تونس– تصاعدت هتافات الصحفيين في تونس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لمطالبة السلطة الحالية بالكف عن الملاحقات والتضييقات والأحكام بالسجن ورفع القيود على حرية التعبير وحق النفاذ للمعلومة، معتبرين أن استخدام القوانين السالبة للحرية لن يؤسس سوى لنظام دكتاتوري.

ونفذ اليوم الجمعة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة عشرات الصحفيين وقفة احتجاجية أمام مبنى نقابة الصحفيين التونسيين رافعين شعارات تندد بما اعتبروه تضييقات أمنية من السلطة الحالية على القضاء على غرار "حريات حريات.

. دولة البوليس وفات" و"السجون تعبات يا قضاء التعليمات" وغيرها.

يقول نقيب الصحفيين التونسيين زياد الدبار، للجزيرة نت، إن واقع الصحافة في تونس يعيش انتكاسة بسبب تصاعد استخدام القوانين الزجرية ضد الصحفيين مقابل دفن المرسوم 115 المنظم لمهنة الصحافة فضلا عن تصاعد الاعتداءات الأمنية ضد الصحفيين وتصاعد الملاحقات والأحكام بالسجن ضدهم والتضييق على حق النفاذ للمعلومة.

نقيب الصحفيين التونسيين زياد دبار قال إن 39 صحفيا يتعرض لملاحقة قضائية بتهم مختلفة بينها تهم إرهابية خطيرة (الجزيرة) مراسيم خطيرة

ممارسة حرية الصحافة على الميدان يحفها الكثير من المخاطر بحسب نقيب الصحفيين الذي يعتبر أنه لم يعد هناك قانون ينظم مهنة الصحافة في ظل توجه النظام الحالي لاستخدام قوانين زجرية عقوباتها خطيرة على غرار قانون الإرهاب والمجلة الجزائية ومجلة الاتصالات والمرسوم 54 الذي صاغه الرئيس الحالي قيس سعيد.

ويعتبر زياد دبار أن من بين المراسيم الخطيرة التي تعيد قطاع الصحافة إلى مربع القمع المرسوم 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال، مشيرا إلى أنه سيف مسلط على رقاب الصحفيين وغيرهم لما يتضمنه من أحكام قاسية سالبة للحرية راح ضحيتها عدد من الصحفيين مثل الصحفي محمد بوغلاب.

ومؤخرا قضت محكمة تونسية بالسجن النافذ مدة 6 أشهر بحقّ الصحفي بوغلاب، المعروف بانتقاده سياسات الرئيس قيس سعيّد، بعدما أدانته بتهمة التشهير بموظفة عمومية. وفضلا عن بوغلاب، تقبع منذ أشهر الصحفية شذى الحاج مبارك في السجن بتهمة التآمر على أمن الدولة وتبييض الأموال وهي تهم تنفيها الصحفية.

وفي الإجمال، يقول نقيب الصحفيين إن هناك 39 صحفيا يتعرضون لملاحقة قضائية بتهم مختلفة بينها تهم إرهابية خطيرة على غرار الصحفي زياد الهاني المعروف بانتقاده للرئيس الحالي قيس سعيد. وبالإضافة إلى الملاحقات القضائية المتواترة سجلت نقابة الصحفيين التونسيين 211 اعتداء أمنيا ضد الصحفيين قبل سنة من الآن، وفق تأكيد دبار.

نظام دكتاتوري

من جهتها، تقول الصحفية أميرة محمد، للجزيرة نت، إن حرية الصحافة تراجعت إلى أدنى مستوياتها حتى قياسا بأحلك فترات الدكتاتورية في حقبة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الدلائل الخطيرة على أرض الواقع تدل على قمع حرية التعبير والصحافة في ظل التضييقات والملاحقات والأحكام بالسجن.

وتضيف "لا يمكن الحديث عن ديمقراطية إذا كانت حرية التعبير مقموعة بهذا الشكل. وبالتالي فإن استخدام القوانين السالبة للحرية ضد الصحفيين لا يكون إلا في نظام دكتاتوري".

وتستنكر أميرة محمد الزج بعدد من الصحفيين في السجون بتهم تقول إنها واهية هدفها الضغط على الصحفيين وترهيبهم، مؤكدة أن الوضع يزداد قتامة بسبب ضرب حرية التعبير وتطويع الإعلام العمومي كبوق دعاية للنظام الحالي وتخويف الإعلام الخاص، حسب تعبيرها.

وبحسب التقرير السنوي الذي أصدرته اليوم نقابة الصحفيين التونسيين حول واقع حرية الصحافة في تونس لسنة 2024 اتسم الوضع بتصاعد الاعتداءات ضد الصحفيين والمصورين وتواتر المحاكمات في حقهم على خلفية أعمالهم الصحفية واعتماد السلطة الحالية سياسة الانغلاق ورفض الحوار مع وسائل الإعلام ونقابة الصحفيين.

الصحفية أميرة محمد: الوضع يزداد قتامة بسبب ضرب حرية التعبير وتطويع الإعلام العمومي (الجزيرة) سياسة التنكيل

وبحسب التقرير، فإن الهدف من تلك التضييقات هو التشفي والتنكيل بكل صحفي يسمح لنفسه بالخوض في مواضيع حارقة تشغل الرأي العام، أو لمجرد التعرض إلى أي مسؤول في الدولة وانتقاد أداء بعض الوزراء. وينتقد التقرير استعمال السلطة الحالية القضاء كأداة من أجل استهداف الصحفيين والتضييق على حرية التعبير.

وتأتي احتجاجات الصحفيين التونسيين في سنة تعيش فيها البلاد على وقع استحقاق انتخابي هام وهو الانتخابات الرئاسية، حيث ستنتهي ولاية الرئيس الحالي سعيد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ولكن إلى الآن لم تحدد هيئة الانتخابات موعد الانتخابات كما لم يقم الرئيس سعيد بإصدار أمر يحدد الموعد.

كما يأتي هذا الاحتجاج في وقت أصدرت فيه منظمة مراسلون بلا حدود -اليوم الجمعة- تقريرها حول تصنيف حرية الصحافة العالمي.

وبحسب التقرير، تقدمت تونس خلال سنة 2024 بـ3 مراتب ضمن التصنيف العالمي لحرية الصحافة لتحتل المرتبة 118 من جملة 180 دولة ضمن هذا التصنيف.

لكن هذا التقدم لا يعني تحسن وضعية حرية الصحافة في تونس، بحسب ممثل منظمة مراسلون بلا حدود في شمال أفريقيا خالد درارني، الذي أكد في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، أن "المنظمة لاحظت تأزم حرية الصحافة في تونس من خلال سجن الصحفيين وسن المرسوم 54 الذي أصبح يطبق بصفة عشوائية على الصحفيين".

ويواجه الرئيس قيس سعيد -منذ 25 يوليو/تموز 2021 تاريخ إعلانه تدابير استثنائية حل بها البرلمان السابق وغير بها الدستور ونظام الحكم من برلماني إلى رئاسي وسع فيه صلاحياته- اتهامات من المعارضة بالانقلاب على الديمقراطية وإرساء نظام استبدادي فردي.

في المقابل، يعتبر أنصار الرئيس سعيد أن ما قام به كان تصحيحا لمسار الثورة بدعوى أن الأحزاب التي حكمت البلاد بعد سقوط النظام السابق وطيلة العشرية الماضية كانت المتسببة الرئيسية في تدهور الأوضاع واستشراء الفساد جراء صراعها على السلطة وتقاسم المناصب في الدولة على حساب مصلحة الشعب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الصحفیین التونسیین السلطة الحالیة نقیب الصحفیین حریة التعبیر حریة الصحافة ضد الصحفیین

إقرأ أيضاً:

كُتاب الوحي في حياة رسول الله.. تعرف عليهم

في شهر ربيع الأنوار، حيث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يواصل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية حملته (سراجًا منيرًا) تعريفًا برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.

الأزهر للفتوى تحتفل باليوم العالمي للغة الإشارة العالمي للفتوى يوضح مظاهر رحمة النبي للحيوانات كُتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه كان لسيدنا رسول الله ﷺ كُتَّابٌ يكتبون بين يديه الوَحْي وغيره؛ فهو النَّبيّ الأُمِّيّ الذي علَّم الُمتعلِّمين، وبثَّ الأَمل في قُلوب البائِسِين.

وتابع العالمي للفتوى الإلكترونية أن أمية الرسول ما كانت في حَقِّه ﷺ إلا ممدَحَة، ومَكرُمة، ودليلًا من دلائل نُبوَّته وصِدقه ﷺ دون سائر النَّاس، وكُتَّابُه كُثْر، منهم:

كُتاب رسول الله 

- الخلفاء الأربعة؛ أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ.

- أبَانُ بْنُ سعيد بْنِ العَاص.

- أُبَيّ بْنُ كَعْب.

- زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ.

- مُعَاذُ بْنُ جَبَل.

- أَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَم.

- ثَابِتُ بْنُ قَيْس.

- حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيع.

- خَاِلدُ بْنُ سَعِيد بْنِ العَاص.

- خَالِدُ بْنُ الوَلِيد.

- الزُّبَير بْنُ العَوَّام.

- عَبْدُ الله بْنُ أبي السَّرح.

- عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَة.

- عبد الله بْنُ أَرْقَم.

- عبد الله بْنُ زَيدِ.

- العَلَاءُ بْنُ الحَضْرَميّ.

- مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمة.

- مُعَاوِيَةُ بْنُ أبي سُفْيَان.

- المُغيرة بن شُعبة، رضي الله عنهم أجمعين.

أول من كتب الوحي

 كان أوَّل من كتب الوحي في مكة من قريش الصحابيُّ عبد الله بن أبي سَرح، كما إنّ أوَّل من كتب الوحي بين يدي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة الصحابي أُبَيُّ بن كعب، وممَّن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة، والزُّبير بن العوَّام، وخالد وأبَّان ابنا سعيدٍ بن العاص، وحنظلةُ بن الرَّبيع، ومُعيقيب بن أبي فاطمة، وعبد الله بن الأرْقم، وشُرَحْبِيل بن حَسْنة، وعبد الله بن رَوَاحَة، وهذا يبيِّن لنا كثرة عدد من كتب للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم.


كُتَّاب الوحي من الصحابة 

منذ أن وصل النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة أصبحت حِصنَ الإسلام ومنزل الوحي ومُستقرَّه، وقد عاونه أصحابه في إدارة الدَّولة، فتشكَّلت لكلِّ واحدٍ منهم وظيفتُه؛ فكان له عددٌ من الحُرَّاس، والحُجَّاب، والسُّفراء وغيرهم، كما كان له عددٌ من الكُتَّاب تجاوزوا الأربعين كاتباً، وتبعاً لذلك صاروا ذوي تخصُّصاتٍ مختلفة؛ فقد اختصَّ بعضُهم بكتابة الوحي، والبعض الآخر في الكتابة في الشُّؤون العامَّة للدَّولة.[٨] وكان يكتب الوحي عليّ بن أبى طالب، وزيد بن ثابت، وأُبَيّ بن كعب، وعثمان بن عفَّان، وكان زيد بن ثابت -بالإضافة إلى كتابة الوحي- مترجمَ رسول الله -لَّى الله عليه وسلَّم؛ حيث كان يتقن لغاتٍ أخرى كالعبريَّة والفارسيَّة، كما كان يكتب للملوك والأمراء، وكان علي بن أبي طالب يكتب العهود وعقود الصُّلح، أما عن حوائج الناس فكان يكتبها المُغِيرة بن شُعبة، ويكتب المداينات في المجتمع عبد الله بن الأرقم، و مُعيقيب بن أبي فاطمة يسجِّل الغنائم، وعندما كان يغيب أيُّ كاتبٍ من هؤلاء كان يكتب حنظلة بن الرَّبيع عنه، لذا عُرف بالكاتب.

مقالات مشابهة

  • قيس سعيد يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء مهامه في تونس
  • الرئيس التونسي يستقبل السفير المصري بمناسبة انتهاء مهامه في تونس
  • غضب عارم بسبب قضية الفتيات القاصرات.. سياسيون وفنانون ومحامون ينددون بالمحاكمة
  • "حريات الصحفيين" تتضامن مع موقع "فكر تاني" بعد رفض ترخيصه
  • تهميش ومصير غامض.. ظاهرة هروب الرياضيين التونسيين تتفاقم في السنوات الأخيرة
  • كُتاب الوحي في حياة رسول الله.. تعرف عليهم
  • مقال في غارديان: إسرائيل زادت هجومها على حرية الصحافة باقتحامها مكاتب الجزيرة برام الله
  • حكم بالسجن يبرز تراجع حرية الإعلام في هونغ كونغ.. 21 شهرا لرئيس تحرير سابق
  • صحيفة أميركية: انتكاسة كبرى لأحد برامج التسلح الصينية
  • الصحافة المدرسية في مصر.. مسار تاريخي وتأثير ثقافي.. ندوة بنقابة الصحفيين بمناسبة مرور 150 عاما على مجلة روضة المدارس