صدى البلد:
2025-03-17@01:43:39 GMT

علي جمعة: قلة الحياء من موت القلب والروح

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: ان الدين جاء وحث على الحياء باعتباره خلقاً محموداً على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع حتى شاع الذم بعبارة (قليل الحيا) في الاستعمال اليومي، مع حذف همزة الحياء؛ لأن العرب تقصر كل ممدود ولا تمد بالضرورة كل مقصور، وفي الحديث النبوي الشريف عندما عاتب أحدهم آخاه على كثرة حيائه قال له النبي ﷺ : (الحياء خير كله) [مسلم] وقال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [البخاري] وكان الحياء ينشئ ثقافة سائدة تمنع من الانحراف وتضبط إيقاع العمل على المستوى الشخصي والمستوى الجماعي، وانعدام الحياء يوصلنا إلى فقد المعيار الذي به التقويم والذي به القبول والرد والذي به التحسين والتقبيح، وفقد المعيار هذا يؤدي إلى ما يشبه الفوضى وهي الحالة التي إذا استمرت لا يصل الإنسان إلى غايته، ويضيع الاجتماع البشري وتسقط الحضارات في نهاية المطاف حيث لا ضابط ولا رابط.

وعلى ذلك فمن العبارات الشائعة وهي خطأ قولهم (لا حياء في الدين) ويقصدون أن الإنسان يجب عليه أن يسأل في كل شيء دون خجل يصده عن التعلم فلا يخجل من عدم معرفته ولا يخجل أن يعرف كل شيء في جميع المجالات، فليس هناك حدود للمعرفة والعبارة الصحيحة التي حرفت من أصلها إلى هذه العبارة الجديدة الخاطئة هي (لا حرج في الدين) وهناك فارق كبير بينهما فصحيح أنه لا حرج في الدين، فإن اليسر يغلب العسر ، ومن طبق الدين لا يجد فيه ضيقاً ولا تضيقاً فقد قال الله تعالى : {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وفي الحديث الشريف : ( أنه ﷺ ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما)  [مسلم]. والقاعدة الفقهية الأم (المشقة تجلب التيسير) ، فالتيسير من أصل الدين، وهو يشتمل على الرفق في المعاملة يقول النبي ﷺ: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه) [مسلم] ويشتمل التيسير على الرحمة يقول ﷺ : (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) [أحمد وأبو داود] ويشتمل على رفع الضرر، حيث يقول ﷺ : (لا ضرر ولا ضرار) [ابن ماجة والبيهقي] ويشتمل على الاستمرار في العمل وفي الحديث  (كان عمله ﷺ ديمة) [متفق عليه].

والحياء خلق يمنع صاحبه المتخلق به من الفحش في القول والعمل ولذلك فإنه ضد بعض معاني الشفافية التي يدعو إليها بعضهم في عصرنا هذا، والشفافية قد تعني الصراحة في القول والصدق في العمل وهو خلق محمود بلا شك، وقد تعنى التبجح بالفاحشة وإظهار المعاصي والفجور بدعوى الحرية التي تساوي حينئذ التفلت والعبث، ولقد نهينا عن هذا التبجح قال رسول الله ﷺ: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) [متفق عليه] فالمهاجر يتبجح بالمعصية، إنه يريد أن تشيع فعلته في الناس حتى يكونوا مثله ويكونوا في الفاحشة سواء قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) ولقد ابتلينا بهذا الصنف من الناس الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحياء

إقرأ أيضاً:

ليه ربنا سايبنا نعمل حاجات غلط وبعدين هيحاسبنا عليها؟.. علي جمعة يجيب

وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، تقول فيه: "ليه ربنا سايبنا نعمل حاجات غلط وبعدين هيحاسبنا عليها؟".

طـ.ـفل يسأل: ليه ربنا مش عنده زوجة؟ .. د. علي جمعة يرد بلطفليه ربنا خلقنا.. علي جمعة يجيب: علشان يكرمناليه ربنا هيحاسبنا

وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا": لأنه خلقنا وأعطانا الاختيار من خلال العقل، وأرسل إلينا الأنبياء والقرآن الكريم والتكليفات، فهناك أوامر وهناك محرمات، فرسم لنا خريطة الفعل وخريطة عدم الفعل.

وتابع: الإنسان بحريته يصلي أو لا يصلي، أو يأكل أو لا يأكل، وهكذا، فالله تعالى ترك لنا الاختيار ومن أجل هذا سيحاسبنا يوم القيامة، ويقول لنا: أمرتك أن تعين الفقراء وتخرج الزكاة فلماذا لم تفعل؟ فالإنسان قد يفعل ما أمره الله به، وقد ينشغل عنها.

وأشار إلى أن الإجابة على هذا السؤال واضحة وهي أن الله يحاسبنا لأنه أعطى لنا العقل والاختيار والتكليف، فمسئولية الفعل مسئوليتنا نحن كاملة، فكل نفس بما كسبت رهينة، وأعمالك هي التي ستحاسب عليها ومن هنا يأتي الحساب.

ليه ربنا اختبرنا وهو عارف النتيجة

وأجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال فتاة تقول فيه: ليه ربنا حطنا في اختبار وهو عارف نتيجته؟.

وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الله تعالى خلقنا إكراما له، فالله له صفات من ضمنها الكريم والواسع والرحمن والرحيم، فله أكثر من 150 صفة في القرآن وأكثر من 164 صفة في السنة، وحينما نحذف المكرر من هذه الصفات تصبح أكثر من 240 صفة لله تعالى.

وتابع: أراد الله إكرامنا ويرحمنا، فخلق الملائكة وأمر الملائكة يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر، فالله أعطانا فرصة، فيأتي شخص لا تعجبه الصلاة أو التكليف أو أنه محرم عليه الكذب والقتل واغتصاب الأطفال، فكيف هذا وقد أسجد الله له الملائكة ووعده الله بالجنة.

وأكد أن الله خلقنا بهذه الصورة لنعبده ونعمر الدنيا ونزكي أنفسنا وندخل الجنة، ولذلك جعلها كلها جمال في جمال، فالقبر هو روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فالله كريم والإنسان يعبده وهو مشتاق إليه.


 

مقالات مشابهة

  • طبقها الآن.. علي جمعة ينصح بـ 5 خطوات للشعور بلذة الصلاة
  • ليه ربنا سايبنا نعمل حاجات غلط وبعدين هيحاسبنا عليها؟.. علي جمعة يجيب
  • سؤال في علم الغيب يثير الجدل.. وعلي جمعة يجيب
  • طـ.ـفل يسأل: ليه ربنا مش عنده زوجة؟ .. د. علي جمعة يرد بلطف
  • الأسئلة الثلاثة الكبرى والأهداف من خلق الخلق .. علي جمعة يجيب
  • ليه ربنا خلقنا.. علي جمعة يجيب: علشان يكرمنا
  • علي جمعة يكشف كيفية شفاعة الرسول لنا يوم القيامة
  • لماذا يخاف الناس من الموت؟.. رد مفاجئ من علي جمعة
  • علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا
  • دعاء لأمي المتوفية في ثاني جمعة من رمضان