تقاتل مع غزة وترشحها للرئاسة قد يدمر بايدن.. من هي جيل ستاين؟ (بورتريه)
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
طبيبة أمريكية، وناشطة، ومرشحة سياسية متكررة، تقف على يسار الحياة السياسية في الولايات المتحدة.
ترشحها للرئاسة سابقا ساهم في سقوط هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب، وتخشى حملة الرئيس الأمريكي جو بادين أن تتسبب أيضا في سحب أصوات منه يستفيد منها ترامب من جديد.
تنحدر جيل ستاين، المولودة عام 1950 في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي، لأب من يهود روسيا، وتربت في أسرة يهودية إصلاحية، وكانت تتردد على كنيس "نورث شور" اليهودي في شيكاغو، لكنها تعتبر نفسها حاليا "لا أدرية".
تخرجت بامتياز من كلية هارفارد في عام 1973 حيث درست علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الإنسان، ثم ارتادت مدرسة طب هارفارد وتخرجت منها عام 1979.
عملت بعد تخرجها في الطب الباطني في مركز "بيت إسرائيل ديكونيس"، والمركز الصحي في كلية "سيمونز"، وشركة هارفارد "بيليغريم هيلث كير"، اللتان تقعان في منطقة بوسطن، وعملت أيضا مدرسة للطب في مدرسة طب هارفارد.
ميولها السياسية كانت إلى جانب "الحزب الديمقراطي" الذي ما لبثت أن تركته وانضمت إلى حزب "غرين رينبو"، وترشحت عنه لمنصب حاكم ماساتشوستس عام 2002 التي فاز فيها الجمهوري ميت رومني.
ثم ترشحت لاحقا عن دائرة ميدلسكس التاسعة، وتغلبت على المشرح الجمهوري، ولكنها كانت متخلفة كثيرا عن الديمقراطي توماس ستانلي الذي يشغل المنصب حاليا.
اختيرت للهيئة التشريعية المحلية في ليكسينجتون بولاية ماساتشوستس.
كانت مرشحة "حزب الخضر" لمنصب رئيس الولايات المتحدة في انتخابات عام 2012 و2016.
وفي انتخابات عام 2016 قررت طلب إعادة فرز الأصوات في بنسلفانيا إحدى الولايات الرئيسية الثلاث التي فاز فيها ترامب، إضافة إلى ويسكونسن وميشيغان.
رغم عدم وجود أية فرصة لتغيير النتائج، لكنها سعت من خلال هذه الخطوة إلى فتح النقاش حول شرعية الانتخابات التي فاز بها ترامب.
وبعد تجربتين انتخابيتين للرئاسة أعلنت أنها ستسعى للحصول على ترشيح "حزب الخضر" في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر هذا العام.
وقالت خلال الإعلان عن حملتها، إنها تريد أن تقدم للناخبين خيارا "خارج نظام الحزبين الفاشل"، وقد تحدثت بشكل مفصل عن قضايا تتعلق بتغير المناخ والشرطة والتعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية والرعاية الصحية والهجرة والإجهاض، ويمكن أن يكون لهذا الترشح آثارا ضارة على فرص الرئيس بايدن.
ويشعر حلفاء بايدن بالقلق من أن مرشح حزب ثالث قوي قد يسحب الأصوات الحاسمة من الرئيس الحالي ويجعل رئاسة ترامب أكثر احتمالا.
وألقى الديمقراطيون باللوم على ستاين في المساهمة في خسارة كلينتون عام 2016 أمام ترامب بعد أن سحبت الأصوات من الحزب في الولايات المتأرجحة الرئيسية بما في ذلك فلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
ويظهر أحدث استطلاع أن بايدن يواجه مشكلة بنسبة 45% بينما يتقدم ترامب بنسبة 49%.
ستاين على عداء دائم ومزمن مع ترامب لكنها لن تخدم بادين الذي يبدو أنه مناسق بشكل جنوني وراء بنيامين نتنياهو في حربه الخاسرة في قطاع غزة.
لذلك ظهرت ستاين بشكل لافت في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عبر منصات التواصل الاجتماعي بوصفها مناهضة للحرب على غزة، واصفة ما يقوم به جيش الاحتلال في غزة بأنه إبادة جماعية.
وأكدت أن دولة الاحتلال "دولة فصل عنصري ستفقد مستقبلها حالة استمرارها في سياستها، وسيأتي جيل من المقاومة أشد قوة وشراسة من حماس" بحسب قولها.
وحين اشتد الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية وبشكل خاص بعد استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق للشرطة لفض اعتصام الطلبة انضمت ستاين لهذا الحراك دون تردد.
وكان مشهد اعتقالها صادما حين اعتقلتها الشرطة قبل أيام خلال مشاركتها بمظاهرة مناهضة للحرب في غزة، في جامعة واشنطن في سانت لويس، كما تم القبض على مدير حملتها جيسون كول ونائبة مدير الحملة كيلي ميريل كاي.
وكانت ستاين حاضرة في الاحتجاج لدعم الطلاب الذين نصبوا مخيما وأعلنوا أنهم لن يغادروا حتى تتخلى جامعة واشنطن عن علاقاتها بشركة بوينغ، وتقاطع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، من بين مطالب أخرى.
وفي مقطع فيديو تم تسجيله قبل اعتقالها، قالت ستاين: "سنقف هنا صفا واحدا مع الطلاب الذين يدافعون عن الديمقراطية ويدافعون عن حقوق الإنسان ويقفون من أجل إنهاء الإبادة الجماعية".
وكان واضحا أن ستاين حاولت تهدئة الوضع بين المتظاهرين والشرطة لكن الشرطة "لم تكن متجاوبة" وبدأت الاعتقالات بعد فترة وجيزة.
وقالت بأنه من "المخزي أن تتغاضى إدارات الجامعات عن استخدام القوة ضد طلابها الذين يطالبون ببساطة بالسلام وحقوق الإنسان ووضع حد للإبادة الجماعية التي يمقتها الشعب الأمريكي".
موقف ستاين من دولة الاحتلال ليس آنيا وليس مرتبطا فقط بالحرب على غزة فقد سبق لها أن وصفت دولة الاحتلال بأنها "دولة الفصل العنصري، والاغتيالات، والمستوطنات غير القانونية، والحصار، وبناء القنابل النووية، والاحتجاز لأجل غير مسمى، والعقاب الجماعي، وتحدي القانون الدولي".
كما أنها تدعم حملة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل" التي تعرف اختصارا بـ(BDS).
وتعتبر نتنياهو "مجرم حرب". وقالت إن بايدن والزعماء الديمقراطيين والجمهوريين شركاء بالكامل في جرائم نتنياهو. وطالبت بوقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية، وإطلاق سراح الرهائن والسجناء السياسيين، وإنهاء الاحتلال والفصل العنصري.
ورغم تجاوزها 73 عاما من العمر غير أنها تبدو بكامل قوتها فهي تقدمت صفوف الطلبة وقاومت رجال الشرطة بكل شجاعة، ولم تتردد في منح نتنياهو وبايدن والغرب ما يستحقون من ألقاب تليق بقتلة الأطفال.
ويبدو بادين في طريقه للخروج من البيت الأبيض في حال بقاء ستاين مرشحة، وبقاء احتضانه لمجرم الحرب الأول نتنياهو.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه جيل ستاين بايدن الاحتلال امريكا فلسطين الاحتلال بايدن جيل ستاين بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
التصعيد الأمريكي في اليمن بين عمليتي بايدن وترامب
التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد.
ما بين عملية «يوسيدون أرتشر»، وهو الاسم الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن على حملته مع بريطانيا على الحوثيين في اليمن منذ 12كانون الثاني/يناير 2024، وانتهت في الشهر نفسه من العام التالي، وعملية «رايدر الخشن»، وهو الاسم الذي اعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحملته على الحوثيين في اليمن منذ 15 أذار/مارس الماضي..لا يتجلى ما يمكن اعتباره نصرًا وتحقيق أهداف العمليتين، بما فيها العملية الجارية حاليًا؛ التي لم تعلن عما حققته من خلال الأرقام والوقائع، بينما عمليات «أنصار الله» ضد السفن الحربية الأمريكية وفي عمق الكيان الإسرائيلي مستمرة؛ واستمرارها يعني فشل تلك الغارات.
بلاشك إن التصعيد الأمريكي في اليمن يمثل تحديًا لاستقرار المنطقة، وخاصة في حال توسعت أهدافه وتصاعدت خسائره البشرية يمنيًا؛ إذ لن تكون المنطقة بمنأى عن الاكتواء بنار هذا التصعيد، علاوة على تأثيره المباشر على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بما فيه التأثير الذي سيطال سلاسل التوريد العالمية بعد أن كانت قد بدأت بتنفس الصعداء تدريجيا؛ لاسيما وأن التصعيد الأمريكي في العملية الأخيرة مختلف عما كانت عليه العملية السابقة، لكن واشنطن ربما لن تستطيع الاستمرار به على المدى الزمني الذي استمرت به عملية بايدن؛ لأنها ستواجه مشكلة تغطية النفقات؛ لاسيما في ظل تقارير تشير إلى أن ذخائر عملية ترامب في اليمن خلال أربعة أسابيع ستصل إلى مليار دولار.
وبينما يذهب خبراء إلى وصف العملية السابقة بـ«الدفاعية» والعملية الراهنة بـ«الهجومية»؛ فإن كلا من العمليتين كانتا هجوميتين، واستهدفت فيما استهدفته مدنيين وأعيانا مدنية، وهي تبحث عن أسلحة الحوثيين، وفشلت في ذلك غارات كلتا العمليتين بما فيها العملية الراهنة حتى الآن بالنظر للأهداف المعلنة؛ وهي إعاقة قدرات الحوثيين عن شن عمليات هجومية.
اشتركت في العملية السابقة إسرائيل من خلال قصف مباشر شمل خمس موجات منذ 20 تموز/يوليو 2024 حتى كانون الثاني/يناير 2025، بينما العملية الراهنة تقوم بها واشنطن منفردة؛ وسبق وأعلن مسؤولون إسرائيليون عن وجود تنسيق بين الجانبين بخصوص هذه الغارات، ومؤخرًا زار قائد المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى تل أبيب، ولن تكون الغارات الأمريكية على اليمن بعيدة عن مناقشاته مع الإسرائيليين.
900 غارة
على الرغم من العدد الكبير لغارات عملية «يوسيدون آرتشر»، والتي تجاوزت 900 غارة وقصف بحري أمريكي بريطاني، إلا أنها فشلت على مدى عام كامل في تحقيق أهدافها؛ وهو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية، وعلى الرغم من استخدام مقاتلات بي 2 الشبحية، فقد فشلت جميع الغارات في الوصول إلى أهداف حساسة لـ«أنصار الله» بسبب قصور المعلومات الاستخباراتية، لكنها خلفت خلال عام، وفق خطاب لزعيم الحوثيين في الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي، 106 شهداء و314 جريحا.
خلال ثلاثة أسابيع من عملية «رايدر الخشن» المستمرة حاليًا؛ تجاوز عدد الغارات المئتي غارة؛ وهو عدد كبير يتجاوز ما كانت عليه العملية السابقة؛ وتسببت العملية الحالية حتى الأربعاء الماضي، وفق معطيات وزارة الصحة في حكومة «أنصار الله» في استشهاد 61 شخصًا وإصابة 139 منذ 15 أذار/مارس الماضي، جميعهم مدنيون.
عن العملية عينها؛ قال تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، الجمعة: «لم توضح إدارة ترامب سبب اعتقادها أن حملتها ضد الحوثيين ستنجح بعد أن فشلت جهود إدارة بايدن لمدة عام في ردع الهجمات الحوثية، التي استهدفت أيضًا إسرائيل. يجب على الإدارة أيضًا أن تشرح للكونغرس والشعب الأمريكي مسارها المتوقع في ظل فشل الجهود السابقة»، وكتب السيناتور جيف ميركلي، الديمقراطي من أوريغون، والسيناتور راند بول، الجمهوري من كنتاكي، في رسالة إلى ترامب هذا الأسبوع، «لم تقدم وزارة الدفاع تفاصيل عن الهجمات منذ 17 اذار/مارس، عندما قالت إنه تم ضرب أكثر من 30 هدفًا حوثيًا في اليوم الأول».
وأشارت إلى أنه «في غضون ثلاثة أسابيع فقط، استهلكت وزارة الدفاع ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية الهائلة وتكاليف الأفراد لنشر حاملتي طائرات، وقاذفات B-2 إضافية، ومقاتلات، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد في الشرق الأوسط، وفقًا للمسؤولين. قد تتجاوز التكلفة الإجمالية مليار دولار بحلول الأسبوع المقبل، وقد تضطر وزارة الدفاع قريبًا إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس، حسبما قال أحد المسؤولين الأمريكيين».
وقالت الصحيفة: «في إحاطات مغلقة خلال الأيام الأخيرة، اعترف مسؤولو البنتاغون بأن النجاح في تدمير الترسانة الهائلة، والتي تقع إلى حد كبير تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيرة ومنصات الإطلاق الخاصة بالحوثيين كان محدودًا، وفقًا لمساعدين في الكونغرس وحلفاء. يقول المسؤولون الذين تم إطلاعهم على تقييمات الأضرار السرية إن القصف كان أثقل بشكل مستمر مقارنةً بالضربات التي نفذتها إدارة بايدن، وأكبر بكثير مما وصفته وزارة الدفاع علنًا. لكن المقاتلين الحوثيين، المعروفين بمرونتهم، عززوا العديد من مخابئهم والمواقع المستهدفة الأخرى، ما أدى إلى إحباط قدرة الأمريكيين على تعطيل هجمات الحوثيين الصاروخية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقًا لثلاثة مسؤولين في الكونغرس وحلفاء تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور العملياتية».
مستوى التصعيد
أستاذ علم الاجتماع السياسي في مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء، عبدالكريم غانم، يقول لـ«القدس العربي» في قراءته للتصعيد الأمريكي في العملتين إن «كلا من الإدارتين في واشنطن سلكتا نهج التصعيد العسكري تجاه الحوثيين، مع الاختلاف في الأهداف وفي مستوى التصعيد».
وأضاف:»إدارة بايدن قيدت العملية العسكرية ضد الحوثيين، واكتفت بقصف الأهداف التي كانت ترى أنها تشكل تهديدات وشيكة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وفضلت القيام بذلك عبر تحالف مع بريطانيا، حيث قيدت إدارة بايدن المستوى العسكري بهامش محدود من القدرة على اتخاذ قرار التعامل مع التهديدات الحوثية، انطلاقًا من حرص الإدارة الديمقراطية على ترك الباب مفتوحا أمام الحوار السياسي والتفاوض مع الحوثيين، خلافًا لنهج إدارة ترامب، الساعية لاستعراض القوة العسكرية، باعتبار أن استعراض عينة من الأسلحة الحديثة للجيش الأمريكي يعتبر مدخلا مناسبا لفرض السلام وإبرام الصفقات مع العديد من الأطراف في المنطقة، وفي مقدمتهم إيران».