بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد القطب الجنوبي
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
#سواليف
اكتشفت مجموعة دولية من العلماء، بعد 50 عاما من #الغموض، العمليات التي تنطوي على تكوين #ثقب غير عادي في #الجليد البحري في #القطب_الجنوبي.
وفي كل شتاء جنوبي، تشهد القارة القطبية الجنوبية تغيرا جذريا، حيث يتوسع الجليد البحري المحيط بالقارة إلى الخارج، ما يضاعف حجم القارة القطبية الجنوبية بشكل فعال.
ولكن خلال فصل الشتاء في 2016 و2017، تشكلت حفرة نادرة تسمى “بولينيا” (polynya)، أو جرف جليدي، وسط الجليد البحري، وهي بحجم سويسرا تقريبا.
مقالات ذات صلة وفاة الداعية الإسلامي السوري عصام العطار في ألمانيا 2024/05/04وأطلق على الحفرة اسم بولينيا Maud Rise، نسبة إلى الهضبة المحيطية، أو الجبل تحت الماء، الواقع تحتها في بحر ويديل.
ووفقا للدراسة الجديدة، فقد تشكلت في نهاية المطاف نتيجة لمزيج من الرياح وتيارات المحيط والجغرافيا تحت الماء، ما خلق الظروف المالحة المثالية لإذابة الجليد البحري.
ويعود تاريخ بولينيا Maud Rise إلى ما هو أبعد من عام 2016. وقد تم التعرف عليها لأول مرة بواسطة أقمار صناعية لاستشعار الأرض في سبعينيات القرن العشرين، وعلى وجه الخصوص خلال فصول الشتاء من عام 1974 إلى عام 1976.
وافترض العلماء أن البولينيا ستعود كل شتاء، لكن هذا لم يكن صحيحا، ولم تعاود الظهور إلا بشكل متقطع ولفترات وجيزة.
وفي شتاء 2016 و2017، كان التيار المحيطي الدائري في بحر ويدل أقوى من المعتاد. وعلى هذا النحو، أدى ارتفاع مياه القاع حول Maud Rise إلى جلب المياه الأكثر دفئا والأكثر ملوحة إلى السطح.
Research by our oceanographers into what caused a huge opening in Antarctica's sea ice during the winter of 2017 features in @Newsweek. https://t.co/g7Y6PnsyYR
— University of Southampton News (@UoSMedia) May 2, 2024وفي ذلك الوقت، استمرت بولينيا Maud Rise لعدة أسابيع، ووصلت إلى حجم كبير. ووفقا لوكالة ناسا، فقد اتسعت مساحة الحفرة من 9500 كم مربع تم قياسها في منتصف سبتمبر 2017 إلى نحو 80 ألف كم مربع في نهاية أكتوبر من نفس العام.
وأراد المتخصصون معرفة الآلية التي سمحت لبولينيا Maud Rise بالتشكل والاستمرار لفترة طويلة.
وتوصلت الدراسة الحديثة إلى أن هذه البولينيا نتجت عن ارتفاع مياه القاع الدافئة والمالحة بسبب تيار دائري حول بحر ويدل.
ويوضح البروفيسور فابيان روكيه، عضو فريق الدراسة، وهو متخصص في علم المحيطات الفيزيائي بجامعة جوتنبرج في السويد، في بيان: “يساعد هذا التيار في تفسير كيفية ذوبان الجليد البحري”، ومع ذلك، فإنه “يجب أن تحدث عملية أخرى لكي تستمر البولينيا”، حيث أن تبريد المياه السطحية، الذي يحدث “مع ذوبان الجليد”، يجب أن يمنعها من الاختلاط بالماء الدافئ والمالح.
وتابع: “يجب أن تكون هناك كمية إضافية من الملح في مكان ما”.
وباستخدام بيانات من الأقمار الصناعية والعوامات المستقلة والثدييات البحرية، رجح الفريق أن الدوامات المضطربة حول Maud Rise جلبت المزيد من الملح إلى المنطقة، والذي تم بعد ذلك نقله إلى السطح من خلال عملية تسمى نقل إيكمان.
ومن خلال عملية نقل إيكمان، يتحرك الماء بزاوية 90 درجة مع الريح أعلاه ويؤثر على تيارات المحيط.
وقالت سارة غيل، عضوة فريق الدراسة، والأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: “يمكن أن تبقى بصمة البولينيا في الماء لعدة سنوات بعد تشكلها. ويمكنها تغيير كيفية تحرك المياه وكيف تحمل التيارات الحرارة نحو القارة. ويمكن للمياه الكثيفة التي تتشكل هنا أن تنتشر عبر المحيط العالمي”.
نشر الدراسة الجديدة على الإنترنت، في 1 مايو، في مجلة Science Advances.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الغموض ثقب الجليد القطب الجنوبي الجلید البحری
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الزمن.. المرصد الفضائي الفريد سفير إكس يبدأ العمل رسميا
ضمن جدول المهام الفضائية المزدحم لهذا العام، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا بشكل رسمي بدء عمل تلسكوبها الفضائي الجديد "سفير إكس"، الثلاثاء الماضي في مهمة فريدة تهدف إلى البحث عن أصل الكون ورسم خريطة للمستودعات المائية الخفية داخل مجرة درب التبانة.
وكان قد حمل صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" المرصد الفضائي إلى الفضاء من قاعدة "فاندنبرغ" التابعة لقوات الفضاء الأميركية في ولاية كاليفورنيا نهاية الشهر الماضي، وخلال مهمته الممتدة على مدى عامين، سيجمع "سفير إكس" بيانات عن أكثر من 450 مليون مجرة، بالإضافة إلى أكثر من 100 مليون نجم داخل مجرة درب التبانة، موفرا خريطة ثلاثية الأبعاد للكون بـ102 طول موجي مختلف، في تحليل غير مسبوق لبنية الكون.
دراسة التضخم الكوني وفهم نشأة الكونيركّز "سفير إكس" على دراسة ظاهرة التضخم الكوني، وهي نظرية تفترض أن الكون شهد توسعا هائلا خلال جزء ضئيل من الثانية بعد الانفجار العظيم، قبل نحو 13.8 مليار عام، ويأمل العلماء أن يساعد هذا التلسكوب في تسليط الضوء على كيفية تأثير هذه العملية الأساسية في تشكّل بنية الكون.
وفي هذا السياق، قال "فيل كورنغوت"، عالم الأدوات في معهد كاليفورنيا للتقنية في تصريح لمجلة نيتشر العلمية: "يسعى سفير إكس إلى الوصول إلى أصل الكون، ما الذي حدث تحديدا في اللحظات الأولى القليلة بعد الانفجار العظيم؟" كما سيبحث التلسكوب عن صدى الانفجار العظيم من خلال تحليل أنماط الضوء القادمة من المجرات البعيدة، وهذا يساعد الباحثين على تحسين نماذج تطور الكون وفهم مراحله المبكرة.
إعلانوإلى جانب مهمته الكونية، سيوجه سفير إكس أنظاره نحو نطاق أقرب، حيث سيدرس المناطق "البين نجمية" داخل مجرتنا للكشف عن المستودعات الجليدية للمياه والمركبات الجزيئية الأساسية. ويعتقد العلماء أن الجليد المحاصر في حبيبات الغبار "البين نجمي" يلعب دورا حاسما في تكوين النجوم والأنظمة الكوكبية. ومن خلال تحليل التركيب الكيميائي لهذه السحب الجزيئية، يأمل الباحثون في فهم كيفية توزيع الماء والعناصر الأساسية للحياة في أنحاء المجرة.
وسيعمل سفير إكس على رسم خريطة للمياه، وثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون المتجمد على أسطح حبيبات الغبار داخل السحب الكثيفة من الغاز والغبار الكوني. وتُعد هذه السحب الجزيئية حاضنات طبيعية لتشكّل النجوم والأنظمة الكوكبية، الأمر الذي سيمنح فرصة قيّمة للفلكيين لفهم كيفية وصول المياه إلى كواكب مثل الأرض.
ويُعد الماء عنصرا أساسيا للحياة، ووجوده في الفضاء "البين نجمي" يثير تساؤلات مهمة حول إمكانية نشوء الحياة خارج الأرض. ويأمل الباحثون أن قدرة التلسكوب على اكتشاف الماء المتجمد على حبيبات الغبار بهذه المناطق قد تساعد العلماء في تحديد ما إذا كانت الأنظمة الكوكبية تحصل على الماء أثناء تكوّنها، أو إذا كان يصل إليها لاحقا عبر اصطدامات بالمذنبات والكويكبات.
وبالتزامن مع هذا الإطلاق، أرسلت ناسا أيضا مجموعة من الأقمار الصناعية ضمن مهمة "بنتش" التي تهدف إلى دراسة الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس. وتركز هذه المهمة على تحليل الرياح الشمسية، وهي التيارات المتدفقة من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، والتي تؤثر بشكل كبير على الطقس الفضائي وحالة الأرض.
إعلانوتتكون المهمة من 4 أقمار صناعية بحجم حقيبة سفر، تعمل معا لتقديم صورة ثلاثية الأبعاد متكاملة للغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو ما يعرف بالهالة الشمسية "الإكليل"، عند تحوله إلى الرياح الشمسية.
وتلعب الرياح الشمسية دورا رئيسا في الظواهر المرتبطة بالطقس الفضائي، والتي قد تؤثر على عمل الأقمار الصناعية، وتسبب اضطرابات في شبكات الكهرباء، بل وتشكل خطرا على رواد الفضاء. ومن خلال المراقبة الدقيقة لكيفية نشوء الرياح الشمسية وانتشارها عبر النظام الشمسي، يأمل العلماء في تحسين القدرة على التنبؤ بهذه الظواهر.