هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
كان ما بدر من الدكتور حسام موافي خلال حفل زفاف ابنته، محط اهتمام منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بل وفي العالم العربي، نظرا لما لدى الدكتور موافي من مريدين ومتابعين، اكتسبهم بصفته رجل "العلم والإيمان"
الجدل المصاحب لواقعة تقبيل "الدكتور موافي" ليد رجل الأعمال محمد أبو العينين، أعاد إلى الأذهان تلك الجملة الأثيرة التي استعان بها النجم محمد سعد خلال تقديمه لشخصيته الشهيرة "اللمبي"، ألا وهي: "الجنيه غلب الكارنيه".
ومهما حاول مريدو "الدكتور" التبرير، فإن هذا المشهد مخزٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يوجد له مبرر أو عذر. إن من يبرر تصرف "الدكتور" بزعم أنه ما فعل ذلك إلا عرفانا وتقديرا لرجل البر والإحسان، فهذا عبث، وعذر أقبح من ذنب من عدة أوجه، أهمها أن من يجازي على فعل الخير والشر هو الله عز وجل، كما أن فاعل الخير من المفترض أنه يرتجي الثواب من ربه، لا من الناس، وإلا فلا ثواب له.
كما أن الرجل الذي يتابعه ملايين في العالم العربي، وينزلونه منازل العلماء الأجلاء ورجال الدين النبلاء، لم يكن مطلوبا منه أن يجازي أحدا على أفعاله، ويقحم نفسه في علاقة بين العبد وربه.
لا يبرر فعلتك أبدا يا "دكتور" أنها جاءت بعد وصلة مديح وثناء من "أبو العينين" عنك وعن علمك، فإنما هذه منازل العلماء التي يجب على أهل السلطة والمال أن ينزلوهم إياها، وإذا كان الرجل قد أحسن في ثنائه ومديحه لك، فقد أسأت وأخطأت في حقك وحقه بتقبيلك يده.
ودعني أهمس في أذنك يا "دكتور"، وأقول لك -ولمريديك الذين هاجموا من استهجنوا فعلتك- لو أنك فعلت فعلتك التي فلعت من وراء حجب أو في غياهب غرف مغلقة، بعيدا عن الأنظار، فربما وقتها كان من حقك أن تزعم بأنه شأنك وحدك. أما وأن تصرفك كان على الملأ وأمام الأنظار، فقد هتكت أنت ستر نفسك، لا سيما أنك من المحسوبين على أهل العلم والدين الذي يأخذ الكثيرون عنهم علمهم ودينهم.
لقد تناسيت يا سيدي "الطبيب العالم"، أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأن غنى العلم أجلّ من غنى المال، فالغني بالمال غنى بأمر خارجي عن حقيقة الإنسان، لو ذهب في ليلة أصبح فقيرا معدما، والغني بالعلم لا يخشى عليه الفقر، بل هو في زيادة أبدا.
وأنا لا يهمني الشخص الذي قبل "العالم" يده، بقدر ما يهمني لماذا قبلت يده؟ فإذا كنت يا "دكتور" قد قبلت يد عالم، لما استهجن الناس فعلتك، ولما احتجت إلى تبرير وتعذير، لأن الناس بالفطرة يحبون العلماء. أما تقبيل يد المال أو السلطة فهذه الكارثة بعينها، فالفطرة تأباها وعزة العلم وكرامته ترفضها، وحسبك ما قاله هشام بن عبد الملك، عندما حاول رجل أن يقبل يده، فقبضها ونهاه قائلا: "إنه لم يفعل هذا من العرب إلا هلوع، ومن العجم إلا خضوع".
يا سيدي "العالم"، إن منعة العلم وعزة أهله لا يجب أن يتنازلا تحت ظرف أو لأي سبب، وهذه هي سمات العلماء بحق، فهم من يستحق أن تُقبل أياديهم، لا العكس، وإلا فلا يجب أن نشكو بعد ذلك من مهانة العلم وأهله في بلادنا، فكما قال المتنبي: "من يهن يسهل الهوان عليه".
كما أذكرك يا "عالمنا الجليل" بما ورد عن أبي هلال العسكري، عالم البلاغة الشهير، عندما لم يجد من يقدره، لم يقبل الأيادي، وإنما جلس في السوق يبيع ويشتري حتى قال أبياته المشهورة:
جلوسي في سوق أبيع واشتري دليل على أن الأنام قرود
لا خير في قوم يذل عظيمهم ويعظم فيها نذلهم ويسود
وأخيرا، اسمح لي يا دكتور حسام موافي أن أقول لك: "عفوا دكتور حسام، فقد خذلت محبينك".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العالم العربي ابو العينين محمد أبو العينين رجل الأعمال رجال الدين الدكتور حسام موافي الدكتور موافي
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: أسطورة خنوم
ما زال التاريخ يكشف لنا الستار عن حكاوي وأسرار الكثير من القصص والأساطير الفرعونية المصرية القديمة والتي كان للإله «خنوم» في عهد الفراعنة نصيب منها مع الفخار ولنا ايضا نصيب في سردها ورويتها .
خنوم أو غنوم أسطورة فرعونية ، في الدين المصري القديم، إله كان يصور على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان (ربما اشتق اسم الغنم منه). طبقا للمعتقد المصري القديم قام خنوم بعملية الخلق المادي للإنسان من طمي النيل على عجلة الفخار.
تعددت الروايات التي تقول أنه كان يشكل الأطفال الصغار من طمي النيل المتوفر عند أسوان ويضعهم في أرحام أمهاتهم.
وقد عبد في أماكن مختلفة في مصر مثل أسوان وإسنا وممفيس (منف) باعتبارة الإله الذي أتي به النيل ليقيم الحياة على ضفافه.
وتزوج خنوم كلا من حقت وساتت و نيث ومنحيت ونبتوي وانجب كلا من رع وسرقت وعنقت وحكا.
كما يرجع تاريخه إلى عصر الدولة القديمة، حيث عرف في ديانة قدماء المصريين بأنه «نب-قبحو»، أي سيد المياه وظل يعبد أيضا خلا عصر الدولة الحديثة، وكانت إلفنتين مركز عبادته.
يظهر خلال عصر الدولة الوسطى تقديس لخنوم باعتباره من يأتي بفيضان النيل وما يحمله من طمي وخصوبة للأرض، وكانت تلك النقوش مرسومة على معبد ساتيس الجديد حيث لم يذكر النص فيه بمهام خنوم التي تبوءها في الماضي.
ومع مجيئ الأسرة المصرية التاسعة عشر أثناء الدولة الحديثة اتخذ خنوم لقب نب-أبو، أي سيد إلفنتين. وقبل ذلك كانت الإلهة ساتيس هي التي تحمل لقب «سيدة إلفنتين».
و يعتبر خنوم إله خالق الإنسان، واعتقد المصري القديم في بعض مناطق مصر أن خنوم كان يصنع الناس وحيوانات ونباتات من طمي النيل ويعطيهم الحياة بعصا سحرية. فكان يعتبر خنوم إله للخصوبة وكانت حقت زوجته فكان سيد الإنجاب والولادة.
وفي الدولة القديمة بصفة خاصة كان خنوم يعتبر الإله الحامي لجزيرة إلفنتين والمنطقة حول شلالات أسوان ولهذا كان له أيضا لقب " سيد الشلالات" (نب-قبحو). وكون بذلك خلال الدولة الجديدة مع زوجته "ساتيس" وابنتهما " أنوكيس" ما يسمى "ثلاثية إلفنتين. ولكن في إسنا اعتبرت الثلاثية من خنوم و"منهيت " وابنهم "حقا". واختلطت عبادته خلال الأسرة الثامنة (العصر الانتقالي الأول) مع عبادة رع وسموه المصريون "خنوم-رع" ووجدت أول أقدم نقوش في معبد ديبود.
كان خنوم يعبد في مناطق عديدة في صعيد مصر وفي النوبة، وقلت عبادته في شمال مصر والدلتا. ومن أهم مناطق عبادته كانت جزيرة إلفنتين وفيلة وإسنا، و«حوط-ور» في الجنوب وأما في الشمال في «طرخان».