رأي اليوم:
2024-11-16@15:37:04 GMT
دور الجزائر في انقلاب النيجر.. 11 مؤشرا لسيناريو حيادها مقابل 5 لتورطها
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
د. جمال سالمي
في غياب معلومات مؤكدة أو حتى إشاعات، يصعب الجزم بالدور الحقيقي، السري أو العلني، الذي لعبته الجزائر في آخر انقلاب إفريقي لحد الساعة.. لكن المشهد، من حيث التحليل، لن يخرج أبدا عما يلي: ـ السيناريو الأول: لا دخل للجزائر لا من قريب ولا من بعيد في هذا الانقلاب.. الاحتمال 50%.. ـ السيناريو الثاني: الجزائر رتبت سرا لهذا الانقلاب بالتنسيق مع روسيا.
. فاغنر خصوصا.. دون علم باريس ولا واشنطن.. الاحتمال 50% سيقول الخبراء أن مثل هذا التقسيم المتساوي لنسب الاحتمال لن يضيف شيئا لأي بحث علمي أو حتى إعلامي.. لكنها الموضوعية.. تلزم أي محلل، مهما كان حجم معلوماته، باحترام الحياد.. دون تسرع أو تهور أو انحياز.. ما هي مؤشرات ما سبق؟ ـ مؤشرات السيناريو الأول: ـ أولا: ليس من مصلحة الجارين العربيين للنيجر، ممثلين في الجزائر وليبيا، عدم استقرار هذا البلد الإفريقي الفقير جدا.. ـ ثانيا: الرئيس النيجري ينحدر من قبيلة أولاد سليمان الليبية.. ـ ثالثا: يزيد إجمالي طول حدود النيجر مع الجزائر وليبيا عن 1390 كلم.. تبلغ الحدود النيجرية الجزائرية أكثر من 950 كلم.. الحدود النيجرية الليبية تزيد عن 440 كلم.. حدود مصيرية بالنسبة للبلدان الثلاثة.. تشهد حركة تجارية نشطة.. خصوصا للسكان المقيمين في هذه المناطق الحدودية.. يتم التعامل بالمقايضة بشكل كبير لتسهيل حياة المواطنين.. حدود مترامية شكلت مصدر توجّس للجزائر وليبيا.. السبب وجود جماعات إرهابية نشطة شمالي النيجر.. تواجهها الجزائر عسكريا في إطار تجمّع “دول الميدان”.. الذي يضم كلا من: الجزائر والنيجر ومالي وموريتانيا. تعرف تلك الحدود تدفقا لآلاف المواطنين من النيجر.. يحاولون من خلالها العبور إلى أوروبا.. منهم من اختار الاستقرار في الجزائر أو ليبيا.. تتعاون السلطات في الجزائر وليبيا مع النيجر للحد من هذه الهجرات.. ـ رابعا: وقعت الجزائر والنيجر عام 2021 اتفاقا للتعاون الأمني.. نص على تنسيق عمليات محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير النظامية.. ـ خامسا: النيجر، بالنسبة للجزائر، ممر مهم لسلعها نحو العمق الإفريقي.. خصوصا في ظل سعيها إلى تعزيز حركة صادراتها جنوبا.. في إطار تنويع مداخيلها الاقتصادية بعيدا عن ريع البترول.. ـ سادسا: ترتبط الجزائر مع النيجر بثلاث 3 مشاريع كبرى: 1 / طريق عابر للصحراء يربط بين الجزائر ونيجيريا عبر النيجر.. 2 / خط ألياف بصرية بين الدولتين.. 3 / أنبوب مرتقب لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا مرورا بالبلدين.. أعلنت عنه البلدان المعنية.. ـ سابعا: سوناطراك وقعت اتفاقا مع وزارة الطاقة النيجرية في فبراير 2022 لتقاسم الإنتاج في حقل “كفرا” النفطي شمالي البلاد.. تقدر احتياطاته بنحو 400 مليون برميل.. حقل اكتشفته “سوناطراك” في 2018.. تأثيرات وارتدادات الانقلاب على الجزائر ستكون كبيرة.. خصوصا أمنيا واقتصاديا.. هناك احتمال تأثر المشاريع سالفة الذكر.. ـ ثامنا: موقف الجزائر كان واضحا: إدانة سريعة ومباشرة.. ـ تاسعا: الجزائر كانت وراء بند معاقبة الدول التي تحدث فيها انقلابات بتعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي.. ـ عاشرا: مخاوف من نشاط مسلح وازدياد تدفق المهاجرين غبر الشرعيين على أراضيها. أما مؤشرات السيناريو الثاني، فأغلبها مجرد تخمينات وتكهنات.. لا ترقى أبدا للمستوى العلمي أو الإعلامي المحترف..* لكن يمكن مع ذلك الاستئناس بها: ـ أولا: التنسيق الاستخباراتي الكبير جدا بين الجزائر وروسيا والصين.. ـ ثانيا: سعي الجزائر الجدي لنسف حزام النار الذي أحكمت قوى الاستكبار نسجه حول حدودها.. ـ ثالثا: انخراط الجزائر رسميا في مسعى تشكيل عالم متعدد الأقطاب.. ـ رابعا: حرمان فرنسا من يورانيوم النيجر ضربة جزائرية قوية جدا ضد المحتل السابق.. أي إضعاف لفرنسا سيصب في مصلحة الجزائر.. خاصة في التنافس على النفوذ الإفريقي.. بومدين قالها جهارا مهارا لدستان: إذا وضعت رجلك في إفريقيا سأقطعها لك.. كلام هيج غضب رئيس فرنسا، فانتقم منه شر انتقام.. ـ خامسا: للجزائر بصمات واضحة جدا في توسيع نفوذ روسيا في إفريقيا.. إذ ليس من مصلحتها أبدا استمرار هيمنة فرنسا وأمريكا على القارة السمراء.. محاربة ذلك أولوية مطلقة في السياسة الخارجية الجزائرية.. لكن دون ضجيج إعلامي.. قد يضع البلاد في فوهة تكالب غربي.. على غرار ما شهدته كل من سوريا وليبيا والعراق.. لذلك، تحاول الجزائر إبقاء الحد الأدنى من العلاقات مع قوى الاستكبار الغربي.. تجنبا لأي مواجهة عسكرية.. أو حتى استخباراتية.. ستكون حتما منهكة للبلاد والعباد.. واشنطن تعلم ذلك يقينا.. لذلك تسعى جديا لمنع الانعطاف الجزائري النهائي دون رجعة إلى محور موسكو بكين.. عبر إبقاء شعرة معاوية.. لكن فرنسا الغبية، بكبريائها المعهود، تقفز فوق كل هذه الحقائق والمستجدات والتوازنات.. تتحدى الجزائر.. تقلل دوما من تأثيرها في العمق الإفريقي.. لا تعير أي اهتمام لقدرة الجزائر على إحداث الفارق في حدودها.. تنسف جهارا نهارا كل جهد جزائري عسكري أو استخباراتي لتمتين التعاون مع الجوار الإفريقي، خاصة دول الساحل.. كاتب جزائري
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
السودان يخسر أمام النيجر برباعية نظيفة ويؤجل الحسم للجولة الأخيرة
خسر منتخب السودان الأول لكرة القدم أمام النيجر برباعية نظيفة في المباراة التي جرت مساء الخميس ضمن تصفيات التأهل للأمم الإفريقية في المغرب 2025.
وقدم المنتخب السوداني أداء سيء ليس كما توقعه الكثيرون بحكم المستوى المتقدم في التصفيات.
ويحتاج المنتخب السوداني لنقطة واحدة للتأهل، ومتبقي لديه مباراة أخيرة أمام أنغولا متصدرة المجموعة، بينما أصبح للنيجر فرصة للتأهل في حال كسب المباراة القادمة أمام غانا وتعثر السودان بالخسارة.
رصد وتحرير – “النيلين”
إنضم لقناة النيلين على واتساب