رأي اليوم:
2025-03-03@10:41:50 GMT

العالم بعيد عن حرب نووية

تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT

العالم بعيد عن حرب نووية

أيوب نصر منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، أو العملية العسكرية الخاصة كما يحلو للروس تسميتها، والناس يتكلمون عن الحرب النووية التي تهدد العالم، ويتجدد الكلام حولها كلما ارتفع سقف المطالب الاوكرانية من الأسلحة. بعد أزمة الصواريخ الكوبية، قرر الرئيس جون كيندي والرئيس نيكيتا خروتشوف، إنشاء خط إتصال ساخن يربط بين الكريملين والبيت الأبيض لتجنيب العالم حرب مباشرة  بين المعسكرين ستكون نووية لا محالة، خاصة بعد أن تطلب وصول رسالة من خروتشوف إلى كينيدي أثناء أزمة الصواريخ الكوبية أكثر من 12 ساعة، وقد تطور الخط الساخن المحدث بين الكريملين والبيت الأبيض مع التطور الزمني والتقني.

ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية وتسائل الناس عن مدى فاعلية ذلك الخط الساخن في تجنيب العالم طامة حرب نووية، وتناقلت وسائل إعلامية  أنه لم يرن ذلك الهاتف، سواء الموجود في الكريملين أو الموجود في البيت الأبيض، مما يظهر جليا رغبة الطرفين في التصعيد، وعدم امتناعهما عن اللجوء إلى السلاح النووي. قبل بداية هذه الحرب زار الرئيس الفرنسي والرئيس الالماني روسيا والتقيا بوتين، ولم يكن الغرض الأول من الزيارتين منع بوتين من شن حربه، وذلك أن المخابرات الغربية كانت تعلم يقينا أن الحرب قائمة لا محالة وذلك أن الحلف يتبع سياسة الباب المفتوح، وهذه السياسة تمنع تقديم ضمانات إلى روسيا مما يعني إندلاع الحرب.  ولكن كان لتلك الزيارتين غرض آخر هو كسب ثقة الرئيس بوتين، حتى يكون أحد الرئيسين، إما الفرنسي أو الألماني، وسيطا في الحرب و يقوم مقام خط الإتصال الساخن بين القوتين النوويتين، لكنهما فشلا في كسب ثقة بوتين، ورأى العالم كله ذلك الإستقبال البارد الذي إستقبلهما به، بما ينطوي عليه من عدم ثقته بهما. وهنا جاء الدور على تركيا، لتلعب دور الخط الساخن، نظرا للثقة المتبادلة بين بوتين وأردوغان، فتركيا لم تكن منحازة لروسيا على حساب الغرب والنيتو، وإنما حافظت على دورها المتوازن  حتى تكون محلا للثقة قصد الإبقاء على الإتصال بين الطرفين. إذا كان الخط الهاتفي الساخن بين روسيا وأمريكا لم يرن في هذه الحرب، فذلك لوجود ضرب آخر من الخطوط الساخنة التي فتحت مع هذه الأزمة، وهذا يعني الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة، مما يعني أن العالم لن يصل إلى حرب نووية بسبب الأزمة الحالية كاتب وباحث مغربي Nasrayoub2@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

هاكر في الظل.. قصة فيروس دمر منشآت نووية دون إطلاق رصاصة

في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.

هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.
في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!


الحلقة الثالثة  -تعطيل البرنامج النووي الإيراني

في عام 2010، لاحظ المهندسون في منشأة نطنز النووية الإيرانية شيئًا غريبًا: أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم بدأت تفشل دون سبب واضح، تتحطم بسرعة غير طبيعية، وتخرج عن السيطرة.
لكن عندما فحصوا الأنظمة، لم يكن هناك أي هجوم واضح أو اختراق مباشر.

لم يكن أحد يعلم أن هذه الأعطال كانت نتيجة أخطر فيروس إلكتروني في التاريخ، وهو ما عُرف لاحقًا باسم "Stuxnet"ن وهو أول سلاح إلكتروني مصمم لتدمير بنية تحتية صناعية فعلية دون أن يلاحظ أحد!

كيف بدأ الهجوم؟

تم تصميم Stuxnet ليكون غير قابل للكشف تقريبًا، واستهدف نظام التحكم الصناعي الذي يدير أجهزة الطرد المركزي.

لكن التحدي الأكبر كان أن منشأة نطنز كانت معزولة تمامًا عن الإنترنت، أي أن الهجوم لا يمكن أن يتم عبر الإنترنت كأي اختراق عادي.

يُعتقد أن عملاء استخبارات زرعوا الفيروس في أقراص فلاش USB، والتي تم استخدامها من قبل أحد الموظفين دون علمه، وبمجرد أن تم إدخالها في أحد الحواسيب، بدأ Stuxnet بالانتشار عبر الشبكة الداخلية.

طريقة عمل Stuxnet – كيف دمر المنشأة دون أن يُكشف؟

على عكس الفيروسات التقليدية التي تسرق البيانات أو تشفر الملفات، كان Stuxnet أكثر دهاءً:
1.التخفي الذكي: الفيروس كان يراقب النظام لأيام، ويتعلم كيف تعمل أجهزة الطرد المركزي دون أن يسبب أي ضرر في البداية.
2.التخريب التدريجي: بدأ الفيروس في تغيير سرعة أجهزة الطرد المركزي ببطء شديد، مما أدى إلى تلفها دون أن يظهر أي إنذار غير طبيعي.
3.إخفاء الأدلة: كلما حاول المشغلون مراقبة الأجهزة، كان الفيروس يزيف البيانات ويظهر أن كل شيء يعمل بشكل طبيعي، بينما كانت الأجهزة تنهار ببطء.

الكشف عن الهجوم – لحظة الحقيقة

ظل الهجوم غير مكتشف لعدة أشهر، حتى بدأ المهندسون في ملاحظة معدلات فشل غير طبيعية في أجهزة الطرد المركزي.
في النهاية، بعد تحقيقات مكثفة، تم اكتشاف Stuxnet، مما أثار صدمة في عالم الأمن السيبراني:
-لأول مرة، يتم استخدام فيروس إلكتروني كسلاح هجومي حقيقي ضد بنية تحتية حساسة.
-أظهرت التحليلات أن الفيروس كان متطورًا جدًا لدرجة أنه لا يمكن أن يكون من عمل هاكرز مستقلين بل كان يحتاج إلى دعم دولة كاملة.

من كان وراء الهجوم؟

بعد تحليل كود Stuxnet، توصل الباحثون إلى أن الهجوم كان على الأرجح عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني دون الحاجة إلى ضربة عسكرية تقليدية.

لم تعترف أي دولة رسميًا بمسؤوليتها، لكن الوثائق المسربة أشارت إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) والموساد الإسرائيلي كانا وراء تطوير الفيروس.
أدى الهجوم إلى تعطيل 1,000 جهاز طرد مركزي إيراني، مما أدى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • هاكر في الظل.. قصة فيروس دمر منشآت نووية دون إطلاق رصاصة
  • زيلينسكي: لا أحد يريد استمرار الحرب سوى بوتين.. ونحتاج ضمانات
  • ضحايا ترامب - بوتين
  • بوتين مستعد لتقسيم العالم بسكين سلمها له ترامب
  • كيف يتعامل ترامب مع أوكرانيا عبر فن الصفقة والتخلي لصالح بوتين؟
  • روبيو: ترامب الوحيد في العالم الذي يستطيع جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات
  • السوداني يستعرض بعيد المعلم: عالجنا مشكلة السكن ونفذنا مشاريع تربوية
  • مدفيديف رداً على كالاس: بوتين زعيم العالم الحر
  • مسؤولون روس يعلقون بعد الاجتماع الساخن بين ترامب وزيلينسكي وطرده من البيت الأبيض
  • ترامب: ملتزم بالسلام العالمي.. وعلى بوتين دفع ثمن الحرب ضد أوكرانيا