محلل عسكري: مشاهد القسام من لبنان تكشف تطورا في القدرات والأهداف
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لإطلاق مقاتليها دفعات صاروخية من جنوب لبنان، تكشف تطورا في القدرات التسليحية بتلك الجبهة والإمكانات الاستخباراتية بتحديد أهداف نوعية.
ووثقت المشاهد -للمرة الأولى- إطلاق القسام صواريخ من خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال معركة طوفان الأقصى، وقالت الكتائب إن الرشقات استهدفت مقار قيادية وثكنات جنود الاحتلال الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة.
وأظهرت المشاهد دفعات من الرشقات الصاروخية وهي تتهاطل على الأهداف الإسرائيلية، وذلك بعد أيام من إعلان القسام عبر تطبيق تليغرام أنها قصفت من جنوب لبنان برشقة صاروخية مركزة مقر قيادة اللواء الشرقي في معسكر غيبور الإسرائيلي القريب من الحدود.
وقال الفلاحي في تحليل عسكري للجزيرة، إن هذا التوثيق من شأنه إثارة تساؤلات حول المدى الذي وصلت إليه قدرات حركة حماس العسكرية في لبنان، وقدرتها على فتح جبهات جديدة ومؤثرة للمواجهة خارج قطاع غزة وفلسطين.
ولفت إلى أن قصف القسام للأراضي المحتلة من لبنان ليس الأول من نوعه، لكن الجديد أنه جاء هذه المرة مكثفا عبر راجمات صواريخ لديها القدرة على قصف 40 صاروخا في فترة وجيزة، وكذلك تحديد أهداف نوعية تؤكد تطور قدرات القسام الاستخباراتية في المنطقة.
ويرى الخبير العسكري أن الأهداف النوعية التي تحددها القسام من شأنها أن تؤثر على العمل العسكري في تلك الجبهة، وأن بث هذه المشاهد في هذا التوقيت يحمل رسائل متعددة للقسام أبرزها أن دخول الاحتلال رفح في قطاع غزة لا يعني الكثير لأن الكتائب لديها حضور في أماكن أخرى.
محور نتساريم وتصعيد الحوثيين
وبشأن الأوضاع في محور نتساريم وسط قطاع غزة، يؤكد الخبير العسكري أن الفترة القادمة ستشهد تصعيدا من قبل فصائل المقاومة لعملياتها غير المباشرة، عبر القصف بالهاونات والصواريخ وذلك لإجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من المحور.
وأشار الفلاحي في هذا السياق إلى أن جيش الاحتلال مستمر كذلك في محاولة تأمين قطاعاته المتواجدة في المحور على التوغل شمالا وجنوبا لمنع الفصائل من الاقتراب وقصف المحور.
وحول عودة استهداف قوات الاحتلال لمقار البلديات في القطاع، يقول الفلاحي إن ذلك يأتي في إطار استهداف الاحتلال للبنية التحتية للقطاع واستهداف أي مظهر من مظاهر عودة الإدارة المدنية للحكومة التابعة لحركة حماس في غزة.
وفي تعليقه على إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بدء ما وصفتها بـ"المرحلة الرابعة من التصعيد"، وتشمل استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر المتوسط، قال الفلاحي إن ذلك يأتي في إطار الضغط من جبهة المقاومة والداعمين لها للتأثير في ملف المفاوضات بشأن صفقة الأسرى.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الإدارة الأميركية يمارسان ضغوطهما على حركة حماس وكذلك الدول الوسيطة كقطر ومصر، ومن ثم فإن جبهة المقاومة تعمل على ممارسة ضغوط مقابلة للتأثير على تلك المفاوضات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: بنية المقاومة تضررت خلال الحرب لكنها لا تزال قادرة على العمل
تعكس عمليات التفتيش التي يجريها جيش الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة فشله في تدمير البنية التحتية للمقاومة بشكل كامل طيلة الشهور الماضية، حتى وإن نجح في الإضرار بها، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
ووفقا لبيان صادر عن جيش الاحتلال أمس الأربعاء، فقد أنهى اللواء الجنوبي -التابع لفرقة غزة- خلال الأسابيع الأخيرة عملية نوعية لتدمير البنى التحتية في جنوب ووسط القطاع.
وشملت العملية -حسب البيان- تدمير نفقين هجوميين تحت الأرض بطول كيلومترين، ومواقع لإطلاق قذائف مضادة للدروع وبنى تحتية تابعة للمقاومة.
وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الفلاحي إن هذه العمليات شملت مدينتي رفح وخان يونس اللتين شهدتها العديد من العمليات العسكرية الموسعة طوال فترة الحرب، مما يعني أن كافة العمليات السابقة لم تنجح في القضاء على بنية المقاومة التحتية.
لكن هذه البنية التحتية التي يقول الاحتلال إنه دمرها لم تكن كافية للقضاء على عمل المقاومة حتى وإن أثرت عليها بشكل كبير، كما يقول الخبير العسكري.
المقاومة لم تنته
وفي الوقت الذي يتحدث فيه عن تدمير بنية المقاومة، لا تزال الأخيرة تنشر فيديوهات يومية لعمليات نوعية تنفذها ضد قوات وآليات الاحتلال في مختلف مناطق القطاع.
إعلانونفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عددا من عمليات الطعن خلال الأيام الأخيرة، وتمكن مقاتلوها من الإجهاز على جنود إسرائيليين من المسافة صفر.
ويوم الاثنين الماضي، أوقعت القسام قوة من لواء كفير النخبوي في كمين محكم، فقتلت ضابطا وجنديين اثنين وأصابت 3 آخرين، وقالت إن ثمة مزيدا من التفاصيل التي لم يتم كشفها بشأن العملية لدواعٍ أمنية.
كما استهدفت أمس الأربعاء دبابة ميركافا في منطقة النصيرات بوسط غزة، وقنصت جنديا واستهدف جنودا آخرين بقنبلة يدوية شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع.
بدورها، قصفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بصواريخ 107 مقرا إسرائيليا للقيادة والسيطرة غرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وقالت السرايا إن مقاتليها قصفوا أيضا قوات الاحتلال وآلياته المتوغلة في بلدة بيت حانون شمالا بقذائف الهاون، وبثت مشاهد تظهر سيطرة مقاتليها على مسيّرة إسرائيلية كانت في مهمة استخبارية في خان يونس جنوبي القطاع.
البحث عن بنية المقاومة
وتأتي هذه العمليات في وقت يعمل فيه جيش الاحتلال على توسيع عملياته إلى مناطق الشجاعية وبيت لاهيا وبيت حانون والبريج والزيتون شمالي القطاع.
ويستهدف الاحتلال من خلال هذا التوسع تهجير السكان والبحث عن مزيد من البنية التحتية العسكرية للمقاومة، برأي الفلاحي، الذي أشار إلى أن هذه المناطق شهدت العديد من العمليات الموسعة خلال العام الماضي.
ففي بيت حانون مثلا، نفّذ الاحتلال 10 عمليات عسكرية منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنها لم تمنع المقاومة من التسلل لنقاط مهمة وتنفيذ عمليات نوعية فيها.
وقد يعكس ظهور الجنود على ظهور الدبابات، شعور قوات الاحتلال بالأمن وخلو المنطقة من المقاومة، لكنه كما يصفه الفلاحي غير صحيح بالنظر إلى عملية القنص التي نشرتها القسام أمس الأربعاء والتي استهدفت جنديا كان يقف مع 4 آخرين فوق إحدى الدبابات.
إعلانوإلى جانب ذلك، فإن عمليات تفخيخ المنازل وزرع العبوات الناسفة التي ظهرت في الأيام الماضية تؤكد فشل الاحتلال في تطهير المناطق التي يقاتل بها منذ عام، برأي الخبير العسكري.