علماء: إنسان الغاب يعالج الجروح بالنباتات الطبية
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
اكتشف علماء الطبيعة الأوروبيون والإندونيسيون أول دليل على أن إنسان الغاب يعالج جروحه باستخدام "مرهم" نباتي، يستخدم في الطب التقليدي لمحاربة الالتهاب والألم.
إقرأ المزيد
وتقول إيزابيلا لومر، الباحثة في معهد دراسة سلوك الحيوان (ألمانيا): "خلال مراقبة إنسان الغاب، لاحظنا أن ذكرا يدعى راكوس أصيب بجرح في وجهه نتيجة عراك مع قرد آخر، وبعد ثلاثة أيام من ذلك، بدأ راكوس في مضغ أوراق نبات من النوع Fibraurea tinctoria ومن ثم وضعها على الجرح لعلاجه.
وقد توصل العلماء إلى هذا الاكتشاف خلال مراقبة حياة إنسان الغاب الذي يعيش في متنزه جونونغ ليسر الوطني الإندونيسي في شمال جزيرة سومطرة، الذي فيه أحد الموائل المتبقية لإنسان الغاب السومطري المهدد بالانقراض، التي يعمل علماء البيئة وعلماء الرئيسيات بنشاط على إنقاذها على مدى عدة عقود.
واكتشف العلماء خلال مراقبة القرود المحلية، أن إنسان الغاب يستخدم أوراق نبات متسلق من نوع Fibraurea tinctoria، الذي ينمو في غابات الهند وجزر الهند الصينية ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا، كمواد خام لإنتاج مسكنات الألم والمضادات للالتهابات. "مرهم"، مع أنه نادرا ما يأكل إنسان الغاب أوراق وثمار هذا النبات، ولكن بعد إصابته، بحث راكوس عنه، ومضغ أوراقه وعالج أنسجة الوجه التالفة بالكتلة الحيوية الممضوغة.
إقرأ المزيدواتضح للعلماء، أن هذه العملية أسرعت في التئام جروح راكوس ومنعت تطور الالتهابات، حيث شفت الجروح تماما بعد أسبوع، واختفت آثارها بعد أسبوعين.
ولكن أين تعلم راكوس هذه المهارة؟ هذا ما لا يستطيع علماء الطبيعة حتى الآن تحديده. لأن العديد من إنسان الغاب السومطري جلبت إلى جونونغ ليسر من مناطق مختلفة من الهند الصينية.
وتقول الباحثة كارولينا شوبلي من معهد دراسات سلوك الحيوان: "يعود أول ذكر لمثل هذه الممارسات في المجتمعات البشرية، إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وإن وجود القدرة على علاج الجروح بمركبات مختلفة ليس فقط بين البشر، ولكن بين بعض الرئيسيات العليا أيضا يشير إلى أنه من المحتمل أن سلفنا المشترك كان لديه القدرة على تحديد الخصائص العلاجية للنباتات".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات حيوانات برية معلومات عامة إنسان الغاب
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي مصر الأسبق، أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحات له، اليوم الجمعة، أن الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فلديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".
وتابع: "رسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بيّن، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا بقوانين وضعها سبحانه وتعالى".
حكم ترك صلاة الجمعة والتكاسل عن أدائها.. الأزهر العالمي للفتوى يحذر
دعاء ثاني جمعة في رمضان.. مكتوب ومستجاب للصائم
وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة بأن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفئ به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".
واستطرد "انظر إلى نعم الله، نحن الآن نعيش في ترف زائد، فمن لديه سخان ماء، يستطيع تسخين الماء، وبدل أن يطس وجهه بالماء البارد، يستخدم الماء الدافئ، فيشعر بالانتعاش، وهذا جائز، وليس فيه مشكلة، فالدين لم يُلزمك بالوضوء بالماء البارد، لكن غالبية البشر ليس لديهم سخان، لذا علينا أن ننتبه على نعم الله التي اعتدناها حتى نسيناها، لقد اعتدنا نعمة البصر، ونسينا أن مجرد القدرة على الرؤية نعمة عظيمة، ولو حُرِمنا منها، لشعرنا بقيمتها، وهكذا، الوضوء على المكاره مشقة، لكنه في النهاية امتثال، وبعد الوضوء، أذهب لأصلي، لأن أبي علمني ذلك، ولأنني أعلم أن الصلاة ترضي الله، وأن تأخيرها أو التهاون فيها لا يرضي الله، وأنا أريد رضا الله".
وتابع: "لماذا أريد رضا الله؟ لأن هناك تجربة بيني وبينه، كلما دعوته، استجاب لي، وأحيانًا أدعوه فلا يستجيب، فأشعر بالخوف، وأتساءل: هل هو غاضب مني؟ ثم أجد أنه لا يغضب، ولكنه يختبرني، يمتحنني، يريد أن يرى: هل أصبر وأقول كما قال سيدنا يعقوب: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أم أنهار؟ هو لا يريدني أن أنهار، بل يريدني أن أصبر، وفي مقابل هذا الصبر، سيمنحني أجرًا عظيمًا يوم القيامة، أضعاف ما دعوت به، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذن، هذه هي الحياة الدنيا: دار ابتلاء، دار اختبار، دار يقول لي فيها: "اعبد الله، عمّر الأرض، زكِّ النفس، نفّذ هذه التكاليف".
وأكد أنه "إذا قلت: لا أستطيع، سيقول لي: ماذا تعني بعدم استطاعتك؟ إذا قلت: الطبيب منعني من الوضوء بالماء، سيقول لي: طاوع الطبيب، وتيمم بضربة على الحجر، وامسح بها وجهك ويديك، ثم صلِّ، الأمر بهذه السهولة! إذا ضاقت، تسعَّت، فقد جعل لنا الله يسرًا: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا".