الأسرار الخفية وراء إصرار نتنياهو على اجتياح رفح
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
كشفت دراسة الأسرار الخفية وراء تمسك بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لتنفيذ خطة إجتياح مدينة رفح الفلسطينية بحجة القضاء على حماس وتحقيق النصر الكامل حسب مزاعمه.
وأكدت دراسة بعنوان " الخطة الصهيونية لإسرائيل الكبرى عن طريق تقسيم الشرق الأوسط" للباحث والمفكر الإسرائيلى " أوديد يانون" وتم نشرها فى العديد من مواقع الدراسات السياسية مثل " برو كويست" والمأخوذ عن مجلة " ديفينس جورنال" والتى توصى بضرورة تفريغ قطاع غزة والضفة الغربية من سكانه حتى يتيح لدولة الاحتلال التوسع والاستيلاء على باقى الأراضى افلسطينية، وهو ما يسعى فى تحقيقه الحكومة اليمينية المتطرفة الان.
ويقوم إتمار بن جفير، وزير الأمن الداخلى الإسرائيلي، وسموتريتش وزير المالية، بتهديد بنيامين نتنياهو،بفض الحكومة وتعريضه للمحاكمة عما حدث فى السابع من اكتوبر وغيرها من قضايا الفساد إن لم يجتاح رفح حتى يدفع الفلسطينيين هناك إلى الهرب إما نحو سيناء أو نحو البحر للمجهول، وذلك للتخلص منهم وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها وتصفيتها مع الوقت، وهو ما تحذر منه مصر مرارا وتكرارا.
كما تعلن الوفد عن مفاجأة إسناد إعادة تعمير غزة الى دولة الهند منذ ديسمبر 2023 أى بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر من إندلاع حرب 7 أكتوبر، حيث قامت دولة الاحتلال طبقا لموقع معهد "راند" للدراسات الأمريكية وصحيفة " فرست بوست" اللذان أكدا تعاقد دولة الاحتلال مع الهند لتصدير أكثر 10 ألاف من الأيدى العاملة لإعادة البناء والإعمار لغزة، وهو الأمر الذى يبرر اجتياح وتدمير الجيش الإسرائيلى للقطاع بأكمله بشكل مبالغ فيه بعد وقوع هجمات المقاومة فى 7 اكتوبر بوقت قصير.
وقال ديريك جروس، الباحث فى معهد "راند " إن الاختيار قد وقع على الهند لإعادة إعمار غزة وربما الشراكة معها من دول أخرى بما فيها دولة الكيان المحتل يرجع لعدة أسباب، من أهما قبول العرب للهند كدولة شريكة فى أعمال التجارة والتعاون منذ ألاف السنين فى الشرق الأوسط، بالإضافة الى ثقتهم فى نواياها غير التوسعية أو الإمبريالية مثلما تفعل الدول الغربية وأولهم الولايات المتحدة.
ويأتى اختيار دولة الاحتلال للهند على خلفية إعادة إعمارها لقرية تسمى "الروابى" فى الضفة الغربية بعد اجتياح الجيش الإسرائيلى فى 2014، ومشاركتها فى تمويل منظمة الأونروا بأكثر من 30 مليون دولار.
وأكد الباحث جروس أن كل شىء مدروس فى إسناد عملية إعادة الإعمار للهند، حيث لن تعارض الأمم المتحدة فى القيام بها بعد أن كبلتها فضيحة إعادة إعمار العراق فى عهد الأمين العام كوفى عنان، عند اكتشاف الفساد الذى حلق باتفاق "النفط مقابل الغذاء" وعدم قدرة المنظمة الدولية على حماية الشعوب من الحروب وويلاتها، كما هو منصوص فى إعلان أهداف تأسيسها العالمى بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وكانت دول الخليج قد رفضت إعادة إعمار غزة على نفقاتها الخاصة بعدما دخل جيش الاحتلال وقام بتدميرها دمارا شاملا، وطالبت المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطينى الذى تعرض للانتهاكات غير المسبوقة فى التاريخ المعاصر من تجويع وتعطيش وتشريد وتعذيب وتشويه، وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة بناءها بـ 30 إلى 40 مليار دولار جراء الحرب الدائرة فى 7 أشهر فقط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس الشرق الأوسط دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
سوريا بين اجتياح غولاني ومذابح الجولاني
منذ بداية طوفان الأقصى، وما أعقبه من عدوان إسرائيلي أمريكي عالمي، على قطاع غزّة، كانت مواقف وتصريحات الجماعات التكفيرية المتطرفة – داعش وأخواتها – معادية مطلقاً لفصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، وقد وصلت حد تكفيرهم، والتهديد باجتياح قطاع غزة لإبادتهم وذبحهم، بل وأكثر من ذلك، تناغم المواقف والتصريحات السياسية الرسمية، للقيادة السورية الجديدة، بضمان مصالح أمريكا وإسرائيل، ورعاية كل الاتفاقيات السابقة معهم، والتعهد بحماية إسرائيل، من أي هجوم من الأراضي السورية، وأن سوريا “الشرع”، ترغب بشدة في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولا تنوي صد أي توغل إسرائيلي في أراضيها بالقوة، أو حتى بالمواقف الإعلاميّة، وبيانات الإدانة والاستنكار، كما حظرت القيادة الجديدة – بقرار رئاسي – على صناع خطابها الإعلامي وناشطيها، وصف الكيان الإسرائيلي بالعدو، وأمام التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية، واحتلاله مناطق واسعة، وإنشاء القواعد والمقرات العسكرية، والقصف المتواصل، لما تبقى من القدرات العسكرية السورية، وتدمير البنية التحتية، وانتهاك سيادة واستقلال الوطن السوري، طولاً وعرضاً، على مرأى ومسمع من العالم، لم ينبس الجولاني ولا قيادته الجديدة ببنت شفه، وبينما يعلن التسامح مع العدو الصهيوني، ويصفه الإعلام الموالي لإسرائيل، بأنه رجل السلام، وصانع مستقبل سوريا ونهضتها، يعلن الحرب على معارضيه في الداخل السوري، مستهدفا طائفة العلويين في الساحل السوري، وغيرهم من الطوائف في مختلف البلدات السورية، التي ترفض الاحتلال الإسرائيلي، ويقوم بسحب السلاح من أبناء الشعب السوري، لكي يمهد الطريق أمام جيش الاحتلال، ويكف عن إسرائيل أدنى خطر، قد يأتي من المقاومة الشعبية، بحيث يسلبها سلفاً كل مقومات القوة والمواجهة، وبذلك تنفذ إسرائيل مخططها الاحتلالي التدميري، وتهجّر وتقتل من تشاء وكما تشاء، وتقود المدنيين السوريين، كقطعان البهائم بالآلاف، دون أن تخشى منهم أدنى رفض أو مقاومة.
بهذا المستوى من الانحطاط والقبح، تماهى هذا الكائن الوظيفي المجرم، مع الكيان الصهيوني، منذ كان “جولاني” النصرة، وزعيم المجازر الجماعية والإرهاب، إلى أن أصبح “شرع” تحرير سوريا، وقائد عمليات الإبادة الطائفية الجماعية، التي بلغ ضحاياها الآلاف، من السوريين المدنيين الأبرياء، خدمة لمشغله الإسرائيلي وموجهه الأمريكي، وبذلك وقعت سوريا الجديدة، بين مطرقة لواء “غولاني” الإسرائيلي المحتل، وسندان جماعات “الجولاني” الإرهابية، ضحية إرهاب وتوحش وحرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، وما جرى التكتم عليه إعلامياً، أكبر وأعظم وأجل خطراً، مما نقلته وسائل الإعلام، من تلك المجازر الجماعية في الساحل السوري وغيره، وهنا تساؤلات تطرح نفسها، مثل؛ ألم يكن حرياً بمن حرر سوريا من نظام “الأسد”، أن يحميها من تغول إسرائيل؟، في مصلحة من تصب الدعوات الطائفية، والقتل الجماعي للشعب السوري؟، وما موقف “الشرع” القائد من ذلك؟ وما سر تماهيه مع المشروع الصهيوني؟ وما موقف إسرائيل من “النصرة” وقائدها ومسلحيها؟