الانتفاضة الطلابية المؤيدة لغزة تمتد إلى أستراليا والمكسيك.. اعتصامات فى جامعات ملبورن وكانبيرا وسيدنى.. و«المكسيك المستقلة»: من النهر إلى البحر فلسطين ستنتصر
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تواصل الاحتجاجات الطلابية في انحاء العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، تجمع مئات المحتجين على العدوان الصهيوني في غزة أمام أبرز الجامعات الأسترالية، أمس الجمعة، مطالبين إياها بسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بالكيان الصهيوني في احتجاجات مستوحاة من حراك طلابي يجتاح الجامعات الأمريكية.
وكان ناشطون مؤيدون للفلسطينيين قد اعتصموا الأسبوع الماضي خارج القاعة الرئيسية بجامعة سيدني، إحدى أكبر مؤسسات التعليم العالي في أستراليا، وأعلن محتجون اعتصامات مماثلة في جامعات بملبورن وكانبيرا ومدن أسترالية أخرى.
وعلى عكس ما يحدث في الولايات المتحدة حيث تفض الشرطة اعتصامات مؤيدة للفلسطينيين بالقوة في عدد من الجامعات، اتسمت مواقع الاحتجاج في أستراليا بأجواء سلمية مع وجود الشرطة بأعداد ضئيلة.
وفي المكسيك، نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين في مكسيكو سيتي، مساء الخميس، خياما أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة"، أكبر جامعة في البلاد، وذلك احتجاجا على استمرار الحرب في قطاع غزة، وتضامنا مع الطلاب المحتجّين في الولايات المتّحدة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاماً فلسطينية ورددوا شعارات من بينها "عاشت فلسطين حرّة!"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!"
ورفع المحتجون مطالب عدّة، من بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني.
وفي فرنسا، أعلن معهد العلوم السياسية العريق الخميس أنه سيغلق الجمعة فرعه الرئيسي في باريس بعد أن احتل طلاب محتجون مؤيدون للفلسطينيين مباني جديدة في حرم الجامعة.
وفي رسالة تلقاها موظفوه مساء الخميس، قال قسم الموارد البشرية في معهد العلوم السياسية في باريس إن المباني الواقعة في وسط العاصمة الفرنسية "ستظل مغلقة الجمعة ٣ مايو. نطلب منكم مواصلة العمل من المنزل".
واستضاف معهد العلوم السياسية في باريس نقاشا داخليا حول الشرق الأوسط يوم الخميس. أعلن جان باسير، المدير المؤقت للمعهد "لقد كانت مناقشة صعبة، مع مواقف واضحة إلى حد ما، والكثير من العاطفة، ولذا آمل الآن أن يستعيد الجميع الهدوء قبل الامتحانات المقرر إجراؤها يوم الإثنين"، وبمجرد انتهاء المناقشة، دعت المنظمات الطلابية المعبأة ــ مثل اتحاد الطلاب والتضامن الطلابي إلى اعتصام في قاعة مدخل معهد العلوم السياسية.
وردًا على طلب الطلاب للتشكيك في "شراكات المدرسة مع الجامعات والمنظمات الداعمة لدولة إسرائيل"، قررت وزيرة التعليم العالي الفرنسية، سيلفي ريتيليو، الخميس، أنه "من غير المشكوك فيه أن تتخذ الجامعات موقفًا مؤسسيًا لصالح هذا الأمر أو غيره في الصراع الدائر في الشرق الأوسط" .
وطلبت من رؤساء الجامعات ضمان الحفاظ على النظام العام، باستخدام “أقصى حد من الصلاحيات” المتاحة لهم، لا سيما فيما يتعلق بفرض عقوبات تأديبية في حالة حدوث اضطرابات أو اللجوء إلى إنفاذ القانون، وذلك خلال مداخلة عبر الفيديو إلى مجلس إدارة الجامعات الفرنسية. وفي نهاية هذا التبادل، رحبت جامعات فرنسا، "بتصميم الوزيرة على اتباع مسار متوازن وثابت من أجل العودة إلى الهدوء".
وظل الرئيس الأمريكي جو بايدن ظل لفترة صامتًا بشأن المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، والتي تم تفكيكها الآن، ورد أخيرًا في بيان مقتضب يوم الخميس.
وقال بايدن إن الأمريكيين “لهم الحق في التظاهر، ولكن ليس لهم الحق في زرع الفوضى. للناس الحق في الحصول على التعليم، والحق في الحصول على شهادة جامعية، والمشي عبر الحرم الجامعي بأمان دون خوف من التعرض للهجوم لا ينبغي أن يكون هناك مكان في أي حرم جامعي في أي مكان في أمريكا لمعاداة السامية أو التهديد بالعنف ضد الطلاب اليهود" .
ودافع رئيس الولايات المتحدة أيضًا عن حرية التعبير والحق في التظاهر، مشددًا في الوقت نفسه على أن "النظام يجب أن يسود".
أما رئيس الكيان الصهيوني، فيقول إن "الكراهية ومعاداة السامية" "لوثت" الجامعات الأمريكية، وندد إسحق هرتسوج بـ”العودة المرعبة لمعاداة السامية” في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث “الجامعات الشهيرة ومراكز التاريخ والثقافة والتعليم، ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتجاجات الشعب الفلسطيني معهد العلوم السیاسیة
إقرأ أيضاً:
معهد إسرائيلي: الهجمات من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على غزة
الجديد برس|
في تحليل موسع نشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، تم التأكيد على أن التهديد الذي تمثله قوات صنعاء ضد “إسرائيل” ليس مجرد انعكاس للحرب في غزة، بل هو عنصر متداخل معها بشكل مباشر.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الصاروخية من اليمن ستستمر ما دامت “إسرائيل” ماضية في عدوانها على قطاع غزة، وهو ما يضع تحديات جديدة على المستوى الأمني والاستراتيجي في المنطقة.
كما لفت المعهد إلى أن صنعاء تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة والاستقلالية العسكرية، ما يجعلها قوة صاعدة يصعب ردعها أو إيقاف تصعيدها بالوسائل التقليدية.
ـ صنعاء: قوة غير قابلة للتوجيه أو الاحتواء:
وفقًا للتقرير، تبرز صنعاء كقوة إقليمية تتمتع بقدرة عالية على الاستقلال في اتخاذ القرارات العسكرية، مما يصعب على إيران أو أي قوى أخرى، حتى الحليفة لها، فرض سيطرتها أو توجيه سياساتها بشكل كامل.
وذكر التقرير أن هذه الاستقلالية هي ما يجعل محاولات إسرائيل وحلفائها للتصدي لأنشطة قوات صنعاء العسكرية في البحر الأحمر والمضائق المجاورة أكثر تعقيدًا.
فبينما كانت إسرائيل تأمل في تقليص نفوذ صنعاء من خلال استهدافها في أماكن معينة، كانت هناك محاولات لتطويق الأنشطة البحرية للحوثيين، إلا أن قوات صنعاء تمكنت من التصعيد بفعالية، لتظهر قدرتها على إزعاج العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر وتغيير مسارات السفن التجارية، بما في ذلك السفن الإسرائيلية.
هذا الوضع بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل في وقت حساس بالنسبة لها، حيث ترى أن الحصار البحري الذي فرضته صنعاء على السفن الإسرائيلية يهدد ممرات التجارة الحيوية التي تمر عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
كما أن التهديدات الصاروخية الحوثية قد تستمر في التأثير على حركة السفن الإسرائيلية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، في وقت يعاني فيه من تبعات الحرب في غزة.
ـ “إسرائيل” أمام معضلة استراتيجية مع صنعاء:
تعامل إسرائيل مع تهديد صنعاء يعكس مأزقًا استراتيجيًا كبيرًا، فهي تجد نفسها أمام معركة مزدوجة بين التصعيد العسكري أو الرضوخ لمطالب صنعاء. من جهة، تبقى إسرائيل على قناعة بأنها لا يمكن أن تتحمل تعطيل حركة التجارة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لاقتصادها.
لكن من جهة أخرى، فإن زيادة التدخل العسكري ضد قوات صنعاء قد يعرضها لفتح جبهة جديدة يصعب احتواؤها في وقت حساس بالنسبة لتل أبيب، خاصة في ظل التحديات العسكرية التي تواجهها في غزة ولبنان.
التحليل الذي قدمه معهد الأمن القومي الإسرائيلي لم يغفل المأزق الذي تواجهه “إسرائيل” في هذا الصدد.
ففي أعقاب فشل محاولات البحرية الأمريكية في توفير حماية فعالة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بدأت تل أبيب في البحث عن حلول بديلة من خلال التنسيق مع الدول الخليجية التي تشاركها مخاوف من تصاعد تهديدات صنعاء.
كما أوصى المعهد بتوسيع نطاق التنسيق الإقليمي لمواجهة هذا التهديد المتزايد، وهو ما قد يتطلب استراتيجيات جديدة قد تشمل تحالفات متعددة وتعاون أمني موسع.
ـ تحولات استراتيجية: هل تجد “إسرائيل” الحل؟:
يبدو أن التهديد الذي تمثله صنعاء لا يقتصر على كونه تهديدًا عسكريًا فقط، بل يشمل أيضًا تداعياته الاقتصادية والسياسية. فالتأثير المباشر الذي فرضته الهجمات الصاروخية الحوثية على السفن الإسرائيلية، سواء عبر تعطيل التجارة أو من خلال محاولات الحد من حرية الملاحة في البحر الأحمر، قد يعيد التفكير في خيارات الرد الإسرائيلية.
وإذا كانت إسرائيل قد فشلت في ردع القوات الحوثية بالوسائل العسكرية التقليدية خلال الأشهر الماضية، فإنها قد تكون أمام خيارات محدودة في المستقبل.
ويشدد معهد الأمن القومي على أن أي تدخل عسكري ضد صنعاء قد يؤدي إلى تصعيد واسع في المنطقة.
فالحرب في غزة قد تكون قد أظهرت ضعفًا في الردع العسكري الإسرائيلي، في حين أن التصعيد ضد قوات صنعاء قد يُفضي إلى فتح جبهات متعددة تكون إسرائيل في غنى عنها، خاصة مع التوترات القائمة في جبهات أخرى مثل لبنان.
ومع ذلك، فإن إسرائيل لا يمكنها تجاهل تأثير الحصار البحري على اقتصادها، وهو ما يجعلها تبحث عن استراتيجية جديدة للحد من هذا التهديد، سواء عبر تكثيف التنسيق الإقليمي أو من خلال حلول عسكرية أكثر شمولًا.
ـ ماذا ينتظر “إسرائيل” في المستقبل؟:
في خضم هذا الواقع المعقد، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن إسرائيل من إيجاد استراتيجية فعالة لمواجهة تهديدات صنعاء، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا أكبر يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع؟. التحديات العسكرية والدبلوماسية في هذا السياق قد تكون أكبر من أي وقت مضى، خاصة إذا استمرت صنعاء في التصعيد والتمسك بمواقفها العسكرية.
ومع غياب ردع أمريكي فعال، وتزايد دعم القوى الإقليمية مثل إيران، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة خيارات صعبة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة على الصعيدين العسكري والسياسي في المنطقة.