تراجيديا الظهور المتكرر.. نجوم شاركوا في المواسم الفنية المتتالية.. بعضهم دفع ثمن "التشبع مع الجمهور"
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يستعد كل فنان لرسم الخريطة الفنية الخاصة به على مدار الموسم الفنى، ومع كثرة نوافذ العرض بين سحر السينما وعودة النجومية الدرامية خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب الموسم الدرامي الرمضاني صاحب الشعبية الأكبر على مدار التاريخ الفنى، وأخيراً دراما المنصات والموسم الموازى والأعمال الفنية ذات الحلقات قليلة العدد، كل تلك المغريات الفنية جعلت بعض النجوم تشارك فى مواسم فنية متتالية، وهو ما أثر على البعض سلباً ومنهم من أعاد إحياء نفسه ومنهم من تنوع فنياً وخرج من عائق الملل، ومع كل تلك الظروف والعوامل، نرصد لكم آراء أهل الفن كتاب ونقاد وفنانين حول ظاهرة المشاركات الفنية المتتالية.
عمرو يوسف "إعادة التوهج الفني"
شارك الفنان عمرو فى الموسم السينمائى الحالى لعيد الفطر بفيلم "شقو"، والذى قدم من خلاله بطولة سينمائية بعد فترات طويلة من الابتعاد عن الموسم الدرامي الرمضاني، خاصةً بعد أزمة المسلسل التاريخي "الملك" والتى لاقت ظلالها على تأجيل العمل لأجل غير مسمى"، ثم التواجد الموسم الماضي بمسلسل "الكتيبة 101" وهو من طبيعة الأعمال الوطنية، وانتظر جمهوره التواجد الفني لنجمهم المفضل عمرو يوسف بشكل يشبع الاشتياق الفني له.
وبعد كل تلك الفترات من الابتعاد الدرامي لموسم رمضان، يظهر الفنان عمرو يوسف لجمهوره بالتواجد والظهور المتتالي المواسم الفنية المتعاقبة، وذلك بالمشاركة الحالية بفيلم "شقو"، والمشاركة للموسم السينمائى المقبل من خلال فيلم "ولاد رزق" الجزء الثالث.
وعلق الفنان عمرو يوسف عن التواجد بموسمين متتالين من خلال الظهور السينمائى، أن الموضوع لا يشغل باله مطلقاً، وأنه يقوم بالتركيز فقط على أداء الشخصية بالشكل المناسب كي يقنع الجمهور.
وتابع الفنان عمرو يوسف أن الأدوار مختلفة بين فيلم "شقو" المشارك بموسم عيد الفطر السينمائى، وبين فيلم ولاد رزق الجزء الثالث، والمنتظر عرضه خلال الموسم السينمائى المقبل.
دينا الشربيني "استثمار نجاح"
قدمت الفنانة دينا الشربيني دور البطولة النسائية فى الموسم الرمضاني المنقضي، بالجزء الثاني من مسلسل "كامل العدد ٢"، والذى حقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور، وقدمت من خلاله العلاقات الاجتماعية بين الأزواج والزوجات، فى تصاعد للأحداث بشكل تشويقى اجتماعي خفيف، لاقي قبول الجماهير والنقاد.
واستطاعت الفنانة دينا الشربيني أن تشارك فى الموسم السينمائى الحالى بفيلم "شقو" والذى حقق نجاحاً كبيراً فور طرحة بدور العرض السينمائى، وهو ما يعد مشاركة فنية أضافت للفنانة دينا الشربيني بعمل سينمائي أكشن وتشويق، بعيد ومغاير فنياً للمشاركة الرمضانية، وأعاد النجمة دينا الشربيني إلى جمهور السينما مره أخرى.
نجوم دفعت ثمن المشاركة الفنية فى المواسم المتتالية
محمد رمضان "الخاسر الأكبر"
شارك الفنان محمد رمضان خلال الموسم الرمضاني الماضي ٢٠٢٣ بمسلسل "جعفر العمدة"، والذى حقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور المصري والعربى، ونسب مشاهدات مرتفعة جداً خلال الموسم الرمضاني.
وبعدها شارك الفنان محمد رمضان بموسمين متتالين فى السينما بأفلام عيد الفطر "هارلي" وفيلم عيد الأضحى السينمائى "ع الزيرو"، ليكون إجمالي المشاركات المواسم المتتالية ثلاث مواسم، وهو ما دفع الفتى الأسمر ثمناً كبيراً له، ولم يحقق المردود المتوقع له على المستوى السينما، بعد حالة التشبع الفني التى حدثت مع جمهوره خلال الموسم الرمضاني الدرامي.
ولم يشارك الفنان محمد رمضان فى الموسم الرمضاني الحالي بأي عمل فني، ولم يشارك أيضاً فى موسم عيد الفطر السينمائى الحالي، رغبة منه فى محالة الابتعاد بينه وبين جمهوره لإعادة حالة الاشتياق الفني معهم.
غادة عادل "قمة النجاح وقمة الإخفاق"
حققت الفنانة غادة عادل نجاحا كبيرا من خلال مسلسل "حالة خاصة"، والذى تم عرضه خلال الموسم السابق لشهر رمضان، وقدم المسلسل حالة فنية كبيرة وتفاعل معه الجمهور والمتابعين على مستوى المشاهد المصري والعربي.
وبعد عرض المسلسل وتلقي كل ردود الأفعال الإيجابية وكافة ألوان الإشادة من قبل النقاد والجماهير، شاركت الفنانة غادة عادل فى السباق الرمضانى المنقضي بمسلسل "لانش بوكس"، أى بعد أيام من نجاح مسلسل "حالة خاصة"، وجاءت ردود الأفعال على المسلسل ضعيفة للغاية، ونسب مشاهدات قليلة مقارنة بموسم رمضاني، وأيضاً بمسلسل "حالة خاصة".
نيللي كريم فى الموسم الحالي "خسرت عصفور اليد وعصافير الشجر"
وشاركت الفنانة نيللي كريم فى الموسم السابق لدراما رمضان مباشرة بمسلسل "روز وليلي" مشاركة النجمة يسرا، ولم يحقق المسلسل النجاح المنتظر للثنائية الفنية، خاصةً وكل منهن له جمهوره الخاص، بل مر المسلسل دون تحقيق أى صدي يذكر من الجمهور، بل وتعرض المسلسل للنقد من قبل المتابعين والنقاد على طريقة الكوميديا بالمسلسل، وتتابع الأحداث والأداء الفني لأفراد العمل.
شاركت الفنانة نيللي كريم فى الموسم الرمضاني المنقضي، بمسلسل "فراولة" ولم تحقق الفنانة نيللي كريم النجاح المتوقع لها أيضاً فى هذا العمل.
واتهمها الجمهور فى إعادة إحياء شخصية سكر فى المسلسل الناجح "١٠٠ وش"، حيث تقدم بشخصية فراولة أداء مقارب لشخصية سكر فى الأسلوب وطريقة التحدث والأداء الفني، ولم يلقي المسلسل المشاهدات المتوقعة لفنانة بحجم نيللي كريم قدمت العديد من الأعمال الدرامية الناجحة خلال السنوات الماضية.
أحمد السقا "يخسر فى كل مرة ينجح"
شارك الفنان أحمد السقا فى الموسم السابق لدراما رمضان بمسلسل "جولة أخيرة"، ورغم نجاح المسلسل مع الجمهور وتحقيق نسب مشاهدات مرتفعة، إلا أن الجمهور تحفظ على أداء الفنان أحمد السقا، وعدم قدرته على التعبير والإقناع، ودشن الجمهور الكثير من هاشتاجات أن الفنان أحمد السقا لا يجيد فن التمثيل، ويتألق نجوم الجوار لأحمد السقا بطل العمل، ويفاجئ الفنان أشرف عبدالباقي الجمهور بدور مغاير تماماً لتاريخه الفني، وهو دور مدرب الملاكمة العصبي المزاج والمتقلب وصاحب النظرات الحادة، ويسحب أيضاً الفنان الشاب على صبحي البساط من تحت أقدام السقا.
ليشارك الفنان أحمد السقا فى الموسم الرمضاني بمسلسل "العتاولة"، بعد أيام قليلة من نهاية مسلسل "جولة أخيرة"، والمسلسل الرمضانى فى هذه المرة يضم كوكبة كبيرة من النجوم، ليقدم السقا هدية جديدة لنجوم الجوار، ويرفع أقدامه بمنتهى السلاسة من فوق سجادة الأداء والإقناع، ليسحبها كل من الفنان طارق لطفى والفنان باسم سمرة، والفنانة فريدة سيف النصر والشباب مصطفى أبو سريع والفنانة زينب العبد، ليستمر السقا خاسراً رغم نجاح أعماله الفنية.
محمد إمام "نجح سينمائياً وخسر درامياً"
نجح الفنان محمد إمام فى تحقيق إيرادات كبيرة خلال الموسم السينمائى الماضي من خلال المشاركة بفيلم "أبو نسب"، والذى وصل لإيرادات كبيرة بعد العرض داخل مصر وخارجها بدول الخليج العربي.
ورغم كل النجاح الذى حققه الفنان محمد إمام من خلال الموسم السينمائى السابق للموسم الرمضاني، إلا أنه لم يحقق النجاح المنتظر بعد المشاركة الدرامية خلال شهر رمضان، وذلك من خلال مسلسل "كوبرا"، والذى حقق نسب مشاهدة أقل من المتوقع من الفنان محمد إمام، خاصةً وأن المسلسل كان يمثل عودته للموسم الرمضاني بعد غياب سنوات، بالرغم من حصد الفنان محمد إمام نصيب الأسد خلال مشاركاته الدرامية الماضية وخاصةً مسلسل "النمر، و"هوجان" ولمعي القط".
الفيشاوى "نجم المواسم المتتالية والمحصلة صفر"
يشارك الفنان أحمد الفيشاوى كضيف دائم فى المواسم السينمائية المتتالية، ولكن دون أى جدوى فنية تذكر لمعظم الأعمال السينمائية التى شارك بها.
شارك الفنان أحمد الفيشاوى بأكبر عدد أفلام سينمائية لمواسم بين المتتالية والمنفصلة ولكن لنفس العام، حيث قدم أفلام "ليلة قمر ١٤، الدعوة عامة، أشباح أوروبا، رهبة، عادل مش عادل، السيستم" وينتظر عرض فيلمه الجديد "بقدر ظروفك".
وعلق الفنان أحمد الفيشاوى على مشاركاته السينمائية والتى لم تحقق النجاح المنتظر، أنه بطبيعة أفلامه ليس هو الفنان الذى تحقق أفلامه إيرادات كبيرة.
وتابع الفنان أحمد الفيشاوى أن المشاركات السينمائية التى يقدمها، هي إشباع فني له وحب للسينما والفن طوال الوقت، وأن المنتج يرضي بإيرادات أفلامه وهو الأمر المهم.
نجوم لا تخشي المشاركة فى المواسم المتتالية
كريم فهمى "لا يشغلني الأمر والجمهور هو الفيصل"
شارك الفنان كريم فهمى الموسم الماضي بمسلسل "أزمة منتصف العمر" والذى حقق نجاحاً كبيراً بعد عرضه، وأثار المسلسل الكثير من الجدل بسبب جرأة الطرح وما به من أفكار ضد الأعراف المجتمعية.
وبعد النجاح الكبير الذى حققه المسلسل، شارك الفنان كريم فهمى فى الموسم السينمائى التالي مباشرة لنهاية العمل الدرامي بفيلم "أنا لحبيبي"، وحقق الفيلم إيرادات فى شباك التذاكر السينمائى بشكل جيد ومقبول.
وعلق الفنان كريم فهمى على المشاركات الفنية المتتالية أنه لم يكن يسعي لذلك، ولا يشغله الأمر من قريب أو من بعيد، ولكنه يسعي إلى إرضاء الجمهور بأعمال فنية جيدة وهو الهدف الأولى له.
وتابع الفنان كريم فهمى فى تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" أن جمهور السينما يختلف عن جمهور الدراما، والفارق بينهم كبير، إلى جانب أن الشخصيات الفنية التى جسدتها فى المواسم المتتالية تختلف عن بعضها بشكل مغاير تماماً.
واختتم الفنان كريم فهمى حديثه أن الأهم هو التواجد بعمل يحترم عقل المشاهد ويقدم له الإمتاع، وهو الهدف لكل فنان والجمهور هو نبض الفنان الحقيقي، ويمثل ترمومتر اختياراته برد الفعل على كل عمل.
صبري فواز "كنت بشارك بالخمس أعمال متتالية"
شارك الفنان صبري فواز العام الماضي بمسلسل "وبينا ميعاد" والذى لاقي قبولاً كبيراً مع الجمهور وحقق نسب مشاهدة كبيرة، وحقق الثنائي الفني صبري فواز وشيرين رضا نجاحاً كبيراً من خلال أحداث العمل.
وبعد انتهاء حالة النجاح شارك الفنان صبرى فواز فى الموسم الرمضاني التالي بمسلسل "رمضان كريم٢"، ليصبح مشارك العام الماضي بأعمال فنية لمواسم متتالية.
وأكد الفنان الأهم هو حسن اختيار الفنان لأدواره التى يقوم بتجسيدها للجمهور، وهو أمر جوهرى فى مشوار الفنان بشكل عام.
وأضاف الفنان صبري فواز فى تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" أنه كان يقدم فى الماضي وعلى مدار تاريخه الفني، أربع وخمس أعمال فنية خلال الموسم الواحد، على العكس هو الآن يقدم بشكل أقل كثيراً، والأهم أن يظهر الفنان قدراته فى تجسيد كل شخصية بشكل منفصل.
النقاد
من جانبه أكد الناقد الفنى طارق الشناوى أن قانون الندرة يؤكد أن ظهور الفنان كثيراً وبشكل متتالي يضر به وبالعمل الفني الجديد المشارك فيه، لذلك تجد كثير من الفنانين يكون الظهور الفني بشكل محسوب وقليل، وهى القاعدة الأساسية والثابتة لذلك الموضوع، ولكن رهان الفنان فى المغامرة، حيث أنه لو شارك فى أعمال متتالية وحقق النجاح فهنا الأمر مختلف وتنكسر قاعدة الندرة، ويصبح الفنان بطل ناجح أمام جمهوره.
وأضاف الناقد طارق الشناوى فى تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" أن الأساس فى المعادلة هو تحقيق الفنان النجاح فى كل عمل يشارك فيه، ويقدم ما يلقي قبول جمهوره وبالتالى يمثل إضافة، وهنا لا تصبح مشكله مهما تكررت الأعمال المتتالية خلال العام الواحد.
واختتم الناقد طارق الشناوى "الأمثلة كثيرة لهذا الجيل خاصةً فى تلك الفترة، ومع انتشار المنصات والأعمال الفنية ومنافذ التقديم الفنى المتعددة، إلى جانب عودة الوهج الدرامي من خلال تحقيق النجومية بالأعمال الدرامية للمنصات على مدار العام، وهو ما يجعل الفنان يقبل تلك التحديات ويخوض المغامرة الفنية مع جمهوره".
وعلى صعيد آخر أكدت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله أن المعيار الأساسي لهذا الموضوع هو العمل الجيد، والفنان الأولوية الأولى له هو اختيار أعمال فنية تلقي قبول الجمهور، بغض النظر هل هي لأعمال متتالية، أو حتى لعمل فني واحد خلال الموسم.
وتابعت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله فى تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" أن الفنانين فى السابق كانوا يقدموا أكثر من خمس أعمال لنفس الموسم، وكان التركيز فقط على العمل الجيد وتقديم ما يمتع الجمهور، ولم يشغل أحدهم هل التواجد بشكل متتالي يضر أم يفيد، فهو يلاقي جمهوره فى كل مره بشكل مغاير عما سبقت.
وفى سياق متصل أكدت الناقدة الفنية دعاء حلمى أن السوشيال ميديا لعبت دور كبير فى جرأة بعض الفنان من هذا الجيل فى التواجد بشكل متتالي خلال الموسم الفنى.
وتابعت الناقدة دعاء حلمى أن استمرار الفنان على الظهور من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومشاركة الجمهور والتفاعل فيما بينهم، أضاف حاله من الاعتياد بين الجمهور والنجم ساهمت فى قبول الجمهور وتقبل وجود الفنان بشكل متتالي فى الأعمال الفنية.
وأضافت الناقدة دعاء حلمى فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن الفنان لا بد أن يحسن اختيار أعماله طوال الوقت وبشكل مطلق، ولكن عليه أن يكون أكثر تركيزاً فى حالة الإقبال على خطوة المشاركات المتتالية بأعمال فنية، حتى لا يتشبع الجمهور أما من التكرار أو سوء الاختيارت الفنية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عمرو يوسف كريم فهمي دينا الشربيني غادة عادل نيللي كريم أحمد السقا الفنان أحمد الفیشاوى الفنان أحمد السقا الموسم السینمائى شارک الفنان أحمد الفنان محمد إمام دینا الشربینی البوابة نیوز الفنان عمرو خلال الموسم نیللی کریم مع الجمهور أعمال فنیة محمد رمضان عید الفطر صبری فواز عمرو یوسف على مدار من خلال وهو ما
إقرأ أيضاً:
الإدراجات المتتالية للشركات الحكومية في بورصة مسقط وتأثيراتها على الأداء المالي للسوق
في ظل توجه الحكومة نحو التخارج من الشركات الحكومية وطرحها للاكتتابات العامة ضمن إطار زمني محدد، شهدت بورصة مسقط موجة من الإدراجات المتتالية التي أثرت بشكل واضح على أداء السوق، ولوحظ خلال هذه الفترة تذبذب ملحوظ في المؤشر العام، مما أثار تباينًا في آراء المحللين والمستثمرين حول جدوى هذه الخطوات وتأثيرها على استقرار السوق واستقطاب رؤوس الأموال.
أكد مشاركون في استطلاع أجرته "عمان" أن الإدراجات المتتالية للشركات الحكومية كانت خطوة استراتيجية لدعم السوق، إلا أن تأثيرها كان متباينًا؛ حيث أشار البعض إلى أنها ساهمت في زيادة السيولة وجذب المستثمرين، بينما لفت آخرون إلى أنها أحدثت ضغوطًا على المؤشر العام وأثرت سلبًا على أسعار الأسهم، كما أشاروا إلى أن دخول صغار المستثمرين والمضاربة خلال الطروحات ساهم في تذبذب البورصة، داعين إلى وضع جدول زمني منظم للطروحات لتجنب الضغوط السوقية وضمان استقرار الأداء.
ويروا أهمية أن يقوم جهاز الاستثمار العُماني بالإعلان المسبق عن خطط إدراج الشركات، بما في ذلك تحديد مسمياتها وتوقيتاتها، لتعزيز الشفافية وتمكين المستثمرين من ترتيب أولوياتهم، بما يحقق توازنًا أكبر للسوق ويدعم نموه على المدى الطويل.
تعزيز الاكتتابات
أكد محمد بن أحمد الشيزاوي، صحفي متخصص في الشؤون الاقتصادية، أن تخصيص الشركات الحكومية وتحويلها إلى شركات مساهمة عامة عبر طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام يمثل أحد المحاور الأساسية لدعم بورصة مسقط، وأوضح أن هذه الخطوة تسهم في تعزيز حجم البورصة، وتنويع الخيارات الاستثمارية أمام المستثمرين، وتوظيف المدخرات المحلية، بالإضافة إلى جذب مستثمرين جدد، مشيرًا إلى أن الاكتتابات العامة تُعد ضرورة استراتيجية لتطوير السوق المالي.
وعن أهمية التنظيم، أشار الشيزاوي إلى أن غياب برنامج زمني واضح للاكتتابات يتم الإعلان عنه في بداية كل عام أثّر سلبًا على بورصة مسقط. وأوضح أن هذا القصور لا يقتصر على الاكتتابات الأخيرة فقط، بل يشمل جميع الطروحات السابقة. وبيّن أن عدم تنظيم الاكتتابات يؤثر على خطط المستثمرين، سواء الأفراد أو المؤسسات، الذين غالبًا ما يحددون أهدافهم الاستثمارية والقطاعات المستهدفة مع بداية العام. وأكد أن الوضوح في تنظيم الطروحات يُمكّن المستثمرين من اختيار الفرص الأنسب، مما يعزز توجههم نحو البورصة، مؤكدا أن عدم التنظيم وما شهدناه خلال الفترة الأخيرة من إصدار نشرة الاكتتاب وطرح الأسهم بعد بضعة أيام فقط، أثر سلبًا على البورصة. ونتيجة لذلك دعا المستثمرون إلى بيع أسهمهم بسعر السوق لتوفير السيولة اللازمة للاكتتاب، مما أدى إلى تراجعات ملحوظة في أسعار الأسهم. هذا الانخفاض أضعف ثقة المستثمرين في بورصة مسقط التي تُعد إحدى الأدوات المهمة لدعم التنويع الاقتصادي والادخار المحلي.
وأضاف أن هناك أمرًا آخر يتعلق بتقييم الشركات وتحديد سعر الطرح، لافتا إلى الملاحظة أن بعض الأسهم تم طرحها بأسعار مبالغ فيها وهو ما أثر بعد ذلك على سهمها في البورصة، ويرى الشيزاوي أنه ينبغي الحرص على أن تكون الأسعار جذابة وتحقق مكاسب للجميع بما في ذلك المستثمرون في البورصة والمكتتبون وليس فقط الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام.
وحول أداء بورصة مسقط خلال الشهر الماضي، أوضح الشيزاوي أن الضغوط التي شهدتها البورصة أسهمت في تراجع المؤشر الرئيسي بنحو 186 نقطة، مما قلّص من المكاسب التي حققها منذ بداية العام الجاري. ودعا إلى ضرورة مراجعة بورصة مسقط وهيئة الخدمات المالية لخططهما بهدف تعزيز الثقة في السوق، والحد من أي تأثيرات سلبية محتملة خلال العام المقبل.
كما أكد على أهمية وضع استراتيجيات محكمة لاستقرار البورصة وتعزيز مكانتها بصفتها منصة استثمارية موثوقة، وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تنسيق الجهود بين الجهات المعنية لضمان نمو مستدام للبورصة، وزيادة الخيارات الاستثمارية أمام المستثمرين، والمحافظة على دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني.
جدولة الاكتتابات
من جهته أكد سيف بن حمد النقبي، مستثمر في بورصة مسقط: أن الاكتتابات العامة تمثل مطلبًا رئيسيًا لجميع البورصات، خاصة عندما يكون هناك إدراج شركات كبرى تعمل في قطاعات واعدة، كما أن الإدراجات تسهم في زيادة السيولة وتنشيط حركة الاستثمار مما يشجع المستثمرين المحليين والأجانب على الدخول إلى السوق.
لافتا أن تأثر الشركات المدرجة أثناء فترات الاكتتاب أمر طبيعي خاصة مع الإقبال الكبير، موضحا أن السوق يشهد عمليات بيع مكثفة لجمع السيولة، كما أنه رغم الإيجابية العامة للاكتتابات السابقة إلا أن مشكلة شح السيولة كانت واضحة، حيث يواجه المستثمرون صعوبة في العثور على طلبات شراء، مما يدفع البعض إلى البيع بأسعار أقل من القيمة السوقية.
وفيما يتعلق بجدولة الاكتتابات، أوضح النقبي أن الإدراجات المتتالية قد تضع ضغطًا على السوق، مقترحًا تخصيص فترات زمنية كافية بين الاكتتابات لضمان استقرار السوق وإتاحة الفرصة للمستثمرين لتنظيم استثماراتهم بشكل أفضل، لافتا أن دعم صغار المستثمرين من خلال زيادة التخصيص وتسهيل الإجراءات أسهم في تعزيز الثقة بالسوق.
وأشار النقبي أن السلوك الاستثماري في المضاربة على الأسهم خلال الاكتتابات تسهم نوعا ما في خفض أسعار الأسهم عن قيمتها العادلة، ودعا المستثمرين إلى اتباع خطط استثمارية واضحة واستغلال الفرص المتاحة عند انخفاض الأسعار في الشركات، مؤكدًا أنه مع تحسن الظروف سيعود السوق إلى استقراره بمجرد.
أما بشأن شح السيولة، أشار إلى أن بعض الشركات تعاني من غياب طلبات الشراء، مما يؤدي إلى اضطرار المستثمرين إلى البيع بأسعار أقل، وأشار إلى جهود المسؤولين لتفعيل أدوات مثل مزود السيولة لمعالجة هذا التحدي، ولكنه أكد أن المشكلة ما زالت قائمة، ودعا جهاز الاستثمار العُماني إلى الإعلان عن خطط الإدراج المستقبلية بشكل تقديري لعام أو عامين مع التركيز على إدراج شركتين سنويًا بفواصل زمنية مناسبة، لضمان استقرار السوق وتجنب التأثيرات السلبية للإدراجات المتتالية.
توازن الاكتتابات
فيما لفت خالد الشماخي، المستثمر في بورصة مسقط، أن تسريع الاكتتابات المتتالية من الجهات المختصة خلال فترة زمنية قصيرة يعكس توجّهًا استراتيجيًا نحو ترقية بورصة مسقط من سوق مبتدئة إلى سوق ناشئة، وهذا التوجه يعتبر خطوة حيوية لوضع البورصة على رادار المستثمرين العالميين، وتعزيز الإقبال على الاستثمار في سلطنة عمان، مما يعزز مكانتها الاستثمارية عالميًا، كما أنه يمهّد الطريق لانضمام البورصة إلى المؤشرات العالمية واستقطاب صناديق استثمارية جديدة تُلزم بعضها بالاستثمار في الأسواق الناشئة، مما يؤدي إلى زيادة السيولة وحجم التدفقات الاستثمارية وارتفاع القيمة السوقية للبورصة، التي تُعد مرآة للأداء الاقتصادي للبلاد.
وأشار الشماخي إلى أن الاكتتابات المتتالية تسببت في ضغوط كبيرة على المحافظ الاستثمارية للمستثمرين، حيث شهدت غالبية الأسهم تراجعًا نتيجة لتحوّل السيولة نحو الاكتتابات الجديدة التي تقدم عوائد ممتازة، وأوضح أن غياب صانع سوق حقيقي للشركات المدرجة سابقًا، بالإضافة إلى عدم وجود صناديق سيولة فعّالة، أثر بشكل سلبي على أداء العديد من الأسهم وعلى المؤشر العام للبورصة، الذي لم يتجاوز حاجز 5000 نقطة رغم الإدراجات المتتالية للشركات الحكومية.
وشدد الشماخي على أهمية وضع جدول زمني مدروس بعناية للاكتتابات الكبيرة، مشيرًا إلى أن الاكتتابات القوية يجب أن تركز على الطرح الجزئي للشركات ذات رأس المال الكبير بنسبة لا تتجاوز 30% من رأس المال، وذلك لضمان بقاء رؤوس الأموال في السوق وتعزيز السيولة، كما دعا إلى ضرورة تعاون جهاز الاستثمار العماني مع الجهات المعنية، مثل بورصة مسقط، وهيئة الخدمات المالية، وشركة مسقط للمقاصة والإيداع، لوضع خطة واضحة للإدراجات قبل عام على الأقل، مما يتيح للمستثمرين الوقت الكافي لترتيب أوراقهم.
وأضاف أن التخارج المخطط من شركات في قطاعات متعددة، مثل الصناعة والمعادن والسياحة واللوجستيات، يحتاج إلى تنسيق دقيق لضمان تحقيق التنويع الاقتصادي المرجو، كما دعا إلى إصدار نشرة الاكتتاب قبل شهر من موعد الاكتتاب، لإتاحة الوقت الكافي للمستثمرين وشركات الوساطة المالية لتحليل البيانات بشكل متأنٍ واتخاذ قرارات مستنيرة.
وعن التحديات والفرص في سوق المال أشار الشماخي إلى أن الهدف الأساسي من الاكتتابات هو جذب رؤوس أموال جديدة وزيادة السيولة في السوق، لكن ما زالت قيم التداول اليومية ضعيفة، ولا تتجاوز غالبًا 5 ملايين ريال عماني، باستثناء حالات نادرة، وبيّن أن السيولة الجديدة هي نتاج صناديق السيولة المرتبطة بالشركات المدرجة، وليس استثمارات جديدة من المستثمرين.
وفيما يتعلق بفترة الطروحات الأخيرة، يرى أن إدراج شركتين كبيرتين في قطاع النفط والغاز خلال فترة زمنية قصيرة أثر سلبًا على قيمة الطرح وأدى إلى تراجع قيمة الأسهم عن سعر الاكتتاب، كما أن المستثمرين الأفراد يركزون بشكل رئيسي على تحقيق أرباح سريعة، دون النظر إلى الوضع المالي للشركات أو نشاطها الأساسي، مما يقلل من الاستفادة الحقيقية من هذه الاكتتابات على المدى البعيد، ودعا إلى إعادة النظر في استراتيجية الطروحات المستقبلية، بما يضمن استدامة السوق المالية وتعزيز ثقة المستثمرين، مع التأكيد على أهمية التوازن بين الطروحات الجديدة والأداء العام للسوق.