الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
عشرات الجامعات الامريكية تشهد احتجاجات و اعتصامات سلمية استنكارآ لحرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، معترضين على مشاركة بلادهم فى العدوان على غزة وتوفير الاسلحة و الغطاء السياسى للحرب ، واستخدام امريكا لحق النقض فى مجلس الامن مما اعاق اصدار اى قرار لايقاف الحرب، و تم اعتقال الاف الطلاب بطريقة عنيفة و غير معهودة ، حيث اقتحمت قوات الامن الجامعات و فضت اعتصامات الطلاب و ازالة المخيمات بالقوة ، و شاهد العالم كيف يتم ضرب وتقييد الطلاب و الاساتذة بالسلاسل ، ومع انتقال الانتفاضة الطلابية الى بريطانيا ، يتوقع مراقبون انتشار الظاهرة فى كل الدول الاروبية لا سيما التى دعمت الحرب الاسرائيلية القذرة على غزة ، بينما تمت مقاطعة خطابات للمسؤولين الامريكيين و على راسهم الريس الامريكى بايدن ووصف بالدكتاتور القاتل ،
كشفت هذه الاعتصامات والاحتجاجات ، واستخدام العنف فى مواجهتها عن النفاق الغربى حول الديمقراطية و حقوق الانسان ، و ان هذه الحقوق لها سقف لا يسمح بتجاوزه اذما كانت ممارسة الحق فى التعبير ضد الحرب الاسرائيلية ، يومآ بعد آخر تتسع ظاهرة الاحتجاجات فى اكبر مواجهة شعبية ضد قرارات ومواقف الدول الغربية من الحرب على غزة ، مما حدا بموظفى الحملة الانتخابية لاعادة انتخاب بايدن الى التحذير من اتساع موجة الاحتجاجات و امكانية ان تتحول الى رأى عام فى المجتمع الامريكى ، و يلاحظ ان هذا الرفض العارم للسياسة الامريكية تجاه حرب غزة كان شاملآ للمناطق التقليدية لنفوذ حزب الريس بايدن ، مما يهدد الفرص الضئيلة لاعادة انتخابه لدورة ثانية ،
بينما يغط ملايين العرب و المسلمين فى نوم عميق ازاء حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، يقدم الشباب الامريكى و البريطانى درسآ للامم فى صحوة الضمير و الشجاعة فى الوقوف ضد الظلم ، هذا موقف اخلاقى من المجتمع الغربى و ممارسة طبيعية لحرية التعبير ، وهو من جهة اخرى رسالة لشعوبنا التى اعياها الكسل و اللامبالاة و عدم القدرة وغياب الارادة فى مجرد الخروج فى مسيرة لرفض الانتهاكات و حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، بينما تقف الحكومات العربية و الاسلامية عاجزة عن القيام باى دور و على الاقل باغاثة الضحايا ، او قطع / تجميد العلاقات مع الكيان الصهيونى ، نجد بعضآ من حكوماتنا تقدم الدعم المباشر و غير المباشر لاسرائيل فى حربها على غزة ،
هذا الموقف السلبى يبدو مؤلمآ و مستفزآ للوجدان القومى و للنخوة العربية و الاسلامية ، اين منظمات حقوق الانسان العربية و الاسلامية التى تخصصت فى مواجهة ظلم و دكتاتورية الحكام ؟ واين القوى المدنية و الاحزاب السياسية التى شغلت الناس بعبارات جوفاء عن حقوق الانسان و الحقوق المدنية ؟، اين ذهب كل هؤلاء ؟ ، غابت الشعوب العربية و الاسلامية عن اهم الاحداث فى المنطقة ، لم يتحرك احد ضد غزو الجنجويد للسودان ، و لم ينتفض احد ضد حرب اسرائيل على غزة ، خرجت سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لبنان و لم تعد ، تعلل الناس ردحآ من الزمن بحرمانهم من التعبير بسبب الحكام الخونة ، والناس على دين ملوكهم ، الشعب العربى وين .
تحية مستحقة لمن يساندون الشعب الفلسطينى و لو بكلمة ، و تقدير لمن يقفون مع الشعب السودانى فى تصديه للغزو و الاستيطان ،التحية للربيع الامريكى
محمد وداعة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: العربیة و الاسلامیة على غزة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي : لا حل للخروج من الأزمات فى المنطقة إلا بالتكامل العربى
تعزز مصر والأردن والعراق شراكتها في مجال النقل البحري، من خلال التوسع في الخطوط الملاحية وأعمال شركة «الجسر العربي» للملاحة (شركة مشتركة بين الدول الثلاث)، خصوصاً في منطقة البحر الأحمر.
تحويل مصر مركزاً للتجارة العالميةفي هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي انه لا حل للخروج من الأزمات الراهنة فى المنطقة إلا بالتكامل العربى، خاصة التكامل الاقتصادي، وأعتقد أن ما يحدث بين مصر والعراق والأردن يأتى فى إطار استهداف هذا التكامل واستثمار حقيقى للموقع الاستراتيجي للدول الثلاث، بإقامة خط بحري بين ميناء العقبة في الأردن، ونويبع في مصر لنقل الأفراد والبضائع، ويقع مقرها في الأردن،.
واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " وظنى أن الجسر العربى يسعى إلى تحويل الظروف الاقتصادية الصعبة إلى فرص للنجاح، خاصة مع الظروف الإقليمية الراهنة، خاصة أن القيادات السياسية للدول الثلاث تسعى لمواجهة التحديات والظروف المستجدة، وهو ما ساهم في النهوض بهذا المشروع وتحقيق نتائج إيجابية.
وتابع: والمهم أيضا أن هذا المشروع يعمل على تحويل مصر مركزاً للتجارة العالمية واللوجيستيات، خاصة أنه يأتى وفق خطة متكاملة لتنمية وتطوير محاور النقل الدولية متعددة الوسائط ( بري – سككي – نهري – بحري ) وفي إطار الممر اللوجيستي طابا – العريش الجاري تنفيذه ضمن عدد 7 ممرات لوجيستية تنموية دولية متكاملة، ما يعنى أن الدولة المصرية تحرص على استهداف التنمية المستدامة داخليا وفى إطار محيطها الإقليمى والعربى ما يجعلها تستغل موقعها الاستراتيجي لتحقيق أهدافها الاقتصادية وأيضا تراعي أبعاد أمنها القومي.