جدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن تبرئة إسرائيل من عرقلة صفقة التبادل التي يجري التفاوض بشأنها منذ أشهر عدة بوساطة قطرية مصرية أميركية، مكررا اتهام حماس بعرقلة الصفقة.

وقال بلينكن -وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية- إنهم ينتظرون موافقة حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مجددا التأكيد على أن العقبة الوحيدة بين سكان قطاع غزة ووقف إطلاق النار هي حركة حماس، على حد قوله.

واعتبر الوزير الأميركي أنه بالإمكان وجود دولة فلسطينية مع الحفاظ على أمن إسرائيل.

وفي موضوع رفح، قال بلينكن إن موقف الإدارة الأميركية ثابت في هذا السياق، حيث "يجب تقديم خطة واضحة لحماية المدنيين قبل اتخاذ إسرائيل قرار دخول رفح"، مشددا على أن عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي في رفح ستتسبب في أضرار تتجاوز ما هو مقبول.

ولم يحدد قائد الدبلوماسية الأميركية تحديدا ما هو الحجم المقبول من الأضرار، لكنه ظل منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يؤكد على ضرورة تمكين الجيش الإسرائيلي من هزيمة حماس في غزة، وتمكين إسرائيل مما يصفه بحق الدفاع عن نفسها.

وهذا "الحق" الذي تواصل الإدارة الأميركية "التوسع" في منحه لإسرائيل هو ما جعلها حتى الآن ترفض الاعتراف بوجود إبادة جماعية في قطاع غزة رغم شلال الدماء المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ورغم أن عدد ضحايا العدوان يقارب الآن 112 ألفا بين شهيد ومصاب.

وقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر -في وقت سابق- إن الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل إبادة جماعية، وذلك تعليقا على بدء جنوب أفريقيا إجراءات قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتعلق بالإبادة بسبب حربها على قطاع غزة.

وذكر ميلر في مؤتمر صحفي اعتيادي "هذه مزاعم يجب التحقق منها بعناية، نحن لا نرى أي أعمال تشكل إبادة جماعية، هذا ما حددته وزارة الخارجية".

كما اعتبر البيت الأبيض أن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة "لا أساس لها" و"تؤتي نتائج عكسية".

وسار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في الاتجاه نفسه قائلا إن "هذه الدعوى لا تستند إلى أي حقائق".

انحياز مستمر لإسرائيل

ورغم أن واشنطن تتوسط حاليا مع كل من قطر ومصر في المفاوضات بشأن صفقة تبادل محتملة بين حماس وإسرائيل فإنها واصلت منذ اليوم الأول انحيازها الشديد إلى إسرائيل، واضطرت مرارا إلى أن تقف وحدها في المحافل الدولية للدفاع عن حليفتها.

وفي أول زيارة له إلى إسرائيل بعد طوفان الأقصى قال بلينكن إن إدارة الكونغرس تعمل للتأكد من أن احتياجات إسرائيل الدفاعية المتزايدة تُلبى، موضحا أنه لم يأتِ لإسرائيل كونه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، ولكن بصفته "يهوديا فر جده من القتل".

وطوال الشهور اللاحقة تتالت تصريحات بلينكن التي تبرئ ساحة إسرائيل وتلقي باللائمة على حماس وفصائل المقاومة في استمرار الحرب وتعرقل صفقة التبادل.

وقبل أيام وبعد استلام حماس المقترح المصري الجديد قال بلينكن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل إن على حماس أن تقرر إذا ما كانت ستقبل بالاتفاق، فلا "وقت للتسويف ولا للتلاعب، ولا وقت لمزيد من التأخير"، حسب تعبيره.

وأضاف بلينكن -من ميناء أسدود الإسرائيلي- أن على حماس أن تقبل الصفقة إذا كانت تهتم بالفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل قدمت تنازلات مهمة للتوصل إلى صفقة لإطلاق المحتجزين في غزة، كما تحدث قبل ذلك عن عرض إسرائيلي سخي قدم إلى حماس، وإنه يجب عليها بناء على ذلك أن تقبله.

وقبل ذلك ادعى بلينكن أن "الشيء الوحيد الذي يقف بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هو حركة حماس التي ترفض عروضا مغرية من إسرائيل".

واتهم بلينكن حماس بأنها "تهتم بإثارة صراع إقليمي أكثر من اهتمامها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات بلينكن خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات مجموعة السبع في جزيرة كابري الإيطالية في 19 أبريل/نيسان الماضي زعم فيها أن "حماس رفضت عروضا مغرية من إسرائيل لوقف إطلاق النار" بقطاع غزة.

وردا على ذلك قالت حركة حماس إن ادعاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنها تعيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو "انحياز سافر" لإسرائيل، وتأكيد على انحياز الإدارة الأميركية السافر إلى الفاشية الصهيونية".

واعتبرت حماس أن تلك الادعاءات "تزييف للواقع الذي يؤكد أن من يعطل مسار المفاوضات ولحساباته السياسية الشخصية هو الإرهابي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إبادة جماعیة إطلاق النار قال بلینکن قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن كبار الجنرالات فى إسرائيل يريدون البدء فى وقف إطلاق النار فى غزة، حتى لو ظلت حماس فى السلطة فى الوقت الراهن، ما يوسع الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذى يعارض الهدنة التي تسمح لحماس بالنجاة من الحرب.

وذكرت الصحيفة، أن الجنرالات يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 إسرائيليا لا يزالوا محتجزين فى غزة سواء أحياء أو أموات، وذلك بحسب مقابلات أجرتها نيويورك تايمز مع سنة مسئولين أمنيين سابقين وحاليين.
وفى ظل عدم كفاية العتاد لخوض مزيد من القتال بعد أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضا أن قواتهم بحاجة إلى وقت للتعافى فى حال اندلاع حرب برية ضد حزب الله، بحسب ما قال المسئولون.

وأشار أغلب المسئولين الذين تحدثت معهم الصحيفة، والذين رفضوا الكشف عن هويتهم لمناقشة أمور أمنية حساسة، إلى أن الهدنة مع حماس قد تجعل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله أسهل.

ولفتت الصحيفة إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تتكون من نحو 30 جنرالا بارزا، بينهم رئيس أركان الجيش هيرزى هاليفى وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية ورئيس الاستخبارات العسكرية.

وتقول نيويورك تايمز، إن ميل جيش إسرائيل لوقف إطلاق النار يعكس تغييرا كبيرا فى تفكيره على مدار الأشهر الأخيرة بعدما أصبح واضحا أن نتنياهو يرفض أن يلتزم بخطة ما بعد الحرب، وقد أدى القرار إلى خلق فراغ فى السلطة وأجبر الجيش على التراجع والقتال فى مناطق من غزة بعد أن تم القضاء على المقاتلين فيها.
وعندما طلبت صحيفة “نيويورك تايمز” التعليق على ما إذا كان يدعم الهدنة، أصدر الجيش بيانا لم يتطرق بشكل مباشر إلى هذه المسألة.

وجاء في البيان أن الجيش يواصل تدمير “قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن، وعودة المدنيين الإسرائيليين من الجنوب والشمال بأمان إلى منازلهم”.

لكن في تصريحات ومقابلات أخرى أجريت مؤخرا، أعطى القادة العسكريون تلميحات علنية بشأن ما توصلوا إليه سرا.

اقرأ أيضاًالعالممقتل ضابط بجيش الاحتلال وإصابة 16 جندياً فى انفجار عبوة ناسفة بجنين

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، في مقابلة تلفزيونية يوم 19 يونيو: “أولئك الذين يعتقدون أننا يمكن أن نجعل حماس تختفي مخطئون”. وأضاف: “حماس فكرة وهي متأصلة في قلوب الناس”.

وتعد الإشارة إلى خلاف ذلك، كما قال هاغاري في انتقاد مستتر لنتانياهو، بمثابة “رمي الرمال في عيون الجمهور”.

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، الذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين، “إن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار”.

وفي حديث لصحيفة “نيويورك تايمز”، قال هولاتا “إنهم يعتقدون أن بإمكانهم دائما العودة والاشتباك مع حماس عسكريا في المستقبل”، مردفا: “إنهم (الجنرالات) يدركون أن التوقف في غزة يجعل وقف التصعيد أكثر احتمالا في لبنان. كما أن لديهم ذخائر أقل وقطع غيار وطاقة أقل مما كانوا عليه من قبل – لذلك يعتقدون أيضا أن التوقف المؤقت في غزة يمنحنا مزيدا من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله”.

ويشعر نتانياهو بالقلق من الهدنة التي تبقي حماس في السلطة؛ لأن هذه النتيجة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه.

مقالات مشابهة

  • طائرات الاحتلال تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لـ"حزب الله"
  • حماس: من يقرر مستقبل غزة بعد الحرب هو الشعب الفلسطيني
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة
  • إسرائيل تنتقل للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة.. وكبار الجنرالات يطالبون بالتوقف
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك لبقاء حماس
  • بلينكن: انخرطنا مع مصر وقطر بجهود حثيثة لوقف إطلاق النار بغزة
  • بلينكن : 3 أمور لن نقبل بها في غزة بعد الحرب
  • ترامب تعليقا على قرار "العليا الأمريكية": انتصار كبير للديمقراطية
  • كالكاليست: هل يمكن لإسرائيل الاستغناء عن الأسلحة الأميركية؟
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن