موقع النيلين:
2025-04-02@22:01:13 GMT

???? أزمة السودان تهدد العالم… كيف؟

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


1 استوقفني في خطاب المبعوث الأمريكي توم بيرلو نهاية الأسبوع الماضي بالكونغرس قوله (ركزنا استراتيجيتنا على بناء ومواءمة الإرادة السياسية الكافية في المنطقة لفرض اتفاق سلام يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني خلال الأشهر الأخيرة، أوضحنا لنظرائنا الإقليميين والأوروبيين أن السودان لا يمثل الآن أزمة إنسانية وأزمة حقوقية فحسب، بل يمثل أيضاً تهديداً للاستقرار الإقليمي وأوروبا.

).

ياترى كيف لأمريكا فرض اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة.؟وماذا يقصد ببناء الإرادة السياسية. ثم نأتي لبيت القصيد والفزاعة (أزمة السودان تهدد الاستقرار الإقليمي وأوروبا.)
2
لم تستطع أمريكا التي كانت ترعى مفاوضات جدة أن تفرض على المليشيا تنفيذ ما وقعت عليه بشهود دوليين فكيف تريد أن تفرض السلام؟ الإرادة السياسية كانت حاضرة من قبل كل الدول ماعدا الإمارات وكلهم بصموا على مخرجات منبر جدة ولكن عجزت أمريكا وجنجويدها (مولي في، وفكتوريا، والسفير جود غفري) المتواطئين مع جنجويد السودان الذين كانوا ينتظرون هزيمة الجيش السوداني لفرض الأمر الواقع كما أوهمتهم بذلك تقاريرهم الكاذبة.
أكد قادة السودان أن هناك طريق واحد للسلام هو تنفيذ مقررات جدة…بمعنى خروج المليشيات من الأعيان المدنية والمدن والمنازل وإنهاء أي دور عسكري أو سياسي لهم في السودان نقطة سطر جديد (لاءات الرئيس البرهان الثلاثة).

هناك طريقان متاحان لأمريكا لفرض السلام في السودان، الأول أن تضغط على المليشيا لتنفيذ ما وافقت عليه في جدة لتتوافق عملية السلام مع “تطلعات الشعب السوداني” فعلاً، الطريق الآخر أن تعبئ جيوشها وجيوش حلفائها في المنطقة لغزو السودان واستعماره وتقديمه هدية لعربان الشتات.!!.

3
نأتي للأكذوبة الثانية وهي أن أزمة السودان تهدد الاستقرار في الإقليمين الأمريكي والأوروبي.. كيف الكلام ده يا مستهبلين؟!!. لماذا لم تهدد حرب غزة السلام في الإقليمين الآسيوي والعربي وكل الشرق الأوسط والعالم، إذن لماذا لم تهرول أمريكا لفرض السلام هناك وهي تتفرج يومياً على حفلات الإبادة الجماعية التي يقيمها الصهاينة للفلسطينيين؟!!. حين ترى ازدواج المعايير هذه لابد أن تصاب بالغثيان.

كيف تهدد أزمة السودان السلم في الإقليم الأفريقي وكل دول الجوار الأفريقي داعمة للتمرد ماعدا مصر وأريتريا. دول الجوار معبر للسلاح والمرتزقة والتشوين وتعتاش الآن من عمليات الإغاثة التي تنهبها مع طائراتها المليشيا والعالم يتفرج.. ياااا سلام!!. دول تدفع باتجاه الحرب بتغذيتها وتسعى حثيثاً لتفكيك الدولة السودانية ولتنهب أراضيها ومواردها. هي مبسوطة للحرب

فالسودان لن يغزوها والجنجويد حلفاءها ولذا هي لا تشعر بأي تهديد لأمنها من حرب السودان.
4
كيف ياترى تهدد أزمة السودان أوروبا.. كما تفعل أزمة أوكرانيا مثلاً؟. مؤكد لا يقصدون تهديد أمني عسكري مباشر ولا يعنون أن السودان يهدد أمن البحر الأحمر فذلك مستحيل على السودان، وليس للسودان صادرات معتبرة لأوروبا يمكن أن يمنعها عنها.. طيب كيف سيهدد السودان التعبان الجيعان المنهك بالحرب دول أوروبا العظمى.؟! لابد أن المبعوث الأمريكي يقصد أن الفوضى التي ستحدثها الحرب في ظل دعم أوروبا للجنجويد ستهدد الأمن الأوروبي عبر تدفق ملايين من اللاجئين لشواطئها. وكان السودان عبر ذات الجنجويد وبسعر رخيص يعمل ككلب حراسة لتأمين حدود السادة الأوروبيين بمنع الهجرة العابرة إلى الشواطئ الإفريقية.
إذا كان ذلك ما يقصده سيادة المبعوث.. وهو مايعنيه أكثر من الأزمة الإنسانية والحقوقية فهو محق… ولكن عليه أن يدعو الأوروبيين ليكفوا أيديهم عن دعم عصابات الجنجويد وفتح عواصمهم لمؤتمراتهم.

5
الذي لا يدركه السادة كل المتداخلين والمتطفلين فى الشأن السوداني والذين يظنون أنهم بالتلويح بـ الضغوط الدولية والعقوبات يمكن أن يفرضوا سلاماً على القيادة السودانية هم ببساطة لن يتمكنوا من فعل هذا المستحيل لأن القيادة تعلم علم اليقين أن أي محاولة لفرض سلام لا يلبي تطلعات السودانيين في الكرامة بعد أن فقدوا كل شيء لن يكتب لها النجاح وستدفع القيادة ثمنها كاش بمجرد توقيعه. ولكم في ما جرى بالمنامة خير مثال.

إذا عجز المبعوث الأمريكي عن إلزام الجنجويد بما وقعوا عليه تحت رعاية أمريكا وعجزت أيضاً عن إقناع حلفائها بالتوقف عن إرسال أسلحة الموت والدمار للسودان كما تفعل الإمارات، وإذا عجزوا عن إقناع أوروبا عن التوقف عن دعم الجنجويد سياسياً وعسكرياً…. فهي بالطبع لن تستطيع فرض السلام على السودانيين وإن كانوا يظنون أنهم الحلقة الأضعف التي يمكن ضغطها وتهديدها لأنهم يعتقدون أنها قابلة للاستجابة للضغوط والتخويف، ولكنهم مخطئون.. “أصبر خليهم الأيام بتوريهم”.

عادل الباز
عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أزمة السودان

إقرأ أيضاً:

مناوي يكشف عن رؤيته للقوات التي تقاتل مع الجيش بعد انتهاء الحرب

متابعات ــ تاق برس   كشف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي عن رؤيته للقوات التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع في المعارك الدائرة حاليا وشدد على ضرورة أن تخضع جميع القوات التي تقاتل مع الجيش للترتيبات الأمنية والتي تشمل الدمج والتسريح.

ونوه مناوي بحسب “الشرق” إلى أنه لا يقف ضد انشاء قواعد عسكرية لكنه عاد وطالب بضرورة مراعاة مصلحة السودان وسيادته. ورأى مناوي أن الوقت لا يزال باكراً للحديث عن إعادة إعمار البلاد وان الجيش ما زال يواصل معاركه ببسالة من أجل حسم المعركة بصورة نهائية ومن ثم الانتقال إلى إعادة الإعمار. ولفت مناوي إلى أن الحكومة السودانية حققت انتصارات كبيرة، بيد أنه عاد وأشار إلى أن الانتصار الحقيقي يكون بتقديم الخدمات للمواطنين. واعتبر مناوي تشكيل حكومة مدنية في السودان بانه ليس أولوية الآن وان العمل الآن من أجل استعادة الدولة السودانية وبسط هيبتها على كل شبر من أرض الوطن. الجيشمناوي

مقالات مشابهة

  • «ترامب» يوقع أمراً تنفيذياً لفرض التعريفات الجمركية على دول العالم
  • تطعيمات مهمة وراحة للأساسيين.. كواليس أزمة ثلاثية تهدد الأهلي قبل لقاء العودة أمام الهلال السوداني
  • مساعٍ أفريقية لإنقاذ اتفاق السلام بجنوب السودان
  • مناوي يكشف عن رؤيته للقوات التي تقاتل مع الجيش بعد انتهاء الحرب
  • نشر ثقافة السلام أساس إعمار السودان
  • بعد نيله شهرة واسعة… منع حارس ميسي الشخصي من دخول الملاعب الأمريكية
  • واشنطن تحذر أوروبا والأخيرة تهدد بالرد على الرسوم الجمركية
  • واشنطن بوست: رسوم ترامب الجمركية تهدد أوروبا وتعزز نفوذ الصين عالميًا
  • الرسوم الجمركية تشعل حربا.. واشنطن تحذر أوروبا والأخيرة تهدد
  • لا توجد حاكورة دون جنجويد، فحالة الجنجويد في أصلها حالة متسقة مع منطق الحاكورة