أكدت صحيفة (الأهرام)، أنه ليس البيت الأبيض الأمريكي، ولا الخارجية الأمريكية، وحدهما، من يعاني الحرج والارتباك، جراء ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم في حق أشقائنا الفلسطينيين في غزة الجريحة، وإنما الحرج الأكبر الذي يرقى إلى مستوى المأزق، هو ما يعانيه الإعلام الأمريكي.


وأضافت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/ بعنوان (مأزق الإعلام الأمريكي) - لقد ظل هذا الإعلام يروج أنه الأكثر حرية وحيادا ونزاهة في العالم، ثم جاءت الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ضد الأطفال والنساء وكبار السن، لتكشف مدى انحياز هذا الإعلام لإسرائيل.


وتابعت: "الإعلام الأمريكي تمثل مأزقه في ثلاثة أوجه، أولها، أنه يفقد مصداقيته في أعين الأجيال الأمريكية الجديدة، مما سيؤدي إلى فقدان الثقة في كل تغطياته الداخلية والخارجية، وليس تغطية مذابح غزة فقط، فكما نعلم جميعا، فإن الإعلام هو الجسر الذي تنتقل من خلاله القيم والأفكار والمبادئ، من جيل لجيل، فإذا انكسر هذا الجسر، فقد المجتمع الأمريكي البوصلة الأخلاقية. 


وأفادت الصحيفة بأن الوجه الثاني، هو أن مصالح كبار رجال الأعمال والشركات والمؤسسات المالية تستمد مصداقيتها من وسائل الإعلام، فإذا انهار الإعلام، انهارت الثقة في تلك المؤسسات، وسوف تترتب على ذلك خسائر مالية فادحة.


وأشارت (الأهرام) إلى أن الوجه الثالث يتمثل في أن ما يسمى بالحلم الأمريكي، ورغبة شباب العالم كله في التوجه إلى الولايات المتحدة، باعتبارها واحة الحريات والديمقراطية، هذا الحلم مُعرض للضياع، خاصة أن الشباب الأمريكي الموجود بالداخل الأمريكي بدأ يفقد إيمانه بهذا الحلم، وهي خسارة كبيرة للحضارة الأمريكية.


وأكدت أن مأزق الإعلام الأمريكي سيستمر أسبوعا أو أسبوعين، ثم ينصرف الجميع إلى أعمالهم، وينسون مذابح إسرائيل في غزة ضد أطفال فلسطين، غير أن هذا الرأي غير صحيح، والشواهد على ذلك كثيرة، متسائلة: هل سيصحو الإعلام الأمريكي من غفوته، ويكف عن مجاملة إسرائيل، أم ستكون مذابح غزة هي القشة التي ستقصم ظهر مصداقية هذا الإعلام؟.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البيت الأبيض الخارجية الأمريكية غزة جيش الاحتلال إسرائيل الإعلام الأمریکی

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة

يمانيون/ تقارير باتت الولايات المتحدة الأمريكية أسيرة للمصالح الصهيونية، ومكبلة بقيود الولاء المطلق لتلك المصالح منذ نكبة 1948، حتى لو دفعها ذلك لارتكاب أبشع الجرائم؛ وليس أفظع من مشاركتها للكيان في جرائم حرب الإبادة في قطاع غزة على مدى 15 شهرا، وها هي مستمرة في المشاركة في ارتكاب تلك الجرائم في دعمها المطلق للكيان في فرص حصار تجويع وتعطيش سكان غزة في جولة جديدة من حرب إبادة همجية أخرى تقف خلفها واشنطن.

منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني، وحتى اللحظة ورؤساء البيت الأبيض في تسابق على إظهار ولائهم وتفانيهم في حب الكيان الغاصب، وغض الطرف عن التصرفات الهمجية والأفعال الشنيعة والجرائم البشعة التي يرتكبها هذا الكيان المؤقت، والتي تتناقض مع أي قيم أو مبادئ أخلاقية أو إنسانية؛ بل إنها لا تغض الطرف عنها وحسب، بل تشارك في تلك الجرائم، وتدعمها بالمال والسلاح على مرأى ومسمع من العالم كله.

باستمرار، تتبنى واشنطن المواقف الصهيونية الممقوتة، وتقف حائط صد بـ”الفيتو” الأمريكي أمام أي إدانة في مجلس الأمن الدولي ضد الممارسات القمعية والوحشية والفاشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذى لا حول له ولا قوة ، حتى وإن تغيرت تلك الإدارات الأمريكية بين ديمقراطية أو جمهورية؛ فالقرار الأمريكي مستلب صهيونيًا؛ وقرار الأمم المتحدة مستلب أمريكيًا، في تحد واضح لقيم الحضارة الإنسانية.

الدعم الأمريكي الدائم غير المحدود لهذا الكيان العنصري طوال تاريخه ليس مفاجئًا للمراقبين والمتابعين للشأن الأمريكي، فأمريكا تتحدث بلسان الكيان الصهيوني، وتدعمه ماديا بلا حساب، وعسكريًا بلا حدود ، وترتبط معه بعلاقة متشابكة ليس لها نظير.

ها هو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الـ45 يقوم وإدارته المتطرفة وجيشه الفاشي بالعدوان على اليمن، ويحارب بالوكالة عن الكيان الصهيوني المجرم الذي يستبيح دماء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويحاصر قطاع غزة المدمر ، ويمنع عن سكان القطاع الغذاء والماء والدواء، ويمارس بحق سكان غزة أبشع الجرائم؛ التي يندى لها جبين الإنسانية.

سكان غزة اليوم محاصرون، ويكاد يفتك بهم الجوع والعطش والمرض، بينما جميع الأنظمة العربية والإسلامية لاذت بالصمت باستثناء اليمن، باستثناء صنعاء.

ولهذا فقد أثار حفيظة العدو الأمريكي والبريطاني الموقف اليمني القوي المساند لغزة ولمظلومية الشعب الفلسطيني، وذلك في كون اليمن قرر أن يستأنف فرض حصار خانق على الكيان الصهيوني الغاصب في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب؛ وهو ما أفقد العدو الأمريكي والبريطاني صوابة، وقرر استئناف حربه على اليمن في جولة جديدة من حرب بالوكالة عن الكيان الصهيوني ؛ فقرر قصف المدنيين الآمنين في بيوتهم ومساكنهم ومحلاتهم في صنعاء وصعدة وذمار وعمران ومأرب وغيرها من المناطق انتقامًا للكيان الصهيوني المجرم.

التصعيد الأمريكي الإجرامي، الذي استهدف المدنيين هو دليل واضح على مدى جرم العدوان الذي لم يفهم أو لا يريد أن يفهم أو بالأصح هو يفهم أن الموقف اليمني الإيمانية والإنساني الثابت في مساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني يستند إلى خلفية ما يفرضه الكيان الغاصب من حصار وتجويع بحق سكان غزة، لكنه ربما لا يريد أن يفهم أن الموقف اليمني ثابت ولا يمكن التراجع عنه، لو أطبقت السماء على الأرض.

يؤكد الشعب اليمني دائمًا استعداده التام لمواجهة قوى “الهيمنة والاستكبار” العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترتكب وارتكبت أبشع الجرائم في اليابان وفيتنام والصومال وأفغانستان والعراق وغيرها من بلدان العالم تحت ذرائع واهية وحجج إمبريالية.

العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الممنهجة التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

لكن الموقف اليمني الإسنادي لغزة ينطلق من مبادئ ايمانية إنسانية أخلاقية راسخة باتجاه فرض معادلة حصار بحري شديد على الكيان الغاصب؛ دون أي استهداف للملاحة الدولية؛ بل إن واشنطن باستئناف عسكرتها للبحر الأحمر هي مَن تهدد الملاحة الدولية.

ولدأبه على قلب الحقائق يحاول الأمريكي والبريطاني عاجزًا عبر وسائل إعلامه تصوير هذا العدوان الغاشم على اليمن على أنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية.. بيد أن الحقيقية الجلية والواضحة للعيان أن هذا العدوان هو دعم للعدو الإسرائيلي وعسكرة للبحر الأحمر ومصدر تهديد حقيقي للملاحة ولأمن المنطقة، ويمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وتهديد للسلم والأمن الدوليين.

مقالات مشابهة

  • حماس: الولايات المتحدة شريكة في جرائم إسرائيل بغزة
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 17 مارس
  • شاهد | ردود فعل الفلسطينيين على العدوان الأمريكي على اليمن
  • 16 مارس خلال 9 أعوام.. أكثر من 100 شهيد وجريح في جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • العدوان الأمريكي على اليمن جرائم حرب وجرأة على السيادة والرد قادم ولن يتأخر
  • "الحقيقة" الأمريكية
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 15 مارس
  • القاهرة الإخبارية: نتنياهو في مأزق بعد تبني المقترح الأمريكي للإفراج عن المحتجزين
  • نتنياهو في مأزق بعد تبني المقترح الأمريكي للإفراج عن المحتجزين.. تفاصيل