منير أديب يكتب: فرص تعزيز الإرهاب دوليًا
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في البداية لابد أنّ نشير إلى أنّ فرص ظهور تنظيم داعش في العديد من الدول في أغلب القارات باتت أكبر مما كانت عليه بعد سقوط دولة التنظيم في 29 يونيو من العام 2014، ولعل ذلك مرتبط بعدد من الحوادث المرتبطة بالحروب والصراعات التي تضرب العالم حاليًا.
هناك أزمة حالية ترتبط بإنقسام العالم وتشظيه سواء على خلفية الحرب الأوكرانية التي دارت رحاها بين روسيا وحلفاءها والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها قبل عامين في قلب أوروبا، وهو ما عزز فرص وجود جماعات العنف والتطرف في العالم، فضلًا عن نشأة حركة جهادية في شرق القاره العجوز على خلفية الحرب الحالية والصراع الدائم، أو حتى الحرب التي ضربت الشرق الأوسط.
الحرب الأوكرانية مازالت تدور رحاها دون وجود أفق لأي تفاهمات من أي نوع، ولعل الأزمة ليست في الحرب ولكن في الصراع المستمر والدائم بين وموسكو وحلفاء كل منهما، فالحرب مجرد انعكاس لهذا الصراع المتنامي؛ هذا الصراع لا يمكن القضاء عليه بشكل كامل، لأنه جزء من طبيعة العلاقات الدولية، ولكن بقاءه بهذه الصورة يُعني ببساطة شديدة تعزيز فرص الإرهاب العالمي، فضلًا عن عودة داعش أو بقاءها.
ربما زاد الطين بله، كما يقول العرب بالحرب الإسرائيلية منذ سبعة أشهر والمرشح لها أنّ تستمر وقتًا أطول؛ هذه الحرب عززت فرص وجود الإرهاب ولعل تطور هذه الحرب واستمرارها سوف يزيد من نشاط الجماعات المتطرفة عابرة الحدود والقارات، والأزمة تبقى في تطور الحرب وليس بقاءها.
هناك نشاط ملحوظ لتنظيم داعش في عدد من الدول الإرهابية، فضلًا عن نشاطه في منطقة الشرق الأوسط، هذا النشاط يُرجح عودة التنظيم بقوة، هذه العودة يُعززها عددًا من الحروب والصراعات الدائرة في عدد من دول العالم، ولعل هذاالنشاط هو أحد أسباب هذه الإضطرابات.
العالم يشهد عودة جديدة للإرهاب سوف يكون في شكل خلايا وذئاب منفردة ومتفردة، سوف تضرب أمن واستقرار العالم المضطرب، إذا استمرت الحروب والصراعات الدائرة الآن، لأنها ببساطة تُوفر بيئة خصبة للفوضى التي ينشط فيها الإرهاب.
من المهم أنّ ينتبه العالم للخطر القادم من الخلف وأنّ تكون هناك آلية دولية للمواجهة، صحيح قرار إنهاء الحروب ليس بالسهل ولا يتحقق بقرار ولكن هناك آلية لوقف بعض الحروب والصراعات وتفعيل القوانين الدولية من أجل وجود تعاون دولي في مواجهة خطر الإرهاب، خاصة وأنّ الجهود الدولية تأثرت كثيرًا بسبب هذه الحروب.
لابد من إعادة النظر في بعض الحروب من قبل المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأنّ يفعل حضورهما مع بقية المؤسسات الدولية من أجل استقرار عالمي ولو مؤقت تختفي فيه علامات ظهور وتنامي جماعات العنف والتطرف.
عودة داعش تبدو واضحه من خلال تنفيذ مئات العمليات النوعية من منطقة الشرق الأوسط، فضلًاعن نجاح فرع التنظيم بخرسان في تنفيذ عملية نوعية قبل أكثر من شهر في حفل موسيقي قرب العاصمة الروسية موسكو.
الأمر لم ينتهي عند هذا الحد ولكنه وصل إلى أنّ مجمع الإستخبارات الفرنسي طلب من الحكومة الفرنسية عدم عقد دورة الألعاب الأولمبية المقرر لها في أغسطس القادم، فضلًا على أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عبر عن تخوفه من أنّ تنظيم داعش قد ينجح في تنفيذ عملية إرهاببية في قلب الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنا يمكن أنّ نلمح الفارق؛ واشنطن قبل 10 سنوات كانت تواجه داعش في منطقة الشرق الأوسط عندما أنشأت التحالف الدولي في العام 2014، صحيح سقطت دولة التنظيم في العام 2019، ولكن الأن باتت تشعر بخطر التنظيم وأنه قد ينجح في تنفيذ عملية إرهابية على أراضيها، وهو ما يُدلل على قوة التنظيم رغم سقوطه دولته قبل 5 سنوات.
وهذا ربما يُوضح حجم التخوفات من عودة تنظيم داعش، فضلًا عن ضرورة التحرك الدولي من أجل إحتواء الحروب والصراعات الدائرة حاليًا قبل أنّ يُصبح وجود داعش أمر واقع يصعب تغيرة بصعوبة.
لهذه الأسباب وغيرها يجب أنّ يكون هناك دور للمجتمع الدولي في حل أزمة الشرق الأوسط المرتبطه بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ووقف أي انتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي، لابد من وقف عجلة الإرهاب الإسرائيلي، لأنه يُدعم الإرهاب الإيديولوجي ويعطية المبرر للعودة القوية والشرسة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش الارهاب روسيا أمريكا عودة داعش الحروب والصراعات الشرق الأوسط فضل ا عن
إقرأ أيضاً:
برلمانية: اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الأقصى استخفاف بالقوانين الدولية
أدانت النائبة هالة أبو السعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجلس النواب، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي وعدد من أفراد شرطة الاحتلال وبعض المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن الكيان الصهيوني يحاول استفزاز مشاعر المواطنين العرب، وبذل مزيد من الجهد لعرقلة كافة المحاولات التي من شأنها وقف إطلاق النار وإنهاء حالة الحرب في قطاع غزة، والتي باتت تهدد الأمن القومي العربي والإقليمي والدولي.
وأكدت أبو السعد في بيان لها اليوم، أن إسرائيل ليس لديها أي رغبة أو نية في إنهاء حالة الحرب وترويع الآمنين في غزة، وهدفها وشغلها الشاغل هو تنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم والاستيلاء على حقهم في إقامة دولتهم، وهو ما ينذر بتأجيج الصراع في المنطقة وتوسيع دائرة العنف وعرقلة كافة مسارات تحقيق السلام الشامل والعادل والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش في حياة كريمة تليق بإنسانيتة وآدميته.
وشددت عضو مجلس النواب على أن إسرائيل اعتادت كسر كافة حدود القوانين الدولية وانتهاك الحريات والقوانين الإنسانية في ظل تخاذل المجتمع الدولي وتراجع دور المؤسسات الدولية التي من شأنها محاسبة مرتبكي المجازر وجرائم الحرب، حتى وصل الحال إلى التعدي على المقدسات الدينية، والاستمرار في هذا النهج شديد الاستفزاز والتهور، دون مراعاة لمشاعر الأمة العربية، واستخفافا بالقوانين الدولية.
وأشارت النائبة هالة أبو السعد إلى أن مصر ستظل على موقفها الوطني الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني والرافض لمخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية والتعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، ماضية في طريقها نحو إقرار السلام الشامل والعادل والحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي والإقليمي والدولي وحماية الهوية الوطنية العربية من بطش قوات الاحتلال مهما كلفها من مواجهات للتحديات والضغوط الدولية، بفضل اصطفاف شعبها وتلاحمه وتماسكه الوطني خلف قيادته السياسية ومؤسسات دولته الوطنية.