اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة تيك توك للأطفال في لبنان
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
بيروت- ينشغل اللبنانيون بقصة صادمة فاقمت الخوف على أمنهم وسلامة أطفالهم، و"أبطالها" أفرد عصابة منظمة، بعضهم من مشاهير تطبيق تيك توك، استدراج عشرات الأطفال إلى صالون حلاقة وشاليهات، ليجدوا أنفسهم ضحايا اغتصاب واعتداءات جنسية وعمليات تخدير.
وتمكن مكتب جرائم المعلوماتية في لبنان، من تتبع بعض أفراد العصابة، وتم توقيف 6 من أصل نحو 30 فردا.
ويعمد هذا المؤثر عادة، وفق أقوال عدد من المدعين، إلى تصوير ضحاياه من الصبيان الصغار والمراهقين، أثناء الحلاقة، في فيديوهات ساخرة ومع تصفيفات غير مألوفة، ينشرها لجذب المزيد من الشبان إلى محله، ولديه قدرة عالية على خداعهم.
وسبق أن استضافته محطة تلفزيونية محلية في إحدى برامجها، وقدمته كمؤثر ينشر "البهجة" في صفوف متابعيه. وحينها وضع عدد من قطع الفلفل الحار على رأس أحد الشبان، كـ"ستايل" جديد لتصفيف شعره، وقد اشتهر بعبارة "حبيبي بتشرب شي؟".
هيدا الشي كيف عنده ٦٠٠ ألف متابع عتيكتوك؟ حدا يفسرلي. كمية الناس الغبية والسخيفة والمقرفة يلي تيكتوك عمل منها "قيمة" مش طبيعية والله. #جورج_مبيض pic.twitter.com/c1oZsw9Erl
— Rayane Moussallem (@RioMoussallem) May 1, 2024
وأصدرت قوى الأمن الداخلي في لبنان، الأربعاء الماضي بيانا أكدت فيه "توافر معلومات لدى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية (…) وادعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامة حول تعرضهم لاعتداءات جنسية، وتصوير، من قبل أفراد إحدى العصابات المنظمة، بالإضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدرات في فنادق عدة".
وقالت قوى الأمن أيضا، إن الأشخاص الستة الذين تم توقيفهم، هم من بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم 3 قصر ذائعو الصيت على تطبيق تيك توك، وهم من جنسيات لبنانية وسورية وتركية.
شهادات تتوالىوقال مصدر قضائي متابع للملف، للجزيرة نت، إن عدد أفراد العصابة يتراوح بين 20 و30 فردا، وهي تنشط منذ سنوات في لبنان، ولديها ارتباطات خارجية، وأقر بعض الموقوفين بوجود أفراد لها في دولة الإمارات.
وتندرج عمليات هذه العصابة، قضائيا، في إطار الاعتداء على القصر والاتجار بالبشر، ويتم استكمال التحقيقات والملاحقات للقبض على كافة أفرادها الموجودين في لبنان.
وتفيد المعلومات أيضا بأن عشرات الأطفال وقعوا في مصيدة العصابة، إلى أن قام أحد المراهقين بتبليغ عائلته عما حصل معه، بسبب نزيف حاد تعرض له بعد اغتصابه، ومن بعدها توالت الشهادات في النيابة العامة.
بدنا عقوبة تليق ب المليشيا المنظمة اللي اغتصبت أطفال ومراهقين أبرياء
وخير الجزاء أن يكون من جنس العمل????????#لبنان
— Raed Ell Hajj ???????? (@EllRaed) May 3, 2024
لكن، كيف يتم استدراج الأطفال والمراهقين؟ انتشرت شهادات على منصات التواصل الاجتماعي، تتحدث عن قيام مصفف الشعر، بالتواصل مع الأطفال ودعوتهم إلى محله لتصوير فيديو ونشره على تيك توك. ولاحقا، يدعوهم إلى فنادق وشاليهات بين بيروت وجبل لبنان، وهناك يتم الاعتداء عليهم جنسيا، وابتزازهم بالفيديو، إضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدرات.
وهو ما يطرح السؤال، عن المسؤولية القانونية لأصحاب هذه الفنادق والشاليهات، التي تحولت إلى مسرح لجرائم مروعة بحق الأطفال، من الجنسيتين اللبنانية والسورية.
هشاشة الأمن الاستباقيوبما أن معظم جرائم هذه العصابة ارتكبت في جبل لبنان، تتولى النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، متابعة القضية، مع مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، بالتنسيق مع مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية.
يقول الصحفي المتخصص بالشأن القضائي، يوسف دياب، وهو متابع للملف، للجزيرة نت، إن التحقيقات لا بد أن تصل إلى خواتيمها، والقضاء يتعاطى معها بمنتهى الجدية، لأنها تمس بمحرّمين: الاعتداء على الأطفال، والعمل على تفكيك المجتمع اللبناني وضربه، باصطياد الحلقة الأضعف فيه، الأطفال والمراهقين.
ومنذ نحو عامين، تتصاعد وتيرة الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والمراهقين من الذكور والإناث، سواء بواسطة منصات التواصل الاجتماعي، أو في المدارس ودور الحضانة، أو داخل الأسرة نفسها، وبلغت بعضها درجة الاغتصاب والقتل والاتجار بأجسادهم.
نحن الأهل اللي عندهن ولاد زغار بزمن #تيك_توك حاسين برعب
مهما حاولت تحمي بيتك وعيلتك في وحوش بشرية بتوصل على نص بيتك بتسرق امانك
الاعدام لأمثال #جورج_مبيّض قبل ما يتحول كل ولد بعصر الانترنت المفتوح لمشروع ضحية
— Imane Ibrahim???????? (@ImaneIbrahim1) May 2, 2024
في هذه الأثناء، يدعو كثير من اللبنانيين إلى ضرورة تبليغ السلطات الأمنية اللبنانية لمنصة تيك توك من أجل إغلاق حسابات هؤلاء.
في حين، يعتبر آخرون بأن الأزمة هو بوجود المنصة نفسها، التي تتفلت من أية ضوابط ورقابة، وتستقطب المراهقين والأطفال حول العالم، وعززت ثقافة الكسب المالي السهل، حتى صارت من أهم الأدوات لعمليات تبييض الأموال والاعتداءات والجرائم.
ويقول يوسف دياب إن الأزمة مضاعفة في لبنان، مع ترهل الدولة وهشاشة الأمن الاستباقي، لمنع وقوع مثل هذه الجرائم، بعدما بات لبنان بيئة حاضنة لهذا النوع من العصابات.
تداعيات خطيرةويُحمّل كثيرون الدولة اللبنانية مسؤولية هذا الانفلات الأمني، إضافة إلى مسؤوليتها في حماية الأطفال وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم.
في المقابل، تعتبر الباحثة والأكاديمية في مجال علم الاجتماع، أديبة حمدان، أن المجتمع اليوم، يواجه مخاطر ظاهرة تعلق الأطفال والمراهقين بتطبيق تيك توك، الذي يعد أكثر منصة تنشر محتوى خطيرا ومتاحا للجميع.
وتقول للجزيرة نت إن الأزمة قائمة لأن كل ما هو إلكتروني وتقني ما زال من دون ضوابط قانونية صارمة، عالميا ومحليا، وتصف الجرائم التي ارتكبها أفراد عصابة التيك توك بالمروعة، التي تشكل تهديدا لكل طفل ومراهق موجود على المنصة، مشيرة إلى أن هناك المئات من العصابات التي لم تكشف بعد.
وتجد الباحثة بأن ثمة استسهالا في اصطياد المراهقين والأطفال، خصوصا مع تراجع قدرة الأهل على ممارسة رقابتهم على هواتف وتحركات أبنائهم. والمخيف برأيها، هو حماسة بعض الأهل إلى انخراط أبنائهم بعالم التيك توك من أجل الكسب المالي إذا تحولوا إلى مشاهير، وهو ما شكل عامل إغراء أكبر للأطفال والمراهقين.
وتدعو حمدان الأهالي لتأخير سن اقتناء أطفالهم للهواتف، مع ضرورة تعزيز الحوار مع الأطفال حول مخاطر المنصات الإلكترونية، ومنحهم الأدوات لمواجهتها.
وتقول: "على الأهل أن يكونوا نموذجا أمام أبنائهم في التعامل مع التكنولوجيا، خصوصا أن الأطفال صاروا عرضة لمزيد من الجرائم والاعتداءات بعد الثورة الإلكترونية".
أما المشكلة الأكبر، وفقا لها، فـ"تبقى بمناهج تعليم متأخرة في لبنان، لم تواكب بعد الثورة الإلكترونية، ولا تلعب دورا توعويا عن مخاطر منصات التواصل الاجتماعي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأطفال والمراهقین فی لبنان تیک توک
إقرأ أيضاً:
هيومن رايتس ...الدعم السريع ارتكب جرائم اغتصاب شملت قاصرات بالسودان
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب السودان.
اقرأ ايضاًووفق تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش اليوم الإثنين فإن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وجاء في التقرير أن الكثير من الضحايا تعرضن للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطف بعضهن واستُعبدن.
هيومن تعرض شهادات لحالات اغتصاب
وعرض التقرير الحقوقي شهادات متنوعة لنساء كن قد تعرضن للاغتصاب على يد ميليشيات قوات الدعم السريع، فقد روت امرأة نوبية ( 35 عاما) أن 6 مقاتلين من الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك"، ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما، ثم استمروا في اغتصابي".
امرأة ثانية (18 عاما) قالت إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا ’إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك‘ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
الدعم السريع ينتهك القانون الإنساني الدولي
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر قد حذر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة". وأوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن