أعلنت روسيا سيطرة قواتها على 547 كيلومترا مربعا من الأراضي شرق أوكرانيا، مؤكدة أنها مستعدة لبحث مقترحات "جادة" لتسوية الصراع مع كييف، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بريطانيا لسرعة إرسال الأسلحة التي وعدت بها.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القوات الروسية سيطرت على 547 كيلومترا مربعا من الأراضي في أوكرانيا هذا العام فيما وصفها "بالمناطق الجديدة" لروسيا، في إشارة إلى 4 مناطق أوكرانية (دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا) قالت موسكو إنها ضمتها إليها.

وذكر شويغو في تصريحات لكبار قادة الجيش أن القوات الأوكرانية تتراجع على طول خط المواجهة الأمامي، وأن القوات الروسية تخترق ما وصفه بشبكة المعاقل الأوكرانية.

وأردف قائلا إن القوات المسلحة الروسية سيطرت خلال الأسبوعين الماضيين على تجمعات نوفوباخموتيفكا وسيمينيفكا وبرديتشي السكنية في جمهورية دونيتسك الشعبية".

وتسيطر روسيا على نحو 18% من مساحة أوكرانيا شرقا وجنوبا وتحقق تقدما منذ فشل هجوم كييف المضاد في تحقيق أي تقدم مهم ضد القوات الروسية المتحصنة جيدا.

واتهم وزير الدفاع الروسي الولايات المتحدة وحلفاءها بأنهم يطالبون أوكرانيا بإيقاف هجوم القوات الروسية بأي ثمن، ما أسفر عن ارتفاع خسائر القوات الأوكرانية.

زاخاروفا: أوكرانيا لا بد أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة عسكريا في المستقبل (رويترز) مقترحات جادة

من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الجمعة إن موسكو مستعدة لبحث مقترحات "جادة" لتسوية الصراع في أوكرانيا على أساس "الوقائع القائمة" وتلبية مخاوف موسكو الأمنية.

وذكرت زاخاروفا في إفادة صحفية أن أوكرانيا لا بد أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة عسكريا في المستقبل، كما شددت على أن هجوما أوكرانيا مدعوما من الغرب على جسر القرم أو على شبه جزيرة القرم سيقابل بانتقام عسكري هائل من روسيا، حسب تعبيرها.

وأكدت زاخاروفا أن موسكو تحذر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أن أي عمل عدائي على القرم لن يكون مصيره الفشل وحسب، بل سيقابل بضربة انتقامية مدمرة.

تنديد روسي

وفي سياق متصل، نددت الرئاسة الروسية اليوم الجمعة بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن تدخل فرنسي محتمل في أوكرانيا ووصفتها بأنها تأتي ضمن "اتجاه خطر للغاية".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة للصحفيين إن "هذا التصريح مهم للغاية وخطر للغاية"، مضيفا أن ماكرون "يواصل على الدوام الحديث عن إمكانية الانخراط المباشر على الأرض في النزاع بشأن أوكرانيا".

ويأتي ذلك بعد أن جدد ماكرون -خلال مقابلة نشرتها مجلة إيكونوميست البريطانية أمس الخميس- استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، معتبرا أنه ينبغي طرح هذه القضية إذا ما اخترقت موسكو "خطوط الجبهة" وإذا ورد طلب أوكراني بهذا الشأن.

وقالت المجلة، إن حديث ماكرون جاء عقب إعلانه الأسبوع الماضي بأن "أوروبا قد تنهار جزئيا" بسبب تصاعد التوتر الناجم عن الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا منذ فبراير/ شباط 2022.

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الفرنسي عن هذا الخيار، إذ تطرق في مارس/آذار الماضي، إلى طرح موضوع إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، مما أحدث جدلا، خاصة بين دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وردَّت موسكو حينها على الطرح الفرنسي عبر مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، الذي هدد باريس إذا أقدمت على إرسال وحدة عسكرية إلى أوكرانيا، بأن تلك القوة "ستصبح هدفا مشروعا وذا أولوية للقوات الروسية".

تأخر وصول المساعدات العسكرية الغربية يقلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الجزيرة) مناشدات أوكرانية

في المقابل، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحرب الدائرة مع روسيا مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الذي وصل اليوم الجمعة إلى العاصمة كييف.

وقالت الرئاسة الأوكرانية إن زيلينسكي ناقش مع كاميرون الوضع على خطوط الجبهة، وأشار إلى أهمية المساعدات العسكرية التي أقرتها بريطانيا الأسبوع الماضي، مشددا على ضرورة وصولها إلى البلاد في أسرع وقت ممكن.

كما أشار الجانبان إلى أهمية مؤتمر السلام المزمع عقده بسويسرا في يونيو/حزيران المقبل.

وقبل أيام، أعرب زيلينسكي عن شكره لشركائه الغربيين على حزم المساعدات الجديدة، وأكد مجددا أن "تحقيق الاستقرار على خط المواجهة وشن المزيد من الهجمات المضادة الأوكرانية يعتمدان على وصول إمدادات الأسلحة والدعم المالي في الوقت المناسب". مضيفا أن بعض الأسلحة "بدأت تصل، ولكن يجب أن نقوم بتسريع العملية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

روسيا: مشادّة ترامب وزيلينسكي تكشف صعوبة تحقيق السلام في أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن الخلاف العلني بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة الماضية، يعكس مدى تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا.
ونقل تلفزيون "آر تي" الروسي عن بيسكوف قوله إن زيلينسكي أظهر افتقاره للكفاءة الدبلوماسية خلال لقائه في البيت الأبيض، مضيفًا أن أي جهود تبذلها موسكو وواشنطن لن تكون كافية لإنهاء الصراع إذا واصلت كييف رفضها للسلام.
وأشار بيسكوف إلى أن زيادة التمويل الأوروبي لأوكرانيا لن تدعم تحقيق السلام، بل ستساهم في إطالة أمد النزاع، معتبرًا أن تصريحات زيلينسكي الأخيرة تعزز وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الانفتاح على التسوية لن يحقق نتائج ملموسة في ظل تعنّت كييف.
كما نقلت وكالة "سبوتنيك" عن بيسكوف قوله إن المواقف الغربية تجاه الصراع بدأت تشهد تغييرات، إذ أصبح واضحًا أن هناك أطرافًا تسعى لاستمرار الحرب، في حين تواصل روسيا الحوار مع الولايات المتحدة بشأن سبل تطبيع العلاقات.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مقترح السلام الذي عرضه زيلينسكي على روسيا وترامب
  • بعد المشادة زيلينسكي يتراجع..مستعدون للعمل في ظل "قيادة ترامب القوية" للسلام
  • زيلينسكي: كييف مستعدة للعمل مع ترامب من أجل السلام
  • روسيا تعارض نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا
  • روسيا: مشادّة ترامب وزيلينسكي تكشف صعوبة تحقيق السلام في أوكرانيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لتوقيع اتفاق المعادن
  • قمة أوروبية طارئة في لندن لبحث دعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الدفاعي «فيديو»
  • قمة أوروبية طارئة في لندن لبحث دعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الدفاعي
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف إقليم نيكوبول 17 مرة في يوم واحد
  • روسيا: إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا "وقاحة"