تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
سانتياغو – تسلم صحفيو قطاع غزة الذين يغطون الحرب الإسرائيلية على القطاع الجائزة العالمية لحرية الصحافة التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ونيابة عنهم، تسلم نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر الجائرة في احتفال أقامته اليونسكو امس الجمعة في العاصمة التشيلية سانتياغو بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الموافق الثالث من مايو/ أيار من كل عام.
وفي كلمة له بعد تسلمه الجائزة، وصف أبو بكر منح الجائزة لصحفيي غزة بـ “الحدث التاريخي العظيم”. لكنه لفت إلى أن الفرح بالجائزة ممزوج بالحزن على فراق شهداء الصحافة الفلسطينية.
وأكد على “التصميم والإرادة على محاسبة ومحاكمة القتلة الإسرائيليين”.
وشدد على أن نقابة الصحفيين ومعها الاتحاد الدولي للصحفيين وكافة نقابات الصحفيين في العالم ماضون في إجراءات مقاضاة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين.
وطالب أبو بكر النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بسرعة بدء إجراءات التحقيق في هذه الجرائم.
وبشأن مسوغات منحها الجائزة لهذا العام، قالت اليونسكو، في بيان نشرته الجمعة، إنه تم اختيار الصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون حرب غزة للفوز بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة عن عام 2024، بناءً على توصية من لجنة تحكيم دولية مكونة من مهنيين إعلاميين.
وأُنشئت جائزة اليونسكو المعروفة بـ “غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة” في 1997، وهي الجائزة الوحيدة من هذا النوع التي تُمنح للصحفيين ضمن منظومة الأمم المتحدة، وسُميت على اسم الصحفي الكولومبي غييرمو كانو إيسازا، الذي اغتيل أمام مكاتب صحيفته في بوغوتا بكولومبيا في 17 ديسمبر/ كانون الأول 1986، تخليدا لذكراه، وفق الموقع الإلكتروني لليونسكو.
من جانبه، قال رئيس لجنة التحكيم الدولية للإعلاميين ماوريسيو فايبل “في هذه الأوقات العصيبة والمليئة باليأس، نرغب في مشاركة رسالة قوية من التضامن والاعتراف بالصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون هذه الأزمة في مثل هذه الظروف المأساوية”. وأضاف “نحن مدينون بالكثير لشجاعة هؤلاء الصحفيين والتزامهم بحرية التعبير”.
وأضاف فايبل أن جائزة غييرمو كانو تكرم كل عام شجاعة الصحفيين الذين يواجهون ظروفا صعبة وخطيرة.
وتابع “مرة أخرى هذا العام، تذكرنا الجائزة بأهمية العمل الجماعي لضمان استمرار الصحفيين في جميع أنحاء العالم في القيام بعملهم الأساسي لإبلاغ الناس والتحقيق”.
وحسب لجنة حماية الصحفيين الدولية في نيويورك، فقد قُتل ما لا يقل عن 97 صحفيا في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منهم 92 صحفيا فلسطينيا.
و تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار شامل وهائل في البنى التحتية والمباني، مما تسبب في كوارث وأزمات إنسانية.
المصدر : وكالة الأناضولالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العالمیة لحریة الصحافة
إقرأ أيضاً:
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻷﻛﺬوﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ
..امنحوا الناس الأمل
نعم الصحافة المصرية عندنا تمر بأزمة حقيقية، علينا أن نعترف بهذا، سواء الصحافة الورقية أو الإلكترونية، وتلك الأزمة تعجل بالقضاء على تلك الصناعة، التى دخلت مصر منذ أكثر من قرن والنصف.
وأتصور أن أزمة الصحافة بدأت عندما بدأ تصنيفها، بين قومية ومعارضة ودخل عليهم منذ ربع قرن أو أقل تصنيف اخر هو الصحف المستقلة، رغم أن الدور واحد، فالصحافة منذ صدور أول مطبوعة منها هدفها واحد هو نشر المعلومة الحقيقية، كون أن البعض استخدمها فيما بعد بشكل لا يليق بمكانتها وقيمتها، فهذا أمر تمر به كل المهن، كل مهنه فيها الجيد والردىء، الصالح والفاسد، المفيد والضار، لكن فى الأصل، أى مهنه هدفها الخير للناس، والصحافة هدفها الخير دائما، حتى لو تعرض الصحفى لمضايقات.
لكن دعونا نعود إلى التصنيف، بين قومى ومعارض ومستقبل، حتى إننا عندما أصدرنا بعض الإصلاحات المتعلقة بالصحافة والاعلام، شرعنا فى مصر إلى إصدار فكرة تدعم هذا التصنيف والانقسام الهيئة الوطنية للاعلام وتتبعها الصحف المعارضة والمستقلة، والهيئة الوطنية للصحافة وتتبعها الصحف القومية، التى تمتلكها الدولة، وهو تصنيف صنع شرخًا بين أطراف يفترض أن تكون جميعها تحت مظلة الصحافة الوطنية التى تخدم الوطن والمواطن. رغم اننا فى الماضى القريب كنا جميعا تحت مظلة واحدة، المجلس الاعلى للصحافة، وتصورى أن الصحافة يجب إلا تصنف بين قومية ومعارضة ومستقلة، وإن كان هناك مسمى لا بد أن يجمعها فهو الصحافة الوطنية التى تطرح وتناقش ما يهم الوطن والمواطن.
لكن للأسف وبعيدا عن التنظيم والتصنيف فهناك أزمات أخرى تمر بها الصحافة وهى المضمون الذى تقدمه للناس، هناك مفردات مازالت الصحافة المصرية تستخدمها فى العناوين الرئيسية، وهى مفردات انتهت صلاحيتها بحكم الزمن وبحكم أمور كثيرة مرتبطة بالواقع. أمر محزن أن تجد زميل شاب أو تخطى مرحلة الشباب أو زميل عاش تلك المرحلة ومازال متأثرا بعناوين كانت تستخدم فى حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ويرى من وجهة نظرة أن هذه هى الصحافة.
أمور كثيرة تغيرت فى الصحافة من حولنا «عالمية وعربية» التناول نفسه لأى موضوع «خبر -تقرير-تحقيق- حوار -مقال» تغير.. طريقة الطرح والكتابة تغيرت. العناوين تغيرت من حيث عدد الكلمات المستخدمة وكذلك المضمون.
مندهش جدا من التصميم على التقليدية التى أصبح عليها 80% من الإصدارات المصرية حتى الحديث منها..
العالم كله يسير فى اتجاه المعلومة وتحليلها. ونحن مازلنا ننظر لمن يكتب التحليل على أنه رأى أو مقال.
أندهش أكثر وأكثر من بعض رؤساء الأقسام أو رؤساء التحرير عندما يطلبون من المحرر مصدرة الخبر، أى يقوم بطرح الكلام على لسان مصدر المعلومة.
الصحف حول العالم، تسعى للمعلومة الدقيقة الحقيقية، بينما مازال البعض عندنا يسعى نحو الأكذوبة.
الصحافة حول العالم تهتم بالصحفى المتخصص بينما مازال «الفهلوى» عندنا هو مصدر الثقة وهو المطلوب والمرغوب.
الصورة أيضا تراجعت عندنا فى الصحافة بشكل محزن.
قليل جدا عندما تجد صحيفة تسعى لنشر صورة معبرة تحقق بها انفراد، مؤخرا وخلال احداث اعتداءات الكيان الصهيونى على اهالينا فى غزة، كانت الصورة خير دليل على تلك الانتهاكات.
وللأسف عندنا اذا وجدت صورة جيدة، تجدها قادمة إلينا من إحدى الوكالات أو المواقع العالمية.
الآن الصورة الجادة تساوى مليون خبر لانها تعبر بشكل لا يحتاج إلى كلام.
على مستوى الإخراج الصحفى البعض يهتم به ويعطيه أهمية كبيرة، بينما هناك صحف مازالت متمسكة بشكلها التقليدى، تجد الصفحات فيها عبارة عن أسطر من الكلمات مرصوصة، مجهدة للعين، تجعلك تنفر منها مهما كانت أهمية التقرير أو التحقيق أو الحوار المنشور.
للأسف عندما تجلس وتتابع مضمون أغلب الإصدارات الصحفية الآن تقول لنفسك «خسارة فلوس الطباعة والورق».
قضايا كثيرة تستحق أن تطرح وتناقش بمفهوم عصرى بعيدا عن لغة الصوت العالى والحنجورية والمزايدة واستخدام مفردات انتهت صلاحيتها ووضع مفردات وكلمات فى غير محلها من أجل التهويل.اذا كنت تريد زيادة مبيعات ومتابعات عليك بالمعلومة الحقيقية فهى أسهل وأقصر طريق إلى الناس.
الصحافة لابد أن تعطى للناس الأمل، لا تكون صادمة.
لا بد أن تكون الصحافة حاضنة للأمل، وليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هى قوة ناعمة يمكنها أن تصنع الفارق فى حياة الناس. المطلوب الآن هو صحافة تزرع الأمل، لا أن تصدم الجمهور أو تزيد من إحباطه.
إذا أردنا أن نبنى مستقبلًا واعدا ومستدامًا لهذه المهنة، فعلينا أن نعيد تعريف دور الصحافة فى المجتمع. الصحافة ليست مجرد وسيلة لنقل المعلومة، بل هى شريك فى صناعة الأمل وصياغة المستقبل.
وعلى الصحف ايضا الاستثمار فى العنصر البشرى من خلال تدريب الصحفيين على الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وفى النهاية البطولة هى أن تكون صادقا فى وسط يسعى لخلق الاكذوبة من أجل الانتشار.