ظواهر غريبة: أسراب من الحشرات تجتاح لبنان.. هل تتنبأ بإمكان حصول هزات أرضية؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
في الأسبوعين الماضيين انشغل اللبنانيون بخبر انتشار أسراب من حشرات الخنفساء السوداء التي اجتاحت منطقة القموعة في محافظة عكار وعرسال في البقاع الشمالي وتم تداول العديد من الفيديوهات لانتشار هذه الحشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
انتشار هذه الأعداد الهائلة من الحشرات ترافق مع موجة حر ضربت لبنان رافقتها رياح خماسينية ما جعل العديد من الخبراء يؤكدون وجود علاقة بين هذين العاملين، مشيرين إلى ان "انتشار الحشرات يتأثر بالعامل المناخي".
هذه الظاهرة أقلقت اللبنانيين رغم التأكيد بأن هذه الحشرات غير مُضرة بالبشر أو المزروعات، فتساءل العديد منهم عن إمكانية نقلها الأوبئة والأمراض وعن انتشارها داخل المنازل.
وزارة الزراعة تُطمئن
وزارة الزراعة أصدرت مؤخرا بياناً أوضحت فيه ان الحشرات التي انتشرت في سماء القموعة في عكار وفي البقاع الشمالي تنتمي الى عائلة Carabidal وتدعى Amara aenea وهي تنتشر بأعداد هائلة لوقت قصير في فصل الربيع عند ارتفاع الحرارة في اوروبا وبعض بلاد آسيا، وتسمى بالعامية "خنفساء الشمس".
ولفتت الوزارة الى أن "هذه الحشرة هي من انواع الخنافس وانها حشرات ناشطة نهارا يجذبها الضوء، تتنقل ضمن أسراب وبأعداد كبيرة، ولكن نظرها الحاد يضعف عند الطيران ما يسبب موت الكثير منها بسبب تصادمها ببعضها او اصطدامها بعوائق تظهر امامها".
وطمأنت الوزارة إلى أن هذه الحشرات لا تؤذي الانسان بل تساعده في القضاء على الآفات الزراعية وهي طريقة متبعة للحفاظ على التوازن في النظام الايكولوجي، مشيرة الى أنها سبق ان ظهرت لوقت قصير في بعض المناطق اللبنانية في عكار والبقاع في السنوات الماضية وذلك اثناء ارتفاع الحرارة في فصل الربيع.
ولمعرفة المزيد عن هذه الحشرات، تواصل "لبنان 24" مع الخبير البيئي الدكتور ضومط كامل الذي قال ان "حشرة الـ Calosoma Olivieri أو الخنفساء السوداء انتشرت مؤخرا بشكل كبير في عدة مناطق في البقاع والشمال"، مُشيراً إلى ان "انتشارها مُرتبط بعدة عوامل أبرزها ان هذه الحشرة تتحرّك وتخرج من أماكنها قبل حدوث هزات أرضية أي أنها تستشعر باكرا حدوث هزات وكأنها تتنبأ بالأمر، كما انها تنذر باقتراب انتشار موجات من الجراد أو من حشرات أخرى".
وقال كامل: "قد تكون هذه الحشرات أيضا بمثابة تهيئة لموجات من الجراد وكأنها ترسل حشرات الخنفساء قبلها لتكتشف درجة الأمان في المكان الذي تنوي الانتقال إليه ولاسيما انه خلال عام 2024 أثرت التغيرات المناخية كثيرا على لبنان كما ان الطقس الحار وعدم تساقط الثلوج على ارتفاع أقل من 1500 متر ساهما بانتشار الحشرات بكافة أنواعها بشكل كبير".
ولفت إلى ان "حشرة الخنفساء السوداء يمكنها الدخول إلى المنازل والانتشار في الحقول ولغاية الآن أظهرت النتائج انها غير سامة ولكن لم تخضع هذه الحشرات لفحوصات دقيقة لمعرفة ما إذا كانت تحمل الفيروسات والأوبئة".
حشرة السونا
إلى جانب حشرة الخنفساء السوداء، كشف رئيس تجمع المزارعين والفلاحين ابراهيم ترشيشي ان حشرة السونا بدأت مؤخرا بغزو حقول القمح بشكل كبير ومخيف، داعيا وزارة الزراعة للإسراع باجراء المناقصة اللازمة للبدء برش المبيدات فوراً لأن هذه الحشرة تتكاثر وتلحق أضراراً كبيرة بمحاصيل القمح.
وفي هذا الإطار، لفت كامل إلى ان "حشرة السونا بدأت باكرا هذا العام بغزو حقول القمح"، وأشار إلى ان "هناك طرقا خاصة لمكافحة هذه الحشرة".
وطالب وزارة الزراعة بأن تضع فورا خطة عمل تنفيذية بالاشتراك مع طوافات الجيش ورش حقول القمح بالمبيدات غير السامة وغير الملوثة للبيئة للمحافظة على هذه الثروة.
وحذر من ان "موسم القمح مهدد هذا العام إضافة للشعير والحبوب الأخرى لأن حشرة السونا تتكاثر بشكل خطير جدا وتبيض الأنثى نحو 200 بيضة بشكل سريع وفي مناطق عديدة وتغزو الحقول".
وتابع كامل: "حشرة السونا قادرة على القضاء على الثروة الزراعية، وفي لبنان سنشهد تكاثرا لها أكثر من السنوات الماضية لذا من المفترض ان تتدخل وزارة الزراعة وأن تقوم بحملة رش المبيدات المطلوبة لمكافحة هذه الحشرة لحماية حقولنا وانتاجنا الزراعي والمزارعين اللبنانيين".
وأعلن كامل انه جاهز للمساعدة وان لديه خططا علمية للتخلص من هذه الحشرة بحكم خبرته الطويلة حيث بدأ العمل في مراقبة الحشرات ومكافحتها منذ عام 1975.
ماذا عن الجراد؟
أما عن إمكانية انتشار الجراد، فيؤكد كامل ان "الجراد يأتي في فترات طويلة جدا ونحن بانتظار كيف ستتحرك الرياح في المنطقة العربية وعلى أساسها نعلم ما إذا كان لبنان سيشهد هذه السنة موجة من الجراد".
سبل الوقاية
وأخيرا لا بد من الإشارة إلى انه في حال دخول هذه الحشرات إلى المنازل فيجب ولوقت قصير اطفاء الاضواء خارج المنازل وعلى الشرفات واغلاق النوافذ وذلك لعدم جذب هذه الحشرات، أما القضاء عليها فيتم بواسطة مبيد حشري منزلي مسموح بيئيا.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزارة الزراعة هذه الحشرات هذه الحشرة إلى ان
إقرأ أيضاً:
هزات ارتدادية
هزات ارتدادية
مهند أبو فلاح
الزلزال العنيف الذي أحدثه إسقاط نظام بشار الأسد الحاكم في دمشق و ما تبعه من هزات ارتدادية على مستوى الوطن العربي بأسره و خاصة في الأقطار المجاورة لسورية قلب العروبة النابض بالمحبة لأمته المجيدة بعد سنين طويلة من القهر و الكبت و الإرهاب بحق شعبها الاصيل حملت في طياتها مخاوف عميقة لدى مجمل القوى الإقليمية و الدولية الفاعلة المؤثرة من خروج الوضع عن نطاق السيطرة و تحول هذا القطر المحاذي لفلسطين المحتلة إلى قاعدة انطلاق لتحريرها ، و في هذا السياق يمكن قراءة مشهد الغارات الجوية الصهيونية المكثفة و العنيفة المركزة على الترسانة العسكرية التي خلفتها الطغمة الأسدية الحاكمة سابقا في سورية .
لقد سارع العدو الصهيوني إلى شن العديد من الغارات على أهداف متنوعة في طول البلاد و عرضها محاولا القضاء على أية إمكانية محتملة مستقبلية لاستخدام هذه الأسلحة في مواجهته و دعم و إسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة في فلسطين المحتلة على نحو يقلب موازين الصراع العربي الصهيوني لاسيما أن هنالك أرضا سورية مازالت في قبضة الدويلة العبرية المسخ إلا و هي هضبة الجولان قلب بلاد الشام من الناحية الجغرافية و التي تشكل أهمية استراتيجية بالغة لجهة ارتفاعها عن مستوى سطح البحر و إطلالتها على مناطق شاسعة لا في سورية فحسب بل و في فلسطين المحتلة و لبنان و الاردن .
مقالات ذات صلة متقاعد الضمان قلبه من الحامض لاوي!! 2024/12/16لذا لم يكن مستغربا أن يمتلك حكام تل أبيب زمام المبادرة و يبذلوا مجهودا عسكريا مضاعفا في تدمير كل ما تطاله طائراتهم المقاتلة و القاذفة من أسلحة كانت بحوزة النظام المخلوع في سبيل تأجيل ساعة الحقيقة التي أخبر عنها الرسول العربي الكريم سيدنا محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة و اتم التسليم القائل في الحديث الشريف الذي أخرجه الائمة الحفاظ احمد بن حنبل في مسنده و ابن ماجة في سننه و الحاكم في المستدرك على الصحيحين ناهيك عن ابن عساكر في تاريخ دمشق إذ يقول رسول الله ” اذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرساً و أجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين ” .
إن كل الرسائل التطمينية التي أرسلها قادة و زعماء الفصائل الثورية التي سيطرت على دمشق الفيحاء مؤخرا لم تسهم في طمأنة حكام تل أبيب و لو إلى حين و هذا ما يقودنا إلى إدراك أن الجهة التي لا ترغب في استقرار سورية و ازدهارها حقيقة هي الكيان الصهيوني الغاصب لارضنا المقدسة الطاهرة و هو ما يجب أن يدركه حكام دمشق الجدد جيدا و يسعوا حثيثا إلى إيجاد علاج جذري نهائي لهذا الورم السرطاني الخبيث و استئصاله إلى ابد الابدين .