موقع النيلين:
2024-10-01@23:22:28 GMT

الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟

تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT


عشرات الجامعات الامريكية تشهد احتجاجات و اعتصامات سلمية استنكارآ لحرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، معترضين على مشاركة بلادهم فى العدوان على غزة وتوفير الاسلحة و الغطاء السياسى للحرب ، واستخدام امريكا لحق النقض فى مجلس الامن مما اعاق اصدار اى قرار لايقاف الحرب، و تم اعتقال الاف الطلاب بطريقة عنيفة و غير معهودة ، حيث اقتحمت قوات الامن الجامعات و فضت اعتصامات الطلاب و ازالة المخيمات بالقوة ، و شاهد العالم كيف يتم ضرب وتقييد الطلاب و الاساتذة بالسلاسل ، ومع انتقال الانتفاضة الطلابية الى بريطانيا ، يتوقع مراقبون انتشار الظاهرة فى كل الدول الاروبية لا سيما التى دعمت الحرب الاسرائيلية القذرة على غزة ، بينما تمت مقاطعة خطابات للمسؤولين الامريكيين و على راسهم الريس الامريكى بايدن ووصف بالدكتاتور القاتل ،

كشفت هذه الاعتصامات والاحتجاجات ، واستخدام العنف فى مواجهتها عن النفاق الغربى حول الديمقراطية و حقوق الانسان ، و ان هذه الحقوق لها سقف لا يسمح بتجاوزه اذما كانت ممارسة الحق فى التعبير ضد الحرب الاسرائيلية ، يومآ بعد آخر تتسع ظاهرة الاحتجاجات فى اكبر مواجهة شعبية ضد قرارات ومواقف الدول الغربية من الحرب على غزة ، مما حدا بموظفى الحملة الانتخابية لاعادة انتخاب بايدن الى التحذير من اتساع موجة الاحتجاجات و امكانية ان تتحول الى رأى عام فى المجتمع الامريكى ، و يلاحظ ان هذا الرفض العارم للسياسة الامريكية تجاه حرب غزة كان شاملآ للمناطق التقليدية لنفوذ حزب الريس بايدن ، مما يهدد الفرص الضئيلة لاعادة انتخابه لدورة ثانية ،

بينما يغط ملايين العرب و المسلمين فى نوم عميق ازاء حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، يقدم الشباب الامريكى و البريطانى درسآ للامم فى صحوة الضمير و الشجاعة فى الوقوف ضد الظلم ، هذا موقف اخلاقى من المجتمع الغربى و ممارسة طبيعية لحرية التعبير ، وهو من جهة اخرى رسالة لشعوبنا التى اعياها الكسل و اللامبالاة و عدم القدرة وغياب الارادة فى مجرد الخروج فى مسيرة لرفض الانتهاكات و حرب الابادة الاسرائيلية فى غزة ، بينما تقف الحكومات العربية و الاسلامية عاجزة عن القيام باى دور و على الاقل باغاثة الضحايا ، او قطع / تجميد العلاقات مع الكيان الصهيونى ، نجد بعضآ من حكوماتنا تقدم الدعم المباشر و غير المباشر لاسرائيل فى حربها على غزة ،

هذا الموقف السلبى يبدو مؤلمآ و مستفزآ للوجدان القومى و للنخوة العربية و الاسلامية ، اين منظمات حقوق الانسان العربية و الاسلامية التى تخصصت فى مواجهة ظلم و دكتاتورية الحكام ؟ واين القوى المدنية و الاحزاب السياسية التى شغلت الناس بعبارات جوفاء عن حقوق الانسان و الحقوق المدنية ؟، اين ذهب كل هؤلاء ؟ ، غابت الشعوب العربية و الاسلامية عن اهم الاحداث فى المنطقة ، لم يتحرك احد ضد غزو الجنجويد للسودان ، و لم ينتفض احد ضد حرب اسرائيل على غزة ، خرجت سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لبنان و لم تعد ، تعلل الناس ردحآ من الزمن بحرمانهم من التعبير بسبب الحكام الخونة ، والناس على دين ملوكهم ، الشعب العربى وين .

. وين الملايين ؟ يا للحسرة..و يا للعار،
تحية مستحقة لمن يساندون الشعب الفلسطينى و لو بكلمة ، و تقدير لمن يقفون مع الشعب السودانى فى تصديه للغزو و الاستيطان ،التحية للربيع الامريكى

محمد وداعة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العربیة و الاسلامیة على غزة

إقرأ أيضاً:

اجتياح لبنان واللغم التوراتى

يخطئ من يظن أن مخطط اجتياح لبنان وليد اللحظة أو نتيجة لأحداث راهنة، ويخطئ أيضًا من يعتقد أن هذا الاجتياح جاء لردع خطر يمكن أن يهدد أمن الكيان المحتل، ويخطئ كذلك من لا يدرك أن مخططات إسرائيل التوسعية بشن هجمات عسكرية استعمارية وما يتبعها من عمليات قتل وتدمير ومذابح وإبادة جاءت من أجل السلام، فما تفعله «تل أبيب» الآن أوراق سابقة التجهيز لتحقيق الحلم التوراتى «من النيل إلى الفرات »، وكل ما تحتاج إليه لتنفيذ هذا الكابوس «أرض يسرائيل» التى وعدهم بها الرب ذريعة لشن العدوان كلما سنحت الفرصة بذلك، وما حدث أمس يفسر ما يحدث اليوم وما سيحدث غدًا، فقط صفحات التاريخ تعيد طباعة نفسها مرة أخرى وربما مرات على أوراق ملطخة بدماء عربية!
ما حدث أمس:
فى 15 يناير 1982 بث التليفزيون الإسرائيلى تصورًا لسيناريو تسلسل أحداث الحرب العربية الإسرائيلية الخامسة المحتملة، وجاءت المشاهد كالتالى:
تبدأ الأحداث بسيارة ناسفة تنفجر وسط مدينة «عكا»، يسفر الحادث عن سقوط عدد كبير من القتلى وعشرات الجرحى بينهم أطفال، تعلن القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية مسؤوليتها عن الحادث، يحضر رئيس وزراء إسرائيل مراسم جنازة الضحايا، ويقوم بزيارة الجرحى ثم يعلن عن ضرورة استئصال الإرهاب من المنطقة، فى نفس اليوم يؤكد «شارون» وزير الدفاع أمام المسؤولين الأمريكيين أن جنوب لبنان أصبح مركزًا للإرهاب الدولى، وبعد ذلك تعبر المدرعات الإسرائيلية نهر«الليطانى» فى جنوب لبنان، وقبل نهاية البرنامج قال معلق التليفزيون إنه يكفى شرارة أو حادث اعتداء خطير على سبيل المثال كى يتحقق هذا السيناريو!
استمرت المناوشات والتهديدات وعمليات التربص والترصد و«التحرش السياسى» لتنفيذ مخطط اجتياح لبنان بعد اعتبارها جزءًا من الأرض الموعودة!، وفى 3 يونيو 1982 استغلت اسرائيل حادث محاولة اغتيال سفيرها فى لندن «شلومو أرغوف» وألقت بالتهمة علي« منظمة التحرير الفلسطينية» التى نفت أن يكون لها أى دور فى هذا الاغتيال، لكن الحدث كان الشرارة المنتظرة لتنفيذ عملية الاجتياح!
فى 4 يونيو 1982 بدأت الغارات الإسرائيلية بقصف الأحياء السكنية ومخيمات «صبرا وشاتيلا»، وفى 6 يونيو 1982 اجتاحت قوات الإستعمار الصهيونى جنوب لبنان بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار الفورى!
ما يحدث اليوم:
علينا فقط إعادة تركيب وإحلال مشاهد الأحداث فى سيناريو الحرب الخامسة الذى بثه التليفزيون الإسرائيلى فى الفقرة السابقة، لنجد أن عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها حماس وربما التى سمحت إسرائيل بحدوثها، هى الشرارة والذريعة لإعادة تنفيذ مخطط الاستعمار الصهيونى وبدء عمليات التدمير الشامل والإبادة لغزة وأهلها، ثم الانتقال إلى الجنوب اللبنانى واغتيال قيادات «حزب الله »، ثم الحديث عن عملية برية لإجتياح لبنان وضرب اليمن بمباركة غربية أمريكية، تحت غطاء محاربة جذور الإرهاب وإحلال السلام والأمن فى المنطقة!
ما يحدث غدًا:
أحداث الغد تتنبأ بها أحداث أمس واليوم، وتشير إليها الإجابة عن سؤالين، الأول: لماذا يتحدث «نتنياهو» بكل هذا الغرور وتلك «البجاحة» بمواصلة الحرب حتى تحقيق النصر الكامل، دون أن يخشى حسابًا أوعقابًا، وأن يد اسرائيل «الطويلة» يمكنها الوصول لأى مكان فى الشرق الأوسط برمته وليس إيران فقط؟!، والثانى: هل سلمت إيران رقبة «حسن نصر الله» وقيادات حزب الله إلى إسرائيل.. ولماذا؟، إجابة السؤال الأول لا تحتاج إلى عناء فى ظل الدعم اللا محدود وغير المشروط الذى تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، ودور«كلب الحراسة» الذى تلعبه الثانية لحماية وتأمين مصالح أمريكا والغرب فى الشرق الأوسط خاصة فى البحر الأحمر، ونترك إجابة السؤال الثانى للأيام القليلة القادمة تجيب عنه وتؤكد شرعيته أو بطلانه.
فى النهاية:
ما يجرى الآن هو عملية «ارتجاج سياسى» قد يغير موازين القوى فى الشرق الأوسط، وتتوقف نتائج هذا «الارتجاج السياسى» على قدرتنا والعالم بالتصدى لهذا «اللغم التوراتى، من النيل إلى الفرات»، قبل أن ينفجر هذا الكابوس ويجر المنطقة إلى حرب إقليمية «تجر» بعدها العالم لحرب عالمية.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • كتلوك ولا جوك !
  • اجتياح لبنان واللغم التوراتى
  • هيئة دعم حقوق الشعب الفلسطيني: إيران منعت حزب الله من الرد على نتنياهو
  • رئيس «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: سياسة إيران فتحت شهية نتنياهو للردود القوية
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان ينعى شهيد الدفاع عن الإنسانية السيد حسن نصر الله
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان ينعى شهيد الدفاع عن الإنسانية حسن نصر الله
  • عودة الدولة اللبنانية هى الحل
  • البابا فرنسيس: الغارات الاسرائيلية على لبنان “تتجاوز الاخلاق”
  • مصطفى بكري: مصر تسعى للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني
  • «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع الصراع الإقليمي