الاستيطان في شرقي القدس إبّان الحرب تعددت أشكاله وأهدافه
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
القدس المحتلة- في تقرير أصدرته 4 مؤسسات حقوقية إسرائيلية تحت عنوان "القدس الشرقية في ظل الحرب"، روّجت إسرائيل خلال أشهر الحرب لخطط توسيع وإنشاء مستوطنات في القدس الشرقية من خلال بناء قرابة 7 آلاف وحدة سكنية، منها 2500 وحدة جديدة في كل من مستوطنة "جفعات شاكيد" و"القناة السفلية" و"كدمات تسيون". في وقت ارتفعت فيه معدلات هدم منازل المقدسيين بادعاء بنائها دون ترخيص.
ووفقا للتقرير الحقوقي فإن 133 عملية هدم سُجلت في القدس منذ بداية الحرب حتى منتصف شهر مارس/آذار، و97 من المنشآت التي هُدمت كانت عبارة عن وحدات سكنية.
أبرز المخططات
ورغم أن مخطط حي "جفعات شاكيد" الاستيطاني واجه -عندما طُرح في التسعينيات- معارضة محلية ودولية أدت إلى تجميده، فإن الموافقة على المخطط تمت مطلع العام الجاري في خضم انشغال العالم بالحرب على غزة.
أما مشروع "القناة السفلية" فسيقام جنوبي القدس وتحدّه من الشمال والشرق "كنيسة مار إلياس" ودير الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الواقعة على الطريق بين القدس وبيت لحم.
ويسعى الاحتلال من خلال هذا المشروع لإضفاء طابع ديني عبر تسميته بـ"القناة السفلية" نسبة إلى القناة الرومانية التي كانت تنقل الماء من ينابيع قرية أرطاس الفلسطينية (برك سليمان) قرب بيت لحم إلى البلدة القديمة في القدس، وتدّعي الرواية الإسرائيلية أن القناة كانت تنقل الماء "إلى جبل الهيكل" في القرن الأول قبل الميلاد.
وبين بلدتي جبل المكبر وأبو ديس سيقام حي "كدمات تسيون" الاستيطاني بعد مصادرة 16 دونما من أراضي بلدة السواحرة الغربية، وإقدام وزارة القضاء الإسرائيلية على نقل ملكية الأراضي للجمعيات الاستيطانية سرّا.
تفتيت أحياء القدس
هذه المشاريع التي ستتغلغل في أحياء شرقي القدس وتفتتها ما كانت لترى النور لو لم يكن بتسلئيل سموتريتش هو وزير المالية الإسرائيلي، فمنذ تولي الوزير "المتطرف" حقيبة المالية مطلع عام 2023 مُنحت له صلاحيات كانت موكلة لضابط مسؤول في الإدارة المدنية أحد أذرع جيش الاحتلال.
ووفقا للباحث في معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) سهيل خليلية فإن هذه الصلاحيات تتعلق بمواضيع البناء والتطوير وتحديد الأراضي والمصادقة على مشاريع استيطانية وتخصيص الميزانيات لها.
"هذه المخططات بالعادة تحتاج لعدة سنوات لتمر بمرحلتي التخطيط والتنفيذ، وما بين المرحلتين هناك 17 إجراء يجب أن يمر بها أي مشروع قبل تنفيذه، ومع مجيء سموتريتش وتنسيقه مع مجلس المستوطنات تمكن من تجاوز وتجاهل الغالبية العظمى من هذه الإجراءات" أضاف خليلية في حديثه للجزيرة نت.
وتابع: "أعطى سموتريتش المجلس صلاحية التخطيط والبدء بالبناء والحصول على أذون بأثر رجعي وهذا أدى لتسريع وتيرة الاستيطان من بداية 2023 مع توليه لمنصبه والاتفاقية الحكومية المبنية على هذا الأساس".
أما في القدس والتي تُصنف وفقا للقانون الدولي، كما الضفة الغربية أراضي محتلة عام 1967 فإن سموتريتش أسهم في رفع وتيرة الاستيطان فيها من خلال البلدية التي أسهمت في تسريع المصادقة على المشاريع، بينما ساعد وجوده في تخصيص الميزانيات المطلوبة وتوجيهها نحو المشاريع الاستيطانية وتركيزها في منطقة القدس.
وحسب خليلية، فإن مساهمة هذا الوزير لم تقتصر على تخصيص الميزانيات، بل تعدتها إلى حد منح امتيازات للبناء الاستيطاني، عبر قروض وتسهيلات بنكية للمقاولين والمستوطنين الذين ينوون العيش في المستوطنات الجديدة.
ووصف الباحث ذلك بـ"النقطة المفصلية التي ساعدت على النهوض بالمشاريع الاستيطانية وتسريعها في شرقي القدس".
بالعودة إلى تقرير المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية الذي نشر في أبريل/نيسان، فقدد تطرق أيضا إلى مواصلة الدولة عملها بشكل دؤوب في مواقع أثرية وتراثية شرقي القدس بهدف بسط السيطرة على الأراضي وتعزيز الحضور اليهودي، وتطبيعه من خلال خلق مراكز اهتمام سياحية موجهة للتاريخ اليهودي التوراتي للمدينة، بالإضافة لتقييد حيز الحياة الفلسطينية، وإقصاء السكان ماديا وتاريخيا إلى خارج البلدة القديمة ووضع العقبات أمام أي تسوية مستقبلية.
وخصّ التقرير الحقوقي بالذكر 3 مشاريع استيطانية سياحية، الأول في منطقة وادي الربابة ببلدة سلوان حيث تعمل ما تسمى "سلطة الطبيعة والحدائق" الإسرائيلية مع جمعية "إلعاد" الاستيطانية بالترويج لتهويد المكان من خلال العبث به ونصب بوابات وحواجز على مداخل الأراضي بالإضافة إلى افتتاح وإضاءة الجسر المعلق باللونين الأبيض والأزرق بداية الحرب.
أما المشروع الثاني فهو حفريات عين سلوان التي تنفذها "سلطة الآثار" الإسرائيلية بعد استيلاء جمعية "إلعاد" على أرض كانت مملوكة للكنيسة الأرثوذوكسية اليونانية القريبة من الموقع الأثري، وخلال الحرب بدأ الجيش بالتعاون مع القائمين على المشروع عبر إرسال الجنود للمساعدة في الحفريات.
وفيما يخص مشروع القطار المعلق "التلفريك" الذي يفترض أن يوصل إلى مدينة داود السياحية الاستيطانية، فتم خلال الحرب الإعلان عن أمر مصادرة لأراض تبلغ مساحتها 8 آلاف و752 مترا مربعا بهدف نصب أعمدة "التلفريك".
وتلجأ سلطات الاحتلال -وفقا للباحث خليلية- لتنفيذ هذا النوع من المشاريع بالتحديد لأنها تساعدهم في فكرة إضفاء الطابع اليهودي على القدس، ولأن "إسرائيل تستميت للحصول على موطئ قدم في أي شبر بالبلدة القديمة ومحيطها وتدفع أذرعها المختلفة مبالغ خيالية لكل متر مربع فيها لأن ذلك يثبت روايتهم التوراتية للمكان".
وختم خليلية حديثه للجزيرة نت بالإجابة على سؤال كيف ستغير هذه المشاريع وجه القدس؟ بالقول إن الاحتلال ومنذ عام 1967 يحاول تغيير الشكل الجغرافي والديمغرافي للمدينة بكافة الوسائل.
ومن أهم هذه الوسائل خلق تجمعات إسرائيلية بين التجمعات الفلسطينية وتغيير أسماء الشوارع والأحياء وإطلاق أسماء يهودية عليها، بهدف إطباق الخناق على المقدسيين ومحاصرتهم لدفعهم للخروج والسكن خارج المدينة، وما زالت إسرائيل تمتلك مزيدا من سياسة "النفس الطويل" لتحقيق الهدف الأسمى بأقلية فلسطينية وأغلبية يهودية في المدينة المقدسة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات شرقی القدس فی القدس من خلال
إقرأ أيضاً:
إصابة فلسطينيين بالرصاص في مواجهات مع الاحتلال بالضفة
أصيب فلسطينيون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت الليلة الماضية في نابلس والخليل بالضفة الغربية، بينما هاجم مستوطنون شبانا في القدس المحتلة ضمن اعتداءات متصاعدة.
فقد قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينيين اثنين أصيبا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات في بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمالي الضفة.
من جهتها، أفادت مصادر محلية بإصابة 3 فلسطينيين خلال هذه المواجهات التي اندلعت بعيد اقتحام قوات إسرائيلية البلدة.
عاجل | اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية أودلا جنوب نابلس، والشبان يغلقون عدداً من الشوارع. pic.twitter.com/chJhWuY9OT
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 16, 2025
وبالتزامن، اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في قرية أودلا جنوب نابلس، وأفادت مصادر محلية بأن القوات المتوغلة نفذت عمليات دهم لعدة أحياء بالبلدة واعتقلت شابا.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن جنودا إسرائيليين اعتدوا بالضرب المبرح على طواقمه خلال تغطيتهم المواجهات في أودلا، مشيرا إلى أنه تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
وفي شمالي الضفة أيضا، اقتحمت قوات إسرائيلية بلدة يعبد جنوب جنين، وبلدتي جيوس شمال قلقيلية، والزاوية غرب سلفيت.
إعلانومنذ أسابيع يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا واسعا على مخيمات جنين وطولكرم وطوباس مما أسفر عن عشرات الشهداء وتهجير نحو 40 ألفا من الأهالي من المخيمات، وتدمير بنيتها التحتية إلى حد كبير.
وفي وقت سابق، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية إلى شمالي الضفة، وكانت زجت مؤخرا بالدبابات في جنين للمرة الأولى منذ عام 2002.
متابعة .. قوات الاحتـلال تعتقل أحد الأطفال خلال اقتحامها منطقة واد السمن جنوب الخليل pic.twitter.com/J8BCi5EIWP
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 16, 2025
صدامات بالخليلوفي تطورات ميدانية أخرى بالضفة، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينيا أصيب في وقت مبكر اليوم الاثنين برصاص قوات الاحتلال عند حاجز ميتار جنوب الخليل بالضفة الغربية.
من جهتها، قالت مصادر للجزيرة إن مواجهات اندلعت بين فلسطينيين في مخيم العروب شمال الخليل.
وبحسب مصادر محلية، ألقى شبان فلسطينيون عبوات محلية الصنع على برج عسكري إسرائيلي في محيط مدخل المخيم.
كما قالت مصادر للجزيرة إن جنودا إسرائيليين نكّلوا بأطفال فلسطينيين قبل اعتقالهم في المنطقة الجنوبية من الخليل.
وفي السياق، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قبيل فجر اليوم مدينة بيت لحم.
وشملت الاقتحامات فجر اليوم والليلة الماضية مخيم الجلزون وبلدة سلواد وقريتي نعلين وشقبا قرب رام الله، بالإضافة إلى بلدة العيساوية في القدس المحتلة.
في وقت سابق، أفادت مصادر للجزيرة بإصابة شاب برصاص الاحتلال عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة.
وعقب عملية طوفان الأقصى، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية مما أسفر عن استشهاد أكثر من 930 فلسطينيا وإصابة 7 آلاف واعتقال 15 ألفا آخرين.
???? عصابات المستوطنين تعتدي بالضرب على شبان قرب باب العامود في القدس المحتلة pic.twitter.com/9bSNPqHeu5
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) March 16, 2025
إعلان اعتداءات المستوطنينفي غضون ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن مستوطنين اعتدوا الليلة الماضية بالضرب على شبان فلسطينيين قرب باب العامود في القدس المحتلة.
وجرى الاعتداء في ظل انتشار واسع لقوات الاحتلال حول المسجد الأقصى وعند مداخل القدس المحتلة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن نحو 70 ألفا صلوا العشاء والتراويح بالمسجد الأقصى في اليوم الـ16 من شهر رمضان.
وكان مستوطنون هاجموا بحماية قوات الاحتلال عائلة فلسطينية في حارة جابر وسط الخليل، وأقاموا احتفالا بعيد بوريم اليهودي في شارع الشهداء بالمدينة.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن مجموعات استيطانية تقوم منذ أيام بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في المناطق المغلقة الواقعة على طول الطريق بين مستوطنة كريات أربع والحرم الإبراهيمي.
وفي الإطار، اقتحم مئات المستوطنين أمس منطقة "تل ارميدة" ومحيط الحرم الإبراهيمي وسط مدينة الخليل تحت حماية قوات الاحتلال.
وأكدت مصادر للجزيرة أن مستوطنين انطلقوا في مسيرة من "تل ارميدة"، وصولا للحرم الإبراهيمي، وسط إغلاق محكم للمنطقة، وحظر للتجول على الفلسطينيين، وإجراءات مشددة فرضتها قوات الاحتلال لتأمين المسيرة.
ويؤكد الفلسطينيون أن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخطط لتهويد الحرم الإبراهيمي الذي يقع في البلدة القديمة بمدينة الخليل.