استمر 15 عاماً وثورة العشرين أبرز محطاته.. إليك قصة احتلال بريطانيا للعراق
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
السومرية نيوز – محليات
يعدّ احتلال بريطانيا للعراق من بين الأحداث الفارقة في تاريخ العراق الحديث، حيث بدأت الاحتلالات البريطانية للمنطقة في القرن التاسع عشر، عندما كانت بريطانيا تتنافس مع الدول الأوروبية الأخرى على الهيمنة على الموارد والمناطق الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
وأثناء الحرب العالمية الأولى 1914-1918، سعت بريطانيا إلى توسيع نفوذها في المنطقة، وقامت بغزو العراق التي كانت تحت الحكم العثماني آنذاك.
*احتلال بريطانيا لبغداد
بدأت حكومة الهند البريطانية، مع بداية الحرب العالمية الأولى في أكتوبر 1914، بنشر "جيش الليفي"، وهو تشكيل عسكري مؤلف من مزيج من البريطانيين والهنود في منطقة الفيالق، وكانت أول خطوة لهبوط القوات البريطانية في منطقة رأس الخليج العربي بين الكويت والبصرة، حيث نشبت معارك بين القوات البريطانية والجيش العثماني الذي حظي بدعم من قبل القوات العراقية.
*معركة كوت الزين 1914
وفقاً لموقع britannica، كانت معركة كوت الزين في مدينة القرنة من بين أبرز تلك المواجهات، حيث فقدت العديد من القبائل العربية أبناءها، بما في ذلك الشيخ شلال الفضل الوائلي، زعيم عشائر الشرش في القرنة، قبل وصول القوات البريطانية إلى المنطقة، وتقع مدينة القرنة إدارياً في محافظة البصرة، وتُعتبر واحدة من أغنى المدن من حيث الموارد النفطية، وتبعد نحو 74 كيلومتراً عن مدينة البصرة، وكان عدد سكانها حوالي 450 ألف نسمة وفقاً لإحصائيات عام 2014. في ذلك الوقت، كان الجيش العثماني يواجه تحديات على عدة جبهات، بما في ذلك الجبهة الشرقية في أذربيجان وشرق الأناضول، والجبهة الغربية في البلقان. تأثر الجيش العثماني بشدة بانهيار بعض الجبهات الألمانية وانسحاب روسيا من الحرب بعد الثورة البلشفية، مما أدى إلى ضعفه.
دفعت هذه الظروف الصعبة القوات البريطانية للتقدم نحو مشارف بغداد في مارس 1917، ووصلوا إلى مشارف كركوك في أغسطس 1918، مما تسبب في خسائر كبيرة للجيش العثماني، لكن توقف التقدم البريطاني بعد ذلك.
إحتلال بغداد
في 11 آذار/مارس 1917 ميلادية، احتل الجيش البريطاني قلب مدينة بغداد، حيث شاركت قوات الهند البريطانية بشكل بارز في هذا الاحتلال.
وبعد أسبوع من سقوط المدينة، أصدر الجنرال البريطاني ستانلي مود "بيان بغداد"، الذي اشتهر بعبارته الشهيرة: "لم تأتِ جيوشنا إلى مدينتكم وأرضكم كغزاة أو أعداء، ولكن كمحررين".
ويذكر المؤرخون أنه في ذلك الوقت ظلّ سكان المدينة في بيوتهم، وتم إغلاق الأسواق وتهجيرها، وتعرضت العديد من المحال للنهب والحرق، وتم تفتيش البيوت بحثاً عن الأسلحة، وطالب الجيش السكان بتسليمها، وهدّدهم بالإعدام في حال عدم الامتثال.
وتم فرض حظر التجوال ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً، وتم نصب مشنقتين في ساحة مفتوحة حيث تمت مشاهدة المحكومين بالإعدام من قبل سكان المدينة، بهدف توضيح الجدية في محاسبة أي مقاومة.
فترة الانتداب البريطاني
في البداية، كانت الإدارة في العراق تحت رقابة عسكرية يديرها ضباط بريطانيون، ولكن بدأ التحول نحو الإدارة المدنية بشكل تدريجي، حيث تم اتخاذ عدة إجراءات من بينها إصدار الصحف وافتتاح المدارس، وأعيد فتح كلية الحقوق في بغداد، وفقاً لتصريحات الخبير القانوني والمؤرخ الراحل طارق حرب.
ووفقاً لتقديراته، أرسلت بريطانيا مستشارين لتنظيم القوانين وتسيير شؤون البلاد حتى عام 1920. في هذا العام، تشكلت أول حكومة وطنية برئاسة عبد الرحمن النقيب. وفي عام 1921، تم تكليف الملك فيصل الأول بقيادة البلاد بعد استفتاء شعبي، وهكذا بدأت الخطوات نحو الاستقلال.
وعلى إثر هذه التطورات، اندلعت احتجاجات غرب بغداد وامتدت إلى جنوب وشمال البلاد، بسبب تصرفات بعض القادة والجنود البريطانيين، وبدأت المطالبات بتشكيل حكومة وطنية.
ثورات العراق في سبيل استقلال البلاد
ثورة النجف 1918
تعتبر هذه الانتفاضة أول ثورة عراقية ضد الاحتلال البريطاني، كما أنها أول ثورة مفتوحة ضد الحركات الاستعمارية التي نشأت بعد سقوط الدولة العثمانية في الشرق الأوسط، وتُعد من أوائل الثورات العربية في بداية القرن العشرين بعد الثورة العربية الكبرى عام 1916.
وقد امتدت الانتفاضة لمدة أربعة أيام مليئة بالصراع، حيث حقق الثوار النجفيون في البداية بعض الانتصارات، لكن بعد ذلك تدخل الحاكم البريطاني على النجف والشامية، فرانسيس بلفور، بإرسال قوات بريطانية لقمع الثورة.
تم فرض حصار على النجف، مما أدى إلى انتشار المجاعة والأزمات الاقتصادية داخل المدينة، وهو ما أضعف الثورة وحولها إلى تمرد ضعيف ثم تمكنت القوات البريطانية من احتلال النجف وقمع الحركة المسلحة هناك في 4 أبريل من نفس العام، بعد قصف مكثف واعتقال عدد من قادة الثورة كما شارك العديد من المنتسبين لهذه الانتفاضة أيضًا في ثورة أخرى كبيرة على الاحتلال البريطاني في عام 1920، والتي عرفت باسم ثورة العشرين.
ثورة عام 1920 وسعي العراق نحو الاستقلال
تعتبر ثورة عام 1920 واحدة من أهم الثورات التي اندلعت ضد القوات البريطانية في العراق، وكانت تحمل في طياتها أسباباً متعددة، منها سوء الإدارة البريطانية وتعسفها في إدارة البلاد، بالإضافة إلى الأعباء الضريبية الثقيلة التي أثقلت كاهل الشعب العراقي.
تم اجتماع بعض زعماء الفرات الأوسط في بيت الشيخ هادي المكوطر في الديوانية، حيث ناقشوا فكرة الثورة، واقترح الشيخ خيون العبيد من ذي قار توعية الناس وتحضيرهم لذلك، خاصة أن المنطقة كانت في صراع مستمر مع العثمانيين والبريطانيين خلال الفترة 1908-1918.
ونتيجة لذلك، تم إنشاء جمعية الرابطة الإسلامية لتنظيم تلك الجهود وتحفيز الناس للمشاركة في الثورة.
*انسحاب القوات البريطانية عن العراق
بعد ثورة العشرين، بدأ البريطانيون في تنفيذ خطة الانسحاب، حيث شكّلت حكومة من وجهاء العراقيين والشيوخ لإدارة البلاد. وفي عام 1930، تم انسحاب البريطانيين تماماً من العراق، باستثناء وجود قوات قليلة في معسكرات عسكرية صغيرة
ومع انسحاب البريطانيين، تركوا خلفهم بعض التحديات، كمشكلة الأقليات والتبعية الاقتصادية والسياسية، والتي زرعت بعض الصراعات الداخلية في البلاد.
كما كان لانسحاب البريطانيين تداعيات اقتصادية واجتماعية، حيث تركوا خلفهم منطقة رخوة يمكن استغلالها في أي وقت، وزرعوا بذور التوتر والصراعات الداخلية في العراق، مما أثر على الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: القوات البریطانیة فی ذلک
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش بـ التعامل الصارم مع الحوثيين
وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحاكم في اليمن، رشاد العليمي، قوات الجيش بـ"التعامل الصارم مع مخططات الميليشيات الحوثية" وتعزيز التنسيق بين كافة الوحدات العسكرية والأمنية في مختلف أنحاء البلاد.
وقال العليمي خلال مكالمات هاتفية أجراها مع وزير الدفاع محسن الداعري، ورئيس أركان الجيش صغير بن عزيز: إن "المعركة ضد جماعة الحوثي الذي وصفها بالمشروع الإمامي معركة مصيرية، ولن تنته قبل تحقيق كامل أهدافها في استكمال تحرير التراب الوطني والانتصار لقيم الجمهورية والشراكة والمواطنة المتساوية".
ووكالة "سبأ" الرسمية، فإن وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش أطلعا العليمي على "الاستعداد العالي للتصدي الحازم للمليشيات الحوثية وأعمالها العدوانية ومخططاتها الإرهابية، والمضي قدما في معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب".
وكان الجيش اليمني قد أعلن الخميس، مقتل جنديين وإصابة 7 أخرين في هجوم قالت إن جماعة أنصار الله "الحوثي" شنتها على الجبهة الجنوبية من محافظة مأرب الغنية بالنفط، شمال شرق البلاد.
وتتصاعد وتيرة المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي منذ أسابيع، إلا أن أشدها ما شهدته جبهات مأرب خلال الـ 48 ساعة الماضية، من قتال شرس بينهما.
مقتل جندي
وفي سياق متصل، قتل جندي من قوات "درع الوطن" التابعة للجيش اليمني وأصيب آخر، الجمعة، في هجوم استهدف قوة تابعة لها في محافظة حضرموت، شرق البلاد.
وفي بيان صادر عن قوات "درع الوطن" المشكلة مطلع 2023 بإشراف وتمويل سعودي كقوات احتياط تابعة لرئيس المجلس الرئاسي، ذكرت أن هجوما استهدف قوة تابعة لها في طريق العبر الرابط بين محافظة حضرموت والمحافظات الشرقية الأخرى.
وأضاف البيان الذي اطلعت "عربي21" عليه، أن الهجوم الذي نفذته عصابات التهريب وقطاع الطرق أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
وكانت هذه القوات قد بدأت منذ أشهر في الانتشار في منطقة العبر التي تربط المحافظات الشرقية بالمحافظات الجنوبية والشمالية من البلاد.
وتتألف قوات "درع الوطن" المشكلة بمرسوم رئاسي في كانون الثاني/ يناير 2023، كقوات احتياط تتبع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العليمي، من فرقتين عسكريتين؛ الأولى مؤلفة من 9 ألوية ومقرها في العاصمة المؤقتة عدن، وتنتشر في المناطق المجاورة لها، وفق ما تحدث به مصدر مقرب من قيادة القوات لـ"عربي21" في تموز/ يوليو 2024.
أما الفرقة الثانية من هذه القوات، فمقرها في محافظة حضرموت، شرقا، وتتألف من 5 ألوية، مؤكدا أن قوام القوة البشرية للفرقتين يبلغ نحو 20 ألف جندي تقريبا.
ومنذ الإعلان عن تشكيلها بدعم وإشراف سعودي، بدأت المملكة بنشر هذه القوات في عدد من المدن بينها العاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، في سياق تعزيز حضورها وتثبيت أقدامها على الأرض.