تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إجراء أى نقاش عام وتفصيلي حول مستقبل غزة بعد الحرب، في محاولة منه لاسترضاء حلفائه اليمينيين المتطرفين، الذين يسعون إلى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وشركاء إسرائيل الأجانب، الذين يريدون عودة غزة إلى الحكم الفلسطيني، توقف نتنياهو عن إصدار أي إعلان محدد.

وكان كبار المسؤولين في مكتبه يدرسون خطة موسعة لغزة ما بعد الحرب، حيث ستعرض إسرائيل تقاسم الإشراف على القطاع مع تحالف من الدول العربية، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات وكذلك الولايات المتحدة، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وخمسة أشخاص ناقشوا الخطة مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، ووفقا لوسائل إعلام أمريكية.

وبموجب الاقتراح، سيقوم التحالف العربي الإسرائيلي، بالتعاون مع الولايات المتحدة، بتعيين قادة في غزة لإعادة تطوير الأراضي المدمرة وإصلاح نظامها التعليمي والحفاظ على النظام، فى خلال سبع الى عشر سنوات، سيسمح التحالف لسكان غزة بالتصويت على ما إذا كان سيتم استيعابهم في إدارة فلسطينية موحدة تحكم كل قطاع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وفقا للاقتراح، كما تشير الخطة إلى إستمرار الجيش الإسرائيلي في العمل داخل غزة.

ولا يذكر الاقتراح صراحة ما إذا كانت تلك الإدارة الموحدة ستشكل دولة فلسطينية ذات سيادة، أو ما إذا كانت ستشمل السلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، وقد رفض رئيس الوزراء نتنياهو علناً فكرة السيادة الفلسطينية الكاملة واستبعد تقريباً مشاركة السلطة الفلسطينية.

ويفتقر الاقتراح إلى التفاصيل ولم يتم اعتماده رسميًا من قبل الحكومة الإسرائيلية، حيث لم تقدم علنًا سوى رؤية أكثر غموضًا تحتفظ بموجبها إسرائيل بسيطرة أكبر على غزة بعد الحرب.

ومن شبه المؤكد أن أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو سيرفضون مثل هذه الفكرة، وكذلك الدول العربية المذكورة كمشاركين محتملين، وعلى الرغم من عدم تصريح كبار المسؤولين فى الحكومة الإسرائيلية بالمقترحات سالفة الذكر إلا أنهم يفكرون في مستقبل غزة بعد الحرب، وقد تكون هذه الإشارات  بمثابة نقطة انطلاق في المفاوضات المستقبلية، ومن شبه المؤكد أن أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو سيرفضون مثل هذه الفكرة، وكذلك الدول العربية المذكورة كمشاركين محتملين.

يأتي هذا الكشف على خلفية الجهود الدولية المكثفة لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يصبح في نهاية المطاف هدنة دائمة، بعد ممارسة الضغوط متزايدة على إسرائيل للتخطيط لما سيتم بعد إنتهاء الحرب.

 وقال مسؤولون ومحللون إماراتيون وسعوديون إن الاقتراح الجديد لن يضمن مشاركة الدول العربية مثل السعودية والإمارات، حيث لم يصل إلى حد ضمان السيادة الفلسطينية وسيسمح بمواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة، وقالت الحكومة السعودية إنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم يتخذ القادة الإسرائيليون خطوات لا رجعة فيها نحو إنشاء دولة فلسطينية.

وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اتفاق التطبيع مع السعودية تقاسم السلطة إسرائيل بنيامين نتنياهو سيناريوهات ما بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.. نتنياهو يهدد بالتوغل فى لبنان حال فشل جهود وقف الحرب.. والحزب يراهن على الميدان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وافق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على خطة للتوسط في وقف إطلاق النار في لبنان، حسبما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، والتي نقلت عن مسئولين إسرائيليين، أن هذه الخطوة جاءت خلال اجتماع وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع ترامب في منزله في مار لاجو في فلوريدا.

وتوقع المسئولون الإسرائيليون، التى لم تذكر الصحيفة أسماءهم، أن "الخطة سترى النور قبل دخول ترامب البيت الأبيض في ٢٠ يناير".

وتشمل الخطة انسحاب قوات حزب الله اللبناني شمال نهر الليطاني، وتدمير البنية التحتية في المنطقة الواقعة بين النهر والحدود من قبل الجيش اللبناني، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق بعد ٦٠ يومًا.

كما ذكر مسئول أمريكي لم يكشف عن اسمه لموقع "أكسيوس" أن محادثات وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي في واشنطن كانت "مثمرة للغاية"، وتناولت الضمانات التي تسعى إسرائيل للحصول عليها فيما يتعلق بعملياتها في لبنان.

وفى تقرير ذى صلة، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أيضًا، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخطط للتوغل فى العمق اللبناني إذا لم يقبل حزب الله وقف النار، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين سياسيين أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان ليزا جونسون سلمت مسودة مقترح هدنة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري المفوض من حزب الله بالتفاوض، الخميس، لوقف القتال بين جماعة حزب الله وإسرائيل، دون الإعلان عن أى تفاصيل.

وأفادت مصادر قريبة من الحزب اللبنانى، أن حزب الله أبلغ حليفه نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي أنه "لا يزال يراهن على الميدان".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن إطلاق صافرات الإنذار في شمال إسرائيل، خاصة في خليج حيفا، وأكد أنه اعترض "قذيفتين" قادمتين من لبنان، أمس الجمعة.

وأفاد إعلام إسرائيلي باستمرار صافرات الإنذار في الكريوت شمال إسرائيل مع سقوط صواريخ، إضافة إلى اعتراض صواريخ في سماء خليج حيفا وسقوط بعضها، وأفادت الأنباء بإصابة شخص بجروح متوسطة جراء إصابة مبنى بشكل مباشر بضواحي حيفا، وذلك عقب إطلاق ٥ صواريخ في رشقة صاروخية. 
 

مقالات مشابهة

  • احتجاجات ضد نتنياهو: أهالي الأسرى يتهمون الحكومة بالتخلي عن أبنائهم
  • السفير حسام زكي: لابد من تمكين الحكومة الفلسطينية من الإشراف على قطاع غزة
  • باحث سياسي: الحرب الإسرائيلية على لبنان لن تتوقف حتى تولي ترامب السلطة
  • ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.. نتنياهو يهدد بالتوغل فى لبنان حال فشل جهود وقف الحرب.. والحزب يراهن على الميدان
  • مقتل 43 ألفا وقنبلتان نوويتان| "هيومن رايتس" والأمم المتحدة يفضحان جرائم إسرائيل بغزة
  • الأونروا: لا مساعدات كافية بغزة طوال الحرب الإسرائيلية
  • محلل عسكري إسرائيلي: نتنياهو يريد حربا بلا نهاية بقطاع غزة
  • محلل عسكري إسرائيلي: نتنياهو يريد حربا بلا نهاية في قطاع غزة
  • إسرائيل.. استجواب رئيس طاقم «نتنياهو» في قضية تسريب وثائق
  • قانونيون إسرائيليون يشيدون برفض تأجيل شهادة نتنياهو.. يعلم نهايته المحتومة