حزب الله باقٍ على موقفه...لا تفاوض قبل وقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
يعرف الفرنسيون والأميركيون وجميع المهتمين بالوضع المتوتر في الجنوب أن أي حديث مع "حزب الله"، عبر الرئيس نبيه بري، لن يجدي نفعًا قبل الحديث عن إمكانية وقف آلة القتل من حصد الأبرياء في قطاع غزة. هكذا بدأ التصعيد هنا على خلفية ما يتعرّض له فلسطينيو القطاع، وهو لن ينتهي ما لم ينتهِ هناك، على أن تبقى الورقة الفرنسية أو أي ورقة أخرى، سواء أكتبت باللغة الأميركية أو بأي لغة أخرى، قابلة للتفاوض، ولكن ليس قبل أن تهدأ جبهة غزة على أسس واضحة تضمن حق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة في كيان مستقل وسيد وحر.
هذا ما يقوله "حزب الله" للأقربين والأبعدين. وهو بذلك يترك أي كلام آخر للميدان على رغم الخسائر الفادحة، التي تلحق بالقرى التي تتعرّض للقصف الإسرائيلي اليومي. وهذا ما ألمح إليه الرئيس بري، الذي لا يزال يتريث بالردّ على الورقة الفرنسية بعد أخذ وردّ وجلسات تشاورية مغلقة وبعيدًا من الاعلام بين "عين التينة" و"حارة حريك" توصلًا إلى جواب نهائي في ضوء ما ستسفر عنه المحادثات الجارية لوقف النار في غزة.
فما بعد الهدوء في القطاع قد يصبح كل شيء قابلًا للتفاوض، وبالأخص ما ورد في الورقة الفرنسية، التي يمكن التأسيس عليها للمرحلة اللاحقة بعد إدخال بعض التعديلات عليها، ولا سيما تلك المتعلقة بالجانب الإسرائيلي المفترض أن يُعامل بالمثل بالنسبة إلى إعادة تموضع عناصر "المقاومة الإسلامية" في عمق 10 كلم من الخط الأزرق، إذ لا يكفي كما جاء في الورقة وفي سياق المرحلة الثانية من التطبيق وقف الطلعات الجوية فوق الأراضي اللبنانية، فضلًا عن ملاحظات أخرى تتعلق بعمل قوات "اليونيفل".
فالنقاط المقبولة في الورقة الفرنسية، وفق مصادر "عين التينة"، قد تكون أكثر من النقاط غير المقبولة، والتي تبقى مادة للتفاوض والأخذ والردّ وفق ما تقتضيه المصلحة اللبنانية في الدرجة الأولى، بالتوازي مع أهمية عودة الهدوء إلى الجنوب، الذي تتمادى إسرائيل في تدمير قراه في شكل ممنهج أسوة بما يصيب غزة "بغية تحويلها إلى أرض محروقة خالية من سكانها، في محاولة مكشوفة لتحريض البيئة الحاضنة للمقاومة على المقاومين الذين يتصدون للاحتلال الإسرائيلي الذي يُمعن في خرقه للقرار الدولي 1701"، كما جاء على لسان الرئيس بري، كاشفًا عن "أن تدمير إسرائيل القرى والبلدات الأمامية يتلازم مع استخدامها القنابل الفسفورية المحرّمة دولياً لتحويل أراضي تلك القرى، ولسنوات عدة، إلى مناطق لا تصلح للزراعة".
وفي الانتظار ستبقى جبهة الجنوب على حماوتها من ضمن معادلة توازن الرعب والردع، وفق نظرية "حزب الله"، الذي يعتبر أنه لم يفتح هذه الجبهة إلاّ لإسناد مقاومة فلسطينيي غزة وصمودهم، واعتقادًا منه أن هذه المساندة تشغل جيش العدو، وتنزل في صفوفه أفدح الخسائر، مع إصراره على ربط الجبهة الجنوبية بجبهة غزة على رغم ما يتعرّض له من حملات خارجية وداخلية، وما يُتهم به من أنه يعرّض لبنان كله لخطر الحرب الشاملة.
وعليه، فإن مجرد الدخول في مفاوضات، على خلفية التجاوب ما أمكن، مع الملاحظات التي سيدرجها الرئيس بري في إجابته على الورقة، يعني أنها ستتلازم حكماً مع تصعيد المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل على امتداد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وصولاً إلى اعتماد الديبلوماسية الساخنة في تبادل الضغوط، في موازاة المفاوضات لوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية التي ما زالت تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة.
وإلى أن يحين أوان التسويات الإقليمية الكبرى في ضوء المحادثات الجارية بين الأميركيين والإيرانيين فإن قرى المواجهة على طول الخط الأزرق ستبقى عرضة للاعتداءات الإسرائيلية، التي هدأت نسبة سخونتها في اليومين الأخيرين.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الورقة الفرنسیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
سلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، شهادات تتضمن قرارات بالإفراج، وهو ما يعكس الموقف الذي أكدته كتائب القسام طوال شهور الإبادة بأن أسرى الاحتلال لن يفرج عنهم تحت النار وأن ذلك لن يتم سوى بقرار منها.
وبثت "كتائب القسام" مشاهد مصورة من تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى، وظهر فيها عملية تسليم هدايا تذكارية وقرارات إفراج.
وتأتي هذه الخطوة لتشابه ما كان حكرا على الاحتلال الإسرائيلي بإصدار شهادات إفراج للأسرى الفلسطينيين بعد عناء طويل ليتعمد إذلالهم بالإجراءات الإدارية أو القضائية طويلة الأمد.
وعن هذا علق الصحفي الفلسطيني صهيب العصا قائلا: "لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها قرار إفراج".
"قرار الإفراج"
لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها "قرار إفراج"
تهتم المقاومة بالتفاصيل وتسلم الأسرى الإسرائيليين "قرار الإفراج".. قرار من المقاومة pic.twitter.com/9R9clbUPJo — صُهيب العصا | SUHEIB ALASSA (@SuAlassa) January 19, 2025
وترمز ورقة الإفراج التي أصدرتها المقاومة إلى النهاية القانونية لفترة الأسر والتأكيد على أن مصير الأسرى بيد المقاومة وحدها وهو ما يعزز موقفها في ميدان المفاوضات بعد فشل الاحتلال طوال 15 شهرا من إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين.
وحظيت خطوة كتائب القسام بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فقال حساب باسم اسم طارق: "القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله".
القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج
اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله ???????????????? pic.twitter.com/LlLDjeC4Dh — طارق العرموطي (@tareq_alarmouti) January 19, 2025
وقال حساب أخر يحمل اسم محمود "الأسرى يبدو أنهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية".
الأسرى...
يبدو انهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية...
???? وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا… pic.twitter.com/dfow8QxLM8 — مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي (@DrMahmoudSalemE) January 19, 2025
أبو سمير عوامة: لو سمحتم هدوووء، أسيرات يوم السبت القادم عندهن امتحان فاينل ميداني، علشان يوخذن شهادة التخرج. pic.twitter.com/dlvfZ6KOGy — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) January 20, 2025
فيما قالت بسمة: "طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات حُسن سير وسلوك".
طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات
حُسن سير وسلوك ????????✌️????#الاسيرات_الثلاث pic.twitter.com/D9BjBWgMvq — بسمه حمزه (@BsmhHmzh10734) January 19, 2025
وقال حساب يحمل اسم تامر: "صاحب الفكرة مطلوب للعالم، تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج".
صاحب الفكرة مطلوب للعالم.
تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج.
أضفى جاذبية جديدة ومثيرة للفيديو، ليكون مثالًا على التفكير خارج الصندوق pic.twitter.com/2dHWvQtwWC — Tamer | تامر (@tamerqdh) January 19, 2025
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيرا من المحكومين بالمؤبد؛ وتضم أيضا جميع الأشبال والنساء وعددهم 95 شخصا، بينهم 87 أسيرة.
ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوما، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وذلك مقابل الإفراج بالمرحلة الأولى عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق عودة الهدوء وتبادل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الكشف بالمرحلة الراهنة عن الأعداد من الطرفين، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة.
وتركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 أعوام، وتبادل جثث الموتى ورفاتهم الشهداء، وفتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع.