أدى علماء الأزهر وشيوخ التصوف، صلاة الجمعة بمسجد الإمام أبي الحسن الشاذلي بقرية الشيخ الشاذلي بوادي حميثرة بمحافظة البحر الأحمر وذلك ضمن احتفال البيت المحمدي للتصوف بذكرى انتقاله التي توافق الجمعة الأخيرة من شوال وذلك برعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية.

ندوة علمية بالبيت المحمدي عن التصوف وأزمة العالم الحديث الورداني: التصوف علم وسلوك وطرقه مسندة إلى النبي محمد

تلا خطبة الجمعة  كلمة للدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر أكد فيها  على أهمية ذكرى الصالحين والاقتداء بأعمالهم التي ترشد لحسن الأخلاق، والقرب من الله، كما ستتضمن الاحتفالية كلمة للدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي وفقرات الإنشاد للشيخ ياسين التهامي، بحضور لفيف من كبار السادة العلماء: فضيلة الشيخ عبدالعزيز الشهاوي - شيخ الشافعية بالأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ محمد زكي بداري - الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وفضيلة القارئ الشيخ  عيد حسن - القارئ باتحاد الإذاعة والتليفزيون.

الاحتفالية تقام للمرة الأولى في موعدها الرسمي الجمعة الأخيرة من شهر شوال

يذكر أن هذه الاحتفالية تقام للمرة الأولى في موعدها الرسمي الجمعة الأخيرة من شهر شوال بناء على توصيات مؤتمر البيت المحمدي للتصوف الذي أقيم العام الماضي ( ذكرى انتقال الإمام أبي الحسن الشاذلي) بإشراف الدكتور محمد مهنا والتي أقرتها مشيخة الطرق الصوفية، حيث كانت تقام قبل ذلك أثناء  مواعيد الحج  ويحدث بها ماليس في التصوف من  تجاوزات


وقد أوضح الدكتور إبراهيم الصوفي أمين الدعوة بالبيت المحمدي أن كل عملٍ يعود على المجتمع الإسلامي بالخير، ولا يخالفُ نصًا صريحًا في الدين، ولا معلومًا من الدين بالضرورة لا يمنعه الإسلام؛ ومن هذه الأعمال إحياء ذكريات الصالحين، والأصل فيها هو الاعتبار بسيرة صاحب الذكرى، والانتفاع بذكراه، وقد بسط العلماءُ الأدلة على مشروعية إحياء مثل هذه الذكريات. 


وفي مقدمتهم الإمام أبي الحسن علي بن عبدالجبار الشاذلي المولود عام 593 هـ، فقد اعتاد المصريون إحياء ذكراه في كل عامٍ نشرًا للقدوة الصالحة، وتبصيرًا بما كان عليه الإمام الشاذلي من العلم بالله تعالى والمعرفة والنفوذ إليه، غير أنهم خلطوا هذا الاحتفال بشيء مما يعاب على التصوف وأهله، وهو إحيائهم للذكرى في العشر الأوائل من ذي الحجة مما يكون سببًا لكثير من الانتقادات والاتهامات التي توجه زورًا وبهتانًا للتصوف وأهله، ظنًا منهم أن هذا هو وقت انتقال الإمام الشاذلي رضي الله عنه، والحق أن المؤرخين اتفقوا على أن الشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله لقي ربه في طريقه إلى الحج حيث ثقل عليه المرض في وادي حميثرة من صحراء عيذاب حيث كانت طريق الحجاج قديمًا، لكنهم اختلفوا في تحديد يوم وفاته على أقوال منها: 
1 ) قال "صاحبُ المفاخر العلية في المآثر الشاذلية"،ما نصه:" وكانت وفاته رضي الله عنه في شهر شوال عام ستة وخمسين وستمائة". أهـ 
2 ) قال" صاحب طبقات الشاذلية الكبرى" أبي علي الحسن بن محمد بن قاسم الفاسي المتوفى سنة 1347هـ، ما نصه :" ومات بصحراء عيذاب قاصدًا الحج، فدُفِن هناك في ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مائة". 
3 ) قال "صاحب جمهرة الأولياء وأعلام أهل التصوف" السيد محمود أبو الفيض المنوفي، ما نصه:" ومات بصحراء عيذاب وهو قاصد الحج فدفن هناك في ذي القعدة سنة 656 هـ". أهـ 
4 ) قال صاحب كتاب" أبو الحسن الشاذلي عصره-تاريخه- علومه- تصوفه" الشيخ علي سالم عمار، ما نصه:" ويتفق الجميع ومعهم السيد أبي المحاسن القاوقجي أن وفاته كانت سنة 656 هـ بشهر شوال إبان سفره لأداء فريضة الحج". هـ 
وقد أشار تحقيق الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية إلى ذلك فقال  الإمام محمد زكي إبراهيم:" وفي شهر شوال سنة ستمائة وست وخمسين هجرية، سافر إلى الحج بعد عيد الفطر، عن طريق (قوص)، كما كانت العادة وقتئذ سالكًا( صحراء عيذاب) فمرض في الطريق حتى وصل وادي (حميثرة) وكانت ليلة الجمعة الأخيرة من شهر شوال، فثقل عليه المرض، فجمع أبناءه ورجاله وأوصاهم بالدعوة، واستخلف عليهم الشيخ( أبا العباس المرسي) وبات ليلته تلك يذكر الله إلى أن كان وقت السحر سكن، فظنوا أنه قد نام، فحركوه فوجدوه قد انتقل إلى الرفيق الأعلى". 
ويقول أيضًا عن الاحتفال بذكراه:" رأى المسئولون أنه من المستحسن-لأسباب شتى- أن يكون الاحتفال بذكراه في مناسبة وفاة الشيخ أي في ليلة الجمعة الأخيرة من شوال ( على أرجح الأقوال). وبذل المسئولون في هذا الشأن جهودًا غير محدودة، والمرجو بمضي الوقت والتعود، مع الإلحاح في البيان والتبصير أن يتحقق الاحتفال في الوقت المطلوب، والأسلوب السليم". أهـ 


لذا رغب  البيت المحمدي في  إحياء ذكرى الإمام  أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه في هذا الوقت الذي يناسب وقت انتقاله؛ رغبة في تبصير الناس بالحق، وكفاحًا لما ينتشر من بدع ومناكر يُرمى بها  التصوف جهلًا وبهتانًا. 
ويشار إلى أن أبا الحسن الشاذلي ينتهي نسبه  إلى الإمام " الحسن بن علي " ، وقد ولد عام 593 ه بقرية ( غمارة ) المغربية القريبة من مدينة ( سبتة ) ، وتلقى علومه الإبتدائية على شيوخها، ثم تاقت نفسه وهو صبيٌّ يدرس إلى سلوك طريق القوم فاتجه إلى أبي عبد الله بن أبي الحسن بن حرازم، وتلقى منه مبادىء الطريق الصحيح بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان قد رحل إلى تونس ، وتلقى على شيوخها جميع العلوم الدينية ، وتفوق فيها حتى كانت له الرياسة على رجالها . . وكان الشيخ يطلب ( القطب ) بالعراق فأخبره أبو الفتح أن القطب في بلاده ؛ فرجع الشيخ إلى المغرب وبحث حتى اجتمع بالقطب سيدي الشيخ ( أبي محمد عبد السلام بن مشيش ) الشريف الحسيني بتطوان، ثم ارتحل إلى شمال إفريقية ، وسكن بها بلدًا تسمى ( شاذلة ) بتونس وإليها ينسب، ثم رحل إلى الإسكندرية وأقام بها وقد توفي الشيخ الشاذلي وهو في طريقه إلى الحجاز بصحراء ( حُمَيْثَرَة عيذاب ) بين الصعيد والقصير عام ( 656 هـ ) ومسجده وضريحه معروف يُزار من طريق قنا وأسوان رضي الله عنه .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التصوف علماء الأزهر البيت المحمدي شوال الجمعة الأخیرة من البیت المحمدی رضی الله عنه شهر شوال

إقرأ أيضاً:

السوريون يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك في الجوامع والساحات احتفالًا ‏بأول عيد بعد التحرير

محافظات-سانا‏

احتشد آلاف المواطنين صباح اليوم في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة ‏الأوقاف في مختلف المدن السورية، لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في ‏أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.‏

وشهدت المساجد والساحات تدفقاً كثيفاً من المصلين الذين توافدوا منذ ساعات ‏الفجر الأولى، مهللين ومكبرين، تعبيراً عن فرحتهم بقدوم العيد، في ظل عهد ‏جديد من الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل للبلاد.‏

وأمَّ خطباء العيد الجموع، رافعين الدعوات بأن يعم الخير والأمن والاستقرار ‏والازدهار في سوريا، وأن تتعافى البلاد من آثار الماضي، وتنهض من جديد ‏بهمة جميع أبنائها، وتستعيد مكانتها بين الأمم.‏

وفي دمشق، احتشد الآلاف في جوامع المدينة وساحتي الجندي المجهول ‏ودوار البطيخة، حيث أدوا صلاة العيد بمشهد مهيب، ورفعوا أكفهم بالدعاء ‏لله تعالى أن يحفظ سوريا ويعم فيها الأمن والاستقرار.‏

وفي تصريح لمراسل سانا، قال الشيخ عبد الهادي البستاني إمام وخطيب ‏عيد الفطر المبارك في ساحة الجندي المجهول بالمهاجرين: إن مصلى ‏المهاجرين الذي يعود تاريخه لأكثر من 60 عاماً، عاد بعد النصر والتحرير، ‏بعدما ألغاه النظام البائد عام 2005، مشيراً إلى أن إعادة إحياء المصليات في ‏الساحات تعكس الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.‏

وتضرع البستاني لله عز وجل أن يعم سوريا الأمن والاستقرار والسلم ‏الأهلي، وأن يسود أهلها المحبة والرحمة، والعزة والقوة، والعلم والرقي.‏

وفي تصريح مماثل، أوضح الشيخ عبد الله آدم الألباني أهمية اجتماع صلاة ‏العيد كونها أكبر اجتماع للمسلمين بعد فريضة الحج، لافتاً إلى أهمية الالتزام ‏بالقيم الإسلامية النبيلة، والعمل الجاد لبناء سوريا الجديدة.‏

من جهة أخرى، تحدث عدد من المصلين عن مشاعرهم وفرحتهم بالنصر ‏والتحرير بالعيد لأول مرة بعد إسقاط النظام البائد، مؤكدين أهمية هذه ‏المناسبة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.‏

كما شهدت مختلف المحافظات تجمعات كبيرة للمصلين الذين تبادلوا التهاني ‏بالعيد، وسط أجواء من الأمل بالمستقبل.‏

وفي حمص، أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الفطر المبارك رجالاً ‏ونساءً في ساحة مسجد خالد بن الوليد، وقال الشيخ سهل جنيد خطيب صلاة ‏العيد: إن الفرح بعيد الفطر المبارك هذا العام حمل معه معاني سامية وعظيمة ‏من التراحم والتلاحم والتعاضد والتسامح الذي نحن بأمس الحاجة له في هذه الأوقات، لنبذ البغضاء والفرقة في بلادنا التي باركها الله سبحانه وتعالى، وأنعم فيها ‏علينا بالتحرير والنصر المبين. ‏

وفي درعا، أدى الأهالي اليوم صلاة عيد الفطر السعيد في مصليات جماعية، و‏تم تخصيص بعض المساجد للحالات الخاصة وكبار السن.‏

وقال خطيب مصلى الملعب البلدي بمدينة درعا الشيخ محمد أبو دبوس في ‏خطبته: “العيد عاد هذا العام بالانتصار، وكسر عروش الطغاة، عاد وقلوبنا ‏مملوءة بالفرح بنصر الله، ورؤوسنا عالية شامخة في أرض الشام بعد عقود ‏من الكفاح، سائلاً الله عز وجل أن يعيد الأمن والأمان لربوع سوريا‏، وأن يتمم فرحة السوريين بنصر أهل غزة والصلاة بالمسجد الأقصى”.

وعبَّر العديد من المواطنين عن فرحتهم بهذه المناسبة، مؤكدين أن ‏هذا العيد استثنائي، ويمثل انطلاقة جديدة لسوريا، قائمة على المحبة والوحدة ‏والعمل من أجل إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار.‏

يشار إلى أن وزارة الأوقاف عملت على تجهيز الساحات العامة لاستقبال ‏المصلين التي بلغ عددها 43 ساحة في المحافظات السورية، حيث تم إعداد ‏المساحات اللازمة وتوفير كل المستلزمات الضرورية لضمان إقامة الصلاة ‏بشكل مريح وآمن، وشملت هذه الجهود تجهيز الساحات بالفرش المناسب، ‏وتوفير مكبرات الصوت، وتنظيم حركة المصلين، لضمان سلامتهم وتأمين ‏أماكن مخصصة للنساء.

مقالات مشابهة

  • مكتب الإمام السيستاني يعزي بوفاة الشيخ جواد الدندن أحد أبرز علماء الأحساء
  • الجمعة..أرواح في المدينة تحتفي بذكرى ميلاد الأبنودي في أمسية بالأوبرا
  • السوريون يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك في الجوامع والساحات احتفالًا ‏بأول عيد بعد التحرير
  • بلاليين وزينة وهدايا.. أهالي أبو نجاح بالشرقية يؤدون صلاة عيد الفطر
  • ماذا أفعل إذا فاتتني تكبيرات صلاة العيد؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يجب حضور خطبة العيد والاستماع إليها ؟.. الإفتاء تجيب
  • النعيمي والشرقي والمعلا وسعود بن صقر يؤدون صلاة عيد الفطر
  • محافظ الدرعية يؤدي صلاة العيد مع جموع المصلين في جامع الإمام محمد بن سعود بالمحافظة
  • كيفية صلاة عيد الفطر؟.. خطوات وأحكام تُضفي بهجة العيد| فيديو
  • رئيس الدولة والشيوخ يؤدون صلاة العيد في جامع الشيخ زايد الكبير