دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الإعلامي الإسرائيلي، ايدي كوهين تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي باستشهاده بآيتين من القرآن عن دخول "الأرض المقدسة" فيما رد مغردون طالبين إياه بإكمال الآيات.

جاء ذلك بتدوينة لكوهين على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا) حيث قال: "دخلناها بأمر الله .. ﴿ وَإِذ قالَ موسىٰ لِقَومِهِ ياقَومِ اذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ جَعَلَ فيكُم أَنبِياءَ وَجَعَلَكُم مُلوكًا وَآتاكُم ما لَم يُؤتِ أَحَدًا مِنَ العالَمينَ* ياقَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدَّسَةَ الَّتى كَتَبَ اللَّهُ لَكُم وَلا تَرتَدّوا عَلىٰ أَدبارِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ﴾ سورة المائدة الآية رقم 20.

."

وتابع كوهين قائلا: "ولن نخرج منها ابدا.. ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِى الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ﴾ سورة القصص الآية رقم 5.. هذا قرآنكم يا مسلمين".

وفصّل مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، عبدالعزيز بن باز في تفسير الآيات قائلا وفقا لما هو منشور على موقعه الرسمي: "بنو إسرائيل فُضِّلوا على عالمي زمانهم، وهذه الأمّة فُضلت على الأمم كلِّها؛ لما أعطاها اللهُ من الدِّين والعلم والفضل، وشرف نبيها، وكونه خير رسولٍ أُرسل في الأرض، وكونه أُعطي كتابًا هو أفضل الكتب، وشريعةً هي أفضل الشَّرائع وأكملها، فالواجب عليها أن تشكر نِعم الله، وأن تقوم بالواجب الذي أُسند إليها، من: التعليم، والتَّوجيه، والإرشاد، والدَّعوة، والصَّبر: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2].. قد مضى قدرُ الله وحكمته أنَّ هذه الدنيا دار الابتلاء ودار الامتحان، فمَن نجح فيها سعد غاية السَّعادة، والآخرة دار الجزاء، فالله لحكمةٍ عظيمةٍ ابتلى الناس بالشَّرائع، والأوامر، والنَّواهي، والأمراض، والفقر، والحاجة، وغير ذلك، فمَن صبر واتَّقى، وجاهد نفسَه لله، وعمل بما أمره الله به؛ صارت له السَّعادة والشَّرف والمنزلة العالية يوم القيامة، ومَن تأخّر وتابع الهوى وأخلد إلى الأرض؛ باء بالخيبة والخسارة".

واستطرد: "المقصود من هذا: أنَّ الله -جلَّ وعلا- يُذكّرهم بنعمه التي أنعم بها عليهم: أرسل إليهم الأنبياء، وأوسع لهم في الرزق، فالواجب عليهم البدار بطاعته، والقيام بحقِّه، وهكذا كلّ مَن كان بعدهم يجب أن يشكر نِعم الله، وأن يُبادر إلى طاعته، وأن يستقيم على الهدى؛ حتى تحصل له السَّعادة في العاجل والآجل.. وقد جعل فيهم الأنبياء، وجعلهم ملوكًا، فموسى يُذكّرهم بهذه النِّعَم العظيمة: جعل فيهم أنبياء يُرشدونهم إلى الحقِّ، والنبي يشمل الرسول وغير الرسول، الأنبياء منهم المرسلون، ومنهم غير المرسلين، يُذكِّرونهم بحقِّ الله، وجعلهم ملوكًا، يعني: أعطاهم النِّعَم: البيوت، والزوجات، والخدم".

وتابع: "والإنسان متى رزقه الله البيتَ ليسكنه، والزوجة التي يأوي إليها، والخادم الذي يقوم على حاجته، ويقضي حاجته؛ فهو ملكٌ في المعنى، يتصرَّف تصرُّفًا عظيمًا: تُقضى حاجته، ويأوي إلى سكنٍ، هذه من النِّعَم العظيمة.. فالواجب على مَن رُزق هذه النِّعَم أن يستقيم على الطَّاعة، وأن يُحافظ على .....، وأن يقف عند الحدود، وأن يحذر غضب الله عليه في عدم شكره النِّعَم، فإذا رُزق مع هذا مالًا كثيرًا وأولادًا وغير ذلك صارت النِّعم أعظم.. والمقصود من هذا كلِّه التَّذكير بنِعَم الله، والحثِّ على شكرها: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، والله سبحانه يُملي ولا يغفل: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:183]، فلا ينبغي لعاقلٍ أن يغترَّ بإملاء الله وإنظاره له وهو على معاصيه، وقد أنعم الله عليه، بل الواجب أن يُبادر بالتوبة والإصلاح والعمل الصالح، وأن يشكر نِعم الله عليه، وأن يقف عند حدود الله، يرجو ثوابه، ويخشى عقابه".

وأضاف: "ومن شُكر الله: أن تأمر بالمعروف، وأن تنهى عن المنكر، وأن تُعلّم الجاهل وتنصح، هذا من شُكر النِّعَم: أن تُبلّغ دعوة ربك، وتنصح لعباده، وتأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، ترجو ثوابَ ربك، وتخشى عقابه، هذا شأن الرابحين السُّعداء: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر].. وهذه دار الابتلاء، هذه الدار دار الابتلاء والامتحان، فالله ابتلى بعض الناس ببعضٍ: لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ [محمد:4]، وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35]، وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168]، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31]، وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]".

وأردف: "فأنت مُبتلًى في هذه الدار بالنِّعَم، وبالسمع، وبالبصر، وبالعقل، وبالجيران، وبالجلساء، وبغيرهم، فلا بدَّ من عملٍ تتخلص به من هذه البلية، تُرضي به ربَّك، وتتقي به ربَّك، وتُؤدِّي به الحقَّ الذي عليك، وترجو به ثوابَ ربك وإحسانه : فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49]، وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فهذا الابتلاء يجب أن يُقابل بالصَّبر والثَّبات، واتِّباع الحقّ، وترك الباطل، في السَّراء والضَّراء، في الشّدة والرَّخاء، نعم".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإسلام النبي محمد اليهودية تغريدات عم الله م الله

إقرأ أيضاً:

خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدث فيه البروفيسور الإسرائيليّ أميتسيا برعام، الخبير في الشرق الأوسط، عن الوضع بين لبنان وإسرائيل وتحديداً في ظل استمرار الهدنة بين الطرفين لغاية 18 شباط الجاري.     ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنهُ في ظلّ التوترات المُتزايدة في جنوب لبنان، انتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو توثق مواطنين لبنانيين، بعضهم يحملون أعلاماً، يقتربون من جنود الجيش الإسرائيلي ويواجهونهم.     إزاء ذلك، يقول برعام إنَّ هذا الأمر يمثل تكتيكاً متعمداً من قبل "حزب الله"، وأضاف: "إن هدف الحزب هو إرسال مواطنين مغسولي الدماغ يخاطرون بمُواجهة الجيش الإسرائيلي حتى يُنظر إلينا على أننا قتلة المدنيين".     واعتبر برعام أنَّ "حزب الله" يعيشُ أصعب وضعٍ عسكريّ منذُ تأسيسه، وقال: "لقد قضينا على كل قياداته العليا تقريباً سواء العسكريَّة أو السياسيَّة. بالإضافة إلى ذلك، فقد جرى قتل الآلاف من العناصر ومن الصعب جداً عليهم أن يُقاتلوا ضدَّ إسرائيل".     وتابع: "هُناك أزمة عسكريَّة عميقة وبالتالي فهم غيرُ مهتمّين بتجدُّد الصراع العسكريّ ضد إسرائيل، فالقيادة المنظمة والمُستويات الميدانية تدركُ هذا الأمر جيداً".     وهنا، يقول برعام إنَّ "حزب الله، وبسبب الصعوبات العسكريَّة، بدأ باعتماد تكتيك جديد وهو إرسال المدنيين العُزل وعناصره للعودة إلى القرى الواقعة عند الحدود اللبنانية وخلق احتكاكٍ مع الجيش الإسرائيلي".     ووفقاً لبرعام، فإن "حزب الله"، ورغم وصوله إلى أدنى مستوياته التاريخية، إلا أنه يحاول استعادة صورته من خلال هجمات متجددة، وأضاف: "إن الحزب يشعر بالإهانة وهذا صحيح. لقد تغيّر ميزان الردع وهو ليس لصالحهم. لهذا السبب، فإنَّ الحزب في الوقت الحالي لا يُطلق النار على إسرائيل بل يُرسل المدنيين فقط للإستفزازات".     مع هذا، فقد أشار برعام إلى أنه لا ينبغي التقليل من احتمال أن يحاول "حزب الله" إعادة إشعال الصراع مُجدداً، وقال: "في حال استمر انكسار الحزب، عندها سيشعر أنه لا خيار لديه سوى الرد، سواء بإطلاق الصواريخ على قواتنا في القرى بجنوب لبنان أو بإطلاق النار على المستوطنات الإسرائيليّة في الشمال. إذا حدث ذلك، فسنجدُ أنفسنا في حربٍ مرّة أخرى".     كذلك، تحدّث برعام عن أمين عام "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله، زاعماً أن حقيقة عدم إجراء دفن رسميّ علني لأخير حتى الآن، هو دليلٌ آخر على ضعف الحزب، كما يقول، ويضيف: "لم يتم دفن نصرالله حتى الآن بشكلٍ علني، لأن حزب الله يخشى أن تقوم إسرائيل بتصفية جميع كبار مسؤولي الحزب في الجنازة. صحيحٌ أن إسرائيل لا تقصف الجنازات عادة، ولكن بما أنَّ حزب الله عدو صعب، فإن الأخير يخشى هذا الأمر".     وأكمل: "بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006، اعترف نصرالله نفسه بأنه لو كان يعلم بأن إسرائيل ستردّ بتوسيع هجماتها على لبنان آنذاك لما كان بادر إلى اختطاف جنديين إسرائيليين واندلاع الحرب قبل 19 عاماً".     وختم: "إنني على يقين من أن نصرالله كان سيقول الشيء نفسه الآن لو كان يعلم أن حزب الله سيتعرض لضربة شديدة كهذه، وبالتالي كان سيؤكد أنه ما كان ليُطلق النار في تشرين الأول 2023 على إسرائيل".       "الهُدنة هشّة"     في المقابل، يقول الباحث الإسرائيلي إيدي كوهين إنَّ "وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هشّ"، وأضاف: "الإتفاق كله لم يكن جيداً. لقد رأينا في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار كيف فشل الجيش اللبناني بالتواجد حيث كان من المُفترض أن يكون".     وتطرّق كوهين إلى وضع "حزب الله" الحالي، وقال: "قبل أسبوع، نُشر رقم في الصحافة اللبنانية تحدّث عن 11 ألف قتيل من حزب الله، وهذا كثير. بالإضافة إلى الجرحى الذين سقطوا في عملية تفجير البيجر، هناك ما لا يقل عن 15 ألف جريح آخرين".     وتابع: "حزب الله مُني بخسائر كبيرة وكاد أن يتم القضاء عليه. مع هذا، فإن القتال كان جيداً، لكن الاتفاق الذي لم يضمن منطقة عازلة أو تقسيم هو اتفاق سيئ، وسيئ للغاية. أنا لا أقول أنه لا يوجد حزب الله، هناك حزب الله وهم يحاولون إحياءه".     واعتبر كوهين أن إسرائيل لم تقضِ على "حزب الله" وحركة  "حماس" بالكامل، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعني أن إسرائيل "لم تُكمل المهمة التي قامت بها". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!
  • تساؤلات.. صحة ومهظر مقاتلي حماس والرهائن الإسرائيليين بعد عام من الحرب تثير تفاعلا
  • رزمة أسماء مرشحين لدخول الحكومة
  • إعلامي بعد هزيمة الزمالك بثلاثيه: إدارة الفريق في موقف صعب جدا
  • خالد الجندي: الصلاة جزءًا من تعاليم الأنبياء وتوحيد الله محور الرسالات السماوية
  • إعلامي إسرائيلي: تل أبيب تسلمت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم غدًا السبت
  • خالد الجندي: الدين واحد بين جميع الأنبياء
  • سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع تثير تفاعلا
  • تأملات قرآنية
  • فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد بن فهد تثير تفاعلا