معارض الكتب.. نوافذ مضيئة على ثقافات الإنسانية
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
مع افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الثالثة والثلاثين، يجد الآلاف من محبي الفكر والثقافة والإبداع في الإمارات، وعلى امتداد منطقة الخليج العربي فرصة ذهبية للاستفادة من هذا الحدث الحضاري الممتع والمفيد والاحتفاء بما فيه من كنوز الفن والأدب والفكر الإنساني، حيث تعد معارض الكتب نوافذ مضيئة على الثقافات الإنسانية، بما يطرح في الندوات والمحاضرات من أفكار، إضافة إلى لقاء أعلام الفكر والثقافة في العالم العربي.
وحول أهمية هذا المعرض بالنسبة للمثقف وإغناء تجربته الأدبية، يقول الروائي محمد الحبسي: نعم تأتي أهمية معارض الكتب بألوان من الفائدة والغنى الثقافي للأديب والكاتب بل لجميع الأطياف في المجتمع، وتعتبر المعارض واحة ثقافية تضم جواهر الأدب والفن والعلوم.
وتابع الحبسي حديثه مشيراً إلى المحاضرات التي تقدم في معارض الكتب وتأثيرها الفكري على الحضور، إضافة إلى أن معارض الكتب تستضيف روائيين ونقاداً وشعراء كباراً، وهذه الاستضافات لها أثر إيجابي كبير، كذلك استضافة الفائزين بالجوائز الأدبية والفكرية، إضافة إلى الدولة ضيف الشرف التي يتعرف الزائرون على ثقافتها وإنتاجها الأدبي، وهذا كله يحرك فضول الأديب والمثقف للبحث والنظر في ثقافة البلد الآخر. إن معرض الكتاب واحة ممتعة لا يستغني عنها الكاتب في أخذ وقود لتحفيز وتنشيط الفكر والاطلاع على كل جديد.
وأضاف الروائي محمد الحبسي مؤكداً أهمية معرض الكتاب بالنسبة للشباب وللأطفال أيضاً، فهناك المحاضرات الخاصة للأطفال والأنشطة التي تنشط فكر الطفل وتثري أفكار الشباب، وتعرفهم أين وصل العالم المتقدم في الفنون والآداب. ويعتبر معرض الكتاب استكشافاً جميلاً ومفيداً للأطفال في عصر الرقمنة. ولا ننسى النوادي والصالونات الثقافية والفنية التي تشارك في معارض الكتب. إضافة إلى ذلك تزداد أهمية معارض الكتب لكونها ظاهرة اجتماعية مهمة، فهي سوق معرفي وثقافي واقتصادي، وهذا استثمار كبير.
ومن جانبه، يشير الشاعر ياسر سعيد دحي إلى أن معارض الكتب أصبحت مهرجانات ثقافية كبرى بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وخصوصاً هنا في دولة الإمارات.
وذلك من خلال المعارض التي تقام في أبوظبي والشارقة، وكذلك في مدينة العين. معارض تحتفي بالكتاب والكاتب والقارئ معاً وعالم النشر أيضاً. وهي بمثابة جسر كبير للاتصال والتواصل فيما بين المثقفين والأدباء وبين الثقافات المختلفة، ولن ننسى مجتمع الأطفال، والذي بات يسجل حضوراً كبيراً في هذه المعارض، وما يعكسه ذلك من اهتمام كبير توليه إدارات هذه المعارض للأسرة، وسد احتياجاتها في هذا المجال.
ويضيف دحي أن الأهمية هنا تكمن في ما تقوم به هذه المعارض من تعزيز لقيم الحوار والتبادل الثقافي، من خلال أجندة كبيرة من الفعاليات والأنشطة المشتركة في كل المجالات تعد نموذجاً يحتذى به إقليمياً وعالمياً في مجالات تنظيم معارض الكتب. ولعل ما يميز معرض أبوظبي الدولي للكتاب اقتران هذا المعرض بالاحتفاء بالمبدعين في كل المجالات الأدبية والفنية والعلمية والفكرية، وذلك عن طريق تكريم العديد منهم بجوائز مختلفة في هذه المجالات، وكذلك تسليط الضوء على كل ما يتعلق بعالم التراث وتقاليد الشعوب وفنونها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معارض الكتب معرض أبوظبي الدولي للكتاب الإمارات معرض أبوظبي للكتاب معرض أبوظبی الدولی للکتاب معارض الکتب إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
معرض فيصل للكتاب يناقش فضل الدعاء في رمضان
في إطار فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عُقدت ندوة دينية تحت عنوان «فضل الدعاء في رمضان»، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف.
حاضر في الندوة فضيلة الشيخ محمود رفاعي زلط، وأدارها الدكتور طارق أبو الوفا، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة سوهاج، وسط حضور كبير من زوار المعرض.
استهل فضيلة الشيخ محمود رفاعي زلط حديثه بتهنئة الحضور بشهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أهمية الدعاء كعبادة عظيمة، حيث جاء في قول الله تعالى عقب آيات الصيام في سورة البقرة: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ»، مما يدل على ارتباط الدعاء بالصيام كعبادة خالصة لله.
كما أكد فضيلته أن الدعاء هو «مخ العبادة» كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما فيه من إقرار العبد بقدرة الله وحاجته الدائمة إليه.
وأوضح الشيخ زلط أن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده الإلحاح في الدعاء، على عكس البشر الذين قد يملّون من تكرار الطلب، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، كما ضرب مثلًا بسيدنا يونس عليه السلام، الذي لم ينقطع عن الدعاء حتى استجاب الله له، بقوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ»، مؤكدًا أن وعد الله بالاستجابة يمتد إلى جميع المؤمنين الذين يلحّون في الدعاء.
كما تناول فضيلته شروط استجابة الدعاء، والتي تشمل: اليقين بالله والثقة في قدرته، وتحري الحلال في الرزق، حيث إن المال الحرام يعد من موانع الاستجابة، وعدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
وأضاف أن الله قد يؤجل استجابة الدعاء لحكمة، إما بدفع بلاء عن العبد، أو ادخار ثوابه له يوم القيامة، مؤكدًا على أن أفضل أوقات الدعاء تشمل: وقت الإفطار في رمضان، والسحور (قبل الفجر)، والفترة بين الأذان والإقامة.
واختتم فضيلة الشيخ حديثه بالإشارة إلى عظيم ثواب الدعاء عند الله، حيث يجد العبد جزاء دعائه يوم القيامة بحجم الجبال، فيكون سببًا في رفع درجته ونيله الأجر العظيم.