يحتفي “مهرجان دلما التاريخي ” بدورته السابعة، بأصالة تراث الدولة وتنوعه من خلال برامجه التي تهدف إلى إظهار الخصوصية الثقافية لمجتمع الإمارات لاسيما في المأكل والملبس وارتباطهما بأنماط الحياة وسبل العيش القديمة وتوافقها مع البيئات المحلية.

وجاء الاهتمام بالمطبخ الإماراتي ضمن فعاليات المهرجان تجسيدا لأهدافه في تعزيز استراتيجيات صون التراث الإماراتي، والتعريف بالعادات والتقاليد، فضلاً عن دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة، وتسليط الضوء على تاريخها وإمكاناتها السياحية.

وفي هذا الصدد، تقام يومياً مسابقة تحظى بشعبية كبيرة بين الحضور بمختلف فئاتهم لإعداد إحدى الأكلات الإماراتية الشعبية وسط حرص من الجمهور على متابعة كل مراحلها التي يحافظ من خلالها المتسابقون على خصوصية الطبخ الإماراتي وتقاليده

في استخدام المكونات الصحية والطبيعية، لاسيما المأكولات البحرية والحبوب الكاملة واللحوم، وطبخها بطرق تجمع بين المذاق الطيب والحفاظ على القيمة الغذائية لها في الوقت نفسه.

ويتبارى المشاركون يومياً في إعداد أطعمة عديدة منها العصيدة، والخبيص، والبلاليط، والساقو، والأكلات التي ترتكز على الأسماك أو الدجاج أو اللحم والخضار، مثل العرسية، والمضروبة، ومشغول السمك، والمرقوقة، ويتوج خمسة فائزين يومياً بمسابقة إحدى الوجبات، ورصدت أكثر من 50 جائزة للفائزين على مدى أيام المهرجان.

تهدف المسابقة إلى الحفاظ على المأكولات التراثية الإماراتية والترويج لها وسط رواد المهرجان لاسيما من الجيل الجديد، والتعريف بثقافة الغذاء الفريدة في الدولة، إضافة إلى توسيع مشاركة أهل المنطقة في فعالياته.

يأتي الاهتمام بالمطبخ الإماراتي في مهرجان دلما التاريخي، في إطار حرص الحدث على التعريف بجميع الجوانب الحضارية للدولة والمرتبطة بالهوية الوطنية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين

 

 

يعتبر شهر رمضان المبارك شهر الصفح والعفو وبالتسامح يتحقق السلام الداخلي والمجتمعي وعلى مر الزمان ارتبط شهر رمضان المبارك بالتسامح والتعايش بين أبناء المجتمع بمختلف توجهاتهم

تقرير /زهور عبدالله

التسامح في العرف القبلي
في بلد قبلي مثل بلادنا ما كان ليستقر أو يشهد نشوء حضارات إنسانية ذائعة الصيت عبر تاريخه العريق ما لم يكن أبناؤه يؤمنون بمبدأ التسامح والتعايش ويُعلون من شأن هذا المبدأ الإنساني العظيم في حياتهم وشئونهم العامة والخاصة
لقد ارتبط التسامح بشهر رمضان المبارك حيث لا يحل هذا الشهر الكريم في كثير من القرى إلا وقد تسامح الخصوم وكانت اليمن ولاتزال إلى يومنا هذا من أكثر الدول العربية من حيث نفوذ القبيلة التقليدي ويقدَر باحثون ومهتمون نسبة اليمنيين الذين ينتمون مباشرة لإحدى القبائل بأكثر من 85 % من إجمالي عدد السكان فيما يشير الباحثون الاجتماعيون إلى أن أعداد القبائل اليمنية تبلغ نحو خمسمائة قبيلة ومنها ينحدر معظم أبناء البلاد وكلهم يحتكمون لأعراف وتقاليد القبيلة وطقوسها الخاصة والتي تنطوي في معظمها على قيم العفو والتسامح والتسامي فوق الجراحات والآلام.
وللقبيلة اليمنية وأعرافها الأصيلة حيث يجعلون من شهر رمضان شهرا للتسامح والعفو والتي تعد بمثابة القوانين غير المكتوبة حضورا واسعا في الوقت الراهن كما كان في الماضي البعيد على صعيد إرساء السلام وتعزيز الأمن والسكينة العامة بين القبائل وأفرادها والتغلب على كثير من التحديات والصعوبات الناجمة عن الصراعات والثارات وغير ذلك من الظواهر الاجتماعية السلبية التي عادة ما تكون من أعظم العوائق والعقبات أمام استقرار وتقدم الأمم والشعوب.
وظل ذلك الحضور الإيجابي بالتسامح في شهر رمضان -كما يقول الدكتور محمد السعيدي أخصائي علم النفس التربوي- موجودا ومازال في كل المناطق.
ويضيف الدكتور السعيدي بأن التسامح والعفو قبل شهر رمضان في العرف القبلي ظل على الدوام الرديف والداعم الفعلي للاستقرار على صعيد إصلاح ذات البين وإنهاء الخلافات بين أبناء المجتمع وصيام شهر رمضان ببدن خال من الأحقاد.
ويلجأ معظم اليمنيين إلى العرف القبلي وأحكامه السريعة والحاسمة لحل خلافاتهم وخصوماتهم نظرا لما يوفره هذا القانون غير المكتوب من معالجات عاجلة ومرضية لكل الأطراف مع تغليب قاعدة التسامح وجبر الضرر ونزع البغضاء وتصفية القلوب قبل الصيام
هذه الأعراف القبلية لا يقتصر وجودها وسريان مفعولها على أبناء القبائل وشيوخ العشائر وإنما تمثل ثقافة مجتمعية واسعة، ويقول الشيخ/ حميد الضاوي -وهو احد مشايخ منطقة الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء- إن أي مسؤول في القضاء أو الأمن لا يمكن أن يباشر النظر في أي قضية خصومة إلا بعد أن يعرض على المتخاصمين الصلح والاحتكام إلى العرف القبلي كونه اكثر نجاعة في الحسم والفصل وهذا العرض بمثابة النصيحة الثمينة للفرقاء لتوفير كثير من الجهد والمال، ويشير الشيخ الضاوي إلى أن غالبية قضايا الخصومات يتم حلها قبليا بعد وصولها مباشرة إلى الأقسام والمحاكم بسبب ما يحققه العرف القبلي من حلول وسطية تعلو فيها قيم ومبادئ التسامح الإنساني وذلك بقناعة وتراض من قبل جميع الأطراف وعادة لا يحل شهر رمضان إلا وقد انتهت العديد من القضايا.
الضرورة الغائبة
وعلى كل مناحي الحياة العامة والخاصة يجب أن يكون التسامح هو المبدأ الإنساني الذي نستقبل به شهر رمضان المبارك وجعل هذا الشهر الكريم تذكيرا للتسامح وجعله واقعا معاشا في حياة الناس ليعم السلام والاستقرار كل ربوع البلاد التي عُرفت على مدى العصور بأنها بلاد العربية السعيدة
ويؤكد المختصون الاجتماعيون أن اليمن في الوقت الحالي في حاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بثقافة التسامح في جميع المجالات وبالتالي توحيد الجهود للعمل في سبيل نشر وإشاعة ثقافة التسامح مشيرين إلى أنه لا يمكن فهم ثقافة التسامح بمعزل عن إطار الحياة العامة والمجتمعية والفكرية باعتبار أن التسامح يؤدي إلى السلام وإنهاء النزاع والخلاف بين الناس وإزالة البغضاء وليكون الجميع يدا واحدة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن الذي يتطلب تكاتف جهود جميع أبناء اليمن الشرفاء.

مقالات مشابهة

  • ‎الأعمال الخيرية العالمية توزع 7500 وجبة إفطار يومياً داخل الدولة
  • مجلس الأعمال الإماراتي الهندي يحتفي بالذكرى الثانية لتأسيسه
  • “بات عزل النظام الإماراتي واجباً”!!
  • مهرجان “وسط البلد” بحائل يستقبل آلاف الزوار بأجواء رمضانية شعبية مضيئة
  • المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية “إرثنا التاريخي” بمحافظة تنومة
  • جامعة أسيوط تشهد الحفل الختامي لمهرجان "180 درجة" للقراءة والمواهب
  • افتتاح مهرجان دمنهور الدولي لكاريكاتير المرأة.. صور
  • من تراث شيخ الظرفاء في رمضان!
  • المأكولات السريعة الأبرز .. الإفراط في هذه الأطعمة يضر الكبد
  • التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين