائيل المتزايد للتكتيكات العسكرية - كالغارات الجوية والدبابات والتدمير الشامل - بدأ يُحوّل الضفة الغربية إلى "غزة"، مُشرّدًا نحو ٤٠ ألف فلسطينى منذ يناير/كانون الثاني. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان مثل بتسيلم، فقد أدت هذه الاستراتيجية إلى ما يُطلق عليه الكثيرون "غزة" الضفة الغربية، مُخلّفةً عائلاتٍ مُشرّدة، وأطفالًا مُحطّمى المستقبل، وشعورًا مُتصاعدًا باليأس. والعنصر الأكثر مأساوية فى هذا التصعيد هو عدد الضحايا المدنيين. ومن بين هؤلاء الضحايا سندس شلبي، وهى امرأة حامل تبلغ من العمر ٢٣ عامًا، قُتلت على يد القوات الإسرائيلية أثناء حملها بطفلها الأول. يُعدّ موتها واحدًا من بين العديد من الوفيات التى تُبرز تكلفة التكتيكات العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة. فرغم أن هذه الإجراءات ربما تكون قد خفّفت مؤقتًا من النشاط العسكري، إلا أن التكلفة فى الأرواح والنسيج الاجتماعى لا تُحصى.

كما أصبح أطفالٌ مثل محمد عبد الجليل، البالغ من العمر ١٢ عامًا، رموزًا مأساوية لهذا الصراع المستمر حيث هدمت القوات الإسرائيلية منزل محمد، وأُغلقت مدرسته بسبب استمرار احتلاله المخيم. وتحدث محمد بجرأةٍ مُقلقة عن رغبته فى أن يكبر ليصبح مقاتلًا فى صفوف حماس، موضحًا أنه يتمنى "الاستشهاد". يُعد رده مؤشرًا مؤلمًا على البراءة المفقودة والأحلام المحطمة التى تُخلفها الحرب.

من جانبه لخّص فيصل سلامة، المسئول المحلى فى السلطة الفلسطينية، حلقة العنف المأساوية قائلًا: "لماذا لا يُحب هؤلاء الأطفال الحياة؟ لأنهم طُردوا من منازلهم ومدارسهم وفقدوا كل حياة طبيعية". بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد يبدو الاستشهاد هو الخلاص الوحيد من حياةٍ مليئةٍ بالمعاناة.

مسار تدميري 

مع إحكام الجيش الإسرائيلى قبضته على مخيمات اللاجئين، يُبرر أفعاله بزعم الحاجة إلى القضاء على الإرهاب. وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجمات العسكرية بأنها ضرورية لتطهير المنطقة من "الإرهابيين". ومع ذلك، وكما يشير كريستوف، فإن التكلفة البشرية لهذه الاستراتيجية باهظة. فالمدنيون الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، يقعون فى مرمى النيران. فتوحد سهى معين، وهى أم فى منتصف العمر، فقدت منزلها على يد القوات الإسرائيلية، وهى الآن تنام مع أطفالها فى مقبرة. بالنسبة للكثيرين، هذا هو واقعهم اليومى - يُجبرون على ترك منازلهم دون مأوى.

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إلى أن الجيش سيبقى فى هذه المخيمات للاجئين طوال العام، مانعًا السكان من العودة فى محاولة لقمع ما يعتبره إرهابًا متزايدًا. لكن هذه الاستراتيجية، وفقًا لكريستوف، قد تُعمّق دائرة العنف، وتزيد من الاستياء والغضب بين السكان الفلسطينيين.

دور حماس والسلطة الفلسطينية

يزداد الوضع فى الضفة الغربية تعقيدًا بسبب دور السلطة الفلسطينية، التى شنّت حملتها الخاصة على المسلحين فى هذه المخيمات. ومع ذلك، ينظر كثير من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية على أنها عاجزة وفاسدة، مما يزيد الوضع تقلبًا. ورغم جهود السلطة الفلسطينية للظهور كشريك موثوق لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن تزايد فقدان شعبية السلطة بين الفلسطينيين لا يزيد الوضع إلا تأجيجًا. وقد أدى ذلك إلى تحول فى المشاعر: إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن حماس، وهى جماعة مسلحة، تحظى الآن بشعبية أكبر فى الضفة الغربية، لا سيما وأنها ترمز إلى مقاومة إسرائيل.

وبدلًا من القضاء على حماس، قد تُغذى العمليات العسكرية الإسرائيلية، عن غير قصد، الظروف التى تُغذى نموها. ويؤكد كريستوف أن الهجوم العسكرى على الضفة الغربية قد يُعزز عزيمة جماعات مثل حماس، التى تزدهر على مقاومة العدوان الإسرائيلي.

الضم

هناك سؤالٌ مُلحّ حول ما إذا كانت إسرائيل ستمضى قدمًا فى ضم الضفة الغربية، وهى خطوةٌ يدعمها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. فنجد ان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر من أن الضم الكامل ستكون له عواقب وخيمة على هوية إسرائيل كدولة يهودية. فإذا تم دمج الفلسطينيين بالكامل دون منحهم حقوق التصويت أو ملكية الأراضي، فلن يعود بإمكان إسرائيل ادعاء أنها دولة ديمقراطية. وحذّر باراك من أن هذا من شأنه إما أن يُحوّل إسرائيل إلى دولة غير يهودية أو أن يُقوّض أسسها الديمقراطية.

وتشير استطلاعات الرأى إلى أن العديد من الفلسطينيين فى الضفة الغربية يشعرون وكأنهم يعيشون بالفعل فى ظل شكل من أشكال الضم الفعلي. قد يكونون أقل قلقًا بشأن التسمية الرسمية للضم وأكثر تركيزًا على بقائهم اليومى فى بيئةٍ معاديةٍ بشكل متزايد.

المنظورات الدولية ودور الولايات المتحدة

يُسلّط كريستوف الضوء على البعد الدولى للقضية، مُشيرًا إلى دور الولايات المتحدة فى تمكين الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. فى ظل إدارة ترامب، أضعفت الولايات المتحدة موقفها من المستوطنات وغيرها من الإجراءات التى تُفاقم التوترات بين إسرائيل وفلسطين. وبينما كانت الإدارات الأمريكية السابقة بمثابة كبح لليمين الإسرائيلي، كانت الحكومة الأمريكية الحالية أقل ميلًا للتدخل، مما زاد من جرأة الإجراءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.

وقد أدى هذا الدعم إلى استمرار حلقة القمع فى الضفة الغربية، مع بروز أمل ضئيل فى تحقيق السلام. وكما يحذر كريستوف، فإن هذا الوضع قد يكون مدمرًا لإسرائيل كما هو الحال للفلسطينيين، مما يهدد المبادئ التى قامت عليها دولة إسرائيل.

سابقة خطيرة للمستقبل

وعلى الرغم من أن العنف فى الضفة الغربية يحظى باهتمام دولى أقل من الصراع فى غزة، إلا أنه يُمثل أزمة متنامية قد تكون لها آثار دائمة على المنطقة. ويجادل كريستوف بأن استراتيجية إسرائيل الحالية المتمثلة فى الهجمات العسكرية والتهجير لن تحقق سلامًا دائمًا، بل ستواصل تأجيج العنف وعدم الاستقرار. يُهدد التدمير المستمر لمنازل الفلسطينيين ومجتمعاتهم فى الضفة الغربية بتقويض آفاق حل الدولتين، وقد يؤدى إلى مزيد من التطرف بين الشباب الفلسطيني.

وكما يُشير كريستوف، يُمثل الوضع فى الضفة الغربية سابقةً خطيرةً للمستقبل، قد تُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام. 

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: تصعيد الاحتلال لهدم المنازل في الضفة الغربية امتداد لجرائم الإبادة والتهجير
  • عباس يطالب حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال أعذارا لحرب الإبادة
  • عباس يطالب حماس بالتوقف عن إعطاء الاحتلال أعذار لحرب الإبادة
  • باحثون: لماذا فضّ أمن السلطة مسيرات الإضراب والتضامن مع غزة؟
  • حماس: التصعيد الإسرائيلي لن يعيد الأسرى أحياء
  • الرئاسة تعقب على احتلال إسرائيل لمحور "موراغ" وهذا ما طالبت به حماس
  • حماس تستنكر إقدام السلطة الفلسطينية على اعتقال متضامنين مع غزة
  • حماس: اعتقال السلطة للمتضامنين مع غزة طعنة جديدة لشعبنا
  • حماس تعقب على حملة الاعتقالات في الضفة
  • تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية