صباح محمد الحسن
طيف أول:
في مرات تعيش وتموت وفقا لما يجري في أغوارك
ذلك الوجع الذي لا يستطيع أحدا سواك أن يعرفه
وفي وطني يتبادلون المبادئ والمواقف كما المواقع في صفوف الحرب
الحراك المؤلم الذي يشعرك أن شهيتهم ما زالت مفتوحة لحصد مزيد من الأرواح
عندها تدرك أن هذا هو الوجع الذي يجري بداخلك ولا تشاركه الناس، مثل أي شعور آخر بسبب آلام الحرب!!
ومني اركو مناوي ربما لا يدري الآن أن كانت قواته الأكثر، التي تحارب في صفوف الجيش السوداني، أم مع قوات الدعم السريع، أم تلك التي تستريح في مدن ولاية نهر النيل حتى يمكنه أن يحدد موقفه علي أي خطوط الحرب يقف الآن!! والقائد بحركة تحرير السودان العقيد خليفة عبد العزيز يعلن أمس عن انسلاخه من حركة مناوي وانضمامه لقوات الدعم السريع بقوة قوامها 7 آلاف جندي فكم هو العدد الكلي أو قل المتبقي لمناوي!!
الذي لا بد أنه يحتاج لإعادة النظر، إن كانت قوات حركة تحرير السودان تحت تصرفه الآن أم تحت تصرف العقيد المنشق!!
وهذا التحول الخطير في توجه الحركة وفق بوصلة الحرب سيلقي بظلاله الكبيرة علي القاعدة العسكرية للحركة
والذي ربما يكون سبب في جر القيادة إلى اتجاه معاكس سيما أن التأثير المناطقي والقبلي أصبحت تبدو ملامحه واضحة علي مرآة ساحات المعارك الخط الذي قادته الفلول لضرب النسيج الاجتماعي، والذي تضررت منه القوات المسلحة قبل غيرها باعتبارها تضم آلاف الجنود والضباط من ذات المناطق التي وصمها الجيش وعاقبها بسبب الانتماء القبلي والمناطقي لقوات الدعم السريع
إذن هل القرار القاعدي الذي اتخذته هذه القوات سيجبر القيادة إلى أن تسلك هذا الاتجاه فليس ببعيد أن يقرر، مناوي صاحب المواقف (المتحركة) التوقف عن القتال في صفوف الجيش ومن ثم يقدم إعلانه عن الدخول مرة أخرى إلى الميدان ولكن آنذاك بالقتال في صفوف الدعم السريع
والعجيب أن المجموعة المشقة من مناوي رفعت شعار الانحياز لمطالب الشعب في استعادة الحكم الديمقراطي ظنا منها أنها تغير مبدئا وموقفا وتنال شرفا ويفوت عليها أن انضمامها للدعم السريع لا يعني انحيازها لرغبة الشعب وهو انضمام لأحد طرفي الصراع وهذا يعني أن ليس هناك فرق بينها ومناوي ورؤيته الخاطئة في دعم استمرار الحرب
ولو كانت المجموعة تنحاز للشعب وللديمقراطية لخرجت من ميدان المعركة وتنحت جانبا
وقبلها أعلنت مجموعة من حركة العدل والمساواة انضمامها إلى الدعم السريع على الرغم من انحياز قائدها للجيش
كما أعلنت قوات من الدعم السريع في عدة مناطق انضمامها للجيش السوداني
وهذا يكشف أن ساحات المعارك دخلت مرحلة تمرد القوات علي القيادة واتساع دائرة الفوضى التي تعكس غياب القرار القيادي لهذه الجيوش المتعددة فالجيش لا يستطيع السيطرة علي كتائب البراء على الرغم من أنه تبرأ منها إلا أنها ما زالت تواصل في حربها على طريقتها الخاصة دون أخذ أوامر من (زيد أو عبيد)
وسبقتها قوات الدعم السريع التي شهدت أخطر عملية فقدان للسيطرة علي الميدان الأمر الذي جعلها تخسر المعركة اجتماعيا وأخلاقيا
والآن بين ليلة وضحاها وقبل أن يقبض مناوي الثمن من البرهان مقابل انضمام قواته للجيش وجد البرهان نفسه أنه يعقد صفقة مع قائد بلا قوات!!
ومن هنا تتجلى قراءة الميدان أن خطورة الأمر الآن تكمن في قوة المأمور على الآمر
والذي يغادرك لا يحمل نفسه ويبارح صفوفك هو يغادر بسلاحك وعتادك وخطتك واسراك وهذا ما يجعل موازين الحرب تتغير ليس كل يوم في ساعة واحدة، ولكن في كل ساعة في اليوم!!
طيف أخير:
القتال في الفاشر يتسبب في إغلاق ممر إنساني من تشاد يهدد بالمجاعة حسب الأمم المتحدة
نقلا عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسن.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن قوات الدعم السریع فی صفوف
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات على قيادي في قوات الدعم السريع
قررت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم، عن فرض عقوبات على القيادي في قوات الدعم السريع عبدالرحمن جمعة بارك الله، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في إقليم دارفور غربي السودان.
وقالت الوزارة: تم اتخاذ هذا الإجراء ضد بارك الله نظرًا لأنه قاد حملة قوات الدعم السريع بغرب دارفور، وما رافقها من انتهاكات لحقوق الإنسان شملت استهداف المدنيين والعنف بدافع عرقي، مبينة أن هذه الخطوة تعزز العقوبات التي كان مجلس الأمن الدولي قد فرضها يوم الجمعة الماضي على بارك الله وقائد عمليات الدعم السريع عثمان محمد حامد محمد.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإجراء يظهر التزام الولايات المتحدة بمحاسبة كل من يعمل على تسهيل أعمال العنف المروعة ضد المدنيين.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي برئاسة بريطانيا جلسة لبحث الأزمة المتفاقمة في السودان اليوم، ومن المتوقع أن تقدم الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى شهادات للواقع الإنساني في السودان والتحديات الأمنية.
وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تقدم بريطانيا مشروعًا يطالب الأطراف المتحاربة في السودان بوقف فوري للأعمال العدائية، والسماح بالمرور الآمن للمساعدات الإنسانية عبر الخطوط الحدودية وداخل السودان بأكمله، ووقف قوات الدعم السريع هجماتها في أنحاء السودان.