لامية خلف الله عملا بالمثل الشعبي الذي يقول ( أعرف بلادك قبل ما تعرف بلاد الناس)، وحبا في تاريخ الجزائر الذي ما إن تقرأ عنه حتى يستهويك الترحال عبرها لزيارة الأماكن الأكثر تاريخية ، بدأت ترحالي من عاصمة بلادي الجزائر أين حططنا الرحال بساحة كيتاني واستمتعنا ببداية اليوم من هناك متوجهين لزيارة المعلم التاريخي ” سيدة افريقيا ” الواقعة بمنطقة باب الواد والتي تطل على البحر المتوسط مقاومة تغيرات الزمن.
القصبة؛ المدينة في قلب المدينة، التاريخ النابض الذي يمشي على قدمين. رغم قسوة الزمن عليها إلا أن القصبة لا تزال تقاوم لتحكي للأجيال القادمة قصة أبطال مروا من هنا وتاريخ موغل في العراقة يأبى الانهيار. من أمام متحف علي لابوانت، مر تاريخ مجيد أمام عيني، تاريخ كان ولا يزال يحكي عن بطل مر من هنا، عن مناضل من الرعيل الأول أقل ما قيل عنه أنه دوخ الاستعمار الفرنسي حتى صار يهاب ذكر اسمه. رأيت مشاهد فيلم معركة الجزائر ماثلة أمامي وخاصة حينما خرج أحد أعضاء الجبهة ليطمئن الجماهير الغابة ” ما تخافوش، الجبهة قررت تاخذ الثار ” ( لا تخافوا الجبهة قررت أن تثأر) والذي بعده انطلقت الزغاريد وانطلق معها أمل الحرية والاستقلال؛ مشهد قمنا بتمثيله مع المرشد السياحي خديجة أين أحسسنا ولو للحظات أننا جزء من مشهد تاريخي مميز أتى بعده إحساس غامر لم يفارقنا ؛ إحساس وطني ممزوج بالفخر والعزة والامتنان لعلي لابوانت ورفقائه ممن حرروا الوطن لنحيا مرفوعي الرأس ونتخلص من صفة مواطن درجة ثانية ونحن على أرضنا فيما كانت الدرجة الأولى من تصيب مستوطنين كانوا في بلدانهم منبوذين ليتحولوا إلى مواطنين كاملي الحقوق على أرض اغتصبوها بالدم والظلم بشتى أشكاله. في القصبة، كل البنايات متاحف، فهي متحف متعدد الأشكال يطل على البحر ولا يزال متمسكا بعراقته، فمن دار عزيزة بنت الباي التي يُروى عن قصرها الباذخ الكثير إلى قصة خداوج العمياء والتي تتضارب الحكايا حول سبب عماها من المرآة إلى كحل العين، ومن دار الصوف التي كانت مخبأ هدايا السلطان إلى متحف الفنون والتقاليد الشعبية وقصر مصطفى باشا ، كلها والكثير غيرها يحكي قصة ثقافات مرت على الحي التاريخي وتمازجت فيه لتصنع منه مكان الحكاية بامتياز. المثير أن أهالي القصبة لا يزالون يحافظون على التقاليد العاصمية رغم غزو التكنولوجيا وتأثيراتها على ثقافات الشعوب التي تكاد تندثر أمام المد الافتراضي. الملفت للانتباه بالقصبة كثرة القطط المتواجدة على طول الأدراج وأمام البيوت التي يبدو أنها استأنست لأهلها ووجدت راحتها تحت ظلال بيوت القصبة العريقة. إن الجزائر كل تاريخي مرتبط ببعضه يروي قصة شعب لا يزال متمسكا بحريته ولم ينسى جميل الشعوب التي آزرته في ثورته ولم ولن يتخلى عن دعمه للقضايا العادلة في العالم. كاتبة من شرق الجزائر
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
مخرج عماني: مصر مهد الثقافة والتاريخ والإنسانية.. وقدمت الكثير للفنون بأنواعها
أكد المخرج العماني صالح بن أحمد المقيمي المدير الفني لمهرجان عين للأفلام القصيرة بسلطنة عمان أن مصر تعد مهدا للثقافة والتاريخ والحضارة والإنسانية، حيث قدمت الكثير للفنون بمختلف أصنافها وتنوعها.
وقال صالح بن أحمد المقيمي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إن المهرجان يعد حدثا فنيا مبهرا شكلا ومضموناً تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
وأضاف: "بصفتي مهتما وعاملا في مجال صناعة الأفلام وكوني صاحب رسالة سينمائية وفنية وإنسانية، هزني وقفة المهرجان ونصرته للقضية العربية الفلسطينية، كما هو متوقع من مصر العروبة" صاحبة المكانة العالمية والريادة العربية في السينما.
وأشاد بافتتاحية مهرجان القاهرة الذي استهل فقراته بالدبكة الفلسطينية والتي قدمتها فرقة شعبية من غزة الأبية.. وقال إن الفن يعد منارة للابتكار، ومنصة كبيرة للتعبير عن الأزمات و الحروب الموجودة في جميع البلاد.
وأبرز أن المهرجان يشهد حالة استثنائية تعكس تضامنًا كبيرًا مع القضية الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها أهل غزة، الأمر الذي لاقى تفاعلًا شديدًا من الجمهور العربي وإشادة بإدارة المهرجان بسبب اهتمامها الكبير بالقضية الفلسطينية التي تمثل قضية كل مواطن عربي.