ناسا تتحدث عن مشاكل خطيرة قد تؤخر رحلة أرتميس-2
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
في الأمتار الأخيرة من سباق العودة إلى سطح القمر بعد غياب استمرّ أكثر من 50 عاما، تكشف وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"عن بعض المشاكل الخطيرة التي تتعلّق في مركبتها الفضائية "أوريون".
وورد في مسودة صدرت عن مكتب المفتش العام للوكالة مطلع هذا الشهر أنّ الرحلة التجريبية لمركبة أوريون في أولى مهماتها أرتميس-1، كشفت عن تشوّهات في الدرع الحراري للمركبة، وانصهار لبراغي التثبيت، وخلل في كيفية توزيع الطاقة الحرارية على السطح والتي تمثّل جميعها تهديدات حقيقية على سلامة الطاقم.
ويضيف التقرير أن إيجاد حل لهذه المشاكل من شأنه تأخير موعد الرحلة المرتقبة لمهمة أرتميس-2 والتي كان من المقرر أن تكون في نهاية عام 2025.
كما أنّ الفريق المعني بإجراء دراسة مكثّفة، وجد أكثر من 100 منطقة على الدرع الحراري قد تآكلت بطريقة مختلفة عمّا كان متوقعا في أثناء عودة المركبة الفضائية ودخولها الغلاف الجوّي للأرض.
وفي الفيديو المصوّر الذي أصدرته الوكالة في ديسمبر/كانون الأول 2023 أثناء عودة المركبة الفضائية وتعرضها لدرجات حرارة عالية بسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوّي؛ شُوهِد تعرض الدرع الحراري للتفحم والاحتراق بشكل يناقض النماذج الحاسوبية الدقيقة، كما أنّ بعض الأجزاء المتفحمة المتطايرة أصابت نوافذ المركبة الفضائية، وهو ما يعني أنّ الدرع الحراري لم يقم بعمله كما يجب.
ويعد الدرع الحراري الجزء المسؤول عن حماية المركبة الفضائية من انتقال الحرارة العالية إلى أجزائها الداخلية، ويتكوّن السطح الخارجي للدرع الحراري من مادة تسمى "أفكوت"، وهي مصممة للاحتراق عند 2760 درجة مئوية.
تعرّض بعض أجزاء الدرع الحراري للمركبة للتفحّم والتآكل، في حين بقي جزء آخر سليما نسبيا (ناسا)وفي مؤتمر صحفي عُقِد في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي، تناول أميت كشاتريا نائب المدير المساعد لبرنامج "من القمر إلى المريخ" التابع لناسا، مشكلة الدرع الحراري وما يترتب عليه من تأخير في الجدول الزمني من برنامج أرتميس.
وقال كشاتريا: "لقد شاهدنا انحسارا غير طبيعي لبعض الأجزاء المتفحمة التي انفصلت عن الدرع الحراري، وهو ما لم نكن نتوقعه إطلاقا. علما أنّ الدرع الحراري مكوّن من مادة متآكلة -أي أنّها قابلة للتفحم- لكن ليس على هذا النحو.
وإضافةً إلى معالجة مشكلة التفحم غير المنضبط، تعمل ناسا على إجراء بعض التعديلات على توزيع البراغي التي تربط بين كلٍ من كبسولة الطاقم ووحدة الخدمة، على أمل تجنّب أي حالات انصهار أو تآكل غير مرغوب بها.
كما أشار التقرير أيضا إلى وجود اختلال في النظام الكهربائي للمركبة الفضائية والذي أثّر سلبا على كيفية توزيع الطاقة في جميع أنحاء المركبة الفضائية.
وتشمل المشاكل الأخرى المذكورة في التقرير فقدان الاتصال لمدة 4.5 ساعات حينما انقطع التواصل مع إحدى وحدات "شبكة ناسا لمراقبة الفضاء العميق"، كما تعرضت منصة الإطلاق لبعض الأضرار غير المتوقعة نتيجة إطلاق مهمة أرتميس-1، وهو ما يتطلّب عملية إعادة تأهيل.
ولا يزال أمام وكالة الفضاء أكثر من عام لتحديد كيفية معالجة هذه المشاكل المذكورة حتى الرحلة المقبلة، إلا أنّ مكتب المفتش العام يصرّ على أنّ الأمر سيستغرق وقتا أطول، ذلك لإجراء كافة التدقيقات والتحقيقات لجميع عمليات التطوير والاختبار تجنبا لأي مخاطر قد تصيب الطاقم.
وكان من المقرر أن يكون موعد مهمة أرتميس-2 نهاية العام المقبل، إلا أنّ أيّ تأجيل سيطرأ، من شأنه تأخير عودة روّاد الفضاء إلى سطح القمر في مهمة أرتميس-3 حتى نهاية عام 2026 على أقل تقدير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المرکبة الفضائیة
إقرأ أيضاً:
امرأة تتحدث عن إصابتها بالشيخوخة السريعة النادرة
تعد إيفاني ويديكيند، واحدة من أقدم الناجين الأحياء من مرض الشيخوخة المبكرة، المعروف بمرض الشيخوخة السريعة، أو مرض بنجامين باتون، و في الـ 46، تجاوزت متوسط العمر المتوقع بأكثر من 30 عاماً، وعلى حد تعبيرها، "ليس من المفترض أن تكون على قيد الحياة".
ووفقًا لعيادة كليفلاند، فإن مرض الشيخوخة المبكرة هو اضطراب وراثي نادر يصيب 1 من كل 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ويسبب الشيخوخة السريعة في غضون أول عام إلى عامين من حياة الطفل، حيث يتباطأ نموه، ولا يكتسب الوزن كما هو متوقع، وتكون الحالة قاتلة دائمًا، وغالبًا ما تودي بحياة المريض في حوالي سن 15 عامًا.
ويصيب مرض الشيخوخة المبكرة 1 من كل 20 مليون شخص، وتجاوزت تيفاني متوسط العمر المتوقع، وأصبحت تُعرف باسم "تيفاني العنيدة"، وهي تلهم الناس بإيجابيتها، وتقول دائماً: "الآن هو كل ما لدينا".
ويُخطئ الناس في اعتبار تيفاني، التي يبلغ طولها 4 أقدام و5 بوصات ووزنها 58 رطلاً فقط، طفلة، لكنها لم تخجل من الرد على أولئك الذين يستخدمون تشخيصها كإهانة، قائلة "لا أعتقد أن هناك أي خطأ فيّ".
كما هو الحال مع أعراض الشيخوخة المبكرة، تعاني تيفاني من أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل والتكلسات في ركبتيها، مما يتسبب في تدهورها بشكل مؤلم، كما أنها تخفي شعرها الخفيف تحت شعر مستعار وترتدي أطقم أسنان مطبوعة ثلاثية الأبعاد منذ أن فقدت جذور أسنانها.
وقالت: "أعني، كنت أبدو في الأساس مثل دمية طفل صغيرة. كنت أعرف منذ وقت مبكر جدًا أن هناك شيئًا مختلفًا عني. لكنني أردت فقط أن أعيش حياتي وأن أكون مثل أي شخص آخر".
ووفية لهذه الكلمات، أخذت تيفاني العديد من دروس الجاز والراب والباليه في المدرسة، كما لعبت أيضًا كرة البيسبول وكرة السلة، وعملت كمشجعة في المدرسة الإعدادية، على الرغم من معرفتها بأن مرض الشيخوخة المبكرة غالبًا ما يودي بحياة المرضى في سن المراهقة.
و لم يشخص الأطباء حالة تيفاني بشكل صحيح حتى بعد أن أثارت أعراضها ناقوس الخطر، ووفقًا لصحيفة نيويورك بوست، اضطرت تيفاني إلى خلع أسنانها عندما كانت في السابعة من عمرها، لأن أسنانها اللبنية لم تسقط بشكل طبيعي، ثم ارتدت تقويم الأسنان لمدة ست سنوات، وعندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، فوجئ الأطباء ببقع بيضاء غريبة على جلدها، وبدأ شعرها يتساقط وتدهورت أسنانها عندما دخلت العشرينيات من عمرها، ومع ذلك، لم يتم تشخيصها، ولم تحصل تيفاني أخيرًا على بعض الإجابات إلا عندما أصيب شقيقها الأكبر تشاد، الذي كان صغيرًا بالنسبة لسنه أيضًا، بمجموعة متنوعة من مشاكل العظام والقلب، حيث بدأ الأطباء في البحث في جينات العائلة.
وتم تشخيص تيفاني، التي كانت تبلغ من العمر 38 عامًا آنذاك، وشقيقها، ووالدتها ليندا - التي كانت تعاني من حالة أخف - بالشيخوخة المبكرة، وجاءت نتيجة اختبار تود، شقيق ويديكيند الثالث، ووالدهما مايكل، سلبية.
وتوفي تشاد بعد عام تقريبًا عن عمر يناهز 39 عامًا، والآن، تجعل صمامات الأبهر الضيقة تيفاني في حالة تأهب دائم لخطر الإصابة بنوبة قلبية - مثل تلك التي قتلت شقيقها.
وبينما لم يكلف البعض على الإنترنت أنفسهم عناء كبح ألسنتهم، ترفض تيفاني السماح لكلماتهم غير اللطيفة بالتأثير عليها، واكتسبت تيفاني عددًا كبيرًا من المتابعين على TikTok، حيث يشاهد محتواها ما يقرب من 30 ألف معجب.
ومع ذلك، يجذب هذا الاهتمام أيضًا الكارهين الذين كانوا صريحين جدًا بشأن المظهر الجسدي للمبدعة، وكتب أحدهم في التعليقات: "يسعدني أن أراك تستمتعين ولكنك بحاجة ماسة إلى السعرات الحرارية"، بينما قال آخر، "أنت بحاجة إلى بعض البرجر بالجبن". حتى أن بعض منظري المؤامرة زعموا أن حالتها خدعة، وكتبوا، "مرض الشيخوخة المبكرة وراثي وموجود عند الولادة، لديها صور وهي صغيرة تبدو طبيعية".
ودون أن يرمش لها جفن، ردت تيفاني ببساطة بالغناء، "أحد الأشياء الرائعة في كونك بالغًا هو أنك لست مضطرًا إلى الاهتمام بأي شيء".
ولم يتردد معجبوها في دعمها، حيث قال أحدهم، "لقد أغضبتني هذه التعليقات كثيرًا، وأنا سعيد جدًا لأنك أخذتها وجعلتها سخيفة وإيجابية"، وأضاف أحدهم، "حسنًا، يجب على بعض الأشخاص أن يتغلبوا على أنفسهم. على الرغم من أنها كانت مضحكة للغاية، لديك طاقة جيدة ويبدو أنك تأخذ الحياة بسهولة، أنت رائعة".
وعلى الرغم من أنها غير قادرة على الاستمتاع بالعديد من الأنشطة اليومية البسيطة التي يعتبرها الآخرون أمرًا مسلمًا به، فقد وجدت تيفاني طرقًا للبقاء وفية لشعار حياتها، وتكافح لتعيش نوع الحياة التي ترغب فيها.
وقالت الدكتورة كيم ماكبرايد، عالمة الوراثة التي تشرف على رعاية تيفاني، "لا تزال تتمتع بهذه الشرارة الرائعة والمذهلة، وبهجة الحياة".
و هذه الشرارة هي سبب شهرتها باسم "تيفاني العنيدة" على إنستغرام، كما أطلقت علامتها التجارية الخاصة للشموع في عام 2004 ووسعت نطاق عملها إلى مجموعة يوجا وأعمال فنية تسمى Wanderlust Studio.
وقالت تيفاني: "هناك الكثير من الناس الذين لا يعيشون في اللحظة، الآن هو كل ما لدينا. أريد حقًا أن يقدر الناس ذلك".