الخوف من فقدان النفوذ: صراع على توطين رواتب موظفي كردستان في بنوك الإقليم
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
4 مايو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تواجه فكرة توطين رواتب موظفي إقليم كردستان العراق في بنوك الإقليم رفضًا شديدًا من قِبَل بعض المصادر الكردية، حيث ترى هذه المصادر أن حكومة الإقليم تسعى لتوطين الرواتب بهدف تحقيق أهدافها ومشاريعها الخاصة.
ويعتبر هذا الأمر جزءًا من صراع النفوذ والسلطة وليس مجرد مسألة حقوق الموظفين في الإقليم.
وأبدى النائب الكردي السابق عن حزب العدل الكردستاني أحمد الحاج رشيد رفضه التام لتوطين رواتب موظفي كردستان في بنوك الإقليم.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان عن مشروع “حسابي” المصرفي، الذي يشمل مشاركة بعض المصارف الاتحادية مثل مصرف بغداد والمصرف العراقي للتجارة. وقد تم الحصول على موافقة البنك المركزي العراقي لهذا المشروع. ومع ذلك، فإن الصراع الحالي ليس مجرد صراع على حقوق المنتسبين في إقليم كردستان، بل هو صراع على النفوذ والسلطة بين الأحزاب.
ومنذ تأسيس حكومة إقليم كردستان، تم تشكيل نقطتين مهمتين للتحكم بسلطة الأحزاب الحاكمة في الإقليم، وهما الرواتب وعناصر قوى الأمن. وتسيطر الأحزاب الحاكمة على كافة مفاصل الدولة والإيرادات العامة من خلال هاتين النقطتين. وعلى الرغم من أن الأحزاب لا تزال تحتفظ بالسيطرة على نتائج الانتخابات، إلا أن هذه السيطرة أصبحت هشة وضعيفة نسبيًا مقارنة بقوة الحزبين.
وبغض النظر عن ذلك، يبدو أن المشكلة الحقيقية ليست متعلقة بالمخاوف الأمنية والتسريبات والمعلومات الحساسة، بل تتعلق بالخوف من الولاء والانتماء السياسي لقوات الأمن. فالأحزاب تعامل القوات المسلحة كمؤسسة تابعة لها ولأفرادها، وهذا هو النقطة الأساسية.و السلاح في يد الأحزاب يضمن استمرارية النظام الحالي في الإقليم، وعدم وجود قوة عسكرية وطنية تعمل بمصلحة الوطن بعيدًا عن المصالح الحزبية.
وتفيد تحليلات بأن من المهم أن تتخذ الحكومة الكردية في إقليم كردستان خطوة حكيمة ومتوازنة للتعامل مع هذا الصراع المعقد، و يجب أن تكون الأولوية الأساسية هي مصلحة الإقليم وشعبه، وليس مصالح الأحزاب السياسية، كما ينبغي أن تسعى الحكومة إلى تعزيز المؤسسات الوطنية المستقلة وبناء قوة عسكرية وطنية تعمل بمصلحة البلاد بشكل عام.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك شفافية كاملة في إدارة المال العام والرواتب، وضمان توزيعها بشكل عادل وعابر للطوائف والأحزاب السياسية. يجب أن يتم تحقيق توازن بين تحقيق استقرار الإقليم وضمان حقوق الموظفين، بحيث لا تتحول رواتبهم إلى وسيلة لزيادة سلطة الأحزاب الحاكمة.
ومعلوم أن إقليم كردستان يحتاج إلى 374 مليار دينار شهريا لدفع رواتب القوى الأمنية، وبموجب قرار المحكمة الاتحادية المتعلق بمشكلة الرواتب في الإقليم، وعلى الطرفين الالتزام به، يجب توطين رواتب المنتسبين في إقليم كردستان، أي استلام الراتب مباشرة من بنوك الحكومة الاتحادية، وهي خارج سيطرة الإقليم.
وتحدث عضو اللجنة المالية النيابية السابقة في اقليم كردستان صباح حسن، عن انجاز 150 الف معاملة ضمن مشروع حسابي وتوقع الانتهاء من المشروع بالكامل نهاية العام الجاري.المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی إقلیم کردستان فی الإقلیم
إقرأ أيضاً:
اقتراب استئناف التصدير .. بغداد تهدّد بخصم الكميات المهرّبة من حصة الإقليم
20 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يبدو أن التوافق بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان على استئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي قد فتح الباب أمام تسوية أحد أعقد الخلافات النفطية في العراق.
ويعكس هذا الاتفاق خطوة حاسمة نحو إعادة تنظيم إدارة الموارد النفطية بين الطرفين، بعد سنوات من التوترات التي أثرت على الاقتصاد الوطني والعلاقات السياسية.
ويأتي هذا التقارب في وقت حساس، حيث تسعى بغداد لفرض سيطرتها على صادرات النفط الكردستاني، بينما تحاول أربيل استعادة استقرارها المالي بعد توقف الصادرات لمدة تقارب العامين.
وينص الاتفاق على تسليم إقليم كردستان 300 ألف برميل يوميًا إلى شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في إدارة الموارد النفطية بالإقليم.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعزز من الشفافية في التعامل مع الإيرادات النفطية، التي ظلت لسنوات خارج إطار الرقابة المركزية.
وتؤكد هذه الكمية، التي تشكل حوالي 10% من إجمالي صادرات العراق اليومية البالغة نحو 3.3 ملايين برميل، على أهمية الإقليم كلاعب رئيسي في سوق النفط العراقي، لكنها تثير في الوقت ذاته تساؤلات حو ل قدرة بغداد على الالتزام بحصص “أوبك بلس” في ظل هذا التدفق الجديد.
ويتوقع أن يحد هذا الاتفاق من عمليات تهريب النفط التي ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة، والتي شكلت تحديًا كبيرًا للاقتصاد العراقي.
وكشف النائب الكردي السابق أحمد الحاج عن تهريب 89 مليون برميل نفط من إقليم كردستان خلال عام 2024، وهو رقم مذهل يعادل حوالي 244 ألف برميل يوميًا على مدار العام.
وأوضح الحاج أن “النفط يتم تهريبه وبيعه عبر الصهاريج”، مشيرًا إلى تورط مسؤولين في حكومة الإقليم وغياب هذه الإيرادات عن الموازنة الرسمية. يشير هذا الكشف إلى استنزاف خطير للثروة الوطنية، مما يعزز الحاجة إلى رقابة صارمة على التدفقات النفطية.
وتعلق منظمة “أوبك بلس” آمالًا كبيرة على هذا الاتفاق للحد من التأثيرات السلبية للتهريب على السوق العالمية، حيث يرى أعضاؤها أن “تهريب النفط يضر بمصالح العراق الاقتصادية ويؤثر سلبًا على استقرار أسعار النفط”.
وتهدد بغداد بخصم الكميات المهربة من حصتها في الاتفاقات الدولية، وهو ما قد يضع ضغوطًا إضافية على الإقليم للالتزام بالتفاهمات الجديدة. يعتبر هذا التهديد بمثابة رسالة واضحة إلى أربيل بضرورة وضع حد للفوضى في إدارة مواردها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts