اللواء المتقاعد أحمد عيسى: إسرائيل التي نعرف تتراجع فيما حكومتها الحالية مصرة على حسم صناعة الوجود.. فهل ثمة فرص أمامها للنجاح؟ وعلى ماذا الرهان؟
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
اللواء المتقاعد أحمد عيسى إسرائيل التي نعرف المحصنة والمنيعة قومياً، والمتفوقة عسكرياً وإقتصادياً وتكنولوجيا وإجتماعياً وعلميا، والمرعبة لجيرانها نتيجة لتفوقها عليهم نوعياً ونتيجة لمتلاكها قوة ردع نجحت في ردعهم الى ما قبل بداية الألفية الجديدة حيث بدأت الإنسحاب دون مفاوضات من مناطق احتلتها بالقوة العسكرية، جنوب لبنان اولاً العام 2000، وقطاع غزة ثانياً العام 2005، والتي وظفت قوتها اللامتكافئة ضد كل طرف من محيطها يقوم بعمل أونشاط سلمي أو حربي ترى مؤسسات التقدير فيها أنه ينطوي على تهديد للدولة أكان أنياً، أم متوقعاً.
حيث بدأت هذه الدولة المرسومة في الوعي العربي وفق الصورة المرسومة في الفقرة أعلاه تشهد منذ أن تولت الحكومة الحالية حكم البلاد في بداية العام الجاري وشروعها الفوري في تطبيق فهمها لمبادئ وأهداف الصهيونية التي تؤمن أنها التي تمتلك التفسير الصحيح لها، وطبقاً لرؤيتها لمستقبل الصراع مع الفلسطينيين، حالة غير مسبوقة من الشرخ والتفكك والإنقسام السياسي والإجتماعي الذي بات ملموساً في كل بيت وشارع على طول وعرض البلاد. والأهم أن مؤسسات الدولة، لا سيما المؤسسة الأمنية بمكوناتها العسكرية والإستخبارية، والتي أسست وبنيت منذ البدايات الأولى لصناعة الدولة في المنطقة على أن تكون عصية على التأثر بالإختلافات السياسية والإجتماعية، ، قد ثبت أنها غير عصية وغير منيعة أو محصنة من التأثر بالخلافات السياسية والإجتماعية، حيث امتدت الشرخ والإنقسام الى قلبها. وقد دفعت حالة الإنقسام الآخذة في الإتساع والتصاعد، الكثير من المؤرخين والنقاد والأدباء والفنانيين والسياسيين والإقتصاديين والإعلاميين والخبراء في الأمن القومي الإسرائيلي، إلى الإعراب عن قلقهم على مستقبل وجود الدولة، لا سيما وأنها بدأت تشهد تراجع على صعيد محاور قوتها الإستراتيجية، الإقتصادية والتكنولوجية والردعية والمناعة قومية والعلاقات الخارجية والتحالفات الإستراتيجية، خاصة مع راعيتها وشريكتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، ومع الجاليات اليهودية الأمريكية التي تلعب الدور الأهم في التأثير على تأمين ودعم إسرائيل في المواقف القرارات والتشريعات الأمريكية، والأهم أن هذا التراجع في عناصر القوة الإسرائيلية يجري فيما أصبحت إسرائيل موسومة بالأبارتايد والعنصرية. ويمكن حصر نقاط ضعف إسرائيل وفقاً للمشهد المعاش بالنقاط التالية: 1- خلاف واختلاف مع الإدارة الأمريكية الديمقراطية وصلت الى حد إعتراض الإدارة على تركيبة الحكومة وسياساتها. 2- اتساع الفجوة بين إسرائيل والجالية اليهودية في أمريكا. 3- إقتران إسم إسرائيل بالعنصرية والأبارتايد. 4- زيادة نسبة كراهية إسرائيل على صعيد الرأي العام العالمي. 5- جيش الشعب يتفكك ووحداته تتمرد. 6- قوة الردع تتراجع مقابل صعود قوة محور المقاومة. 7- الإقتصاد يتراجع والشركات الكبرى خاصة شركات الهايتك ترحل براس مالها البشري والمادي. 8- الإنقسام العرقي الإثني يتقاقم, 9- الفلسطينيون لم يرفعوا الراية البضاء وعددهم ما بين النهر والبحر يفوق عدد المستعمرين اليهود ومقاومتهم للإحتلال تتصاعد. المفارقة هنا أن الإئتلاف الحاكم في إسرائيل يرفض رؤية هذه المروحة من نقاط الضعف، ويبدو أنه لا يعبأ ولا يكثرت بما تنطوي عليه من تهديدات تمس وجود الدولة وهذا قولهم، ويصر على تنفيذ برنامجه الرامي الى حسم صناعة وجود الدولة، الأمر الذي يجعل من المشروع التساؤل هل ثمة فرص للنجاح؟ وعلى ماذا رهانهم؟ للإجابة على هذه سؤال إذا ما كان هناك فرص للنجاح في حسم صناعة الوجود فهناك حاجة لتعريف ما هو المقصود بحسم صناعة الوجود كما هو في عقل (بيبي) وشركائه في الإئتلاف النيوصهيوني الحاكم (سموتريش وبن غفير) والذي عبر عنه الأول في كتابه (مكان بين الأمم) المنشور العام 1997 من قبل الأهلية للنشر والتوزيع، وعبر عنه الثاني (سموتريش) في خطته للحسم التي أعاد نشرها مؤخراً. حسم صناعة الوجود تعني ببساطة إيصال مواطني الدولة من اليهود أنهم في دولتهم الطبيعية التي أنشأوها على الموقع الجغرافي الذي تعود ملكيته لهم أصلاً، أسوة ببقاقي الدول التي أنشأتها شعوبها على مواقعها الحغرافية الأصلية، وإجبار أصحاب الجغرافيا الأصلانيين ودول الإقليم والنظام الدولي على التسليم بوجود الدولة الوليدة. وحول تسليم المجتمع الدولي بدولة الأمر الواقع فقياسا على تجربة الماضي فقد سبق وأن سلم المجتمع الدولي بدولة الأمر الواقع ولم يحرك ساكناً عندما أعلن بن جوريون عن قيام الدولة العام 1948 على مساحة أكبر بكثير من المساحة المخصصة للدولة كما وردت في قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة العام وفيما يتعلق بتجربة الماضي مع الدول العربية المجاورة فكانت إسرائيل قد خرجت من حرب العام 1948 باتفاقيات هدنة مع هذه الدول، حيث تحولت هذه الإتفاقيات بعد عقود الى تسويات على جبهتين، المصرية العام 1979، والأردنية العام 1994، ويبدو هنا أن هذا ما دفع نتنياهو الى القول في مقدمة كتابه مقتبساً ذلك عن أحد الديبلوماسيين العرب الذي كان نتنياهو يلتقيهم سراً أثناء عمله في الأمم المتحدة ” لقد إنتهى الأمر، ولا خيار لدينا إلا التسليم بوجود إسرائيل”. وأجادل هنا أن نتنياهو وشركائه في الإئتلاف الحاكم قد أسسوا قناعاتهم التي أصبحت هي المحرك الرئيس لسياساتهم على قول الديبلوماسي العربي حينذاك، ويبدو هنا أن إسرائيل في عهد نتنياهو قد زاد إيمانها بصحة هذه القناعات، لا سيما بعد توقيع بعض الدول العربية على اتفاق أبراهام التطبيعية مع إسرائيل، واستعداد دول أخرى وازنة للإنضمام لهذه الإتفاقات مخالفين بذلك مبادرة السلام العربية للعام 2002 التي إشترطت التطبيع مع إسرائيل مقابل إنسحابها من كل المناطق التي احتلتها العام 1967، الإعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967. من الواضح أن طمأنينة الإئتلاف الحاكم في إسرائيل وعدم قلقهم على مستقبل الوجود رغم كل ما هي عليه إسرائيل من انقسامات وشروخ وما تنطوي عليه هذه الإنقسامات من تهديدات وجودية مستمدة من تقديرات باتت ترتقي لدرجة اليقين أن مزيد من الدول العربية الوازنة ستنضم لمسيرة أبراهام التطبيعية، وذلك على الرغم من تنكر الإئتلاف الحاكم للحقوق الفلسطينية وجهر نتنياهو بالعمل على إجتثات فكرة الدولة الفلسطينية، وجهر شريكه سموتريش ببدء تنفيذ خطته للحسم عملياً. وهنا أختم بقوله تعالى كما ورد في سورة (القصص – 8) “إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين”، الأمر الذي يعني التأكيد أن قناعات نتنياهو وشركائه ومن قبلهم اقوال الديبلومسي العربي هي قناعات قد ثبت خطأها، لا سيما وأن إسرائيل التي تترنح الآن نتيجة أنقساماتها العميقة قد ولجت الى الألفية الجديدة وهي عالقة في ثلاث جبهات، الجبهة الفلسطينية، والجبهة الشمالية اللبنانية، والجبهة الشمالية الشرقية مع سورية، وإذا ما اضيفت هذه الجبهات الى الجبهة اليهودية، والجبهة مع الراي العام العالمي وجبهات أخرى غير معلنة، يصبح حسم الصراع مع الفلسطينيين ليس أكثر من أمنيات أذا ما أحسن الفلسطينيون خياراتهم وبدأوا حقاً في إصلاح ما أفسد. المدير العام السابق لمعهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
فيما القسام تنشر فيديو “الوقت ينفد”.. حكومة نتنياهو تتقدّم خطوة وتتراجع خطوتين
يمانيون/ تقارير يحل شهر رمضان المبارك مجدّدًا ضيفًا على غزة والضفة؛ وسط الجوع والخوف وانعدام الأمن، والعالم يراقب بصمتٍ مريب، ورغم الظروف المأساوية التي خلّفها العدوان الصهيوني المتواصل منذ 511 يومًا، تصر غزة على المقاومة والكرامة، وتستمر المقاومة بأشكالٍ مختلفة، مهدّدة العدوّ بكلمة: “الوقت ينفد.. لن يعودوا إلا بصفقة”.
وفيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تدمير غزة والضفة، مستبدلة العدوان العسكري على غزة بعملياتٍ في الضفة، في انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار، وكل الاتّفاقات الموقعة يطالب الكيان حماس بتنازلات إضافية، متجاهلًا كُـلّ خروقاته.
وفي خطوةٍ عدَّها مراقبون بأنها تستهدف دول الطوق العربية، يحاول كيان الاحتلال إخلاء ثلاث مخيمات شمالي الضفة الغربية المحتلّة، ويسعى لوقف أنشطة “الأونروا” هناك، ضمن مخطّط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، في إطار حملة واسعة لتهجير غزة وضم الضفة؛ ما يعكس استراتيجية لإنهاء قضية اللاجئين.
مرحلة “عض الأصابع” والمزيد من الرسائل النفسية:
في السياق؛ شهد الأمس القريب واحدة من أهم صفقات تبادل الأسرى مع الاحتلال، حَيثُ أُجبر على الإفراج عن معتقلين محكومين بالمؤبد، وباتت المرحلة الثانية أكثر حساسية بالنسبة له، وفيما يحاول الالتفاف على الاتّفاق بدعمٍ أمريكي، يبقى التحدي الأكبر في إدارة المراحل المقبلة حاضرًا لتحقيق أقصى المكاسب للمقاومة.
وبينما تدخل المقاومة والاحتلال في مرحلة “عض الأصابع”، يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى تصعيدٍ ميداني خطير؛ فمصير الجنود الصهاينة يظل نقطة خلاف أَسَاسية تحاول المقاومة استغلالها للضغط النفسي والجماهيري على حكومة المجرم “نتنياهو”، وجره بالقوة إلى طاولة التفاوض.
في هذا الإطار؛ نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، فيديو جديدًا لأسرى صهاينة، بعنوان: “أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات.. لا تدمّـروا حياتنا جميعًا”.
وظهر في الفيديو الأسير “إيتان هورن” وهو يودّع شقيقه “يائير” الذي أفرجت الكتائب عنه من الأسر سابقًا، فيما بقي هو في أسر المقاومة بانتظار إنجاز مراحل اتّفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.
وقال الأسير “هورن” وهو يودع شقيقه باكيًا: “أنا سعيد أن أخي سيتحرّر غدًا، لكن هذا غير منطقي بأي شكلٍ من الأشكال.. أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات.. لا تدمّـروا حياتنا جميعًا”.
بدوره، قال شقيقه “يائير” مخاطبًا حكومة الاحتلال: “هل تريدون ترك أخي الصغير ليموت؟”، وحمّل “هورن” شقيقه رسالة لأبيه وأمه والجميع بأن يستمروا في التظاهرات ولا يتوقفوا، وأن توقع الحكومة على المرحلة الثانية من الصفقة، بما يسمح بعودة جميع الأسرى لدى المقاومة.
وخاطب حكومته بالقول: “لا أريد أن أسمع أنكم لا تريدون الاستكمال للمرحلة الثانية”، وعبَّر عن استغرابه كيف قبلت حكومته بأن يتحرّر شقيقه وتركه هو وبقية الأسرى منذ سنة ونصف، متسائلًا: “ماذا فعلتم منذ سنة ونصف؟ كم شخصًا تريدون أن تقتلوا بعدُ؟”.
وحضَّ حكومته، بالقول: “وقّعوا على المرحلة الثانية والثالثة.. كفى للحرب.. كفى موتاً كفى تدمير حياة الآخرين”، مُشيرًا إلى أنه يأكل ويشرب وأحيانًا يكون بخير وأحيانًا أُخرى لا يكون بخير، لكني هنا أنا لست بخير”، مؤكّـدًا أن “حماس تحافظ علينا، لكن كفى، أخرجوني من هنا.. أخرجوا الجميع.. أنا لا أستطيع البقاء”.
ووجّه كلامه لرئيس حكومة الاحتلال “نتنياهو” دعاه للإسراع بتوقيع المرحلة الثانية من الاتّفاق، وقال: “وقّع يا نتنياهو، لو لديك قلبٌ والقليل من الضمير وقّع.. وقِّع اليوم”.
وكان من مفاعيل فيديو القسام الجديد أن قام المستوطنون الصهاينة وفي غضون ساعة بالتظاهر العارم في “تل أبيب”، والداخل المحتلّ لمطالبة حكومة المجرم “نتنياهو” بإتمام صفقة التبادل كاملةً.
معادلة العدوّ المألوفة ومراوغته المفضوحة:
وفيما تنتهي مساء السبت، المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي دخلت حيز التنفيذ في الـ 19 من يناير الماضي، واستمر 42 يومًا، أكّـدت مصادر فلسطينية مُطلعة أن الاحتلال يرفض الدخول في المرحلة الثانية من الاتّفاق مع المقاومة أَو بدء المفاوضات حولها.
ونقلت وكالات الأنباء، عن مصادر أن الاحتلال يُطالب بتمديد المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار بغزة، ويشترط تسليم عددٍ من الأسرى الأحياء والجثامين مقابل كُـلّ أسبوع تمديد، في المقابل ترفض المقاومة شروط الاحتلال وتُشدّد على التزام “تل أبيب” بالاتّفاق والدخول للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وبحسب مراقبين، ففي مفاوضات غزة، تمضي حكومةُ كيان العدوّ الإسرائيلي وفق معادلة مألوفة، وهي خطوةٌ إلى الأمام في قاعات التفاوض، وخطوتان إلى الخلف على الأرض، إرسال الوفد الصهيوني إلى القاهرة يوحي بتقدم، لكنه في الواقع ليس إلا غطاء لمزيد من التراجع عن الالتزامات.
ويلفت المراقبون، إلى أن العدوّ يستخدم تكتيكَ المراوَغةِ المفضوحة فما يظهر في إعلان التراجع عن الانسحاب من “محور صلاح الدين”، الذي يعد انتهاكًا مباشرًا لبنود الاتّفاق، غير أن المقاومة تدركُ هذا التكتيك، لتؤكّـدَ جاهزيتها للمرحلة الثانية، وتراكم نقاط قوتها من تنفيذ المرحلة الأولى.
بدوره؛ قال المتحدث باسم حركة حماس “حازم قاسم”: إنّه “لا توجد الآن أية مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية من اتّفاق وقف إطلاق النار”، مشدّدًا على أنّ “الاحتلالَ يتحمّل مسؤولية عدم بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتّفاق”، مُشيرًا إلى أنّ “تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحُها الاحتلالُ مرفوضٌ بالنسبة لحركة حماس”.
وأكّـد قاسم أنّ “الاحتلال يتهرب من الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة”، لافتًا إلى أنّه يريد استعادة أسراه مع إمْكَانية استئناف العدوان على القطاع، مُشيرًا إلى أنّ “الاحتلال يحاول إعادة الأمور إلى نقطة الصفر من خلال خلط الأوراق”.
وانتهت المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وكيان العدوّ، الساعة الـ 12 ليل السبت، لكن الاحتلال يسعى إلى تمديدها لاستعادة أكثر من 60 أسيرًا ما زالوا في قطاع غزة، حَــدّ زعم قادته.
وفيما يحاول المراقبون توقع ما إذَا سيسمح الوسطاء والداعمون للاتّفاق باستمرار هذه اللعبة والتراجع الإسرائيلي المتكرّر الذي سيؤدي إلى انهيار الاتّفاق بأكمله، يعتقدون أن الوصول لسيناريو التمديد قد يلبي احتياجات حكومة “نتنياهو”؛ لأَنَّ الحرب أَسَاسًا لم تتوقف، وهناك وفي كُـلّ يوم يرتقي شهداء.
وعليه؛ يمكن الجزم بأن نظرية الحرب الشاملة قد جرَّبها الاحتلال لـ 15 شهرًا، ولم تنفعه في شيء، بل تجرع خلالها أكبر الخسائر له منذ نشأته، وباتت عصاباتُه الإجرامية مُنهكة وغير مستعدة، كما يواجه ضغوطَ عائلات الأسرى الصهاينة والتي تتزايد يومًا عن يوم، أضف إليه أن المقاومةَ جاهزة أكبر مما كانت عليه قبل انتهاء الحرب والاحتلال يدركُ ذلك جيِّدًا.
نقلا عن المسيرة نت