بقاء حماس.. تحليل إسرائيلي يتحدث عن حقيقة مؤلمة ونوايا نتانياهو الحقيقية
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
في الوقت الذي يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا وتكرارا أن أحد الأهداف الرئيسية للحرب في غزة هو القضاء على حركة حماس، تتصاعد الأصوات المشككة بنوايا رئيس الحكومة الإسرائيلية الحقيقية في غزة وما إذا كان يخطط بالفعل لتحقيق أهداف الحرب أم طموحاته الشخصية فقط.
وتعهد نتانياهو بالقضاء على قادة حماس وتدمير الحركة عسكريا وسياسيا، وكذلك العمل على تحرير الرهائن الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر.
كذلك يهدد نتانياهو بشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح "للقضاء على ما تبقى من مسلحي حماس"، لكنه يتعرض لضغوط متزايدة لمنعه من القيام بذلك، كونها أصبحت ملجأ لنحو أكثر من مليون نازح.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الجمعة، ذكرت أن هناك "حقيقة مؤلمة" مفادها بأن "نتانياهو يفضل حماس الضعيفة في غزة وتجنب الاعتراف بالبدائل من قبل المجتمع الدولي".
وشكك المقال بنية نتانياهو القضاء على حماس مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي خفف من عملياته العسكرية في غزة منذ أكثر من شهرين.
ويضيف أنه "في ذروة الاجتياح البري كان هناك نحو 20 لواء في القطاع، لكن في بداية شهر إبريل الماضي، غادرت الفرقة 98 القطاع، وبذلك أكملت إسرائيل إجلاء نحو 95 في المئة من جنودها في غزة".
التحليل وصف ما جرى بأنه بمثابة أن إسرائيل تركت الرهائن ورفح، اللذان تمثلان شريان الحياة الرئيسي لحماس، خلف ظهرها.
ويتابع التحليل أن "حقيقة قيام إسرائيل بإنهاء المناورة البرية في غزة وإسقاط جميع أدوات الضغط طواعية على حماس، أمر مثير للقلق".
ويرى أن النوايا الحقيقية من وراء ذلك تتمثل في أن "نتانياهو يفضل حماس الضعيفة التي لا تزال تسيطر على غزة، على أي كيان آخر يحظى بالاعتراف والتعاون الدوليين، وذلك لأسباب شخصية وسياسية ليس من الصعب فهمها".
وبين التحليل أن "حماس، التي ضعفت، ولكنها حية وتسيطر على غزة، تشكل مفتاح فرص نتانياهو في السماح للوضع الراهن بالبقاء على حاله، بما في ذلك بقاؤه في السلطة".
بالمقابل يشير مئير مصري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل إلى أن "هذا الكلام غير واقعي لسببين: أولا لأن نتانياهو ليس حرا طليق اليد في إدارة الحرب، وإنما هو الضلع الأقوى في منظومة متكاملة تسير في اتجاه واضح ومنضبط".
"اعتبارات سياسية داخلية".. لماذا يصر نتانياهو على اجتياح رفح؟ واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سلسلة تصريحاته التي تؤكد عزم بلاده تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، وذلك رغم تحذيرات دولية وعلى رأسها الحليف الأول الولايات المتحدة ومصر التي تقع رفح على حدودها وحذرت في السابق من إمكانية تأثر اتفاقية السلام بعملية كهذه.ويضيف مصري في حديث لموقع "الحرة" أن الأمر الثاني يتمثل في أن "سلطة حماس تحتضر وأيامها معدودة وكل المعطيات تشير إلى اقتراب معركة رفح واستكمال بسط سيطرة إسرائيل الأمنية على القطاع".
ويتوافق تحليل صحيفة "جيروزاليم بوست" مع تقرير سابق نشره موقع "أكسيوس" الأميركي الشهر الماضي ونقل فيه عن العديد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين القول إنهم "على اقتناع بأنه رغم أن نتانياهو يبدو محاصرا، فإنه يعتقد أن الحرب طويلة الأمد قد تزيد من فرصه في البقاء في السلطة".
واعتبر المسؤولون، حسب الموقع، أن تصرفات نتانياهو تعود لاقتناعه بأنه "طالما الحرب مستمرة، فإن هناك احتمالات أقل لإجراء انتخابات يمكن أن تطيح به، وكلما مر المزيد من الوقت، زادت فرص تعافيه سياسيا".
ويظل نتانياهو هو المسؤول الحكومي الكبير الوحيد الذي رفض تحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، حسب "أكسيوس".
ويطالب معظم الإسرائيليين نتانياهو بالاستقالة، وفقا لاستطلاعات رأي أخيرة، التي تشير إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه، سيخسر ما يقرب من نصف مقاعده في الكنيست (البرلمان) إذا أجريت الانتخابات اليوم.
لكن نتانياهو لا يريد ذلك، حيث كان الموضوع الرئيسي في مؤتمراته الصحفية الأخيرة، هو أن الانتخابات "لن تخدم سوى حماس وحزب الله وإيران"، وفق "أكسيوس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يوجه 20 سؤالا لنتنياهو تنتقد أداءه خلال الحرب على غزة
وجه الكاتب الإسرائيلي أوري مسغاف عشرون سؤال موجهة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تضمنت انتقاد الحكومة في إبرام صفقة التبادل وتأخيرها إلى فترة كبيرة، والإخلال بالأهداف المعلنة للحرب ضد قطاع غزة.
وطرح مسغاف أسئلته في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" وجاء السؤال الأول: "بماذا يختلف اتفاق إعادة المخطوفين ووقف القتال الذي وقعت عليه في هذا الشهر عن الاتفاقات التي تم وضعها
على الطاولة مرة تلو الاخرى منذ شهر أيار/ مايو 2024؟".
وتسائل الكاتب أيضا عن "لماذا ترفض أن تعرض على الحكومة والجمهور الصيغة الكاملة للاتفاق؟ وهل يشمل الاتفاق الانسحاب من محور فيلادلفيا، الخطوة التي اعتبرتها حتى الفترة الاخيرة أمر لا يمكن أن يحدث إلا على جثتك؟".
وعن المعابر في قطاع غزة تسائل الكاتب: "هل يشمل الاتفاق تشغيل معبر رفح من قبل رجال السلطة الفلسطينية؟ وكيف يتساوق فتح ممر نتساريم وعودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى أنقاض شمال القطاع مع التزامك العلني باستئناف القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى في الصفقة؟".
وطرح الكاتب أيضا تساؤلات "على ماذا ولماذا قتل عشرات الجنود من الجيش في عمليات متكررة في شمال القطاع، بما في ذلك في الشهر الذي سبق الاتفاق؟ وتنفيذ الوعد باستئناف القتال يعني الحكم بالإعدام على المخطوفين الذين سيبقون هناك وهذه عملية انتقائية كيف خطرت ببالك هذه الخطة؟".
وأضاف "في 7 كانون الأول/ يناير 2024، يوم إشعال الشمعة الأولى في عيد الأنوار، وبعد شهرين على المذبحة، أعلنت للمرة الأولى بأننا على بعد خطوة من النصر بعد ذلك كررت ذلك مرة تلو الأخرى ماذا عن ذلك؟ وأنت وعدت بالقضاء على حماس ونزع قدراتها السلطوية وعمليا هي التي تسيطر مدنيا وسلطويا على القطاع وتقوم بإدارة توزيع المساعدات وتجنيد مقاتلين جدد وتحافظ على قدراتها العسكرية كيف فشلت في ذلك؟".
وأوضح "أنت تصمم على تسمية حرب 7 اكتوبر حرب النهضة وفي هذه الأثناء غلاف غزة والجليل مدمرين وإعادة الإعمار تزحف وفي الكثير من البلدات حتى لم تبدأ بعد ولا توجد خطة وطنية لإعادة السكان إلى بيوتهم عن أي نهضة يدور الحديث؟".
وطرح الكاتب أسئلة "لماذا لم يتم استغلال وقف إطلاق النار الذي استمر لشهرين في لبنان من أجل التقدم نحو اتفاق سياسي دائم؟ وما هي الخطة الاستراتيجية للحكومة برئاستك التي تتعلق بلبنان وسوريا، اللتان توجد على أراضيهما الآن قوات الجيش الاسرائيلي؟".
وقال "لماذا أنت ومساعدوك تستمرون في معارضة تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص المذبحة والحرب، خلافا لحرب يوم الغفران وحرب لبنان الثانية، التي خلالها وبعدها طلبت مرة تلو الاخرى تشكيل مثل هذه اللجنة؟ وهذا الأسبوع تم انتخاب رئيس للمحكمة العليا والوزراء والأبواق يديرون ضده حملة تشويه وتشهير، وأعلنوا أنهم لا يعترفون به لماذا لا تخرج بشكل علني وصريح ضد هذه الهستيريا؟".
وجاء في الأسئلة أيضا "هل حتى بعد الحرب التي قتل فيها 800 جندي وأصيب الآلاف ما تزال تؤيد إعفاء الحريديين من التجنيد؟ وهذا الأسبوع نشر في وسائل الأعلام بأن زوجتك وابنك يتدخلان من ميامي في عملية انتخاب رئيس الأركان الجديد هل هذا صحيح؟ ولماذا أيضا ترفض نشر تقرير كامل ومفصل حول حالتك الصحية كما هو مطلوب وجدير رغم أنه في السنة الماضية أجريت لك عدة عمليات جراحية وفحوصات طبية؟".
وتضمنت الأسئلة "ما هي قصة زوجتك التي توجد منذ شهرين في ميامي بما في ذلك شهادتك في محاكمة ملفات الآلاف وأثناء إجراء العملية الجراحية بدون أي تفسير رسمي للجمهور؟ وكيف يمكن أن ابنك يئير، الذي يعيش منذ سنتين في ميامي، يستمر في المشاركة من هناك كل يوم في مضامين تشهير وتآمر ضد هيئة الأركان والشباك وجهاز القضاء؟".
وجاء السؤال رقم 20 للاستفسار عن أن "أغلبية ساحقة من الجمهور سئمت منك ومن الحكومة لماذا لا تقدم استقالتك وتذهب إلى الانتخابات من أجل الحصول على ثقة الشعب من جديد؟".
وختم الكاتب مقاله بسؤال إضافي كان "هل طائرة "جناح صهيون" (الطائرة الرئاسية الإسرائيلية) ستهبط في ميامي في الطريق إلى واشنطن أم أنه توجد لك حدود أيضا؟".