???? أزمة السودان تهدد العالم… كيف؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
1 استوقفني في خطاب المبعوث الأمريكي توم بيرلو نهاية الأسبوع الماضي بالكونغرس قوله (ركزنا استراتيجيتنا على بناء ومواءمة الإرادة السياسية الكافية في المنطقة لفرض اتفاق سلام يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني خلال الأشهر الأخيرة، أوضحنا لنظرائنا الإقليميين والأوروبيين أن السودان لا يمثل الآن أزمة إنسانية وأزمة حقوقية فحسب، بل يمثل أيضاً تهديداً للاستقرار الإقليمي وأوروبا.
ياترى كيف لأمريكا فرض اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة.؟وماذا يقصد ببناء الإرادة السياسية. ثم نأتي لبيت القصيد والفزاعة (أزمة السودان تهدد الاستقرار الإقليمي وأوروبا.)
2
لم تستطع أمريكا التي كانت ترعى مفاوضات جدة أن تفرض على المليشيا تنفيذ ما وقعت عليه بشهود دوليين فكيف تريد أن تفرض السلام؟ الإرادة السياسية كانت حاضرة من قبل كل الدول ماعدا الإمارات وكلهم بصموا على مخرجات منبر جدة ولكن عجزت أمريكا وجنجويدها (مولي في، وفكتوريا، والسفير جود غفري) المتواطئين مع جنجويد السودان الذين كانوا ينتظرون هزيمة الجيش السوداني لفرض الأمر الواقع كما أوهمتهم بذلك تقاريرهم الكاذبة.
أكد قادة السودان أن هناك طريق واحد للسلام هو تنفيذ مقررات جدة…بمعنى خروج المليشيات من الأعيان المدنية والمدن والمنازل وإنهاء أي دور عسكري أو سياسي لهم في السودان نقطة سطر جديد (لاءات الرئيس البرهان الثلاثة).
هناك طريقان متاحان لأمريكا لفرض السلام في السودان، الأول أن تضغط على المليشيا لتنفيذ ما وافقت عليه في جدة لتتوافق عملية السلام مع “تطلعات الشعب السوداني” فعلاً، الطريق الآخر أن تعبئ جيوشها وجيوش حلفائها في المنطقة لغزو السودان واستعماره وتقديمه هدية لعربان الشتات.!!.
3
نأتي للأكذوبة الثانية وهي أن أزمة السودان تهدد الاستقرار في الإقليمين الأمريكي والأوروبي.. كيف الكلام ده يا مستهبلين؟!!. لماذا لم تهدد حرب غزة السلام في الإقليمين الآسيوي والعربي وكل الشرق الأوسط والعالم، إذن لماذا لم تهرول أمريكا لفرض السلام هناك وهي تتفرج يومياً على حفلات الإبادة الجماعية التي يقيمها الصهاينة للفلسطينيين؟!!. حين ترى ازدواج المعايير هذه لابد أن تصاب بالغثيان.
كيف تهدد أزمة السودان السلم في الإقليم الأفريقي وكل دول الجوار الأفريقي داعمة للتمرد ماعدا مصر وأريتريا. دول الجوار معبر للسلاح والمرتزقة والتشوين وتعتاش الآن من عمليات الإغاثة التي تنهبها مع طائراتها المليشيا والعالم يتفرج.. ياااا سلام!!. دول تدفع باتجاه الحرب بتغذيتها وتسعى حثيثاً لتفكيك الدولة السودانية ولتنهب أراضيها ومواردها. هي مبسوطة للحرب
فالسودان لن يغزوها والجنجويد حلفاءها ولذا هي لا تشعر بأي تهديد لأمنها من حرب السودان.
4
كيف ياترى تهدد أزمة السودان أوروبا.. كما تفعل أزمة أوكرانيا مثلاً؟. مؤكد لا يقصدون تهديد أمني عسكري مباشر ولا يعنون أن السودان يهدد أمن البحر الأحمر فذلك مستحيل على السودان، وليس للسودان صادرات معتبرة لأوروبا يمكن أن يمنعها عنها.. طيب كيف سيهدد السودان التعبان الجيعان المنهك بالحرب دول أوروبا العظمى.؟! لابد أن المبعوث الأمريكي يقصد أن الفوضى التي ستحدثها الحرب في ظل دعم أوروبا للجنجويد ستهدد الأمن الأوروبي عبر تدفق ملايين من اللاجئين لشواطئها. وكان السودان عبر ذات الجنجويد وبسعر رخيص يعمل ككلب حراسة لتأمين حدود السادة الأوروبيين بمنع الهجرة العابرة إلى الشواطئ الإفريقية.
إذا كان ذلك ما يقصده سيادة المبعوث.. وهو مايعنيه أكثر من الأزمة الإنسانية والحقوقية فهو محق… ولكن عليه أن يدعو الأوروبيين ليكفوا أيديهم عن دعم عصابات الجنجويد وفتح عواصمهم لمؤتمراتهم.
5
الذي لا يدركه السادة كل المتداخلين والمتطفلين فى الشأن السوداني والذين يظنون أنهم بالتلويح بـ الضغوط الدولية والعقوبات يمكن أن يفرضوا سلاماً على القيادة السودانية هم ببساطة لن يتمكنوا من فعل هذا المستحيل لأن القيادة تعلم علم اليقين أن أي محاولة لفرض سلام لا يلبي تطلعات السودانيين في الكرامة بعد أن فقدوا كل شيء لن يكتب لها النجاح وستدفع القيادة ثمنها كاش بمجرد توقيعه. ولكم في ما جرى بالمنامة خير مثال.
إذا عجز المبعوث الأمريكي عن إلزام الجنجويد بما وقعوا عليه تحت رعاية أمريكا وعجزت أيضاً عن إقناع حلفائها بالتوقف عن إرسال أسلحة الموت والدمار للسودان كما تفعل الإمارات، وإذا عجزوا عن إقناع أوروبا عن التوقف عن دعم الجنجويد سياسياً وعسكرياً…. فهي بالطبع لن تستطيع فرض السلام على السودانيين وإن كانوا يظنون أنهم الحلقة الأضعف التي يمكن ضغطها وتهديدها لأنهم يعتقدون أنها قابلة للاستجابة للضغوط والتخويف، ولكنهم مخطئون.. “أصبر خليهم الأيام بتوريهم”.
عادل الباز
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أزمة السودان
إقرأ أيضاً:
السودان: الأسعار وتراجع القوة الشرائية يعمقان أزمة الغذاء لأكثر من نصف السكان
ارتفاع الأسعار في السودان وتراجع القوة الشرائية مرتبطان بعدة عوامل أبرزها اضطرابات سلاسل الإمداد الناتجة عن النزاعات- وفق تقرير برنامج الأغذية العالمي.
كمبالا: التغيير
كشف برنامج الأغذية العالمي في تقريره الشهري عن مراقبة الأسواق السودانية لشهر أكتوبر، الخميس، عن تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وسط ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية وتراجع القدرة الشرائية للأسر.
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه (التغيير) إلى زيادات حادة في أسعار الذرة الرفيعة والفول السوداني والماعز، في وقت سجل فيه دقيق القمح انخفاضًا طفيفًا، بينما تستمر العملة المحلية في مواجهة تحديات كبيرة رغم تحسنها النسبي في السوق الموازية.
التقرير أظهر أيضًا أن انعدام الأمن الغذائي بات يهدد أكثر من نصف سكان البلاد.
ارتفاع السلع الأساسية يعمق الأزمةشهدت أسعار السلع الأساسية زيادات متفاوتة مقارنة بالفترات السابقة، حيث ارتفع سعر الذرة الرفيعة إلى 2,074 جنيه سوداني للكيلوغرام، مسجلًا زيادة بنسبة 3% عن الشهر السابق و387% مقارنة بالعام الماضي.
وفي الوقت ذاته، انخفض سعر دقيق القمح بنسبة 8% ليصل إلى 3,273 جنيه سوداني للكيلوغرام، لكنه ما يزال أعلى بنسبة 183% عن أكتوبر 2023.
كما ارتفعت أسعار الماعز بنسبة 4% لتصل إلى 122,750 جنيه سوداني للرأس، بينما قفز سعر الكنتار من الفول السوداني بنسبة 10% مقارنة بالشهر الماضي ليبلغ 48,085 جنيه سوداني.
تحسن طفيف.. تحديات قائمةعلى صعيد العملة، شهد الجنيه، تحسنًا طفيفًا في السوق الموازية، حيث ارتفعت قيمته بنسبة 3% لتصل إلى 2,522 جنيه للدولار الأمريكي. رغم ذلك، تبقى قيمته منخفضة بنسبة 163% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
أما في سوق الوقود، فقد سجلت أسعار البنزين والديزل انخفاضًا حادًا في السوق السوداء بنسبة 38% و33% على التوالي، بفضل تحسن الإمدادات وانتهاء موسم الأمطار. ومع ذلك، تبقى أسعار الوقود الرسمية مستقرة مع زيادات طفيفة بنسبة 2% للبنزين و1% للديزل.
أجور العمالة اليومية: ارتفاع طفيف لا يكفي لسد الفجوةفي ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، شهدت أجور العمالة اليومية زيادة بنسبة 8% لتصل إلى 9,833 جنيه سوداني يوميًا.
ومع ذلك، تظل هذه الزيادة غير كافية لمواجهة التضخم، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 65% مقارنة بالعام الماضي، في حين تضاعفت تكاليف العديد من السلع الأساسية.
ويبرز التقرير تفاوتًا كبيرًا في الأجور بين الولايات، حيث سجلت ولايتا شمال كردفان والبحر الأحمر أعلى معدلات، بينما كانت شرق دارفور الأقل.
موسم الحصادرغم بداية موسم الحصاد في أكتوبر 2024، والذي ساهم في زيادة إمدادات الذرة الرفيعة بنسبة 74% مقارنة بالشهر السابق، إلا أن التأثير الإيجابي لهذا التحسن لا يزال محدودًا. فقد ساعد موسم الحصاد على خفض أسعار الذرة بنسبة 14% في سوق القضارف، إلا أن الأسعار ما تزال مرتفعة جدًا مقارنة بالعام الماضي.
اعتمد التقرير على بيانات تم جمعها شهريًا من عواصم الولايات المختلفة، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية، معدل التضخم، وسعر الصرف.
وتم تحليل هذه البيانات على المستويين المحلي والوطني لتقديم صورة شاملة عن الأوضاع الاقتصادية.
ويشير التقرير إلى أن ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية مرتبطان بعدة عوامل، أبرزها اضطرابات سلاسل الإمداد الناتجة عن النزاعات، وتدهور القطاع الزراعي، واستمرار الأزمات الاقتصادية.
يُبرز تقرير برنامج الاغذية، صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في السودان، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
وتؤكد هذه التحديات على ضرورة تدخل فوري لدعم الفئات الأكثر تضررًا، وتحقيق استقرار السوق، والحد من التضخم.
ومع استمرار التأثير السلبي للنزاعات واضطرابات سلاسل الإمداد، تتفاقم معاناة المواطنين، مما يضع مستقبل الأمن الغذائي والمعيشي على المحك.
الوسومالأزمة الاقتصادية الذرة السودان القضارف القمح انعدام الأمن الغذائي برنامج الأغذية العالمي دارفور سلاسل الإمداد