موقع النيلين:
2025-03-31@13:39:31 GMT

هل يتجرع الغرب السم الشرقي في السودان؟

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


إذا كان لا بد من عنوان واحد لمقطع الفيديو الذي يظهر عبره “متمرد” يتوعد الدولة والرئيس “البرهان”، ويعلن عن تلقي قوات التمرد بالمملكة السعودية دورات تدريبية على الطيران والمدفعية، هو “الكوميديا السوداء”.

الحقيقة أن منسوب المليشيا كاذب، وان المناسبة كانت تخريج دورة مسيرات استطلاعية تتلقاها كل قوات عاصفة الحزم بالمملكة من مختلف الجنسيات، تدريب الطيارين يحتاج لطاقم بشري يحمل مؤهلات علمية، ويحتاج للالتحاق بالكلية الجوية، لن يكون في الصحاري وبين كثبان الرمال.

تلك حقائق لا يمكن إنكارها، ولكن هذا الموقف أسقط ورقة التوت التي تتستر بها القيادة السعودية، وهي تدعي الحياد، وأنها تسعى للوصول إلى حلول عاجلة للأزمة السودانية، باعتبارها دولة تدرك مدى عمق وأهمية وخطورة التحديات في العالم، و تقرر أن تكون الشريك الركن في العمل على الحلول، والسعي نحو عالم أكثر تعاوناً وبناء ومساواة في فرص السلام.
الخطير أن المملكة وضعت يدها على قوات المليشيا المشاركة ضمن لواء الحزم فور اندلاع حرب ١٥/ أبريل، ولم تنفذ قرار القائد العام للجيش السوداني ورأس الدولة بحل “قوات الدعم السريع”، بل جعلتها قوات مستقلة، تحت قيادة “محمد إسماعيل دقلو” ابن عم “حميدتي” و أوكلت لها مهمة حماية قطاع “نجران”، بعد سحبها من اليمن نتيجة تفلتات منسوبيها، مثل التعاطي والاتجار بالمخدرات، والهروب من الخدمة.

بكل عفوية وتلقائية، أزاح مقطع الفيديو الستار على مسرح تفوح منه رائحة التآمر وسوء النية، رغم أن المملكة تقدم نفسها كوسيط في منبر تفاوضي يسعى لتحقيق السلام.
كل المعطيات أكدت أن الحلف الغربي بما فيه المملكة السعودية يبيت النوايا الخبيثة تجاه السودان، وان ما يظهر للعين المجردة ليس هو ما تخفيه أقنعة رسل السلام.

الجميع يتآمر، يراوغ، و يخادع، لن يساند الغرب حكومة “البرهان” ما لم تركع وتقدم فروض الولاء والطاعة، لذلك يجب أن تنظر القيادة السودانية لمصلحة الشعب ومعركة الكرامة، بعيداً عن كل الاعتبارات، افتضاح أمر المملكة السعودية وموقفها الخبيث من قوات التمرد بأراضيها، يجب أن يكون فرصة أو فسحة ضوء، للانتقال من هذه المرحلة التي تعتبر من أشد المراحل تخبطاً و اضطراباً في تاريخ السودان.

النظام الدولي في حالة انهيار، والشرق الأوسط يتفجر، وروسيا تتقدم في معركة ضم أوكرانيا؛ الولايات المتحدة تعوم فوق بحر من نقاط الضعف والهشاشة، بدءً بفشلها في احتواء حرب غزة وإسرائيل، مروراً بمعركة انتخاب رئيسية تضع العالم كله على حافة الرعب من ظهور “ترامب” مرة أخرى، لا يعرف أحد ماذا يحمل في عقله لهذا العالم الهش.

يجب أن يقدم “البرهان” احترام سيادة السودان، استقلاليته، وحرية قراره في اختيار الحلف المناسب والداعم على كل الاعتبارات، وجعل هذه القاعدة مبدأ يلتزمه الجميع. من دون ذلك، سوف يستمر السودان في التكسّر، و اعتياد طرق الزوال.

لا شك في أن كل الأنظار اتجهت مطلع الأسبوع المنصرم إلى التطورات في السياسة الخارجية السودانية، وكانت زيارة الوفد الروسي مفاجأة غير سارة لمليشيا الدعم السريع و حلفها الدولي، ربما يهرب النوم من أعين قادتها، أن علموا أن الروس قدموا أياديهم بيضاء للسيادة السودانية، وعرضوا إسناد معركة كرامة الشعب السوداني بكل ما في وسعهم من إمكانات عسكرية، سياسية، دبلوماسية، بجانب العمل على قطع العلاقة بين منظمة “فاغنر” ومليشيات “آل دقلو” الإجرامية.

الصين وروسيا من بين عدد قليل من الدول التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع “السودان”، ففي نهاية العام 2023، زار نائب رئيس مجلس السيادة “مالك عقار”، “الصين”، بادرت القيادة الصينية بحسن نوايا و أعلنت دعمها للسودان، كما فعلت موسكو الآن، ولكن القيادة السودانية مترددة، سلحفائية في اتخاذ القرار.

لم يعد يحتمل السودانيون التسويف وانتظار فرج الزمان، ومحاولة شراء الوقت، صبروا عاماً كاملاً، ولن يصبروا أكثر، المعاناة فوق الاحتمال، يجب على الرئيس “البرهان” وطاقمه اتخاذ القرار، بالتوجه إلى الحلف الشرقي والاستفادة من إمكاناته في حسم معركة الكرامة لصالح الشعب، لا شيء صعباً أمام الإرادة الصلبة و النيات الكبرى.

وأهم ما في هذا القرار أنه يصبح نموذج واقعي لما تقدر عليه القيادات الجدية والمؤتمنة على خيرها وخير الآخرين معها.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعد تحرير الخرطوم.. مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية لاستعادة الاستقرار

تقوم السياسة الخارجية المصرية على أسس قوية وراسخة، حيث تدير مصر علاقاتها الإقليمية والدولية بثوابت ثابتة تسعى من خلالها إلى تعزيز السلام، وتأكيد احترام القانون الدولي، مع التركيز على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. 

العلاقات المصرية السودانية 

وتسعى مصر إلى تقوية علاقاتها الخارجية على كافة الأصعدة، سواء الإقليمية أو الدولية، بما يعكس التزامها العميق بتعميق الروابط بين الشعوب والدول.

وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تتمتع العلاقات المصرية السودانية بتاريخ طويل وعميق، حيث تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، وتحمل بين طياتها روافد تاريخية وثقافية واجتماعية تجعلها فريدة من نوعها، ولا مثيل لها في أي علاقات ثنائية بين دولتين، وهذه العلاقات تعتمد بشكل أساسي على ثوابت الجغرافيا المشتركة والعمق التاريخي، إذ تربط بين البلدين روابط ثقافية واجتماعية متينة، فضلا عن الرابط الحيوي المتمثل في مياه نهر النيل والبحر الأحمر.

وأضاف حليمة، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تتسم العلاقات المصرية السودانية بخصوصية فريدة، إذ أن مصر والسودان يمثلان شعبًا واحدًا في دولتين، ولا شك أن التطورات الحالية في السودان تؤكد على وحدة السودان وسلامته الإقليمية، مع التزام مصر التام بعدم التدخل في الشئون الداخلية للسودان، واحترام سيادته.

وأشار حليمة، إلى أن موقف مصر تجاه السودان ثابت وواضح، ومصر تواصل دعمها للمؤسسات الوطنية السودانية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها السودان. وفي ضوء هذه التطورات، شهد السودان مؤخرا تقدما ملحوظا على الصعيد العسكري، حيث تمكنت القوات المسلحة السودانية من تحقيق العديد من الإنجازات تحت قيادة مجلس السيادة السوداني الذي يحرص على الحفاظ على وحدة السودان وسلامته الإقليمية، رغم المحاولات العديدة التي تستهدف زعزعة استقراره.

 استقبال وزير خارجية السودان

في إطار تعزيز التعاون بين البلدين، استقبل الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، الدكتور علي يوسف الشريف، وزير خارجية السودان، وذلك لمناقشة العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، بالإضافة إلى التباحث حول آخر التطورات الميدانية في السودان. 

وفي السياق نفسه، قال السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزير عبدالعاطي أكد على تضامن مصر الكامل مع السودان، نظرا للعلاقات التاريخية والروابط الأخوية الوثيقة التي تجمع بين الشعبين. 

كما شدد على دعم مصر للمؤسسات الوطنية السودانية في جهودها لاستعادة الاستقرار والسلام في السودان، مع التأكيد على موقف مصر الثابت في احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان.

موقف مصر من تطورات الوضع في السودان

حرص وزير الخارجية المصري على الاطلاع من نظيره السوداني على آخر المستجدات في الأوضاع الميدانية، خاصة في الخرطوم، في ظل التطورات الراهنة. كما تم مناقشة تحرير الجيش السوداني للمدينة، بالإضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى دعم السودان في هذه الظروف الصعبة.

وفي تصريحات للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، تم الإعلان عن استمرار العمليات العسكرية لتحرير السودان بشكل كامل. 

وأكد المتحدث العسكري أن جميع المناطق في الخرطوم تحت سيطرة الجيش السوداني، وأن القوات المسلحة ماضية بعزم وإصرار لإكمال المرحلة العسكرية، بهدف إخلاء السودان من الدعم السريع. وأضاف أن موقف الحكومة السودانية والجيش حازم تجاه هذه الجماعات.

السعودية والسودان يوافقان على إنشاء مجلس تنسيق لتعزيز التعاون| شاهدبريطانيا تطلب من رعاياها مغادرة جنوب السودان فوراموقف الحكومة السودانية ودعم مصر

من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، أن مصر قد قدمت دعما تاريخيا غير محدود للمؤسسات السودانية خلال فترة الحرب. 

وأشار إلى أن الحكومة السودانية تعمل على تجهيز البنية التحتية في المناطق المحررة، وأضاف أن السودان تعرض لعدة محاولات من أجل إسقاطه وتفكيك مجتمعه، وأن استعادة القصر الجمهوري والعاصمة الخرطوم يمثلان بداية الاستقرار في البلاد.

وأشار الإعيسر إلى أن السودان يواجه تحديات أمنية معقدة، وهو ما يتطلب بعض الوقت لحلها. وأوضح أن الحكومة السودانية بصدد وضع خطة مرحلية لتحسين الأوضاع في الخرطوم، كما حدث في مناطق أم درمان وبحري، وأكد أن الحكومة تتحمل مسؤولية تاريخية لإعادة النازحين إلى منازلهم وفق تسلسل زمني محدد.

واختتم الإعيسر حديثه مؤكدا أن الحكومة السودانية ستعمل على تعزيز شراكاتها المستقبلية مع مصر والدول التي قدمت دعمًا للسودان خلال هذه المرحلة الصعبة.

عبد العاطي يؤكد موقف مصر الداعي لاحترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودانالقوات المسلحة السودانية: العمليات العسكرية مستمرة لتحرير السودان بشكل كامل

مقالات مشابهة

  • البرهان: المعركة مستمرة وباب العفو مفتوح لمن يلقي السلاح
  • بعد تحرير الخرطوم.. مصر تدعم المؤسسات الوطنية السودانية لاستعادة الاستقرار
  • دقلو يؤكد مغادرة الخرطوم.. ويتعهد بالعودة
  • البرهان في السعودية.. تفاصيل رحلة مهمة…!
  • حملة دولية لمنع تهريب وبيع الآثار السودانية
  • السودان يطلب مساعدة السعودية لإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولى
  • البرهان يبحث تطورات السودان مع ولي عهد السعودية
  • السعودية والسودان يوافقان على إنشاء مجلس تنسيق لتعزيز التعاون| شاهد
  • البرهان يصل السعودية و يجري مباحثات مع محمد بن سلمان
  • البرهان يصل إلى المملكة العربية السعودية