إنتقدت الأوساط الديبلوماسية ردة الفعل اللبنانية حيال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية لبيروت الخميس الماضي فاعتبرت انه طغت على هذه الردود نبرة السخرية الإعلامية والسياسية من رزمة المساعدات الأوروبية للبنان بقيمة مليار يورو، وصورت هذه المساعدات بأنها بمثابة رشوة الأمر الذي تكرر في الإعلام والصحافة وعلى ألسنة سياسيين ونواب ورجال دين.


وقالت الاوساط " إن هذه "العاصفة" عكست انفعالات لم تقنع الكثير من البعثات الديبلوماسية اذ تجاهلت الدلالات والمعاني الجادة للزيارة وما تستبطنه من رسائل دعم معنوية وديبلوماسية ومادية للبنان في مواجهته للتحديات المختلفة".
وحذرت "من مغبة تجاهل الدلالات الإيجابية لمصلحة لبنان والتسابق الى المزايدات الشعبوية التي تسيء الى الديبلوماسية اللبنانية الجادة والمسؤولة".
وكتبت" الشرق الاوسط": مع المواقف المشككة بخلفية المساعدات الأوروبية وهدفها، رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعتبارها بمثابة رشوة للبنان، وقال في حديث تلفزيوني: «وضعنا شرطاً أن تعطى المساعدات للسوريين في سوريا لتكون حافزاً لعودتهم ولمست تفهماً أوروبياً كاملاً»، مؤكداً: «لبنان ليس حرس حدود لأوروبا».
وفي الإطار نفسه، عدّ مستشار ميقاتي، السفير السابق بطرس عساكر، الذي كان حاضراً في اجتماعات رئيس الحكومة مع الرئيس القبرصي ورئيسة «المفوضية»، أن الحديث عن «رشوة» هو «كلام شعبوي»، مؤكداً أن «تقديم المساعدات لا يعني التسليم ببقاء اللاجئين»، مع إقراره بأن هذه القضية مرتبطة بالحل السياسي في سوريا وبقرار المجتمع الدولي والدول المعنية، إضافة إلى أن النظام السوري يربط عودتهم بتأمين أماكن سكن لهم ومساعدات وغيرها.
من هنا، يقول عساكر لـ«الشرق الأوسط»: «بانتظار الحل السياسي يعمل لبنان في المرحلة الأولى على الأقل على تخفيف عبء اللاجئين السوريين، وهو يعد الخطة لتقديمها في مؤتمر بروكسل في 27 الشهر الحالي المخصص لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي يعدّه فرصة بالنسبة إلى لبنان، وتعتمد الخطة بشكل أساسي على أهمية تصنيف المناطق في سوريا بين الآمنة وغير الآمنة، مقابل تنظيم وجود السوريين في لبنان وعودة كل من هو يقيم بشكل غير شرعي».
ويتحدث عساكر بدوره عن تبدّل في الموقف الأوروبي لجهة تفّهم الوضع اللبناني وتداعيات أزمة اللاجئين، مشيراً كذلك «إلى حرص الاتحاد الأوروبي وقبرص بشكل خاص على حماية حدودها، وهذا حقهما كما هو حقنا في العمل على إيجاد حل لهذه الأزمة».
وفي ما يتعلق بمطلب البعض بأهمية تواصل الدولة اللبنانية مع الدولة السورية، يذكّر عساكر بما سبق أن قاله ميقاتي إنه تواصل مع نظيره السوري، سائلاً: «ما الذي سيتبدّل إذا لم يكن هناك قرار سياسي في هذه القضية؟».
وكان ميقاتي أعلن أنه اتصل برئيس الوزراء السوري، «وسمعت منه جواباً واضحاً بأن سوريا لا تقف عائقاً في وجه أي سوري يريد العودة».
وكتبت " الانباء الكويتية":بعيدا من هجوم البعض الجاهز دوما على المسؤولين في السلطات اللبنانية لعدم الثقة بهم وجدلية المليار يورو، لا بد من قراءة هادئة لحصيلة «اليوم الأوروبي» في بيروت وتبيان «ما له وما عليه».
وفي هذا الإطار، لاحظت أوساط محايدة أن ثمة تطورا كبيرا في هذا الملف تمثل خصوصا في وعد رئيسة المفوضية الأوروبية بمتابعة «إعادة توطين اللاجئين السوريين من لبنان إلى الاتحاد الأوروبي»، وهذا يعني إخضاعهم لعملية فرز واختيار المؤهلين منهم لتوطينهم في أوروبا.

وتقول هذه الأوساط إن المليار يورو هو رقم كبير(ربع مليار سنويا حتى 2027) وسيذهب في اتجاهات عدة لها علاقة بالأمن والاقتصاد والتنمية والإصلاحات وغير ذلك.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يؤكد لممثلة الاتحاد الأوروبي أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لغزة

أجرى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة اتصالاً هاتفياً مع "كايا كالاس" الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى مساء أمس، في إطار التشاور والتنسيق المتواصل بين مصر والاتحاد الاوروبى. 

بدر عبد العاطي يلتقي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان السفير الرحبي: زيارة الدكتور بدر عبد العاطي إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطى أشاد بالعلاقات المتميزة بين مصر والاتحاد الأوروبى والحرص المتبادل على تنفيذ محاور الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى، معرباً عن تطلعه لمواصلة الممثلة العليا دعمها للشراكة بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، وتمرير الشريحة الثانية من الحزمة المالية بقيمة ٤ مليار يورو.

 واستعرض الوزير عبد العاطى الجهود الدؤوبة التى تبذلها مصر لتحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة فى ظل تحديات جيو-سياسية جسيمة بالإقليم، واطلع الوزير عبد العاطى المسئولة الأوروبية على آخر مستجدات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على أهمية استدامة الاتفاق وتثبيته وتنفيذ مراحله الثلاث، وضرورة بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه واحترام حقه فى تقرير المصير. 

وأضاف المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية أكد أيضا على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بوتيرة مكثفة ومتسارعة على نحو يلبى احتياجات سكان القطاع فى ظل الظروف الإنسانية الكارثية التى يعانى منها، ودعا وزير الخارجية المسئولة الأوروبية مواصلة دعم الجهد الإنساني من الاتحاد الاوروبى إلى قطاع غزة من خلال مضاعفة المساعدات الإنسانية والإغاثية، فضلا عن التعاون لبدء مشروعات وبرامج للتعافى المبكر واعادة الإعمار، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم فى القطاع. وشدد على محورية دور الاتحاد الأوروبي خلال المرحلة المقبلة خاصة وأن الاتحاد يعد أكبر طرف مانح للسلطة الوطنية الفلسطينية.


 

مقالات مشابهة

  • في طولكرم..الجيش الإسرائيلي يهجر 75% من سكان مخيم اللاجئين
  • الشرع يكشف عن الشكل السياسي لنظام الحكم في سوريا.. وهكذا أطحنا بالأسد
  • رئيس وزراء المجر: ترامب يقلب الاتحاد الأوروبي رأسًا على عقب
  • انطلاق مؤتمر سفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل لدعم جهود السلام في اليمن
  • ملف دعم الحكومة اليمنية على طاولة مؤتمر لسفراء الإتحاد الأوروبي ينطلق اليوم في بروكسل
  • وزير الخارجية يؤكد لممثلة الاتحاد الأوروبي أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لغزة
  • وزير الخارجية يدعو الاتحاد الأوروبي لدعم مضاعفة المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة
  • لتخفيف أعباء المعيشية .. الحكومة تنحاز للمواطنين بحزمة برامج اجتماعية
  • سوريا بين التحول السياسي والتحديات الدولية.. الشرع يعزز سلطته وسط مخاوف محلية ودولية
  • المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: ندين هذا التدخل وندعو جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات